الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب الداعي يبدأ بنفسه]
قوله [بدأ بنفسه] لأن السؤال للغير وترك نفسه يوهم أن له غنى عنه، ولأنه لو أوتي له (1) ما سأل فهو يكون فهو يكون قد أحرز نصيبًا منه. قوله [ما لم يعجل] لأنه يكون سببًا للقنوط والترك. قوله [أراه قال] أي غالب ظني أنه قال: له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأما بعد ذلك (2) فليس داخلاً
(1) يعني أن الدعاء للغير من الأدعية المستجابة، فقد أخرج الطبري عن ابن عباس رفعه: خمس دعوات مستجابات، وذكر فيها دعوة الأخ لأخيه، كما حكاه الحافظ، فالمعنى أن الغير لو استجيب في حقه دعاء هذا الداعي، فيكون هو أيضًا محرزًا لذلك لتشريكه نفسه في الدعاء، فإن الله عز اسمه أكرم من أن يقبل بعضًا ويترك بعضًا، وهذا أوجه مما قاله القاري: فيه إيماء إلى أنه إذا قبل دعاءه لنفسه فلا يرد دعاءه لغيره، انتهى. وذلك لأن إجابة الدعاء في حق الغير أرجى من الإجابة لنفسه كما يدل عليه الحديث المذكور وما في معناه، ويشكل على الحديث ما في المشكاة برواية مسلم عن أبي الدرداء مرفوعًا: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك مؤكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك المؤكل به: آمين ولك بمثل، ويمكن الجواب عنه أن دعوته لنفسه إذا انضمت بدعاء الملك تكون أرجى للقبول، ثم بداية نفسه في الدعاء للغير ليس بضروري كما أشار إليه البخاري في صحيحه إذ ترجم بقوله:(باب قول الله تبارك وتعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه) ثم ذكر الروايات المؤيدة لذلك.
(2)
لما أن روايات ابن مسعود مختلفة في ذكر هذه الكلمة فقط بخلاف الكلام الآتي، فإنه موجود في جميعها كما يدل عليه جميع طرق هذا الحديث المخرجة في مسلم وأبي داود وعمل اليوم والليلة لابن السنى وغيرها.
تحت الظن، وإنما هو مثل الأول في اليقين به.
قوله [وسوء الكبر] بفتح الباء من كبر السن، وقيل: بسكونه هو التكبر، ولا يناسب الكسل (1)، والإضافة على هذا بيانية. قوله [وشركه] بالكسر، أي يصيبني من ضرر شركة (2)، أو أن أتلطخ بدنسه.
قوله [فقلت: وبرسولك الذي أرسلت إلخ] إنما بدل البراء لفظ الرسول
(1) قال القاري: الكبر بفتح الباء هو الأصح رواية ودراية، أي مما يورثه الكبر من ذهاب العقل واختلاط الرأي وغير ذلك مما يسوء به الحال، وروى بسكون الموحدة، والمراد به البطر، قال الطبي: والدراية تساعد الرواية الأولى، لأن الجمع بين البطر والهرم بالعطف كالجمع بين الضب والنون، ونازعه ابن حجر بأن الأول أشهر رواية. وأما دراية فالثاني يفيد التأسيس بخلاف الأول فإنه إنما يفيد ضربًا من التأكيد، وتعقبه القاري بأن الكلام في المناسبة والملائمة بين المتعاطفين المعتبرة عند علماء المعاني، ويدل عليه لفظ سوء المناسب للكبر بفتح الباء فإن الكبر بسكون الباء يذم مطلقًا، انتهى. وهذا هو مراد الشيخ بقوله: فالإضافة على هذا بيانية.
(2)
كما يؤمى إليه قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث، وفي الحاشية عن المجمع: قوله: شركة بكسر الشين وسكون الراء، والإضافة إلى فاعله، أي يوسوس به من الإشراك بالله، ويروى بفتحتين جمع الشركة، أي من حبائله ومضائده، انتهى بتغير. وفي هامش الحصين عن المرقاة: الأول هو الأشهر في الرواية وأظهر في الدراية، انتهى.
موضع النبي لزيادة في الرسالة نسبة النبوة، وإنما رد عليه (1) ذلك لأن الصيغة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم أقرب إلى الإجابة. وإن كان الدعاء جائزًا مستحابًا بما شاء، وأما ما يقال من أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما رد عليه لأن الرسالة قد كانت ذكرهن في قوله: أرسلت، فأراد أن يحرز فضيلة النبوة أيضًا فإن في معناها؟ ؟ ؟ (2)، فيخدشه أن الواقع في الدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا هو رسولك (3) الذي أرسلت في غير هذا الدعاء.
قوله [وأنت على وضوء] ولا ينبغي أن يترك الدعاء أصلاً لفوت الوضوء.
(1) وقال الحافظ: أولى ما قيل في حكمة الرد أن ألفاظ الأذكار توفيقية ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به، انتهى. كذا في البذل.
(2)
قال الراغب: التي بغير همز، قال النحويون: أصله الهمزة فترك همزه، قال بعض العلماء: هو من النبوة أي؟ ؟ ؟ ، وسمى نبيًا لرفعه محله عن سائر الناس المدلول عليه بقوله:{وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} فالنبي بغير الهمز أبلغ من النبي بالهمز، لأنه ليس كل منبئ رفيع القدر، ولذا قال عليه السلام لمن قال: يا نبئ الله: لست بنبئ الله ولكن نبي الله، والنبوة والنبأوة الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، انتهى.
(3)
لقد حكى الحافظ عن الترمذي من حديث رافع: ويرسو لك الذي أرسلت، وقد قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} الآية. {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا} الآية. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى} الآية وغير ذلك من الآيات والروايات.
ونظائره في كلامه تعالى غير عزيز، والمعنى جمع كفيه ثم عزم على النفث فقرأ فيهما، أو لعل السر في تقديم النفث على القراءة مخالفة السحرة البطلة على أن أسرار الكلام النبوي جلت عن أن يكون مشرع كل وارد، انتهى مختصرًا. وفي المرقاة: قال بعض شراح المصابيح: وفي صحيح البخاري بالواو وهو الوجه، لأن تقديم النفث على القراءة لم يقل به أحد، ولعل الفاء سهو من الكاتب أو الراوي، قال ابن الملك: تخطية الرواة العدول بما عرض له من الرأي خطأ، ثم حكى توجيه الطيبي، ثم قال: قال ابن حجر: عطف بثم لترتيب النفث فيهما على جمعهما، ثم بالفاء ليبين أن ذلك النفث ليس المراد به مجرد نفخ مع ريق بل مع قراءته، انتهى مختصرًا.
يذكر أولاً. قوله [حتى يقرأ المسحبات إلخ] ثم اعمل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل أحيانًا كذا (1)، أحيانًا كذا. إلا أن الرواة حملوا كل ما سمعوه تلاها على الدوام. فمن أتى بها جميعًا، فهو أولى أو أزكى ومن قرأ أيامًا كذا وأيامًا كذا، أو يومًا كذا ويومًا كذا فقد أقام السنة، والله أعلم.
وقوله [حتى يحب متى يحب] فيه إشارة إلى ان ذلك ليس لمن يريد صلاة فالليل، بل فعليه: يحرزها كل مسلم.
(1) قال الحافظ: وقد ورد في القراءة عند النوم عدة أحاديث صحيحة، ثم ذكر الروايات في قراءة المعوذات، والإخلاص، والمعوذتين، وقراءة آية الكرسي، والآيتين من أخر سورة البقرة، والكافرون، والمسبحات، وسورة ألم سجدة، والملك، وسورة من القرآن، ثم قال: وقد ورد في التعوذ أيضًا عدة أحاديث، ثم ذكرها، قلت: وقد ورد غير ما ذكره الحافظ أيضًا، كالزمر وبني إسرائيل عند المصنف.
صـ 340 غير واضحة
أو يقال في ذاته وصفاته من التحقق والثبوت ما ليس لشيء غيره عرفهما دلالة على ذلك، ونكر الحق بعد ذلك، فقال: ولقاؤك حتى إلخ. قوله [وتجمع بها أمري] في أمور ديني وأحوال طاعاتي. [وتلم بها شتى] أي في مصالح دنياي. قوله [غائبي وشاهدي] من الأعمال والأحوال والكيفيات الواردة على ما حضرني الآن وما لم يأتي بعد، أو المراد بالشاهد والغائب من تابعه وكان له ممن حضر أو لم يحضر.
قوله [وترد بها الفتى] أي ترد إليك ما كان لي من أنسة والفتى فلا أتألف إلا بك.
قوله [الفوز في القضاء] أي أن يكون لي في قضائك هو الفوز دون الخيبة والحرمان. قوله [كما تجير بين البحور] أي كما أن البحر لا يمكن فصله من بحر إلا بمحض قدرتك فكذلك إني بارتكاب المأثم لابست السعير والنار فلا ينجيني منها إلا أنت. قوله [وقال به] أي ثم (1) ذكره لنفسه في كتابه وأثبت له
(1) في الحاشية: العطف والعطاف الرد. أي تردي بالعز، وهو مجار عن الاتصاف به، (وقال به) أي حكم به فلا يود حكمه (مجمع البحار).
عزة قوله [إذا قام في الصلاة قال] أي بعد تكبيرة الافتتاح في موضع الثناء، ولا يفعل في الفريضة إلا إذا صلى لنفسه (1)، أو يكون من وراءه من المصلين كلهم لهم رغبة في التطويل (2)، وعلى هذا يحمل ما ورد في الرواية الآتية بعد ذلك من زيادة لفظ المكتوبة، فإنه عليه الصلاة والسلام شدد (3) في تخفيف الصلاة إذا صلى بالقوم، وأما مع ذلك فلو أتى بها أحد في الفريضة بالجماعة أو غيرها لا يسجد للسهو كما توهم البعض. قوله [يوسف بن الماجثون] معرب مامكون (4). قوله [ولا يقول في المكتوبة] أي دائمًا.
(1) لما في المشكاة برواية الشيخين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء، انتهى.
(2)
كما يشير إليه ما في المشكاة برواية النسائي عن ابن عمر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصلاة، وفي حاشيته عن اللغات: إن تطويله صلى الله عليه وسلم يورث شوقًا ونشاطًا ولذة وحضورًا بالاستماع عنه صلى الله عليه وسلم، انتهى.
(3)
نفى المشكاة برواية الشيخين عن أبي مسعود أن رجلاً قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبًا منه يومئذ، ثم قال: إن منكم؟ ؟ ؟ ، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، الحديث. وبرواية مسلم عن عثمان بن أبي العاص قال: أخر ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أممت قومًا فأخف بهم الصلاة، وفي الباب أحاديث لا تحصى.
(4)
كما جزم بذلك أهل الرجال، من صاحب المغني وغيره، وهو بفتح الجيم وضم الشين المعجمية، وقيل: بمثلثة الجسيم معرب ماه كون، أي شبه القمر، وقيل: ماء كون أي شبه الورد، سمى به لحمرة وجنتيه، قال صاحب المغني: هو لقب يعقوب، وجرى على أولاده وأولاد أخيه، انتهى.
قوله [سمعت أبا إسماعيل يعني الترمذي] لما كان المسمون بأبي إسماعيل متعددين بينه بزيادة بيان النسبة يعين المراد. قوله [مثل حديث الزهري] يعني أن إسناده جيد جودة إسناد الزهري عن سالم عن أبيه عبد الله بن عمر، فإنهم يسمونه لجودته بسلسلة الذهب. قوله [فلقيني أخي سالم بن عبد الله إلخ] إنما قال له أخي (1). قوله [قال بأصبعه] أي أشار بها للتوحيد بتسويتها قيامًا. قوله [وأقلينا بذمة] أي كاملة تامة أريد بالمطلق فرده الكامل، أو التنوين عوض عن المضاف إليه (2). قوله [وكلاهما له وجه] أشار به إلى جواب ما أورده البخاري (3)
(1) بياض في الأصل بعد ذلك، ولعله يكون بينهما نوع من القرابة، وإلا فإخوة الإسلام كافية، وحديث قهرمان آل الزبير أخرجه ابن ماجة وابن السنى.
(2)
كما هو مختار المحشى إذ قال: أي بذمتك، كما في نسخة، انتهى. قلت: وهو كذلك في المصرية، وأقلبنا بذمة بدون الإضافة.
(3)
لم أجد إيراد البخاري في صحيحه، فليفتش! فإن الحديث ليس من مروياته، فليحرر! وقد أخرجه مسلم في صحيحه بلفظ الحور بعد الكون، قال النووي: هكذا في معظم النسخ من صحيح مسلم (بعد الكون) بالنون، بل لا يكاد يوجد في نسخ بلادنا إلا بالنون، وكذا ضبطه الحفاظ المتقنون في صحيح مسلم، قال القاضي: وهكذا رواه الفارسي وغيره من رواة مسلم، قال: ورواه العذوي (بعد الكور) بالراء، قال: والمعروف في رواية عاصم الذي رواه عنه معلم بالنون، قال القاضي: قال إبراهيم الجربي: يقال: إن عاصمًا وهم فيه، وإن صوابه الكور بالراء قال النووي: وليس كما قال الحربي، بل كلاهما روايتان، وممن ذكر الروايتين جميعًا الترمذي في جامعه وخلائق من المحدثين، قالوا: ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة وهو لفها، ورواية النون مأخوذة من الكون مصدر كان يكون إذا وجد واستقر، قال المازري: في رواية الراء قيل أيضًا: إن معناه =أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا فيها، يقال: كار عمامته إذا لفها، وحارها إذا نقضها، وقيل: نعوذ بك من أن تفسد أمورنا بعد صلاحها كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس، وعلى رواية النون قال أبو عبيد: سئل عاصم عن معناه فقال: ألم تسمع قولهم (حار بعد ما كان، أي كان على مسألة جميلة فرجع عنها، انتهى.
ص 344 غير واضحة