الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي بن محمد بن عبد القادر
العدل الرضي، علاء الدين ابن قاضي القضاة عز الدين بن الصائغ، أخو القاضي بدر الدين بن أبي اليسر بن الصائغ.
توفي علاء الدين بسكنه بالمدرسة العمادية، جوار قلعة دمشق سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة.
كان شهد على الحكام، والقضاة يعتمدون عليه في شهاداته، وأكثر أهل البلد يكتبون عنده.
علي بن محمدابن الكلاس
وبابن الريس، وكان هو يكتب على المجلدات: علي الدواداري، الفاضل الأديب الماهر علاء الدين.
كان يتوقد ذكاؤه، وتشرق في سماء الأدب ذكاؤه. جمع مجاميع أدبية، وعلق نكتاً حديثية، واقتنى من الكتب جمله، وأثقل بها حمله.
وسمع من المشايخ وعلق، ووفى نبل أدبه وغلق. وكان خطه يتحدر كالسيل ويتألق كالبرق في الليل، يدل على قوة يده وتسرعها، وملاءتها من القدرة وتضلعها.
وكان جندياً في حلقة جلق، وحرفته من أرباب السيوف التي هو بها متعلق.
ولم يزل على حاله إلى أن انطفأ ابن الكلاس، ولم يضئ له جلاس بين الجلاس.
وتوفي رحمه الله تعالى بقرية حطين من بلاد صفد، قبل الثلاثين وسبع مئة، أو ما بعدها.
ورأيته بدمشق غير مرة. وكان قد وقع بينه وبين صاحبنا زين الدين الصفدي، وعبث به، وصنع فيه مقامة. ومن شعره:
خليلي ما أحلى الهوى وأمره
…
وأعرفني بالحلو منه وبالمر
بما بيننا من حرمة هل رأيتما
…
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر
ومنه:
سقطت نفوس بني الكرام فأصبحوا
…
يتطلبون مكاسب الأنذال
ولقلما طلب الزمان إساءتي
…
إلا صبرت وإن أضر بحالي
نفسي تطالبني وتأبى همتي
…
أن استفيد غنى بذل سؤال
قلت: وقد أولع الشعراء بهذا المعنى، ومما قلت أنا فيه مضمناً قول المعري:
قضت لي أن لا اشتكي الدهر همتي
…
ولو ساورتني أسده والأساود
وأن لا أنال الرزق في دار ذلة
…
ولو أنني في هالة البدر قاعد
ومن شعر ابن الكلاس:
تقدمت فضلاً من تأخر مدة
…
بوادي الحيا طل وعقباه وابل
وقد جاء وتر في الصلاة مؤخراً
…
به ختمت تلك الشفوع الأوائل
ومنه:
فكرت في الأمر الذي أنا قاصد
…
تحصيله فوجدته لا ينجح
وعلمت من نصف الطريق بأن من
…
أرجوه يقضي حاجتي لا يفلح
ومنه يلغز في القلم:
ما اسم له في السماء فعل
…
والأرض فيها له مكان
ينطق بين الأنام حقاً
…
بصمته إذ له لسان
فأعجب له ناطقاً صموتاً
…
له على الصمت ترجمان
ومنه يلغز في الرغيف:
ومستدير الوجه كالترس
…
يجلس للناس على كرسي
يدخل فيه البدر حمامه
…
وبعدها يخرج كالشمس
يواصل السلطان في دسته
…
واللص في هاوية الحبس
لو غاب عن عنترة ليلة
…
وهت قوى عنترة العبسي
ومنه:
من مبلغ غبريل أن رحيله
…
جلب السرور وأذهب الأحزانا
والناس من فرط الشماتة خلفه
…
كسروا القدور وأوقدوا النيرانا
ومنه:
وأهيف تحكي البدر طلعة وجهه
…
وإن لم يكن في حسن طلعته البدر
خلوت به ليلاً يدير مدامة
…
وجنح الدجا دون الرقيب لنا ستر
فلما سرت كاس الحميا بعطفه
…
ومالت به تيهاً ورنحه السكر
هممت برشف الثغر منه فصدني
…
عذار له في منع تقبيله عذر
حمى ثغره المعسول نمل عذاره
…
ومن عجب نمل يصان به ثغر
وكان المجير الخياط قد كتب إلى علاء الدين بن الكلاس أبياتاً كتب بها إلى غيره أولاً وأولها:
علاء الدين إن تنسى الودادا
…
وتمنحنا القطيعة والبعادا
فأجابه علاء الدين عنها بأبيات أولها:
مجير الدين فت الناس نظماً
…
ونثراً واختياراً وانتقادا
ثم إن علاء الدين علم أن المجير كان قد كتب بها إلى غيره، فكتب المجير إليه، ومن خطه نقلت الأصل والجواب:
يا علاء الدين يا من
…
طاب بالآداب ذكره
وله عرف ثناء عطر
…
الأقطار نشره
نظمه فاق الدراري
…
ونظام الدر نشره
أيها الصدر الذي حا
…
ز علوم الناس صدره
والأديب الشهم قنا
…
ص المعاني الغر فكره
والجواد الجائد الحا
…
وي بحار الجود شبره
عندنا منك حياء
…
جل عند الناس قدره
إذ بعثنا نحوك الشعر الذي فصل شذره
وبه غيرك من قبلك قد قلد نحره
فاغتفر هفوة هاف
…
جاء بالأعذار شعره
وليفز منك بعفو
…
وليقم عندك عذره
فكتب علاء الدين الجواب عن ذلك:
يا مجير الدين يا من
…
أعجز الألسن شكره
وله بحر نوال
…
عغمر العافين غمره
والذي يحلو بأفوا
…
هـ ذوي الألباب ذكره
والذي بذ فحول الشعر في المضمار شعره
والذي فوق السماكين وفوق النسر قدره
كل مفضال أياديه بها قلد نحره
أيها الحبر مجير الدين والمحمود خبره
جاءني منك قريض
…
يسكر الألباب خمره
جامع در المعاني
…
عونه فيه وبكره
حل في القلب كما حل بروض الحزن قطره
بل كما ضاء لساري الليل في الظلماء بدره
نحو من يطلب من جو
…
دك أن يبسط عذره
عبد إخلاص تساوى
…
سره فيك وجهره
وإلى رؤيا محيا
…
ك فني والله عمره