المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد العزيز بن سرايا - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ٣

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌عبد الله بن يوسف بن أحمد بن هشام

- ‌عبد الله بن أبي الوليد محمد

- ‌عبد الله الفاتولة

- ‌عبد الله الحاجب

- ‌عبد الأحد بن أبي القاسم

- ‌عبد الأحد بن سعد الله

- ‌عبد الأحد بن يوسف بن الرزيز

- ‌عبد الباري بن أبي علي الحسين

- ‌عبد الباقي بن عبد الحميد

- ‌عبد الحافظ بن عبد المنعم

- ‌عبد الحافظ بن بدران

- ‌عبد الحق بن محمد

- ‌عبد الحق بن أبي علي

- ‌عبد الحميد بن منصور

- ‌عبد الحميد بن عبد الرحيم

- ‌عبد الخالق بن عبد السلام

- ‌عبد الخالق بن أبي علي

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم

- ‌عبد الرحمن بن أحمد

- ‌عبد الرحمن بن أيوب

- ‌‌‌عبد الرحمن بن أبي بكر

- ‌عبد الرحمن بن أبي بكر

- ‌عبد الرحمن بن الحسن

- ‌عبد الرحمن بن رواحة

- ‌عبد الرحمن بن عبد الرحيم

- ‌عبد الرحمن بن عبد اللطيف

- ‌عبد الرحمن بن عبد المحسن

- ‌عبد الرحمن بن عبد المحسن بن عمر

- ‌عبد الرحمن بن عبد المولى بن إبراهيم

- ‌عبد الرحمن بن عبد العزيز

- ‌عبد الرحمن بن عبد الوهاب

- ‌عبد الرحمن بن علي

- ‌عبد الرحمن بن عمر

- ‌عبد الرحمن بن عمر بن علي

- ‌عبد الرحمن بن عمر بن صومع الدير قانوني

- ‌عبد الرحمن بن عمر بن الحسن

- ‌‌‌عبد الرحمن بن محمد

- ‌عبد الرحمن بن محمد

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن عسكر

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌عبد الرحمن بن محمد بن علي

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن علي

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن علي

- ‌عبد الرحمن بن أبي محمد

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل

- ‌عبد الرحمن بن محمود

- ‌عبد الرحمن بن مخلوف

- ‌عبد الرحمن بن مسعود بن أحمد

- ‌عبد الرحمن بن موسى

- ‌عبد الرحمن بن موسى بن عمر

- ‌عبد الرحمن بن نصر

- ‌عبد الرحمن بن يوسف

- ‌عبد الرحيم بن إبراهيم

- ‌عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله

- ‌عبد الرحيم بن أبي بكر

- ‌عبد الرحيم بن عبد الرحمن

- ‌عبد الرحيم بن عبد العليم

- ‌عبد الرحيم بن عبد المنعم

- ‌عبد الرحيم بن علي

- ‌عبد الرحيم بن علي بن الحسن

- ‌عبد الرحيم بن محمد

- ‌عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم

- ‌عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌عبد الرحيم بن علي

- ‌عبد الرحيم بن يحيى

- ‌عبد الرزاق بن أحمد

- ‌عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الله

- ‌عبد الرزاق بن علي

- ‌عبد السلام بن محمد

- ‌‌‌الألقاب والنسب

- ‌الألقاب والنسب

- ‌عبد السيد بن إسحاق بن يحيى

- ‌عبد الصمد بن عبد اللطيف

- ‌عبد العزيز بن أحمد

- ‌عبد العزيز بن أحمد بن شيخ السلامية

- ‌عبد العزيز بن إدريس

- ‌عبد العزيز بن عبد الحق

- ‌عبد العزيز بن سرايا

- ‌عبد العزيز بن عبد الجليل

- ‌عبد العزيز بن عبد الغني

- ‌عبد العزيز بن عبد القادر

- ‌عبد العزيز بن أبي القاسم

- ‌عبد العزيز بن محمد

- ‌‌‌عبد العزيز بن محمد بن عبد الحق

- ‌عبد العزيز بن محمد بن عبد الحق

- ‌عبد العزيز بن محمد بن أحمد

- ‌عبد العزيز بن محمد بن علي الطوسي

- ‌عبد العزيز بن منصور

- ‌‌‌عبد العزيزبن يحيى بن محمد

- ‌عبد العزيز

- ‌عبد العظيم بن عبد المؤمن

- ‌عبد الغالب بن محمد

- ‌عبد الغفار بن محمد

- ‌عبد الغفار بن أحمد

- ‌عبد الغفار

- ‌عبد الغني بن يحيى

- ‌عبد الغني بن محمد بن عبد الواحد

- ‌عبد الغني بن منصور

- ‌عبد الغني بن عروة

- ‌عبد القادر بن عبد العزيز

- ‌عبد القادر بن محمد

- ‌عبد القادر بن محمد بن تميم

- ‌عبد القادر بن أبي القاسم

- ‌عبد القادر بن بركات

- ‌عبد القادر بن يوسف

- ‌عبد القادر بن أحمد

- ‌عبد القادر بن مهذب

- ‌عبد القاهر بن محمد

- ‌عبد القوي بن عبد الكريم

- ‌عبد القوي بن محمد

- ‌عبد الكافي بن عثمان

- ‌عبد الكافي بن علي

- ‌الألقاب والنسب

- ‌عبد الكريم بن حسن

- ‌عبد الكريم بن يحيى

- ‌عبد الكريم بن عبد الرحمن

- ‌عبد الكريم بن عبد النور

- ‌عبد الكريم بن علي الشهرزوري

- ‌عبد الكريم بن علي بن عمر

- ‌عبد الكريم بن أبي الفرج

- ‌عبد الكريم بن محمد

- ‌عبد الكريم بن هبة الله

- ‌عبد اللطيف بن بلبان

- ‌عبد اللطيف بن خليفة

- ‌عبد اللطيف بن ممد بن سند

- ‌عبد اللطيف بن أحمد

- ‌‌‌عبد اللطيف بن عبد العزيز

- ‌عبد اللطيف بن عبد العزيز

- ‌عبد اللطيف بن محمد

- ‌‌‌عبد اللطيف

- ‌عبد اللطيف

- ‌عبد اللطيف بن نصر

- ‌عبد المحسن بن حسن

- ‌عبد المحسن بن أحمد

- ‌عبد المحسن بن عبد اللطيف

- ‌عبد المحمود بن عبد الرحمن

- ‌عبد المحمود بن عبد السلام

- ‌عبد الملك بن أحمد

- ‌عبد الملك بن الأعز

- ‌عبد الملك بن عبد الرحمن

- ‌عبد المؤمن بن خلف

- ‌عبد المؤمن بن عبد الحق

- ‌عبد المؤمن بن عبد الرحمن

- ‌عبد المؤمن

- ‌عبد الواحد بن منصور

- ‌عبد الواحد بن عبد الحميد

- ‌عبد الواحد بن علي

- ‌عبد الواحد القيرواني

- ‌‌‌عبد الوهاب بن عمر

- ‌عبد الوهاب بن عمر

- ‌عبد الوهاب بن فضل الله

- ‌عبد الوهاب بن فضل الله

- ‌عبد الوهاب بن محمد

- ‌عبد الوهاب بن أحمد

- ‌الألقاب والنسب

- ‌عبيد الله بن محمد

- ‌عبيد الله بن علم الدين

- ‌الألقاب والنسب

- ‌عتيق بن عبد الرحمن

- ‌عتيق بن محمد

- ‌‌‌عثمان بن إبراهيم

- ‌عثمان بن إبراهيم

- ‌عثمان بن أحمد

- ‌عثمان بن أحمد بن عمر

- ‌عثمان بن أحمد بن عثمان

- ‌عثمان بن إدريس

- ‌عثمان بن إسماعيل

- ‌‌‌عثمان بن أيوب

- ‌عثمان بن أيوب

- ‌عثمان بن أبي بكر

- ‌عثمان بن بلبان

- ‌عثمان بن عبد الصمد

- ‌عثمان بن علي

- ‌عثمان بن علي بن إسماعيل

- ‌عثمان بن عمرو

- ‌عثمان بن محمد

- ‌عثمان بن محمد بن عثمان

- ‌عثمان بن محمد

- ‌عثمان بن محمد بن علي

- ‌عثمان بن محمد بن عبد الملك

- ‌عثمان بن محمد لؤلؤ

- ‌عثمان بن يعقوب

- ‌عثمان بن يوسف

- ‌عثمان أبو عمرو

- ‌عثمان بن أبي النوق

- ‌عثمانالمعروف بالدكاليبضم الدال المهملة، وكاف بعدها ألف، ولام، الصوفي، من فقراء الشميساطية

- ‌عثمان المعروف بابن علم

- ‌عثمان المعروف بالقريري

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌عدنان بن جعفر

- ‌الأنساب والألقاب

- ‌عضد

- ‌عطاء الله بن علي

- ‌‌‌الألقاب

- ‌الألقاب

- ‌علي بن إبراهيم

- ‌ابن عطاء السكندري

- ‌ابن عطايا

- ‌الشريف عطوف محمد بن علي.ابن عطية‌‌عطية بن إسماعيل

- ‌عطية بن إسماعيل

- ‌علي بن إبراهيم بن داود

- ‌علي بن إبراهيم التجاني البجلي

- ‌علي بن إبراهيم بن عبد المحسن

- ‌علي بن إبراهيم بن علي

- ‌علي بن إبراهيم بن عبد الكريم

- ‌علي بن إبراهيم بن خالد

- ‌علي بن أحمد بن عبد الدائم

- ‌علي بن أحمد بن عبد المحسن

- ‌علي بن أحمد بن جعفر

- ‌علي بن أحمد بن الحسين

- ‌علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر

- ‌علي بن أحمد بن سعيد

- ‌علي بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌علي بن أحمد بن زفر

- ‌علي بن أحمد بن محمد

- ‌علي بن أحمد بن عبد الرحمن

- ‌علي بن أحمد بن محمد الأمير

- ‌علي بن أحمد بن أسد

- ‌علي بن أرقطاي

- ‌علي بن إسحاق

- ‌علي بن إسماعيل بن إبراهيم

- ‌علي بن إسماعيل بن أبي العلاء

- ‌علي بن إسماعيل بن يوسف

- ‌علي بن إسماعيل بن إبراهيم

- ‌علي بن إسماعيل

- ‌علي بن إسماعيل بن جعفر

- ‌علي بن أسمح

- ‌علي بن أغرلو

- ‌علي بن ألدمر

- ‌علي بن أيبك

- ‌علي بن أيوب بن منصور

- ‌علي بن شاه بن أبي بكر

- ‌‌‌علي بن أبي بكر

- ‌علي بن أبي بكر

- ‌علي بن بكتمر

- ‌علي بن بلبان

- ‌علي بن بلبان

- ‌علي بن بهادر آص

- ‌علي بن بيبرس

- ‌علي بن تنكز

- ‌علي بن جابر بن علي بن موسى

- ‌‌‌علي بن الحسن

- ‌علي بن الحسن

- ‌علي بن الحسن بن علي بن أبي نصر

- ‌علي بن حسن

- ‌علي بن حسن

- ‌علي بن الحسن بن علي

- ‌علي بن حسن بن أبي الفضل

- ‌علي بن حسن بن صبح

- ‌علي بن الحسن بن محمد بن الحسين

- ‌علي بن الحسين بن قاسم بن منصور بن علي

- ‌علي بن الحسين بن علي بن بشارة

- ‌علي بن الحسين بن محمد بن عدنان

- ‌علي بن داود

- ‌علي بن رزق الله بن منصور

- ‌علي بن سالم بن عبد الناصر

- ‌علي بن سعيد بن سالم

- ‌علي بن سليم بن ربيعة

- ‌علي بن سليمان بن أحمد

- ‌علي بن سنجر

- ‌علي بن طرنطاي

- ‌علي بن طغريل

- ‌علي بن طيدمر ككز

- ‌علي بن طنبغا قوين باشي

- ‌علي بن عثمان

- ‌عبد الله ووليه

- ‌علي بن عبد الله بن ريان

- ‌علي بن عبد الله بن عمر

- ‌علي بن عبد الله بن عمر

- ‌علي بن عبد الله بن أبي الحسن

- ‌علي بن عبد الله بن عبد القوي

- ‌علي بن عبد الله بن مالك

- ‌علي بن عبد الحميد بن محمد بن وفاء

- ‌‌‌علي بن عبد الرحمن

- ‌علي بن عبد الرحمن

- ‌علي بن عبد الرحمن بن أبي بكر الواني

- ‌علي بن عبد الرحيم

- ‌علي بن عبد الرحيم بن مراجل

- ‌علي بن عبد العزيز

- ‌علي بن عبد الغني

- ‌علي بن عبد الكافي

- ‌علي بن عبد الكريم

- ‌علي بن عبد الكريم بن أبي العدائر

- ‌علي بن عبد الملك

- ‌علي بن عبد المؤمن بن عبد العزيز

- ‌علي بن عبد النصير

- ‌علي بن عبد الواحد بن الخضر

- ‌علي بن عبد الوهاب

- ‌علي بن عتيق

- ‌‌‌علي بن عثمان

- ‌علي بن عثمان

- ‌علي بن عثمان بن عبد الواحد

- ‌علي بن عثمان بن محاسن

- ‌علي بن عثمان بن إبراهيم

- ‌علي بن عثمان بن أحمد

- ‌‌‌علي بن علي

- ‌علي بن علي

- ‌علي بن عمر بن أبي بكر

- ‌علي بن عمر بن أحمد بن عمر

- ‌علي بن عمر بن عبد الله

- ‌علي بن عيسى

- ‌علي بن عيسى بن المظفر

- ‌علي بن عيسى بن داود

- ‌علي بن أبي القاسم

- ‌علي بن قراسنقر

- ‌علي بن قيران

- ‌علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله

- ‌علي بن محمد بن أبي بكر

- ‌علي بن محمد بن جعفر

- ‌علي بن محمد بن محمود

- ‌علي بن محمد بن خطاب

- ‌علي بن محمد بن عبد الله

- ‌علي بن محمد بن سلمان بن حمائل

- ‌‌‌‌‌علي بن محمد بن علي

- ‌‌‌علي بن محمد بن علي

- ‌علي بن محمد بن علي

- ‌علي بن محمد بن علي بن أبي القاسم

- ‌علي بن محمد بن عمر

- ‌علي بن محمد بن غالب بن مري

- ‌علي بن محمد بن فرحون

- ‌علي بن محمد بن قلاوون

- ‌علي بن محمد بن بن محمد نصر الله

- ‌علي بن محمد بن محمد

- ‌علي بن محمد بن ممدود

- ‌علي بن محمد بن نبهان

- ‌علي بن محمد بن هارون

- ‌علي بن محمد بن علي بن عبد القادر

- ‌علي بن محمد

- ‌علي بن محمد بن عبد العزيز بن فتوح

- ‌علي بن محمد

- ‌علي بن محمد بن يوسف الموصلي

- ‌علي بن محمد بن عبد القادر

- ‌علي بن محمدابن الكلاس

- ‌علي بن محمد بن أحمد

- ‌علي بن محمود بن إسماعيل بن معيد

- ‌علي بن محمود بن حميد

- ‌علي بن محمود بن إبراهيم

- ‌علي بن مخلوف

- ‌علي بن مسعود بن نفيس بن عبد الله

- ‌علي بن المظفر

- ‌علي بن معالي

- ‌علي بن مقاتل

- ‌علي بن مقلد

- ‌علي بن منجا

- ‌علي بن منصور بن محمد بن المبارك

- ‌علي بن نصر الله

- ‌علي بن هبة الله

- ‌‌‌علي بن يحيى

- ‌علي بن يحيى

- ‌علي بن يحيى بن عثمان

- ‌علي بن يحيى بن إسماعيل بن القيسراني

- ‌علي بن يحيى

- ‌علي بن يعقوب بن أحمد

- ‌علي بن يعقوب بن جبريل

- ‌علي بن يوسف بن حريز

- ‌علي بن يوسف بن الحسن

- ‌علي بن يوسف

- ‌علي بن يوسف أمير علي بن أمير

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌عمر بن إبراهيم

- ‌عمر بن إبراهيم بن عمران

- ‌‌‌‌‌عمر بن أحمد

- ‌‌‌عمر بن أحمد

- ‌عمر بن أحمد

- ‌عمر بن أحمد بن أحمد بن مهدي

- ‌عمر بن أحمد بن عبد الدائم

- ‌عمر بن آقوش

- ‌عمر بن أبي الحرم

- ‌عمر بن حسن بن عمر بن حبيب

- ‌عمر بن داود بن هارون بن يوسف

- ‌عمر بن سعد الله

- ‌عمر بن طيدمر ككز

- ‌عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض

- ‌عمر بن عبد الله بن عبد الأحد

- ‌عمر بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌عمر بن عبد الرحيم بن يحيى

- ‌عمر بن عبد العزيز بن الحسن

- ‌عمر بن عبد العزيز بن الحسين بن عتيق

- ‌عمر بن عبد العزيز بن عبد الرحمن

- ‌عمر بن عبد المنعم بن عمر

- ‌عمر بن عبد النصير بن محمد

- ‌عمر بن عبد الله بن أبي عمر

- ‌عمر بن عبد الوهاب بن ذؤيب

- ‌عمر بن علي

- ‌عمر بن علي بن سالم بن صدقة

- ‌عمر بن عوض

- ‌عمر بن عيس بن نصر

- ‌عمر بن عيسى بن مسعود

- ‌عمر بن أبي القاسم بن عبد المنعم

- ‌عمر بن كثير بن ضوء بن كثير

- ‌عمر بن محمد بن عمر

- ‌عمر بن محمد بن يحيى بن عثمان

- ‌عمر بن محمد بن سليمان

- ‌عمر بن محمد بن عثمان

- ‌عمر بن محمد بن عمر بن محمد

- ‌عمر بن محمد بن عمر

- ‌عمر بن محمد بن ماو

- ‌عمر بن محمد بن عبد الحاكم

- ‌عمر بن محمد بن عثمان بن عبد الله

- ‌عمر بن محمد بن سلمان

- ‌عمر بن محمد بن عثمان

- ‌عمر بن محمود

- ‌عمر بن مسعود بن عمر

- ‌عمر بن مظفر

- ‌عمر بن ناصر بن نصار العرضي

- ‌عمر بن يوسف

- ‌عمر بن سراج الدين

- ‌الألقاب والنسبابن عمرون

- ‌العنبري ظهير الدين

- ‌عوض بن نصر

- ‌عيسى بن أحمد بن مسعود بن خلف

- ‌عيسى بن إسماعيل بن عيسى

- ‌عيسى بن ثروان بن محمد

- ‌عيسى بن داود

- ‌عيسى بن داود

- ‌عيسى بن عبد الرحمن

- ‌عيسى بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌عيسى بن علي الأندلسي الدمشقي

- ‌عيسى بن عمر بن خالد

- ‌عيسى بن عمر بن عيسى

- ‌عيسى بن فضل بن عيسى

- ‌عيسى بن المحب

- ‌عيسى بن محمد

- ‌عيسى بن محمد بن محمد

- ‌عيسى الشيخ الكبير

- ‌عيسى بن أبي محمد

- ‌عيسى بن مسعود

- ‌عيسى بن موسى

- ‌عيسى بن يحيى

- ‌الألقاب والأنسابابن أبي العيش

- ‌عين بصل

الفصل: ‌عبد العزيز بن سرايا

أيضاً ابن الشيخ الإمام المحدث تقي الدين بن مزيز التنوخي الحموي، أخو الشيخ تاج الدين أحمد، وقد تقدم ذكره في الأحمدين.

روى جزء ابن عرفة عن شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز، وسمع بالقاهرة من إسماعيل بن عزون عدة أجزاء تفرد ببعضها في الشام.

وتوفي رحمه الله تعالى سلخ المحرم سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة بحماة.

ومولده سنة ثمان وأربعين وست مئة.

ولما توفي صلى عليه أخوه الشيخ تاج الدين، ودفن بمقبرة الباب القبلي ظاهر حماة.

‌عبد العزيز بن عبد الحق

ابن شعبان بن علي بن الشياح عز الدين أبو محمد الأنصاري الدمشقي.

روى عن ابن عبد الدائم، وسمع من عبد الله الخشوعي.

توفي بقرية يبرود، وحمل على الأعناق إلى تربة والده، وتوفي رحمه الله تعالى سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وسبع مئة.

‌عبد العزيز بن سرايا

ابن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن أبي العز بن سرايا بن باقي بن

ص: 68

عبد الله بن العريض، الإمام العلامة، البليغ، المفوه، الفاضل، الناظم، الناثر، شاعر عصرنا على الإطلاق، صفي الدين الطائي السنبسي الحلي.

شاعر أصبح به راجح الحلي ناقصاً، وكان سابقاً فأصبح على عقبه ناكصاً. أجاد القصائد المطولة والمقاطيع، وأتى بما أخجل زهر النجوم في السماء، فما قدر زهر الأرض في الربيع؟ تطربك ألفاظه المصقولة ومعانيه المعلولة، ومقاصده التي كأنها سهام راشقة أو سيوف مسلولة. يغوص على المعاني ويستخرج جواهرها، ويصعد بمخيلته الصحيحة إلى السماء ويلتقط زواهرها. كلامه السحر إلا أنه خلال، ولفظه على القلب الظمآن ألذ من الماء الزلال. تلعب بالمعاني كما يتلعب النسيم بالأغصان اللدان، وولد بعضها من بعض كما يتولد الضرج من الخجل في خدود الولدان، مع بديع ما سمع بمثله البديع، وترصيع ما ألم به الصريع.

وشعره مع حلاوة الديباجة، وطلاوة التركيب التي ما فرحت بها طلاء الدن ولا سلافة الزجاجة، لا يخلو من نكت أدبية ترقص المناكب، وفوائد علمية من كل فن ينقص الكواكب. عالماً بكل ما يقول، عارفاً بغرائب النقول.

أجاد فنون النظم غير القريض، وأتى في الجميع بما هو شفاء القلب المريض، لأنه نظم القريض فبلغ فيه الغاية، وحمل قدامة جماعة من فحول الأقدمين الراية.

ص: 69

وكذلك هو في الموشحات والأزجال والمكفرات والبلاليق والقرقيات، والدوبيت والمواليا، والكان وكان والقوما، ليس له في كل ذلك نظير يجاريه، ولا يعارضه ولا يباريه.

وأما الشعر فجود فنونه، وصاد من بره ضبه ومن بحره نونه، لأنه أبدع في مديحه وهجوه، ورثائه وأغزاله، وأوصافه وتشبيهاته، وطردياته وحماسته، وحكمه وأمثاله، لم ينحط في شيء منها عن الذروة، ولم يخرج في مشاعرها عن الصفا والمروة.

وأما نثره فهو طبقة وسطى، وترسله يحتاج في ترويجه إلى أن يعلق في أذنه قرطاً. وعلى الجملة فإنه:

تملل الشعر حتى ما لذي أدب

في الناس شين ولا غين ولا راء

وكان يسافر ويتجر، ويعف في بعض الأحيان عن الاجتداء ويزدجر. وكان منقطعاً إلى الملوك الأرتقية أصحاب ماردين، وشهر مدائحهم في الصادرين والواردين. وكانت فيه شجاعة وإقدام، وقوة جنان وثبوت أقدام.

ورد إلى مصر وامتدح السلطان الملك الناصر، وبز بمديحه كل متقدم ومعاصر. وعاد إلى البلاد الشرقية، إلا أنه كان شيعياً، وليس هذا الأمر في الحلة بدعياً.

وكان يتردد إلى حلب وحماة ودمشق، ويعد إلى ماردين، ويعرج على بغداد.

ولم يزل على حاله إلى أن كدر الموت على الصفي عيشه، وأنساه خرقه وطيشه.

وتوفي رحمه الله تعالى تخميناً سنة اثنتين وخمسين وسبع مئة.

ص: 70

ومولده يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وست مئة.

وقلت أنا فيه:

إن فن الشعر نادى

في جميع الأدباء

أحسن الله تعالى

في الصفي الحلي عزائي

وأنشدني من لفظه الشيخ جمال الدين محمد بن نباته:

يا سائلي عن رتبة الحلي في

نظم القريض وراضياً بي أحكم

للشعر حليان ذلك راجح

ذهب الزمان به وهذا قيم

وكان قد دخل إلى مصر في سنة ست وعشرين وسبع مئة تقريباً، وأظنه وردها مرتين، ومدح القاضي علاء الدين بن الأثير بعدة مدائح، وأقبل عليه كثيراً، ودخل به إلى السلطان الملك الناصر، وقدم مديحه، واجتمع بالشيخ فتح الدين، وبأثير الدين، وبمشايخ ذلك العصر، ولما دخلت بعده، وجدتهم يثنون عليه.

وأما الصدر المعظم شمس الدين عبد اللطيف الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، فكان يظن بل يعتقد أنه ما نظم الشعر أحد مثله لا في المتقدمين ولا في المتأخرين مطلقاً.

واجتمعت أنا به في الباب وبزاعة من بلاد حلب في مستهل ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، كنا في الصيد مع الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى، وأجاز لي بخطه جميع ماله من نظم ونثر وتأليف مما سمعته منه، وما لم أسمعه، وما لعله يتفق له بعد ذلك التاريخ على أحد الرائين، وما يجوز له أن يرويه سماعاً وأجازة ومناولة ووجاده بشرطه.

ص: 71

وأنشدني من لفظه لنفسه في التاريخ والمكان:

للترك مالي ترك

مادين حبي شرك

حواجب وعيون

لها بقلبي فتك

كالقوس يصمي وهذي

تشكي المحب ويشكو

وأنشدني أيضاً من لفظه لنفسه:

وإذا العداة أرتك فر

ط مذلة فإليك عنها

وإذا الذئاب استنعجت

لك مرة فحذار منها

وأنشدني من لفظه لنفسه:

لا غرو أن يصلى الفؤاد بذكركم

ناراً تؤججها يد التذكار

قلبي إذا غبتم، يصور شخصكم

فيه، وكل مصور في النار

وأنشدني من لفظه لنفسه:

يقبل الأرض عبد تحت ظلكم

عليكم، بعد فضل الله، يعتمد

ما دار مية من أسنى مطالبه

يوماً وأنتم له العلياء والسند

وأنشدني من لفظه لنفسه:

ص: 72

وأغر تبري الإهاب مورد

سبط الأديم محجل ببياض

أخشى عليه بأن يصاب بأسهمي

مما يسابقني إلى الأغراض

وأنشدني من لفظه لنفسه:

وأدهم يقق التحجيل ذي مرح

يميس من عجبه كالشارب الثمل

مضمر مشرف الأذنين تحسبه

موكلاً باستراق السمع من زحل

ركبت منه مطاليل تسير به

كواكب تلحق المحمول بالحمل

إذا رميت سهامي فوق صهوته

مرت بهاديه وانحطت عن الكفل

قلت: ولم يطل اجتماعنا به، لأنه كان قد قصد الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام رحمه الله، لأنه كان قد سرقت له عملة بماردين، وبلغه أن اللص من أهل صيدنايا، وسأل كتابه إلى متولي البريد بدمشق بأمساك غريمه.

وقوله: " كالقوس

" الأبيات، إشارة إلى قول ابن الرومي:

تشكي المحب وتشكو وهي ظالمة

كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان

ص: 73

وقوله: " وإذا الذئاب استنعجت

" البيت، يريد بذلك قول القائل:

وإذا الذئاب استنعجت لك مرة

فحذار منها أن تعود ذئاب

والذئب أخبث ما يكون إذا اكتسى

من جلد أولاد النعاج ثيابا

وديوانه يدخل في مجلدين كبار أو ثلاثة صغار، وكله منتخب.

وله قصيدة ميمية في مديح النبي صلى الله عليه وسلم عارض بها البردة، أتى فيها بما يزيد على المئة والأربعين نوعاً من البديع، وشرحها وسماها: نتائج الألمعية في شرح الكافية البديعية. وجود في هذه القصيدة ما شاء.

وله مدائح ببني أرتق على حروف المعجم، مجلد. وله كتاب: العاطل الحالي والمرخص الغالي. وقال لي إنه وضع شيئاً في الجناس، ولم أره إلى الآن. وقيل: إنه عمل مقامات يسيرة.

والذي أقوله: إن الرجل كان أديباً كبيراً عالماً فاضلاً قادراً على النظم والإنشاء، مهما أراد فعل.

وأنشدني له إجازة:

سوابقنا والنقع والسمر والظبي

وأحسابنا والحلم والبأس والبر

هبوب الصبا والليل والبرق والقضا

وشمس الضحى والطود والنار والبحر

وأنشدني إجازة، وفيه استخدامان:

لئن لم أبرقع بالحيا وجة عفتي

فلا أشبهته راحتي في التكرم

ولا كنت ممن يكسر الجفن في الوغى

إذا أنا لم أغضضه عن رأي محرم

ص: 74

قلت: استخدام الحيا في مفهومية، وهو: الحيا، نقيض الوقاحة، والحيا: المطر. واستخدم الجفن في مفهوميه، أحدهما: جفن السيف وهو قرابة، والجفن: غطاء العين، وهو من غريب النظم.

وأنشدني له إجازة في مثله:

لا يسمع العود منا غير حاضنه

من لبة الشوس يوم الروع بالعلق

ولا يعاطي كميتاً غير مصدره

يوم الصدام بليل العطف بالعرق

وأنشدني له إجازة في سبع تشبيهات:

وظبي بقفر فوق طرف مفوق

بقوس رمى في النقع وحشاً بأسهم

كشمس بأفق فوق برق بكفه

هلال رمى في الليل جناً بأنجم

ونقلت من خطه وهو مما يقرأ مقلوباً: " كد ضدك. كن كما أمكنك. كرم علمك يكمل عمرك ".

ونقلت من خطه رسالة طويلة نظماً ونثراً، كل كلمة منها تصحيف ما بعدها، تكون أربع مئة كلمة، وهي: " قبل قبل يداك ثراك عبد عند رخاك رجاك، أبي أبي سؤال سواك. آمل أمك رجاء رخاء. فألغى فألقى جدة خده بأعتابك باغياً بك شرفاً سرفا. لاذبك لأدبك مقدماً مقدماً أمل آمل يزجيه يبشره بيسره وجودك وجودك. فاشتاق فاستاف. عَرف عرُف منك مثل عبير عنبر، وقَدم وقُدم، صَدقه صِدقه متجملاً متحملاً بصاعه بضاعة تبر نثر.

ص: 75

سند سيد حليم حكيم

فاضل فاضل مجيد مجيد

حازم جازم بصير نصير

زانه رأيه الشديد السديد

أمه أمة رجاء رخاء

أدركت إذ زكت نقود تقود

مكرمات مكرمات بنت بي؟

ت علاء علا بجود يجود

وهي طويلة، ربما تزيد على الأربع مئة. وقد أوردتها بمجوعها في كتاب: حرم المرح في تهذيب لمح الملح.

وأنشدني له إجازة مضمناً.

تزوج جاري وهو شيخ صبية

فلم يستطع غشيانها حين جاءها

ولو أنني بادرتها لتركتها

يرى قائم من دونها ما وراءها

وأنشدني له إجازة:

ليهنك أن لي ولداً وعبداً

سواء في المقال وفي المقام

فهذا سابق من غير سين

وهذا عاقل من غير لام

وأنشدني لنفسه إجازة:

وذات حر جادت به فصددتها

وقلت لها: مقصودي العجز لا الفرج

ص: 76

فدارت ودارت سوء خلقي بالرضا

وفي قلبها مما تكابده وهج

إذا ما دفعت الأير فيها تجشأت

وذاك ضراط لم يتم له نضج

وأنشدني له إجازة:

خلياني أجر فضل برودي

راتعاً في رياض عين البرود

كم بها من بديع زهر أنيق

كفصوص منظومة وعقود

زنبق بين قضب آس وبان

وأقاح ونرجس وورود

كجبين وعارض وقوام

وثغور وأعين وخدود

وأنشدني له إجازة:

ولي غلام كالنجم طلعته

أخدمه وهو بعض خدامي

تراه خلفي طول النهار فإن

دجا لنا الليل صار قدامي

جعلته في الحضور مع سفري

كفروة الحرث بن همام

قلت: يريد قول الحريري: فعمدت لفروة هي في النهار رياشي وفي الليل فراشي.

وأنشدني لنفسه إجازة:

ص: 77

لما رأت علياك أني كالذي

أبدو فينقصني السقام الزائد

وافيتني ووفيت لي بمكارم

فنداك لي صلة وأنت العائد

قلت: أخذ هذا من واقعة شرف الدين بن عنين مع الملك المعظم لما كتب إليه وهو ضعيف:

انظر إلي بعين مولى لم يزل

يولي الندى وتلاف قبل تلافي

أنا كالذي أحتاج ما أحتاجه

فاغنم ثنائي بالجيمل الوافي

فحضر المعظم إليه وقال له: أنت الذي وأنا العائد وهذه الصلة، وأعطاه صرة فيها ثلاثة مئة دينار. ولكن صفي الدين زاد هنا النقص، لأن الذي عند النحاة اسم ناقص يحتاج إلى صلة وعائد.

وأنشدني له إجازة:

وعود به عاد السرور لأنه

حوى اللهو قدماً وهو ريان ناعم

يغرب في تغريده فكأنه

يعيد لنا ما لقنته الحمائم

وأنشدني له إجازة يطلب مشمشاً:

يا جواداً أكفه في مجال الحر

ب حتف وفي النوال غمامه

جد بتضعيف عكس مشطور تصحيف مثنى ترخيم مثل علامه

ص: 78

قلت: مثل علامة: سمة، فإذا رخمتها كانت: سم، فإذا ثنيتها كانت: سمسم، فإذا صحفتها كانت: شمشم، فإذا أخذت شطرها كان: شم، فإذا عكستها كانت: مش، فإذا ضعفتها كانت: مشمش.

ومثل هذا قول القائل يطلب حبراً:

تصدق علي بمعكوس ضد

مصحف قولي خبت ناره

فتصحيف: خبت ناره: خسارة، وضدها: ربح، ومعكوسها: حبر. ولكن الشيخ صفي الدين زاده عملاً كثيراً.

وأنشدني إجازة لنفسه يستهدي راحاً:

جاد لنا الدهر بعد ما بخلا

ومجلس الأنس قد صفا وحلا

ونحن في مجلس يزينه

رشف طلى بيننا ولثم طلى

فاهد لنا لا برحت ذا نعم

ما ضد تصحيف عكسه عدلا

قلت: ضد عدل: جار، وتصحيفه: حار، وعكسه: راح. والله أعلم.

وأنشدني له إجازة يطلب فلفلاً:

أعوزتنا إحدى العقاقير في الدر

ياق فأتحف بها تكن خير تحفه

ضعف تصحيف ضد مشطور مثل

لمثنى معكوس ترخيم دفه

قتل: ترخيم دفه: دف، ومعكوسه: فد، ومثتاه: فدفد، ومثله: مهمه، ومشطوره: مه، وضده: قل وتصحيفه: فل، وتضعيفه: فلفل.

ص: 79

وأنشدني لنفسه إجازة:

بأبي قذار منك وابن زرارة

أدنيت حتف المستهام العاني

فلو أن كاسم أبي معاذ قلبه

ما كان في البلوى أبا حسان

قلت: المعنى: بسالف منك وحاجب أدنيت حتفي، فلو أن قلبه جبل ما كان في البلوى ثابتاً، لأن سالفاً أبوه قذار، وحاجباً أبوه زرارة، ومعاذاً أبوه جبل، وحسان أبوه ثابت.

وأنشدني لنفسه أيضاً:

ما كان ودك إذ عتبتك في الجفا

كابن الطفيل ولا أبي حسان

وجهي أبو المقداد منك من الحيا

والقلب منك حكى أبا سفيان

قلت: المعنى: ما كان ودك عامراً ولا ثابتاً، وجهي منك أسود وقلبك صخر. لأن الطفيل ابنه عامر، وحسان أبوه ثابت، والمقداد أبوه الأسود، وأبا سفيان كنيته صخر.

وأنشدني لنفسه أيضاً رحمه الله تعالى موالياً:

تقول بسك مني يا شقيق البدر

لقول ضدك عني بالخنا والغدر

وكان ظنك أني يا جليل القدر

يكون ذلك فني عند ضيق الصدر

قلت: وهذان البيتان يقرأ شطر كل قفل منها فيصير بيتي قريض قائمة الوزن بذاتها، وهما:

ص: 80

تقول بسك مني

لقول ضدك عني

وكان ظنك أني

يكون ذلك فني

وإذا قرأت هذين البيتين بالهجاء حرفاً فحرفاً، خرج منهما بيتاً موالياً قائماً الوزن، وذلك:

تاء قاف واو لام باء سين كاف ميم نون يا

لام قاف واو لام ضاد دال كاف عين نون يا

واو كاف ألف نون ظاء نون كاف ألف نون يا

ياء كاف واو نون ذال لام كاف فاء نون يا

وهذا عمل صعب إلى الغاية، ولا يتأتى إلا لذي القدرة والتسلط على النظم. وقد أردت أن أعمل مثل ذلك، فأعان الله تعالى، وفتح علي، فقلت:

علمت أنك حبي يا رشيق القد

وقلت: ودك طبي يا شريق الخد

فراع صدك لبي يا سعيد الجد

عسى يردك ربي يا مديد الصد

فشطر كل نصف أول يقرأ فيكون قريضاً وهو:

علمت أنك حبي

وقلت: ودك طبي

فراع صدك لبي

عسى يردك ربي

وإذا قرأت هذين البيتين بالهجاء حرفاً فحرفاً، كانا بيتي موالياً وهما:

عين لام ميم تاء ألف نون كاف حاء باء يا

واو قاف لام تاء واو دال كاف طاء باء يا

فاء راء ألف عين صاد دال كاف لام باء يا

عين سين ألف ياء راء دال كاف راء باء يا

ص: 81

وأنشدني له إجازة:

وعدت في الخميس وصلاً ولكن

شاهدت حولنا العدا كالخميس

أخلفت في الخميس وعدي وجاءت

بعدما قبل بعد يوم الخميس

قلت: المعنى: أنها أوعدته الزيارة في يوم الخميس فرأت العدا كالجيش، فأخلفت الوعد في ذلك النهار، وجاءت في يوم الجمعة، وذلك لأن البعد والقبل متكافئان فسقطا، وفضل معه بعد والخميس بعده الجمعة. وهذا أخذه من قول القائل:

ما يقول الفقيه أيده الله

ولا زال عنده الإحسان

في فتى علق الطلاق بشهر

بعدما قبل بعده رمضان

وقد أوردت هذين البيتين في شرح اللامية وتكلمت عليه وعلى تقديم القبلات والبعدات، وهناك يظهر هذا أوضح من هنا.

وأنشدني لنفسه ما يقرأ مقلوباً:

أنث ثناء ناضراً لك إنه

هنا كل أرض إن أنث ثناء

أمر كلاماً ألفته مظنه

له نظم هتف لأم الكرماء

أهب لوصف لا لما هب آمل

ملماً بها ملء الفصول بهاء

أروح أطيل الدأب أبرم همة

مربى بإدلال يطاح وراء

أرق فلا حزن ينم بمهمل

مهم بمن ينزح الفقراء

ص: 82

أخر لأني نائب لقضية

تهيض قلبي أن ينال رخاء

أفوه أراعي قوته بتكلف

لكتبة توقيع أراه وفاء

وأنشدني له إجازة مما يقرأ مقلوباً:

يلذ ذلي بنضو

لو ضن بي لذ ذلي

يلم شملي لحسن

إن سح لي لم شملي

وأنشدني لنفسه إجازة في الجناس:

كم قد أفضنا من دموع ودماً

على رسوم للديار والدمن

وكم قضينا للبكاء منسكاً

لما تذكرنا بهن من سكن

معاهد تحدث للصبر فناً

إن هاجت الورق بها على فنن

تذكارها أحدث في القلب شجاً

وفي الحشا قرحاً وفي القلب شجن

لله أيام لنا على منى

فكم لها عندي أياد ومنن

شربت فيها لذة العيش حساً

وما رأيت بعدها مرأى حسن

؟ كم كان فيها من فتاة وفتى

كل لقلب المستهام قد فنى

فما ارتكبنا بالوصال مأثماً

بل بعتهم روحي بغير ما ثمن

وعاذل أضمر مكراً ودها

فنمق العيش بنصح ودهن

لاح غدا يعرف للقلب لحاً

إن أعرب القول بعذلي أو لحن

ص: 83

يزيدني بالزجر وجداً وأسى

وكان ماء الود منه قد أسن

سئمت منه اللوم إذ طال مدى

ولم أجبه بل بدوت إذا مدن

بجسرة تشد في السير قرى

إذا لم تذلل بزمام وقرن

لا تتشكي نصباً ولا وجى

إذا دجا الليل على الركب وجن

حنت وأعطت في السرى خير عطاً

إن حن يوماً غيرها إلى عطن

وأصبحت من بعد أين وعناً

للملك الناصر ضيفاً وعنن

ملك غدا لسائر الناس أباً

إن سار في كسب الثناء أو أبن

الناصر الملك الذي فاض جداً

فخلته ذا يزين وذا جدن

ملك علا قدراً وجداً وسناً

فجاء في طرق العلا على سنن

لا جور في بلاده ولا عدى

إن عد في العدل زبيد وعدن

كم بدر أعطى الوفود ولهى

وكان يرضيهم كفاف ولهن

حنيت من إنعامه خير جنى

وكنت من قبل كميت في جنن

فما شكوت في حماه لغباً

ولو أطاق الدهر غبني لغبن

دعوته بالمدح عن صدق ولا

فلم يجب يوماً بلم ولا ولن

أنظم في كل صباح ومساً

كأنه لصارم الفكر مسن

يا مالكاً فاق الملوك ورعاً

إن شان أهل الملك طيش ورعن

أكسبني بالمجد مجداً وعلاً

فصغت فيك المدح سراً وعلن

ص: 84

إن أولك المدح الجزيل فحرى

وإن كبا فكر سواي وحرن

لا زلت في ملكك خلواً من عناً

وليس للهم لديك من عنن

ونلت فيه ما تروم من منى

وعشت في أمن وعز ومنن

وأنشدني إجازة لنفسه:

سل سلسل الريق إن لم تروحر ظلما

بل بلبل القلب لما زاده ألما

قد قدَّ قدُّ حبيبي حبل مصطبري

إن آن أن أجتني جرماً فلا جرما

مذ مل ململ قلبي في تغنته

لو كف كفكف دمعاً صار فيه دما

بل رب ربرب سرب ثغره شنب

لو لؤلؤ رام تشبيهاً به ظلما

لو قابل الشمس لألأ لاؤها كسفت

فإن يقل للدجازح زحزح الظلما

كم هَد هُدهد واشينا بناء وفاً

غداة عنعن عن أعدائنا الكلما

مذ نم نمنم أقوالاً شقيت بها

إذ زل زلزل طود الصبر فانهدما

لم لملم الوجد عندي بعد مصرفه

عني وجمجم جم الغيث فالتأما

مدلج لجلج نطقي عن إجابته

لو رق رقرق دمعاً ظل منسجماً

إن كان دعدع دع كأس العتاب وقل

من مهمه العشق لا يطويه من سئما

إن قيل ضعضع ضع خديك معتذراً

أو قيل قلقل قل أرضى بما حكما

أو قيل طحطح طح بالحب ملتجئاً

أو قيل دمدم دم بالود ملتزما

سب سبسب الحب واشكر من احبتنا

لكل منْ منَّ منْ أهل الوفا كرما

هم همهم حفظهم للخل حق وفا

من حيث حصحص حص الهم منتقماً

إن قيل أح أحاح الغدر فارض بهم

أولا فنفسك لمُ لمَ لمْ تفض ندما

ص: 85

وأنشدني لنفسه إجازة:

إنهض فهذا النجم في الغرب سقط

والشيب في فود الظلام قد وخط

والصبح قد مد إلى نهر الدجى

يداً بها در النجوم يلتقط

وألهب الإصباح أذيال الدجى

بشمعة من الشعاع لم تقط

وضجت الأطيار في أوراقها

لما رأت سيف الصباح مخترط

وقام من فوق الجدار هاتف

متوج القامة ذو فرغ قطط

يخبر الراقد أن نومه

عند انتباه جده من الغلط

والبدر قد صار هلالاً ناحلاً

في آخر الشهر وبالصبح اختلط

كأنه قوس لجين موتر

والليل زنجي عليه قد ضبط

وفي يديه للثريا ندب

يزيد فرداً واحداً عن النمط

فأي عذر للرماة والدجى

قد عد في سلك الرماة وانخرط

أما ترى الغيم الجديد مقبلاً

قد مد في الأفق رداه وانبسط

كأن أيدي الريح في تلفيقه

قد لبدت قطناً على ثوب شمط

يلمع ضوء البرق في حافاته

كأن في الجو صفاحاً تخترط

وأظهر الخريف من أزهاره

أضعاف ما يخفي الربيع إذا شحط

ولان عطف الريح في هبوبها

والظل من بعد الهجير قد سقط

ص: 86

والشمس في الميزان موزون بها

قسط النهار بعدما كان قسط

وأرسلت جبال دربند لها

رسلاً صبا القلب إليها وانبسط

من الكراكي الخزريات التي

تقدم والبعض بعض مرتبط

كأنها إذ تابعت صفوفها

ركائب عنها الرحال لم تحط

إذا قفاها سمع ذي صبابة

مثلي تقاضاه الغرام ونشط

فقم بنا نرفل في ثوب الصبا

إن الرضا بتركه عين السخط

والتقط اللذة حيث أمكنت

فإنما اللذات في الدهر لقط

إن الشباب زائر مودع

لا يستطاع رده إذا فرط

أما ترى الكركي في الجو وقد

نعم في أفق السماء ولغط

أنساه حب دجلة وطيبها

مواطناً قد زق فيها وقمط

فجاء يهدي نفسه وما درى

أن الجياد للحروب ترتبط

من كل سبط من هدايا واسط

جعد التلاع منه في الكعب نقط

أصلحه صالح باجتهاده

وكل ذي لب له فيه غبط

وما أضاع الحزم عند حزمها

بل جاوز القيظ وللفصل ضبط

حتى إذا حر حزيران خبا

وتم تموز وآب وشحط

وجاء أيلول بحر فاتر

في نضج تعديل الثمار ما فرط

أبرز ما أحرز من آلاته

وحل من ذاك المتاع ما ربط

ومد للصنعة كف أوحد

مننره عن الفساد والغلط

ص: 87

وظل يستقري بلاغ عودها

فنبر الأطراف واختار الوسط

وجود التدقيق في لحامها

فأسقط الكرشات منه والسقط

ولم يزل ينقلها مراتباً

تلزم في صنعته وتشترط

فعندما أفضت إلى تطهيرها

صحح دارات البيوت والنقط

حتى إذا قمصها بدهنها

جاءت من الصحة في أحلى نمط

كأنها النونات في تعريقها

يعوج منها بندق مثل النقط

مثل السيور في يد الرامي فلو

شاء طواها وحواها في سفط

لو يقذف أليم بها مالكها

ما انتقض العود ولا الزور انكشط

كأنما يندقها نيازك

أو من بد الرامي إلى الطير خطط

من كل محني الضلوع مدمج

ما وهم الباري بها ولا فرط

كأنما لام عليها ألف

وقال قوم إنها اللام فقط

فأجل قذى عيوننا ببرزة

تنفي عن القلب الهموم والقنط

فما رأت من بعد هور بابل

ومائه التيار عيشاً يغتب

ونحن من مروجه في نشوة

عند التحري في الوقوف للخطط

من كل مقبول المقال صادق

قد قبض القوس وللنفس بسط

يقدمنا فيها قديم حاذق

لا كسل يشينه ولا قنط

يحكم فينا حكم داود فلا

تنظر منا خارجاً لما شرط

لا يسبك الأسباق من جفته

ولم يكن مثل القرلى في النمط

ص: 88

إذا رأى الشر تعلى وإذا

لاح له الخير تدلى وانخبط

ما نعم المزهر والدف إذا

فصل أدوار الضروب وضبط

أطيب من تدفدف التم إذا

دق اكتسى الريش وهذا قد شمط

وذاك يرعى في شواطيه وذا

على الروابي قد تحصى ولقط

فمن جليل واجب تعداده

ومن مراع عدها لا يشترط

تعرج منا نحوه بنادق

لم ينج منها من تعلى واختبط

فمن كسير في العباب عائم

ومن ذبيح بالدماء يعتبط

وأنشدني له إجازة، ومن خطه نقلت:

كيف الضلال وصبح وجهك مشرق

وشذاك في الأكوان مسك يعبق

يا من إذا سفرت محاسن وجهه

ظلت بها حدق الخلائق تحدق

أوضحت عذري في هواك بواضح

ماء الحيا بأديمه يترقرق

فإذا العذول رأى جمالك قال لي

عجباً لقلبك كيف لا يتمزق

يا آسراً قلب المحب فد معه

والنوم منه مطلَق ومطلَّق

أغنيتني بالفكر فيك عن الكرى

يا آسري فأنا الغني المملق

؟ وصحبت قوماً لست من نظرائهم

فكأنني في الطرس سطر محلق

قولاً لمن حمل السلاح وخصره

من قد ذابله أرق وأرشق

ص: 89

لا توه جسمك بالسلاح وحمله

إني عليك من الغلالة أشفق

ظبي من الأتراك فوق خدوده

نار يخر لها الكليم ويصعق

تلقاه وهو مزرد ومدرع

وتراه وهو مقرط ومقرطق

لم تترك الأتراك بعد جمالها

حسناً لمخلوق سواها يخلق

إن نوزلوا كانوا أسود عريكة

أو غوزلوا كانوا بدوراً تشرق

قوم إذا ركبوا الجياد رأيتهم

أسداً بألحاظ الجآذر ترمق

قد خلقت بدم القلوب خدودهم

ودروعهم بدم الكماة تخلق

جذبوا القسي إلى قسي حواجب

من تحتها نبل اللواحظ ترشق

نشروا الشعور فكل قد منهم

لدن عليه من الذؤابة صنجق

لي منهم رشأ إذا قابلته

كادت لواحظه بسحر تنطق

إن شاء يلقاني بخلق واسع

عند السلام نهاه طرف ضيق

لم أنس ليلة زارني ورقيبه

يبدي الرضا وهو المغيظ المحنق

حتى إذا عبث الكرى بجفونه

كان الوسادة ساعدي والمرفق

عانقته وضممته فكأنه

من ساعدي ممنطق ومطوق

؟ حتى بدا فلق الصباح فراعه إن الصباح هو العدو الأزرق وأنشدني له إجازة يمدح الملك الناصر محمد بن قلاوون:

أسبلن من فوق النحور ذوائبا

فتركن حبات القلوب ذوائبا

ص: 90

وجلون من صبح الوجوه أشعة

غادرون فود الليل منها شائبا

بيض دعاهن الغبي كواعباً

ولو استبان الرشد قال كواكبا

وربائب فإذا رأيت نفارها

من بسط أنسك خلتهن رباربا

سفهن رأي المانوية عندما

أسبلن من ظلم الشعور غياهبا

وسفرن لي فرأين شخصاً حاضراً

شدهت بصيرته وقلباً غائبا

أشرقن في حلل كأن أديمها

شفق تدرعه الشموس جلابيا

وغربن في كلل فقلت لصاحبي

بأبي الشموس الجانحات غواربا

حلو التعتب والدلال يروعه

عتبي، ولست أراه إلا غاتبا

عاتبته فتضرجت وجناته

وازور ألحاظاً وقطب حاجبا

فأراني الخد الكليم وطرفه

ذو النون إذ ذهب الغداة مغاضبا

ذو منظر تغدو القلوب بخسنه

نهباً وإن منح العيون مواهبا

لا غرو أن وهب اللواحظ حظوة

من نوره ودعاه قلبي ناهبا

كمواهب السلطان قد كست الورى

نعماً وتدعوه القساور سالبا

ملك يرى تعب المكارم راحة

ويعد راحات الفراغ متاعبا

؟ لم تخل أرض من ثناه وإن خلت من ذكره ملئت قناً وقواضبا

ص: 91

بمكارم تذر السباسب أبحراً

وعزائم تذر البحار سباسبا

ترجى مواهبه ويخشى بطشه

مثل الزمان مسالماً ومحارباً

فإذا سطا ملأ القلوب مهابة

وإذا سخا ملأ العيون مواهبا

كالغيث يسفح من عطائه نائلاً

سبطا ويرسل من سطاه حاصبا

كالليث يحمي غابه بزئيره

طوراً وينشب في القنيص مخالبا

كالسيف يبدي للنواظر منظراً

طلقاً ويمضي في الهياج مضاربا

كالسيل يحمد منه عذباً واصلاً

ويعده قوم عذاباً واصبا

كالبحر يهدي للنفوس نفائساً

منه ويبدي للعيون عجائبا

فإذا نظرت ندى يديه ورأيه

لم تلف إلا صيباً أو صائبا

أبقى قلاوون الفخار لولده

إرثاً ففازوا بالثناء مكاسبا

قوم إذا سئموا الصوافن صيروا

للمجد أخطار الأمور مراكبا

عشقوا الحروب تيمناً بلقا العدا

فكأنهم حسبوا العداة حبائبا

وكأنما ظنوا السيوف سوالفاً

واللدن قداً والقسي حواجبا

يا أيها الملك العزيز ومن له

شرف يجر على النجوم ذوائبا

أصلحت بين المسلمين بهمة

تذر الأجانب بالوفود أقاربا

ووهبتهم زمن الأمان فمن رأى

ملكاً يكون له الزمان مواهبا

فرأوا خطاباً كان خطباً فادحاً

لهم وكتباً كن قبل كتائبا

وحرست ملكك من رجيم مارد

بعزائم إن صلت كن قواضبا

حتى إذا خطف المنافق خطفة

أتبعته منها شهاباً ثاقبا

ص: 92

لا ينفع التجريب خصمك بعدما

أفنيت من أفنى الزمان تجاربا

؟ صرمت شمل المارقين بصارم

تبديه مسلوباً فيرجع سالبا

صافي الفرند حكى صباحاً جامداً

أبدى النجيع به شعاعاً ذائباً

وكتيبة تدع الصهيل رواعداً

والبيض برقاً والعجاج سحائبا

حتى إذا ريح الجلاد حدت لها

مطرت وكان الوبل نبلاً صائبا

بذوابل ملد يخلن أراقماً

وشوائل جرد يخلن عقاربا

تطأ الصدور من الصدور كأنما

تعتاض عن وطء التراب ترائبا

فأقمت تقسم للوحوش وظائفا

فيها وتصنع للنسور مآدبا

وجعلت هامات الكماة منابراً

وأقمت حد السيف فيها خاطبا

يا راكب الخطر الجليل وقوله

فخراً بمجدك لا عدمت الراكبا

صبرت أسحار السماح بواكراً

وجعلت أيام الكفاح غياهبا

وبذلت للمداح صفو خلائق

لو أنها للبحر طاب مشاربا

فرأوك في جنب النضار مفرطاً

وعلى صلاتك والصلاة مواظبا

إن يحرس الناس النضار بحاجب

كان السماح لعين مالك حاجبا

لم يملؤوا فيك البيوت رغائبا

إلا وقد ملؤوا البيوت غرائبا

أوليتني قبل المديح عناية

وملأت عيني هيبة ومواهبا

ورفعت قدري في الأنام وقد رأوا

مثلي لمثلك خاطباً ومخاطبا

في مجلس ساوى الخلائق في الندى

وترتبت فيه الملوك مراتبا

وافيته في الفلك أسعى جالساً

فخراً على من قال أمشي راكبا

ص: 93

فأقمت أنفذ في الأنام أوامراً

مني وأنشب في الخطوب مخالبا

وسقتني الدنيا غداة وردته

ريا وما مطرت علي مصائبا

فطفقت أملأ من ثناك وشكره

حقباً وأملأ من نداك حقائبا

أثني فتثنيني صفاتك مظهرا

عياً وكم أعيت صفاتك خاطبا

لو أن أعضانا جميعاً ألسن

تثني عليك لما قضينا الواجبا

وأنشدني إجازة، ومن خطه نقلت، يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كفى البدر حسناً أن يقال نظيرها

فيزهى ولكنا بذاك نضيرها

وحسب غصون البان أن قوامها

يقاس به ميادها ونضيرها

أسيرة حجل مطلقات لحاظها

قضى حسنها أن لا يفك أسيرها

تهيم بها العشاق خلف حجابها

فكيف إذا ما آن منها سفورها

وليس عجيباً أن غررت بنظرة

إليها فمن شأن البدور غرورها

فكم نظرة قادت إلى القلب حسرة

يقطع أنفاس الحياة زفيرها

فواعجباً كم نسلب الأسد في الوغى

ويسلبنا من أعين الحور حورها

فتور الظبى عند القراع يشينها

وما يرهف الأجفان إلا فتورها

وجذوة حسن في الخدود لهيبها

يشب ولكن في القلوب سعيرها

إذا آنستها مقلتي خر صاعقاً

فؤادي وقال القلب لادك طورها

وسرب ظباء مشرقات شموسه

على حلة عند النجوم بدورها

ص: 94

تمانع عما في الكناس أسودها

وتحرس ما تحوي القصور صقورها

تغار من الطيف الملم حماتها

ويغضب من مر النسيم غيورها

إذا ما رأى في النوم طيفاً يرودها

توهمه في اليوم ضيفاً يزورها

نظرنا فأعدتنا السقام جفونها

ولذنا فأولتنا النحول خصورها

وزرنا وأسد الحي تذكي لحاظها

ويسمع في غاب الرماح زئيرها

فيا ساعد الله المحب فإنه

يرى غمرات الموت ثم يزورها

ولما ألمت للزيارة خلسة

وسجف الدياجي مسبلات سورها

سعت بيننا الواشون حتى حجولها

ونمت بنا الأعداء حتى عبيرها

وهمت بنا لولا حبائل شعرها

خطا الصبح لكن قيدته ظفورها

ليالي يعديني زماني على العدا

وإن ملئت حقداً علي صدورها

ويسعدني شرخ الشبيبة والغنى

إذا شانها أفتارها وقتيرها

ومذ قلب الدهر المجن أصابني

صبوراً على حال قليل صبورها

فلو تحمل الأيام ما أنا حامل

لما كاد يمحو صبغة الليل نورها

سأصبر إما أن تدور صروفها

علي وإما تستقيم أمورها

فإن تكن الخنساء إني صخرها

وإن تكن الزباء إني قصيرها

وقد أرتدي ثوب الظلام بجسرة

عليها من الشوس الحماة جسورها

كأني بأحشاء السباسب خاطر

فما وجدت إلا وشخصي ضميرها

ص: 95

وصادية الأحشاء غصى بآلها

يعز على الشعرى العبور عبورها

ينوح بها الخريت ندباً لنفسه

إذا اختلفت حصباؤها وصخورها

إذا وطئتها الشمس سال لعابها

وإن سلكتها الريح طال هريرها

؟ وإن قامت الحرباء ترصد شمسها

أصيلاً أذاب الحظ منها هجيرها

تجنب عنها للحذار جنوبها

وتدبر عنها في الهبوب دبورها

خبرت مرامي أرضها فقتلتها

وما يقتل الأرضين إلا خبيرها

بخطوة مر قال أمون عثارها

كثير على وفق الصواب عثورها

ألذ من الأنغام رجع بغامها

وأطرب من سجع الهديل هديرها

نساهم شطر العيش عيساً سواهما

لطول السرى لم يبق إلا شطورها

حروفاً كنونات الصحائف أصبحت

تخط على طرس الفيافي سطورها

إذا نظمت نظم القلائد في البرى

تقلدها خصر الربا ونحورها

طواها طواها فاغتدت وبطونها

تجول عليها كالوشاح ظفورها

يعبر عن فرط الحنين أنينها

ويعرب عما في الضمير ضمورها

نسير بها نحو الحجاز وقصدها

ملاعب شعبي بابل وقصورها

فلما ترامت عن زرود ورملها

ولاحت لها أعلام نجد وقورها

وصدت يميناً عن شميط وحاذرت

ربا قطن والشهب قد شف نورها

وعاج بها عن رمل عاج دليلها

فقامت لعرفان المراد صدروها

ص: 96

غدت تتقاضانا المسير لأنها

الى نحو خير المرسلين مسيرها

ترض الحصى شوقاً لمن سبح الحصى

لديه وحياً بالسلام بعيرها

إلى خير مبعوث إلى خير أمة

إلى خير معبود دعاها بشيرها

ومن بشر الله الأنام بأنه

مبشرها عن إذنه ونذيرها

ومن أخمدت مع وضعه نار فارس

وزلزل منها عرشها وسريرها

ومن نطقت توراة موسى بفضله

وجاء به إنجيلها وزبورها

محمد خير المرسلين بأسرهم

وأولها في المجد وهو أخيرها

فيا آية الله التي مذ تبجلت

على خلقه أخفى الظلال ظهروها

عليك سلام الله يا خير مرسل

إلى أمة لولاه دام غرورها

عليك سلام الله يا خير متشافع

إذا النار ضم الكافرين حصيرها

عليك سلام الله يا من تعبدت

له الجن وانقادت إليه أمورها

تشرفت الأقدام لما تتابعت

إليك خطاها واستمر مريرها

وفاخرت الأفواه نور عيوننا

بتربك لما قبلته ثغورها

ولو وفت الوفاد قدرك حقه

لكان على الأحداق منها مسيرها

لأنك سر الله والآية التي

تجلت فجلى ظلمة الشرك نورها

مدينة علم وابن عمك بابها

فمن غير ذاك الباب لم يؤت سورها

شموس لكم في الغرب مدت شموسها

بدور لكم في الشرق حفت بدورها

ص: 97

جبال إذا ما الهضب دكت جبالها

بحور إذا ما الأرض غارت بحورها

فيا آل خير الآل والعترة التي

محبتها نعمى قليل شكورها

إذا جولست للبذل ذل نضارها

وإن سوجلت في الفضل عز نظيرها

وصحبك خير الصحب والغرر التي

بهم أمنت من كل أرض ثغورها

كماة حماة في القراع وفي القرى

إذا شط قاريها وطاش وقورها

أيا صادق الوعد الأمين وعدتني

ببشرى فلا أخشى وأنت بشيرها

بعثت الأماني عاطلات لتبتغي

نداك فجاءت حاليات نحورها

وأرسلت آمالاً خماصاً بطونها

إليك فعادت مثقلات ظهورها

إليك رسول الله أشكو جرائماً

يوازي الجبال الراسيات صغيرها

كبائر لو تبلى الجبال بحملها

لدكت ونادى بالثبور ثبيرها

وغالب ظني بل يقيني أنها

ستمحى وإن جلت وأنت سفيرها

لأني رأيت العرب تخفر بالعصا

وتحمي إذا ما أمها مستجيرها

فكيف بمن في كفه أورق العصا

يضام بنو الآمال وهو خفيرها

وبين يدي نجواي قدمت مدحة

قضى خاطري أن لا يضيع خطيرها

يروي غليل السامعين قطارها

ويجلو عيون الناظرين قطورها

وأحسن شيء أنني قد جلوتها

عليك وأملاك السماء حضورها

تروم بها نفسي الجزاء فكن لها

مجيزاً بأن تمسي وأنت مجيرها

ص: 98