الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في إذا زلزلت]
قوله [تزوج تزوج] لما كان السائل اعتذر من التزوج بإفلاسه علم النبي صلى الله عليه وسلم منه عجزه عن القيام بحقوق الزوجية، وصغر نفسه في نفسه بين له النبي صلى الله عليه وسلم ما له من الشرف عند الله سبحانه، وأن الله لا يضيع (1) عبده الذي آناه من فضله ثواب كتابه المجيد كملًا، وفيه إشارة إلى أن الحافظ لا يسوغ له أن يعد نفسه مفلسًا، وإن قل ما لديه من المال، وأن قصده ينبغي أن لا يكون إلا إليه سبحانه، واعتماده في سائر حوائجه لا ينبغي إلا عليه.
[باب في سورة الإخلاص]
(2)
قوله [واضطربوا فيه] يعني أن زائدة من
(1) أي لا يهلك ولا يميت جوعًا عبده الذي علمه من فضله سورًا بلغ ثوابها ثواب سائر القرآن بكماله، فخوفه من العجز عن القيام بحقوق الزوجية ليس في محله.
(2)
وردت في فضلها روايات كثيرة بسطت في الدر المنثور، واختلفوا أيضًا في معنى قوله صلى الله عليه وسلم إنها ثلث القرآن على أقوال عديدة بسطها الحافظ في الفتح، وأجملها صاحب التعليق الممجد، ولما لم يتعرض عنها الشيخ لشهرتها اقتفينا أثره دومًا للاختصار.
رواة منصور كما رواه كملًا بإيراد جميع الإسناد بحيث لا يشذ (1) عنه شيخ لم يروه غير زائدة من سائر تلامذة منصور.
قوله [وجبت إلخ] وإنما ألجأهم إلى المسألة عن الواجبة، ولم يذكرها
(1) ويؤيد ما أفاده الشيخ أن الإمام أحمد أخرج الحديث في مسنده برواية شعبة عن منصور بهذا السند، ولم يذكر واسطة عبد الرحمن بن أبي ليلى، بل ذكر رواية عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب، وقال السيوطي في الدر: أخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب كان في مجلس وهو يقول: ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة، قالوا: وهل يستطيع ذلك أحد؟ قال: فإن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، ثلث القرآن، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب، فقال: صدق أبو أيوب، ففي هذا الحديث جعله من قول أبي أيوب، وصدقه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يبعد أن يكون غرض المصنف الإشارة إلى اختلافهم في تعبير المرأة الرواية عن أبي أيوب، وسياق النسخة المصرية من الترمذي يشير إلى أن حديث زائدة مفصل إذ قال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة، وهي امرأة أبي أيوب، وروى بعضهم عن امرأة أبي أيوب عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم؟ الحديث، فكأنه فسر الروايات التي وردت فيها امرأة مطلقة بأن المراد امرأة أبي أيوب لا غير، والروايات مختلفة في ذلك ففي رواية الدارمي بلفظ امرأة من الأنصار، وفي رواية النسائي بلفظ امرأة عن أبي أيوب، وأهل الرجال لم يجزموا بأن المرأة هي امرأة أبي أيوب، ففي مبهمات التقريب: الربيع بن خيثم عن امرأة صحابية كأنها أم أيوب امرأة أبي أيوب، انتهى. ففي لفظ كأن إشارة إلى التردد، ولم يذكر في الإصابة ولا أسد الغابة وغيرها هذا الحديث في ترجمتها فنأمل.
بادي بدء (1) ليكون أوقع في النفس، وكذا ما في الرواية الآتية وهي: إني سأقرأ عليكم إلخ لما أنه لو ذكر ذلك لهم أولًا لم يقع وقوعه بعد إمعانهم وترددهم فيه قوله [ادخل على يمين الجنة] لما كانت الجنة عن يمين العرش والنار عن يساره، وكان الرجل وقت الخطاب والكلام معه سبحانه مستقبل العرش كانت الجنة عن يساره والنار عن يمينه، لكنه حين يترخص عن ذلك الجناب ليدخل الجنة تصير الجنة عن يمينه فصح (2) قوله: ادخل على يمينك الجنة.
قوله [إني لأرى هذا خبر جاءه الخ] أي دخوله صلى الله عليه وسلم في بيته لعله (3) لأمر نزل وحيًا.
(1) إن لم يكن بأول بدء فهو في معناه، يقال: بادي الرأي أي أوله.
(2)
وهذا أظهر طباقًا بألفاظ الحديث، وقال القاري: حال من فاعل ادخل، فطابق هذا قوله: فنام على يمينه، أي فأنت اليوم من أصحاب اليمين فادخل من جهة يمينك الجنة، وفي الحديث إشارة إلى أن بساتين الجنة وقصورها التي في جهة اليمين أفضل من التي في جانب اليسار، وإن كانت الجهتان يمينًا، وفيه إيماء إلى أن أصحاب الجنة أصناف ثلاثة: مقربون وهم أصحاب عليين. وأبرارهم أصحاب اليمين، وعصاة مغفورون أصحاب اليسار، ويقتبس من قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} الآية [فاطر: 32]، انتهى.
(3)
ولفظ مسلم أوضح منه، وهو: فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبر جاءه من السماء، فذلك الذي أدخله، الحديث. قال النووي: احتشدوا أي اجتمعوا، انتهى. وفي المجمع: أي اجتمعوا واستحضروا الناس، والحشد الجماعة منهم، واحتشد القوم لفلان تجمعوا له وتأهبوا، انتهى. وفي هامشه: بابه كضرب ونصر.