الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن كان بغير أن يعلم ذلك فلقلة المبالاة يستخدم التحقيق والتقصير في ذلك فعلم أن الورد بما ليس له معنى معلوم لا يصح.
[سورة الأنفال]
قوله [فقال: هذا ليس لي ولا لك] لما أن حكم الغنائم لم يكن نزل بعد فأنها أول غنيمة في الإسلام، وقول من قال (1) لأنها من غنيمة لم تقسم ذهول.
قوله [فأتاه أبو بكر] وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مقام العجز والعبودية والله صمن، وأبو بكر في مقام التوكل. قوله [فناداه العباس وهو في وثاقة] وكان خروجه لجبرهم (2) عليه إلا أن من كثر سواد قوم فهو منهم ولذلك السر فدى كفدية الآخرين. قوله [لا يصلح] لما أنه خاف (3) على نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهم في دارهم وهم مخنقون (4) عليه فلا يقصرون في إضراره
(1) كما ذكر في بين سطور الكتاب، ولم يعزه إلى أحد، ثم ما أفاده الشيخ عن أنه لم يكن نزل حكم الغنيمة بعد بذلك جزم غير واحد من العلماء، ويشكل عليه لاسيما على الحنفية أنه كيف قال صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر: من قتل قتيلا فله سلبه، وأجاب عنه شيخنا في البذل فارجع إليه.
(2)
ففي الإصابة: شهيد بدراً مع المشركين مكرهاً، وفي الخميس: قال النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ لأصحابه: إني قد عرفت رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً ولا حاجة لهم بقتنالنا، فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقى أبا البختري فلا يقتله، ومن لقى العباس بن عبد المطلب فلا يقتله، فأنه إنما خرج مستكرها، انتهى. وسيأتي عنه قريباً أنه قال: إني كنت مسلماً لكن القوم استكرهوني.
(3)
وهذا دليل بين على إكراهه رضي الله عنه على الخروج وعدم رضائه بإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم والقتال معه.
(4)
قال المجد: الحنق محركة الغيظ أو شدته، وأحنق أغضب وحقد حقداً لا ينحل، انتهى.
وإيذائه. قوله [فمن يقول هذا إلا أبو هريرة الآن] مدح لأستاذه (1) على غزارة عليه وكثرة رواياته، وليس فيه لغيره وقله [وقعوا في الغنائم] وهذا من غير إطلاعه صلى الله عليه وسلم وكانوا قد أكلوا منها وتصرفوا فيها غير ذلك.
قوله [إلا سهيل بن للبيضاء] لثبوت (2) إسلامه رضي الله عنه.
(1) يعني أن هذه جملة معترضة بين نظم الحديث، ويؤيد ذلك أن الحديث أخرجه صاحب التيسير برواية الترمذي بلفظ: لم تحل الغنائم لأحد سود الرأس من قبلكم، إنما كانت تنزل نار من السماء فتأكلها، فلما كان يوم بدر وقعوا في الغنائم قبل أن تحل لهم، فأنزل الله تعالى، الحديث. وأخرج السيوطي برواية جماعة للمخرجين منهم الترمذي عن أبى هريرة قال: لما كان يوم بدر تعجل الناس إلى الغنائم، فأصابوها قبل أن تحل لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغنيمة لا تحل لأحد سود الروس قبلكم، كان وأصحابه إذا غنموا جموعها ونزلت نار من السماء فأهلكتها، فأنزل الله هذه الآية {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} إلى آخر الآيتين، انتهى.
(2)
كتب الشخ أولا في تقريره (قوله: إلا سهيل بن البيضاء، ولا أدري ما الذي فرق به بين سهيل وعباس، فليسأل، انتهى) ثم ضبب عليه وكتب محله (لثبوت إسلامه) ولعله سأل الشيخ عنه فأقاد ذلك، لكن يشكل عليه ما في الخميس: قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: أقد نفسك وابني أخيك عقيل وتوفل فانك ذو طال، قال: إني كنت مسطاً لكن القوم استكرهوني، قال: الله أعلم بإسلامك إن ربك ما ذكرت حقاً فالله يجزيك، فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا، انتهى. وهذا المعنى موجود في سهيل أيضاً اللهم إلا أن يقال: إن إسلام سهيل كان بالشهادة بخلاف العباس مع أنه يدل بعض الروايات على أن عباساً أسلم إذ ذاك حين أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بمال دفعة إلى زوجته سراً لا يعلمه غيره حين خرج من مكة، ثم في الحديث إشكال آخر أيضاً، وهو أنه ورد فيه استثناء سهيل بالتصغير، وهو هكذا في الدر المنشور والخازن وغيرهما، وقال الحافظ الإصابة: سهيل ابن بيضاء ذكر ابن إسحاق أنه شهد بدراً، وذكره في البدريين أيضا موسى ابن عقبه، وزعم ابن الكلبي أنه الذي أسر يوم بدر وشهد له ابن مسعود، ورد ذلك الواقدي وقال: إنما هو أخوه سهل، ويؤيد الكلبي ما رواه الطبراني بإسناد صحيح عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، ثم ذكر حديث الباب، وقال في سهل: قال أبو حاتم: كان سهل ممن يظهر الإسلام بمكة، وقال أبو عمر: أسلم سهل بمك، فكتم إسلامه، فأخرجه قريش إلى بدر، فأسر يومئذ، فشهد له ابن مسعود أنه رآه يصلي بمكة، فأطلق، انتهى. وقال ابن الأثير في أسد الغاية في سهل: كافة ممن أظهر إسلامه بمكة، وقال في سهيل بالتصغير: قريشي قديم الإسلام هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة، وهاجر إلى المدينة فجمع الهجرتين، ثم شهد بدراً وغيرها، انتهى. فتأمل. وما أشار إليه المصنف من القصة مذكورة في الدر والخازن وغيرهما في استشارية صلى الله عليه وسلم. وقوله لأبى بكر: مثلك كمثل إبراهيم وعيسى، وقوله لعمر: مثلك كمثل نوح وموسى، وقال الخازن أخرجه الترمذي مختصرا وقال: في الحديث قصة، وهي هذه القصة التي ذكرها البغوي، ثم أخرج الخازن عن رواية عمر بعض هذه القصة مع زيادة فيها.