الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودرس بالحسامية بالقاهرة وبتربة الحريري بالقرافة، وأعاد بالمدرسة المنصورية وغيرها، وناب في الحكم بمصر.
وبطل ذاك إلى أن أصبح ابن الفرات رفاتاً، وأمسى شخصه تحت الأرض كفاتاً.
وتوفي رحمه الله تعالى بالقاهرة في المدرسة الصالحية بين القصرين سنة إحدى وأربعين وسبع مئة.
ومولده سنة ثلاث وسبع مئة.
عبد الرحيم بن محمد
ابن يوسف السمهودي، الخطيب بسمهود.
كان فقيهاً شافعياً، أديباً نحوياً.
رحل إلى دمشق، واجتمع بمحيي الدين النووي وحفظ منهاجه، وجعل إلى هذا الكتاب معاده ومعاجه. وكان لضيق رزقه. وما هو عليه من حذقه يتحيل على ما يتقوت به بأنواع من الحيل، ويقول إذا جاءه طوفان الحرمان:" سآوي إلى جبل " وكان يقرئ النحو والعروض والأدب بسمهود، ويأتي على ذلك بما هو من الشواهد مشهور ومشهود.
ولم يزل على حاله إلى أن رقا الخطيب منبر نعشه، وفسد ولم يعط جناية أرشه.
وتوفي رحمه الله تعالى بسمهود سنة عشرين وسبع مئة.
وكان قد قرأ الفقه على الزكي عبد الله السيرناوي. وأقام بالقاهرة مدة.
قال الفاضل كمال الدين الأدفوي: حكى لي رحمه الله أن كان بالقاهرة تحصل له ضائقه، وتلجئه الحاجة والفاقة، فيأخذ ورقاً ويكتب فيه قلفطيريات ويعتقه ويبيعه بشيء له صورة. قال: وحكي لي ذلك أيضاً شيخنا أثير الدين وكان صاحبه. وكان ظريفاً لطيفاً جارياً على مذهب أهل الأدب في حب الشراب والشباب والطربق، وكان ضيق الخلق، قليل الرزق، اجتمعت به كثيراً.
وله خطب ورسائل، ومن شعره:
يا مالكي ذلي لحسنك شافعي
…
فاشفع هديت الحسن بالإحسان
من قبل أن يأتي ابن حنبل آخذاً
…
من وجنتيك شقائق النعمان
ومنه:
وافي نظامك فيه كل بديعة
…
أخذت من الحسن البديع نصيباً
فلقد ملكت من البلاغة سرها
…
وحويت من فن البديع غريبا
ونصبت من بيض الطروس منابراً
…
أضحى يراعك فوقهن خطيبا
تبدي ضروب محاسن لسنا نرى
…
بين الورى يوماً لهن ضريبا
ومنه:
وروض حللنا من حماه خمائلاً
…
ينبه منه النشر غير نبيه
تغنت لنا الأطيار من كل جانب
…
بمرتجل نختاره وبديه
وأضحى لسان الزهر فوق غصونها
…
يخبر بالسر الذي هو فيه
ومنه:
كأنما البحر إذ مر النسيم به
…
والموج يصعد فيه وهو منحدر
بيضاء في أزرق تمشي على عجل
…
وطي أعكانها يبدو ويستتر
ومنه:
قال لي من هويت شبه قوامي
…
وقد اهتز بالجمال دلالا
قلت: غصن على كثيب مهيل
…
صافحته النسيم فمالا
ومنه قصيدة يمدح بها المظفر صاحب اليمن:
هم القصد إن حلوا بنعمان أو ساروا
…
وإن عدلوا في مهجة الصب أو جاروا
تعشقتهم لا الوصل أرجو ولا الجفا
…
أخاف وأهل الحب في الحب أطوار