الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد له يوماً بيتاً القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر لما فتح الأشرف قلعة الروم، وهما:
ألا أيها الحصن المنيع جنابه
…
تطهرت من بعد النجاسة والشرك
وأمسيت تجلى بالخليلين دائماً
…
خليل إله العرش والبطل التركي
فقال زين الدين رحمه الله تعالى:
قلعة المسلمين حزت كمالاً
…
وجمالاً ورفعة بهاء
بالخليلين صرت تجلي مساء
…
كعروس زادت سنا وسناء
قلت: ما كفاه أنه ما قال شيئاً يسمع حتى لحن وحذف النون من تجلين.
عمر بن آقوش
الشاعر زين الدين أبو حفص الشبلي الدمشقي الذهبي الشافعي المعروف بابن الحسام الافتخاري.
رأيته في صفد، واجتمعت به في دمشق غير مرة، وأنشدني كثيراً من شعره، وسمع الحديث على الحجار وغيره. وكان فيه تودد وتقرب، وحسن صحبة وطهارة لسان.
وكان بعضهم يلقبه براطيش، وبعضهم يسميه شراشط.
ولم يزل على حاله إلى أن توفي رحمه الله تعالى في ثاني شهر رمضان سنة تسع وأربعين وسبع مئة في طاعون دمشق.
وسألته عن مولده، فقال لي: في سنة أربع وثمانين وست مئة.
أنشدني من لفظه لنفسه يودعني عند توجهي إلى الرحبة سنة تسع وعشرين وسبع مئة:
ولما اعتنقنا للوداع عشية
…
وفي القلب نيران لفرط غليله
بكيت وهل يغني البكا عند هائم
…
وقد غاب عن عينيه وجه خليله
وكتبت أنا إليه من الرحبة:
كتبت والدمع قد غطى على بصري
…
وبت فيك نجي الهم والفكر
وأشتهي من جوى قلبي وحرقته
…
لو أشتري ساعة بالعمر من عمر
وأنشدني له:
قد أثقلتني الخطايا
…
فكيف أخلص منها
يا رب فاغفر ذنوبي
…
واصفح بحلمك عنها
وأنشدني له:
يا من عليه اتكالي
…
ومن إليه مآبي
جد لي بعفوك عني
…
إذا أخذت كتابي
وأنشدني له:
يا سائلي كيف حالي في مراقبتي
…
وما العقيدة في سري وإعلاني
أخاف ذنبي وأرجو العفو عن زللي
…
فانظر فبين الرجا والخوف تلقاني
أنشدني له:
يا سيد الوزراء دعوة قائل
…
من بعد إفلاس وبيع أثاث
أبطت حوالتكم علي كأنها
…
تأتي إذا ما صرت في الأجداث
فإذا أتت من بعد موتي فاحسنوا
…
بوصولها للأهل في ميراثي
وأنشدني ما كتبه للصاحب شرف الدين يعقوب يشتكي من أيوب:
بليت بالصبر من أيوب حين غدا
…
ينكد العيش في أكلي ومشروبي
وزاد يعقوب في حزني لغيبته
…
فصبر أيوب لي مع حزن يعقوب
وأنشدني له:
إذا ما جئتكم للغناء فقري
…
تقول أبشر إذا قدم الأمير
وقد طال المطال وخفت يأتي
…
أميركم وقد مات الفقير
وأنشدني من لظفه له في الحمى:
زارتني الحمى فقلت لها ابعدي
…
فغدت تخادعني بلثم شفاهي
قالت أروح فقلت هاذ بغيتي
…
قالت أعود فقلت لا بالله
وأنشدني من لفظه له:
أمر على المنازل وهي تشكو
…
من الأحباب ما أشكو إليها
كلانا يشتكي لهم فراقاً
…
فما عطفوا علي ولا عليها
وأنشدني من لفظه له:
لي حبيب ما زال يتعب قلبي
…
فرأيت السلو عين الصواب
تبت لله عنه توبة صدق
…
واستراحت عواذلي من عتابي