الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شفاء الغليل فى ترجمة الشيخ الجليل
شيخُنا عبدُ الجليلِ ابنُ شيخِنا الشيخِ أبي المواهبِ محمد بنِ الشيخِ عبدِ الباقي بنِ عبدِ القادرِ بنِ إبراهيمَ بنِ عمرَ بنِ محمد الحنبليُّ الشهيرُ جدُّه بابنِ البدرِ وابنِ فقيهِ فصّة، ذو الفهمِ السليم، والمنطقِ القويم، القليلُ المثيلِ والنظيرِ بلِ العديم، كانت ينابيعُ المعرفةِ تتفجَّرُ مِن نفثاته، وروائقُ اللطائفِ تُلتقطُ من دراري كلماتِه، ونفائسُ الجواهرِ تُدّخرُ من نثرانِ جواهرِ فؤادِه، وقلائدُ الحِكَمِ تُنظَمُ من قطراتِ مِدادِه، أمّا النحوُ والتصريفُ فهوَ ابنُ مالكٍ وأبو حيّان، وأمّا العروضُ والبلاغةُ فهوَ الخليلُ وشيخُ جُرجان، وأمّا حُسنُ المنطقِ والفصاحةُ فهوَ قُسُّ إيادٍ وسَحبان.
نشأَ في حجرِ أبيه على الأدبِ والصّيانة، وطلبِ العلومِ والدّيانة، لازم دروسَ والدِه الحديثيةَ العامّةَ وغيرَها منَ الفنونِ في صحيحِ البخاريِّ والجامعِ الصغيرِ والكبيرِ للحافظِ السيوطيِّ وغيرِ ذلك، وجَدَّ في الطلبِ والاشتغالِ في عنفوانِ شبابِه، أخذَ النحوَ والبلاغَةَ والأصلَيْنِ عنِ العلامةِ الشيخِ إبراهيم الفتال، وعنِ الفهّامةِ الشيخِ إسماعيل بنِ عليّ الحايك مفتي الحنفية، وعنِ العلامةِ الشيخِ عثمان بنِ محمود القطان، وأجازهُ بما تجوزُ له روايتُهُ وبمؤلفاتِهِ العلامةُ الشيخُ إبراهيم الكوراني نزيلُ المدينةِ المنورة، وكذلك السيدُ محمد بنُ رسول البرزنجيُّ الحسينيّ، ثم لازمَ الإفادةَ والتدريسَ بالجامعِ الأمويِّ في أنواعٍ منَ العلوم.
وله منَ المؤلفاتِ نظمُ الشافيةِ في الصرفِ لابنِ الحاجبِ وشرحُه، وهو
كتابٌ نفيسٌ يتضمّنُ أبحاثًا شريفة، وتدقيقاتٍ لطيفة، وله تشطيرُ ألفيةِ ابنِ مالك، أجادَ فيهِ كلَّ الإجادة، وغيرُ ذلكِ منَ الرسائلِ والفوائدِ المنظومة، وله أرجوزةٌ في العَروض.
ومِن شِعره
(1)
:
يَا وَاجِدًا مِن بديعِ الحُسنِ أجملَه
…
ما ليُّ جِيدِكَ عنّي كنتُ آمِلَهُ
…
أليسَ يحرُمُ ليُّ الواجدينَ كما
…
نصَّ الإلهُ على هذا وأنزلَهُ
وله يستدعي بعض أصدقائه:
أحِبَّتنا هل مِن سبيلٍ إلى اللّقا
…
وتجديدِ عهدٍ بينَنا لم يكُن يُنسى
…
لِبَثِّ أحاديثِ الصبابةِ والجَوى
…
وحُبّ وجدنا في الفؤادِ له غرسَا
…
فكلُّ زمانٍ معْ سِواكم مضيَّعٌ
…
وكلُّ نعيمٍ دونكم غايةُ البأْسَا
…
من لطفكم أن يكونَ في
…
صبيحةِ هذا اليومِ دُمتُم لنا أُنسَا
وله ملغزًا في (يُمْن):
ما اسمُ شيءٍ عزا النبيّ إليهِ
…
رقةَ القلبِ والوفا والديانَهْ
…
وهو وِزانُ طرفةِ الغمضِ فقُلْ
…
لمن الله بالمحاسنِ زانَهْ
…
ويُضمّ ابتداؤهُ فهوَ يُمنٌ
…
أو تراهُ في القلبِ فهوَ خيانَهْ
…
ثمَّ إن ضُمّ بدؤهُ فهْوَ أمرٌ
…
دافع الريب عنْ أهلِ الرّصانَهْ
…
أو تؤخره فهوَ ياءٌ ومنه
…
كلّ شيءٍ جني فاوضحْ بيانَهْ
…
ثلثاهُ حلوٌ وأثقلُ شيءٍ
…
ما خلا العذل إن يثقلْ وزانَهْ
…
قلبهُ فيهِ راحةٌ وعذابٌ
…
حين تشديدٍ ونبذ أمانَهْ
(1)
بعض الأبيات من الشعر فيها كسر واضح، وحاولت قدر المستطاع تصحيح الأبيات، والذي تعذر منها فإني أثبته كما هو في المخطوط.
وله في فوارة ماء:
انظرْ إلى فَوارةٍ قد حكَتْ
…
جاريةً قوامُهَا كالغُصَيْنِ
…
أرخَتْ على أعطافِها حليةً
…
بديعةً مثلَ خُيوطِ اللُّجَيْنِ
وله ناظمًا لغات (أف):
لِـ (أُفٍّ) لُغاتٌ أربعونَ وأربعٌ
…
بتَعدادِها نظمي أتى متكفِّلَا
…
فضَمٌّ وكسْرٌ وانفِتاحٌ لهَمْزِها
…
فإِنْ ضُمَّ فالفا منهُ خُفَّ وثقِّلَا
…
وأسكِنْهُ والتحريكُ يُروى مثلَّثًا
…
فإنْ شئتَ نوِّنْهُ وإن لمْ تشأْ فلَا
…
وهذا إذا جرَّدْتَها مِن زوائدٍ
…
وإن زدتَ ها فثلّث مثقِّلَا
…
وإِنْ مد شد والألف اتلُ محضةً
…
أو بينَ بينَ لمن ربها تلَا
…
وشدُّوا معَ التنوينِ أيضًا وتركِهِ
…
ولكنْ بفتحِ الفاءِ والكسر اشكُلَا
…
وجاء على كسرٍ (أُفِي) بإمالةٍ
…
وإن زدتَ تفخيمًا فلستَ مُجَهَّلَا
…
ومعْ فتحِ همزٍ شدّدِ الفَا مُنَوِّنًا
…
وتارِكَ تنوينٍ وضمًّا لهُ احظُلَا
…
وجاء (أفِي) أيضًا ما وفيه ما
…
ذكرنَا منَ التفخيمِ ذكر محصّلَا
…
وجاء بها سكتٍ تلي ألفًا فخذ
…
جميعَ لغاتٍ فيهِ جاءتكَ كُمَّلَا
وله في لغاتِ (اسم):
وَعَدُّ لغاتِ (الإسمِ) عَشْرٌ وبعدَها
…
ثمانيةٌ تأتيكَ نظمًا عَلَى الولَا
…
سَماتٌ سِمٌ وَاسْمٌ وَوَسْمٌ فَزِدْ سِمَهْ
…
سَمَاءٌ وَثَلِّثْ مَا تَصَدَّرَ أَوَّلَا
وله في معاني (حَجَا):
وتأتي (حَجا) للظَّنِّ والقَصدِ وَالذِي
…
بِها غُلبًا لقدْ جَاد مِقْوَلَا
…
وَكَتْمًا وَحِفْظًا لِلحَدِيثِ إقامةً
…
بِأَرْضٍ وَردًّا مِثْلَ رَدِّكَ سَائِلَا
…
وَمَنْعًا وَوَصْفًا لِلبَخِيلِ بِبُخْلِهِ
…
فَعَشْرُ مَعَانٍ بِالوُقُوفِ لَهَا انْجَلَا
تُوُفِّيَ -رحمهُ اللهُ تعالى- رابعَ جمادى الثانيةِ سنةَ تسعَ عشرةَ ومئةٍ وألفٍ في حياةِ أبيه، وأسِفَ الناسُ عليهِ كثيرًا لفضلِهِ ودماثةِ أخلاقه، وصبرَ والدُهُ على مصيبتِهِ بفقدِه، ورثاهُ كثيرٌ منَ أدباءِ دمشقَ، منهمُ الفاضلُ الأديبُ الشيخُ محمد سعدي بنُ الشيخِ عبدِ القادرِ بنِ عبدِ الهادي العمري، قال:
ألا تبًّا لِيَوْمِكَ مِنْ ذَمِيمِ
…
أَيَا فَرْدَ الفَضَائِلِ وَالفُهُومِ
…
أَبَحْتَ لَنَا بِهِ أَسَفًا وَحُزْنًا
…
يَذُودَانِ الحَيَاةَ عَنِ الجُسُومِ
…
وَغَادَرْت الزَّمَانَ بِلَا إِمَامٍ
…
يُرِينَا كَيْفَ فَائِدَةُ العُلُومِ
…
فَلَوْ تَفْدِي النُّفُوسُ فَدَتْكَ مِنَّا
…
قُلُوبٌ مِنْ حِمَامِكَ فِي جَحِيمِ
…
وَلَكِنْ لَا مَرَدَّ لِمَا قَضَاهُ
…
عَلَيْنَا اللهُ فِي الأَزَلِ القَدِيمِ
…
وَحِينَ قَضَى إِمَامُ العَصْرِ طُرًّا
…
أَتَى التَّأْرِيخُ بَيْتًا مِنْ نَظِيمِي:
…
جَزَاهُ اللهُ عَنْ دُنْيَاهُ مَجْدًا
…
وَأَسْكَنَهُ بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ
ومنهم تلميذُهُ الفاضلُ الكاملُ الشيخُ أحمدُ المنيني -سلّمهُ اللهُ تعالى- قال:
جُدْ بِمَكْنُونِ دَمْعِكَ المَطْلُولِ
…
وَابْكِ رَبْعًا عَفَا وَرَسْمٍ طلُولِ
…
فَاسلها طَلّ العُيُونِ عيونًا
…
مِنْ نَجِيعٍ يَفِيضُ فَيْضَ السُّيُولِ
…
وَانْدُب المَجْدَ وَالنَّدَى وَزَمَانًا
…
قَدْ تَقَضَّى بِطِيبِ عَيْشٍ خَضِيلِ
…
وَتَسَرْبَلْ لِلعَيْنِ ثَوْبَ حِدَادٍ
…
مِنْ أَسًى دَائِمٍ وَحُزْنٍ طَوِيلِ
…
فَلَقَدْ غَابَ بَدْرُ مَجْدٍ وَفَضْلٍ
…
وَاسْتَسَرَّتْ أَنْوَارُهُ بِالأُفُولِ
…
ذَاكَ عَبْدُ الجَلِيلِ عَلَّامَةُ العَصْـ
…
ـرِ إِمَامُ المَعْقُولِ وَالمَنْقُولِ
…
عَلَمُ العِلْمِ وَاحِدُ الفَضْلِ فَرْدُ الـ
…
ـوَقْتِ حَبْرُ التَّفْسِيرِ وَالتَّأْوِيلِ
…
مُنْ لَهُ انْقَادَ مِنَ العُلُومِ صِعَابٌ
…
وَجَلَاهَا بِفَهْمِهِ المَصْقُولِ
…
طَالَمَا قَدْ نَضَى مَوَاضِيَ فِكْرٍ
…
فَتَحَتْ كُلَّ مُغْلَقٍ مَقْفُولِ
…
وَلَكَمْ قَلَّدَ المَسَامِعَ عِقْدًا
…
مِنْ لَآلِي مَفَادِهِ المَبْذُولِ
…
رِيحُ رَيْبُ المَنُونِ كَمْ تَرَاهُ
…
فِي اغْتِيَالِ النُّفُوسِ غَيْرَ كَلِيلِ
…
سَلْهُ إِنْ قَدْ أَصَاخَ عَلَى مَنْ
…
رَاحَ يَسْطُو بِسَيْفِهِ المَسْلُولِ
…
هَلْ دَرَى إِذْ رَمَى سِهَامَ المَنَايَا
…
إِنْ فِي المَجْدِ وَقْعُ تِلْكَ النُّصُولِ
…
لَيْتَهُ كَانَ إِذْ يَصُولُ وَيَسْطُو
…
فَارِقًا بَيْنَ عَالِمٍ وَجَهُولِ
…
يَا إِمَامًا أَوْدَى وَأَوْدَعَ قَلْبِي
…
لَاعِجَ الشَّوْقِ وَالغَرَامِ الدَّخِيلِ
…
وَنَعَتْهُ الدُّرُوسُ لَمَّا أُضِيعَتْ
…
أَهْلُهَا الطَّالِبُونَ لِلتَّحْصِيلِ
…
لَكَ مِنِّي حُزْنًا حَمَائِمُ نوحٍ
…
حَيْثُ لِي مِنْ نَوَاكَ فَقْدُ هَدِيلِ
…
كُنْتُ أَرْجُو بِأَنْ أَعِيشَ عَزِيزاً
…
مِنْ ذُرَاكَ السَّامِي بِظِلٍّ ظَلِيلِ
…
قَدْ دَهَتْكَ المَنُونُ إِذْ أَنْتَ وَجْهٌ
…
لِلأَمَانِي وَلَسْتَ بِالمَسْلُولِ
…
.. 000
…
... حَيْثُ قَدْ فَارَقُوا لَا عَنْ بَدِيلِ
…
وَتَوَطَّنْتَ فِي ثَرَى خَيْرِ قَبْرٍ
…
طَابَ فِيهِ المَثْوَى لِخَيْرِ نَزِيلِ
…
يَا لَهُ مَرْقَدًا تَلُوحُ عَلَيْهِ
…
كُلَّ وَقْتٍ بَوَارِقُ التَّنْزِيلِ
…
حَسَدَتْهُ النُّجُومُ مُذْ ..
…
لِعَمُودِ الصَّبَاحِ أَيْدِي القَبُولِ
…
وَتَمَنَّتْ لَوْ كَانَ مَثْوَاكَ مِنْهَا
…
بَيْنَ هَامِ الجَوْزَاءِ وَالإِكْلِيلِ
…
قَسَماً بالـ .... مِنْ يَوْم
…
... مَاتَ فِيهِ الرِّجَالُ لِفَقْدِ مَثِيلِ
…
وَعَلَا الأَرْضَ لِلأَنَامِ غَمَامٌ
…
أَمْطَرَتْ سُحُبًا بِدَمْعٍ هَطُولِ
…
لَوْ شَقَقْنَا القُلُوبَ ثُمَّ أَسَلْنَا
…
أَنْفُسًا فِيهِ بِالبُكَا وَالعَوِيلِ
…
وَاتَّخَذْنَا مِنَ السُّهَادِ عُيُونًا
…
وَلَبِسْنَا الحِدَادَ ثَوْبَ نُحُولِ
…
لَمْ يَكُنْ ذَا فِي جَنْبِ خَطْبٍ دَهَانَا
…
بِنَوَاهُ إِلَّا أَقَلَّ قَلِيلِ
…
مُذْ قَضَى رَاحِلًا لِجَنَّاتِ عَدْنٍ
…
حَلَّ فِيهَا بَالعَفْوِ أَسْنَى حُلُولِ
…
جَاءَ تَأْرِيخُهُ بِبَيْتٍ فَرِيدٍ
…
تِلْوَ ذَا البَيْتِ عَادَ لِلمَثِيلِ:
…
آنَسَ اللهُ رُوحَ عَيْنِ المَعَالِي
…
الإِمَامُ النَّبِيلُ عَبْدُ الجَلِيلِ
…
وَسَقَى قَبْرَهُ سَحَائِبُ عَفْوٍ
…
بِهَتُونٍ مِنَ الرِّضَى مُشْمُولِ
…
مَا تَغَنَّتْ حَمَائِمُ الغُصْن فضلًا
…
فِي رِيَاضِ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ
ومنهُم صاحبُنا الفاضلُ الأديبُ الشيخُ محمد بنُ المرحومِ الشيخِ محمودٍ الكرديِّ:
رُزْءٌ لَهُ أَفْنَيْتُ صَبْرِي الجَمِيلْ
…
وَفِي فُؤَادِي
…
الخَلِيل الخَلِيلْ
…
لِمَّا قَضَى الحَبْرُ وَبَحْرُ النَّدَى
…
وَجَامِعُ الأَفْضَالِ عَبْدُ الجَلِيلْ
…
وَوَاحِدُ الدَّهْرِ بِلَا مِرْيَةٍ
…
وَمُفْرَدُ العَصْرِ عَدِيمُ المَثِيلْ
…
وَعَالِمُ الشَّامِ وَنِحْرِيرُهَا
…
وَزَهْرُهَا الزَّاهِي النَّبِيهُ النَّبِيلْ
…
وَ ...... التَّحْقِيق فِي حلق
…
وَصَيَّرَ التَّدْقِيقَ يُبْدِي العَوِيلْ
…
وَأَوْرَثَ القَلْبَ لَظَى فُرْقَةٍ
…
يُضَرِّمُ فِي الأَحْشَاءِ مِنْهَا شَعِيلْ
…
وَحَلَّ مِنْ مَوْلَاهُ أَعْلَى العُلَا
…
فِي مَقْعَدِ الصِّدْقِ وَظِلٍّ ظَلِيلْ
…
سَأَلْتُ عَنْ مَسْكَنِهِ هَاتِفًا
…
فَقَالَ لِي: أَبْشِرْ هُدِيتَ السَّبِيلْ
…
وَقَدَّمَ النَّقْرِي لَنَا تَأْرِيخَهُ
…
فَفِي جِنَانِ الخُلْدِ عَبْدُ الجَلِيلْ
وَمنهمُ القاضي الكاملُ الشيخُ محمد الدكدجيُّ، قَال رحمه الله:
لَمَّا قَضَى عَلَّامَةُ الـ
…
ـشَامِ وَمُفْرَدُ الزَّمَنْ
…
وَصَيْدُ أَرْبَابِ العَلَا
…
رَبُّ العُلُومِ وَالفِطَنْ
…
رُوحُ الفَضَائِلِ التِي
…
مِنْهَا الحَيَاةُ لِلبَدَنْ
…
عَبْدُ الجَلِيلِ الحَبْرُ مَنْ
…
أَحْيَا الفُرُوضَ وَالسُّنَنْ
…
وَسَارَ فِي التَّقْوَى عَلَى
…
نَهْجِ الكَمَالِ وَالسَّنَنْ
…
عَمَّ الوَرَى بِحَفْتِهِ
…
وَأَوْرَثَ النَّاسَ الحَزَنْ
…
وَالجَامِعُ الأُمَوِي مِنْ
…
فِرَاقِهِ اشْتَكَى وَحَنّْ
…
وَعَيْنُ أَهْلِ الحِلْمِ قَدْ
…
بَكَتْ بِدَمْعٍ قَدْ هَتَنْ
…
فَإِنَّ مَنْ يُكْرِمُهُ الـ
…
ـلَهُ تَعَالَى لَمْ يُهَنْ
…
وَمَنْ يُهِنْ فَمَا لَهُ
…
مِنْ مُكْرِمٍ بَلْ يُمْتَهَنْ
…
وَإِنَّ مَوْتَ العُلَمَا
…
ءِ مِنْ أَعَاظِمِ المِحَنْ
…
وَالمَوْتُ .....
…
.......... وَالحَسَنْ
…
وَالأَمْرُ للهِ الذِي
…
قَدِ ابْتَلَانَا وَامْتَحَنْ
…
وَقَهَرَ العِبَادَ بِالـ
…
مَوْتِ .......
…
وَلَا مَرَدَّ لِقَضَاءِ الـ
…
ـحَقِّ جَلَّ المُؤْتَمَنْ
…
وَمَوْتُ خَيْرِ الخَلْقِ
…
المُصْطَفَى نَفَى الوَسَنْ
…
لَكِنْ لَنَا بِهِ اقْتِدَا
…
ءٌ حَسَنٌ يَجْلُو الدُّجَنْ
…
لَوْلَا تَسَلِّينَا بِهِ
…
لَكَانَ كُلٌّ افْتَتَنْ
…
فَمَنْ رَضِي لَهُ الرِّضَا
…
وَمَنْ أَبَى عَنْهُ وَهَنْ
…
فَالصَّبْرُ أَوْفَى مَا اعْتَنَى
…
بِهِ المُصَابُ ذُو الشَّجَنْ
…
سَقَى الإِلَهُ قَبْرَهُ
…
مِنْ رَحْمَةٍ طُولَ الزَّمَنْ
…
وَدَامَ يُولِيهِ الرِّضَا
…
وَعَفْوُهُ بِهِ اقْتَرَنْ
…
وَعِنْدَمَا فَارَقَ أَحْـ
…
بَابًا وَأَهْلًا وَالوَطَنْ
…
وَرَاحَ قَادِمًا عَلَى الـ
…
ـرَبِّ الكَرِيمِ ذِي المِنَنْ
…
قَدْ أَنْشَدَ الهَاتِفُ فِي
…
تَأْرِيخِهِ بَيْتًا حَسَنْ:
…
لَكِنَّهُ فقد
…
.... فِيهِ عَلَنْ
…
عَبْدُ الجَلِيلِ الحَنْبَلِي
…
فِي جَنَّةٍ لَقَدْ سَكَنْ
رحمهُ اللهُ تعالى وأغدَقَ سحائِبَ رحمتِه".
هذا آخر الترجمة من هذا المخطوط المبارك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.