الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ها هنا القباب والخيام لا بيت الإقامة والمقام.
قوله [ما بال دعوى الجاهلية] أي لا ينبغي أن تدعوا بدعوى الجاهلية فيدعو كل امرئ بأصحابه، بل الواجب على كل منهما أن يحكم الله ورسوله فيما شجر بينهم، وأن يدعو المسلمين فيحكموا ما هو الإنصاف سواء كان لهم أو عليهم.
[سورة التغابن]
قوله [هموا أن يعاقبوهم فأنزل الله إلخ] والمراد (1) بها هو قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} الآية.
[سورة التحريم]
قوله {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} علة للجزاء أقيمت مقامه، والمعنى إن تتوبا إلى الله فقد وجبت عليكم التوبة لأنه قد صغت (2) قلوبكما. قوله [فوا عجبًا لك
(1) يعني المقصود من تمام الآية هو قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} الآية. كما هو نص رواية الحاكم ولفظها: فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوهم قد فقهوا فهموا أن يعاقبوا فأنزل الله عز وجل، {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} الآية. وفي الدر برواية عبد بن حميد وابن مردوديه عن ابن عباس قال: كان الرجل يريد الهجرة فتحبسه امرأته وولده فيقول: أنا والله لئن جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لأفعلن، فجمع الله بينهم في دار الهجرة، فأنزل الله وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا}.
(2)
وفي الجمل عن القرطبي: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أي زاغت ومالت عن الحق، وهو أنهما أحبا ما كره النبي صلى الله عليه وسلم من اجتناب جارية أو اجتناب العسل، انتهى. وقال البيضاوي: قوله {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} فقد وجد منكما ما يوجب التوبة، وهو ميل قلوبكما عن الواجب من موافقة الرسول عليه الصلاة والسلام يحب ما يحبه وكراهة ما يكرهه، انتهى. وفي التفسير الكبير: جواب الشرط محذوف للعلم به على تقدير كان خيرًا لكما، انتهى.
يا ابن عباس] إنما تعجب لخفاء هذه المسألة (1) عليه، أو لكونه انتظر مدة كذا (2) ولم يسأله، أو كما قال الزهري (3)، قوله [وكان منزلي بالعوالي إلخ] وقد كان تزوج (4)
(1) وإليه مال الحافظ إذ قال: تعجب عمر من ابن عباس مع شهرته بعلم التفسير كيف خفى عليه هذا القدر مع شهرته وعظمته في نفس عمر، وتقديمه في العلم على غيره مع ما كان ابن عباس مشهورًا به من الحرص على طلب العلم ومداخلة كبار الصحابة وأمهات المؤمنين فيه، أو تعجب من حرصه على طلب فنون التفسير حتى معرفة المبهم، انتهى.
(2)
ويؤيد ذلك ما في الفتح عن رواية الطيالسي: فقلت: يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن حديث منذ سنة فتمنعني هيبتك أن أسألك، وفي رواية عبد بن حنين: فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟ قال: تلك حفصة وعائشة، فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك، قال: لا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به، انتهى.
(3)
كما في حديث الباب، وقال الحافظ: وقع في الكشاف كأنه كره ما سأله، قال الحافظ: وقد جزم بذلك الزهري في هذا الحديث كما أخرجه مسلم، واستبعد القرطبي ما فهم الزهري ولا بعد فيه، انتهى.
(4)
فإن من زوجاته زينب بنت مظعون وهي والدة ولديه عبد الله وحفصة وهي من المهاجرات، ومن زوجاته جميلة بنت ثابت كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة، تزوجها عمر سنة سبع فولدت له عاصم بن عمر، وهي التي أتى فيها الحديث في الموطأ وغيره أن عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصمًا يلعب، كذا في الإصابة. فالظاهر أنها هي الزوجة، وقصة هجره صلى الله عليه وسلم كما في المجمع سنة تسع.
في العوالي فكانت له زوجة هنا زوجة هنا.
قوله [فضرب على الباب] بإضافة (على) إلى ضمير المتكلم، والباب مفعول، فالمعنى آذنني وناداني، أو بأن يكون المجرور هو الباب و (على) حرف جر. قوله [على رمل حصير] لما كان قد يطلق (1) الحصير على الغير المرمول أيضًا حسن إضافته إليه من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف. قوله [الله أكبر] كبر تعجبًا (2) على ما اشتهر بينهم من الخبر الكاذب وتمكن منهم، وكان السبب في بكاء القوم خوف العذاب لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو خوف على أزواجه ورحمة عليهن فقد كانت فيما بينهم قرابات.
قوله [استأنس] كأنه استأذن (3) أن يجلس فيحدث. قوله [فعاتبه الله
(1) قال الحافظ: بسكون الميم والمراد به النسج، تقول: رملت الحصير وأرملته: إذا نسجته، وحصير مرمول: أي منسوج، والمراد ها هنا أن سريره كان مرمولاً بما يرمل به الحصير، ووقع في رواية أخرى: على رمال سرير، ووقع في رواية: على حصير وقد أثر الحصير في جنبه، كأنه أطلق عليه حصيرًا تغليبًا، وقال الخطابي: رمال الحصير ضلوعه المتداخلة بمنزلة الخيوط في الثوب، كأنه عنده اسم جمع، انتهى.
(2)
قال الكرماني: لما ظن الأنصاري أن الاعتزال طلاق أو ناشئ عن طلاق فأخبر عمر بذلك جازمًا به، ولم يجد له عمر حقيقة كبر تعجبًا من ذلك، وقال الحافظ: يحتمل أن يكون كبر الله حامدًا له على ما أنعم به عليه من عدم وقوع الطلاق، انتهى.
(3)
ولفظ البخاري: ثم قلت وأنا قائم استأنس: يا رسول الله لو رأيتني، الحديث. قال الحافظ: يحتمل أن يكون استفهامًا بطريق الاستئذان، ويحتمل أن يكون حالاً من القول المذكور بعده، وهو ظاهر سياق هذه الرواية، وجزم القرطبي بأنه استفهام فيكون أصله بهمزتين تسهل إحداهما، وقد تحذف تحفيفًا، ومعناه انبسط في الحديث، واستأذن في ذلك لقرينه الحال التي كان فيها لعلمه بأن بنته كانت السبب في ذلك، فخشى أن يلحقه هو شيء من المعتبة فبقي كالمنقبض عن الابتداء بالحديث حتى استأذن فيه، انتهى.