الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشدني من لفظه لنفسه ما كتبه من أبيات إلى الشيخ تاج الدين عبد الباقي اليمني.
بأبي بكر خصصت بها
…
من أخي الأفضال والمنن
أقبلت تختال في حلل
…
وشيها من صنعة اليمن
فرعها يملي خلاخلها
…
ما يقول القرط في الأذن
قلت: هو مأخوذ من قول الصاحب جمال الدين عيسى بن مطروح:
إذا ما اشتهى الخلخال أخبار قرطها
…
فيا طيب ما تملي عليه الظفائر
ولكن قول الشيخ نجم الدين أخصر بكثير، فهو أحق به.
؟
علي بن رزق الله بن منصور
الشيخ نور الدين المقدسي.
سمع من ابن عبد الدائم، وأبي حامد محمد بن الصابوني.
أجاز لي بخطه سنة ثمان وعشرين وسبع مئة بالقاهرة.
علي بن سالم بن عبد الناصر
القاضي الرئيس الفاضل المنشئ علاء الدين أبو الحسن الكناني الغزي الشافعي، أحد الأخوة.
كان حسن الشكل والسمت، بهي المنظر؛ إلا أنه لا يملك الصمت، لا يكاد يسكت إذا تكلم، ولا يخشى على حسام لفظه أن يتثلم. تام القامة، ملحي الوجه
والعمامة، وخطه جيد ما به بأس، وفضله ظاهر ما به إلباس، له قدرة على مداخلة الأكابر، والخوض معهم في اللجج والمعابر، يتحدث بالتركي، ويرمي في الإماج والألكي؛ إلا أن الموت هصر غصنه اليانع، وأجرى عليه المدامع.
وتوفي رحمه الله تعالى في سنة سبع وأربعين وسبع مئة فيما أظن.
باشر التوقيع بغزة بعد ابن منصور لما توجه إلى طرابلس فيما أظن، وتغير عليه الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى وعزله، وأحضره إلى دمشق، واعتقله. ولما كان في أيام الأمير علاء الدين ألطنبغا رسم له بالمدرسة الجراحية والمواعيد بالصخرة في القدس الشريف.
وكتب إلي أيام غضب تنكز علي شعراً كثيراً، من ذلك:
غدا حالي بحمد الله حالي
…
وبالي قد تخلص من وبالي
وراح الخير منحل العزالي
…
علي وقبل ذا كان الغزالي
وحزت العز مذ يممت حبراً
…
كبحر لا يكدر بالقلال
فحياني وأحياني وأبدى
…
مكارم لم يشنها بالقلا لي
وأرشفني على ظمأ زلالاً
…
فكان ألذ من بنت الدوالي
وشنف مسمعي ببديع لفظ
…
فقلت أتيت بالسحر الحلال
فزدني من قريضك يا خليلي
…
فإن بليغ لفظك قد خلا لي
أبث لديك خطباً قد دهاني
…
نوائب أذهبت جاهي مالي
وقد فني اصطباري واحتمالي
…
وقد خان المناصح والموالي
فعجل يا أخا العلياء جبري
…
وعاملني معاملة الموالي
فقد ذقت المنايا لا المنى يا
…
إماماً قد تفرد بالمعالي
فقد قدتني الأحزان قداً
…
بوخز البيض والسمر العوالي
وأنبني ونيبني زماني
…
وصيرني على جمر المقالي
وأنت أبا الصفاء تقيم عذري
…
وتغضي عن عيوب في مقالي
أيا من علمه عم البرايا
…
وحشى حلمه في كل حال
فبلغني ولا ترجي رجائي
…
فسيف الغم يا بن العم خالي
رجوتك في قديم ثم لما
…
علوت مكانة زاد الرجا لي
فلا حظني بعين الجبر واعطف
…
حماك الله من غلب الرجال
قلت: خانته العوالي والمعالي ومالي، ما أتى لها بأخت، وكان يمكنه ذلك، وتكررت معه: لفظة: لي، بلام الجر، وياء المتكلم، وهو إيطاء، وبعضهم تسمح فيه.
وكتب على كتابي جنان الجناس:
نزهت في روض الجنان الناضر
…
طرفاً يفديه بنور الناظر
خطرت به والحسن فيه شاهد
…
أبكار أفكار بدت للخاطر
أكرم بجنات الجناس وزهرها
…
مع زهرها الزاهي البهي الباهر
نمت بها لما نمت ريح الصبا
…
فغدت تضوع بالعبير العاطر
يحيا الصريع بها إذا ما جعفر
…
منها أتت غدرانه بغدائر
ويصير في روض المحاسن خالداً
…
يأتي يفضل ربيعها للزائر
فأعجب لروض زخرفته يراعه
…
في نقش قرطاس بنقس محابر
أضحى به در البلاغة زاهياً
…
فالناس فيه ناظم مع ناثر
قد فاق منشئه به من قبله
…
فاعجب لسباق أتى في الآخر
ما قدر سحبان وقدر قدامة
…
إن خاض في بحر الخليل الزاخر
فلقد أتيت أبا الصفا بفضائل
…
كملت به من كل واف وافر
قلدت أجياد الزمان قلائداً
…
نظمتها من كل زاه زاهر
وسكنت معنى العز يا ابن الغر إذ
…
أبرزت معنى ذا بهاء باهر
فلك الفضاحة والسماحة والكيا
…
سة والرياسة من أقل مفاخر
قصرت في مدحيك فاعذر إنني
…
فني فروع الفقه لست بشاعر
أصبحت من جور الزمان نعامتي
…
فتخاء تجفل من صغير الصافر
ونظمت هذا الهموم ضجيعتي
…
بل كان قلبي في جناحي طائر
فاغضض عن العي الذي في منطقي
…
واحرص بجهدك أن تقيم معاذري
واسلم ودم لعرائس أبرزتها
…
وجليتها من بكر فكر ظاهر
فكتبت أنا الجواب أشكره على ذلك:
أسماء نظم قد زهت بزواهر
…
وحديقة قد أحدقت بزواهر
أم غادة أهديتها في جيبها
…
من شعرك الفتان عقد جواهر
بكرت إلي فباكرتني نشوة
…
ما كان يخطر مثلها في خاطري
في باطني منها باقي سكرة
…
يبدو علي بها الهنا في ظاهري
مهلاً علاء الدين قد حملتني
…
منناً تفوق على الغمام الماطر
وجبرت تضيفي الكسير فقد غدا
…
يروي الإجازة في الورى عن جابر
ما هذه أولى يد أوليتني
…
لك يا بن سالم ابن عبد الناصر
زهر ودر ذاك من روض زها
…
نبتاً وهذا من خضم زاخر
إن كان شعر كنت أفقه عالم
…
أو كان فقه كنت أبدع شاعر
وكتب إلي كثيراً وهذا القدر كاف.
وحمل إلي تخميس البردة؛ قصيدة البوصيري، فكتبت أنا له عليها: وقفت على هذا التخميس الذي طرز طرسه، وسقي الفضل غرسه، وجلا للعين عرسه، ونوع في البديع جنسه، ونول أهل الأدب أنسه، وساق إلى طيبة بأحمال المدائح عنسه، فرأيت أسرار البلاغة فيه فاشية، وأبكار الفصاحة كيف غدت في خدور السطور ناشيه، والبردة كيف اكتست بهذه الزيادة رقة الحاشية:
لله من جاء به أولاً
…
فإنه أتعب من بعده
عسل ثغر الزهر في روضه
…
لما روى الإبداع عن شهده
وكل سطر غصن قد غدا
…
يحمل من قافية ورده
أقسم ما خمسها ناظماً
…
لكنه قد طرز البردة
فيا له من سهم خرج من كنانه، وشهم لا يثني إلا حجام عنانه، وذي فهم ثقف