الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعره
قال في سلك الدرر إن المؤلف كان ينظم الشعر الباهر، ولعل أقدم من نسب إليه هذا الإمام السفاريني في غذاء الألباب حيث قال:
"وقال خاتمة المحققين ونادرة المدققين العلامة الأوحد والفهامة الأمجد الوحيد الألمعي والفريد اللوذعي المحقق عبد الجليل بن أبي المواهب .... ، مشطِّرًا للأبيات المنسوبة لسيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه وعن آبائه الأطهرين، وهي:
(عَتَبْتُ عَلَى الدُّنْيَا وَقُلْتُ إلَى مَتَى)
…
تُسِيئِينَ صُنْعًا مَعْ ذَوِي الشَّرَفِ الجَلِي
…
أَفَاقِدَةُ الْإِنْصَافِ حَتَّى عَلَيْهِمُ
…
(تَجُودِينَ
(1)
بِالهَمِّ الذِي لَيْسَ يَنْجَلِي)
…
(فَكُلُّ شَرِيفٍ مِنْ سُلَالَةِ هَاشِمٍ)
…
بِسَيِّئٍ حَظٍّ فِي مَذَاهِبِهِ ابْتُلِي
…
وَمَعْ كَوْنِهِ فِي غَايَةِ العِزِّ وَالعُلَا
…
(يَكُونُ عَلَيْهِ الرِّزْقُ غَيْرَ مُسَهَّلِ)
…
(فَقَالَتْ نَعَمْ يَا بْنَ الْبَتُولِ لِأَنَّنِي)
…
خَسِيسَةُ قَدْرٍ عَنْ عُلَاكُمْ بِمَعْزِلِ
…
وَأَمَّا إسَاءَاتِي فَذَلِكَ أَنَّنِي
…
(حَقَدْتُ عَلَيْكُمْ حِينَ طَلَّقَنِي عَلِي)
ومن شعره أبيات شطّر فيها أبياتًا منسوبة إلى ابن عباس رضي الله عنهما:
(أَحِبُّوا الخَيْلَ وَاصْطَبِرُوا عَلَيْهَا)
…
فَإِنَّ بِهَا المَسَرَّةَ وَالكَمَالَا
…
وَرَاعُوا حَقَّهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ
…
(فَإِنَّ العِزَّ فِيهَا وَالجَمَالَا)
…
(إِذَا مَا الخَيْلُ ضَيَّعَهَا أُنَاسٌ)
…
أَنَلْنَاهَا التَرَفُّهَ وَالدَّلَالَا
…
فَخَيْرٌ فِي نَوَاصِيهَا اقْتَضَي أَنْ
…
(حَفِظْنَاهَا فَأَشْبَهَتِ العِيَالَا)
…
(نُقَاسِمُهَا المَعِيشَةَ كُلَّ يَوْمٍ)
…
وَلَا نَخْشَى لِنِعْمَتِنَا زَوَالَا
…
(1)
في سلك الدرر (تجورين).
وَنُلْبِسُهَا المَحَاسِنَ مِنْ حُلِيٍّ
…
(وَنَكْسُوهَا البَرَاقِعَ وَالجِلَالَا)
ومن شعره تذييله على قول الشاعر:
إِذَا مَلِكٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِبَهْ
…
فَدَعْهُ فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَهْ
حيث قال مذيلًا:
فَجُدْ لِلفَقِيرِ بِمَا يَبْتَغِي
…
وَأَفْضَلَ مَالِكَ كُنْ وَاهِبَهْ
…
وَلَا تُلْفَ
(1)
دَهْرَكَ مُسْتَوْهِبَا
…
فَخَيْرُ اليَدَيْنِ يَدٌ وَاهِبَهْ
…
وَفِي اللهِ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ غِنَى
…
فَكُنْ رَاغِبًا فِيهِ أَوْ رَاهِبَهْ
…
وَنَلْ طَيِّبَ العَيْشِ وَانْعَمْ بِهِ
…
وَلَا تَكُ أَشْعَثَ كَالرَّاهِبَهْ
…
وَعُمْرُكَ رَأْسُ جَمِيعِ الذِي
…
مَلَكْتَ فَبِالخَيْرِ كُنْ نَاهِبَهْ
(2)
…
وَحَاذِرْ مَعاصِي الإِلَهِ التِي
…
تَكُونُ لِأَجْرِ الفَتَى نَاهِبَهْ
…
وَمِنْ مَالِ رَبِّكَ أَنْفِقْ فَمَا
…
تَمَلَّكْتَ عَارِيَةٌ لَا هِبَهْ
…
وَدُمْ فِي عُلَاهُ لِتَرْقَى
(3)
العُلَا
…
وَتَنْجُوَ مِنْ نَارِهِ اللَّاهِبَهْ
ومن شعره قوله:
يَا وَاجِدًا مِنْ بَدِيعِ الحُسْنِ أَجْمَلَهُ
…
مَا لَيُّ جِيدِكَ عَنِّي كُنْتُ آمِلَهُ
…
أَلَيْسَ يَحْرُمُ لَيُّ الوَاجِدِينَ كَمَا
…
نَصَّ الإِلَهُ عَلَى هَذَا وَأَنْزَلَهُ
ومنه قوله:
أَيُّهَا المُكْتَسِي رِدَاءَ جَمَالٍ
…
فَوْقَهُ بُرْنُسُ المَحَاسِنِ زَانَه
…
(1)
في مختصر طبقات الحنابلة (ولا تلق).
(2)
في سلك الدرر (ناهيه).
(3)
في مختصر طبقات الحنابلة (لنرقى).
مَنْ يَنْعَمْ بِنَظْرَةٍ مِنْكَ يَوْمًا
…
أُذْهَبْتَ عَنْهُ دَائِمًا أَحْزَانَه
…
وَسَلَا أَهْلَهُ وَكُلَّ حَبِيبٍ
…
كَانَ يَهْوَى كَمَا سَلَا أَوْطَانَه
ومن شعره:
سَلِّمْ للهِ الأَمْرَ وَلَا
…
تَيْأَسْ أَبَدًا مِنْ رَحْمَتِهِ
…
جَهِلَتْ نَفْسٌ عَرَفَتْهُ وَمَا
…
رَضِيَتْ بِنُفُوذِ إِرَادَتِهِ
…
عَجِلًا يَأْتِيكَ الرُّوحُ إِذَا
…
سَلَّمْتَ لَهُ وَلِحِكْمَتِهِ
…
للهِ الأَمْرُ فَلَا تَضْرَعْ
…
لِلخَلْقِ وَخَفْ مِنْ نِقْمَتِهِ
…
أَوَ مَا المَوْلَى مَلِكٌ أَحَدٌ
…
ذَلَّ الأَمْلَاكُ لِعِزَّتِهِ
…
لِلحَالِ وَإِنْ ضَاقَتْ فَرَجٌ
…
يَأْتِي المَهْمُومَ بِنُصْرَتِهِ
…
لِيَبِينَ بِذَلِكَ قُدْرَةُ مَنْ
…
تَجْرِي الأَشْيَاءُ بِقُدْرَتِهِ
(1)
…
هَوِّنْ مَا ضَاقَ عَلَيْكَ وَلَا
…
تَيْأَسْ أَبَدًا مِنْ رَحْمَتِهِ
…
بَيْنَا الإِنْسَانُ يُرَى قَلِقًا
…
مِمَّا يَخْشَى مِنْ فَاقَتِهِ
…
عَادَ التَّوْسِيعُ عَلَيْهِ بِمَا
…
يَجْرِي المَكْرُوهُ بِسُرْعَتِهِ
…
دَعْ مَا يَدْعُوكَ إِلَى الدُّنْيَا
…
مِنْ حُبِّ المَالِ وَفِتْنَتِهِ
…
فَعَسَى المَوْلَى يَؤْتِيكَ غِنًى
…
وَيُزِيلُ الفَقْرَ بِنِعْمَتِهِ
…
سَلْهُ مَا شِئْتَ فَإِنَّ جَمِيـ
…
ـعَ الخَيْرِ لَهُ فِي قَبْضَتِهِ
…
وَبِهِ يَرْجُوهُ أَخُو الضَّرَّا
…
وَالكَرْبِ لِدَفْعِ مَضَرَّتِهِ
…
يَا نَفْسُ ثِقِي بِاللهِ عَسَى
…
تَحْظَيْ بِرِضَاهُ وَجَنَّتِهِ
…
سَعِدَتْ نَفْسٌ أَبَدًا رَضِيَتْ
…
بِقَضَا المَوْلَى وَمَشِيئَتِهِ
…
(1)
هذا البيت لم ينقله صاحب النعت الأكمل، وفي سلك الدرر (لبين) بدل (ليبين) والتصحيح اجتهاد المحقق.