الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له مبسم ألمى
…
حلا وهو بارد
؟ به اتسقت نظماً لآلي فرائد
إلى رشفه نظمأ
…
وما ثم وارد
وقد دار في خد من الورد ناضر
…
له عارض قد راق في كل ناظر
له خبر قد طار
…
وقد ملا الأقطار
فما ينكر لما يشكر
…
ولا يذكر إلا فاق في الآفاق
تجنى وما أبقى
…
وسر معاندي
ورق لما ألقى
…
من السقم عائدي
وجفناه قد شقا
…
حبالة صائد
؟ وهل يكتفي صب نوافث سامر
…
بقلب سليب فاقد الصبر حاسر
ومن ذا الذي قد ثار
…
وحاول أخذ الثار
من سهم مرق بطرف رمق
…
وسحر الحدق لوا نصره خفاق
؟
عمر بن مظفر
ابن عمر بن محمد بن أبي الفوارس، الشيخ الإمام الفقيه النحوي الأديب الشاعر الناثر زين الدين أبو حفص بن الوردي المعري الشافعي.
أحد فضلاء العصر وفقهائه وأدبائه وشعرائه. تفنن في علومه، وأجاد في منثوره ومنظومه. شعره أسحر من عيون الغيد، وأبهى من الوجنات ذات التوريد. قام بفن التورية فجاءت معه قاعدة، وخطها في الطروس وهي فوق النجوم صاعدة، يطرب
اللبيب لسماعها ولا طرب الصوفي للشبابه، ويعجب الأديب لانطباعها ولا عجب الغواني بما التحف شبابه، ويرغب الأريب لارتجاعها ولا رغبة الروض الذي صوح في صوب السحابة. ويدأب النجيب في اقتطاعها ولا دأب المحب في التمسك بأذيال محبوبه السحابة:
لفظ كأن معاني السكر تسكنه
…
فمن تحفظ بيتاً منه لم يفق
كأنه الروض يبدي منظراً عجباً
…
وإن غدا وهو مبذول على الطرق
وفقهه للطالب روضه، وللأصحاب الفتاوى قد شرع حوضه. نظم الحاوي وزاده مسائل، وجعله بعد وحشة الأذهان منه خمائل، وعربيته تلافيها ما أنس غريبها بتلافيها وقربها إلى التعقل بعد تجانفها وتجافيها، وسهل عويصها فلو سمعته الأعرابية ما قالت:" يا أبت أدرك فاهاً غلبني فوها لا طاقة لي بفيها "، إلا أنه مع هذه القدرة وهذا التمكن من فن الأدب، وكونه إذا تصدى للنظم تنسل إليه المعاني من كل حدب، لا يسلم من الإغارة على من سواه، واغتصاب ما سبقته إليه غيره وما حواه، ولا يعف عما هو لمن تقدمه أو عاصر أو استسلم له أو حاصره. وبهذه الخلة نقص، ولولاها صفق له الزمان ورقص.
ولم يزل في حلب يتولى القضاء في تلك النواحي، وتبكي الغمائم لفراقه وتبتسم لقدومه ثغور الأقاحي، إلى أن ترك الولايات ورفضها، وعاد على أحكامها ونقضها، وأرصد نفسه للإفادة، وتلفع برداء الزهادة، واختص بسيادة العلم وهي
السيادة. وتخرج به جماعة وتنبهوا، وحاكوا طريقه وتشبهوا، إلى أن افترس الوردي ورد المنية، وأصبح في حفرة القبر من وراء الثنية.
وتوفي رحمه الله تعالى في سابع عشري ذي الحجة سنة تسع وأربعين وسبع مئة في طاعون حلب.
وتوفي أخوه القاضي جمال الدين يوسف قبله بقليل.
وكان الشيخ زين الدين رحمه الله تعالى قد رأى عجائب الطاعون في حلب، فعمل فيه رسالة أنشأها وأبدعها وسماها: النبا في الوبا، ولكنه ختم به الوبا، وفجع الناس فيه.
وقلت أنا فيه لما بلغتني وفاته:
لئن ذوى الوردي في هذه ال؟
…
دنيا لقد أينع في الخلد
إنما أوحش ربع النهى
…
والفضل في نقص وفي رد
والعلم روض ماله رونق
…
لأنه خال من الوردي
وكنت قد كتبت إليه من دمشق في جمادى الآخرة سنة أربعين وسبع مئة:
سلام على الحضرة العالية
…
سلام امرئ نفسه عانيه
لأن لها رتبة في العلا
…
ذوائبها في السما ساميه
ويؤنس من غدا يجتني
…
قطوف مسراتها دانيه
أيا عمر الوقت أنت الذي
…
كراماته في الورى ساريه
ويا بحر علم طمى لجه
…
فكم جاءنا عنه من راويه
ويا بحر علم طمى لجه
…
فكم جاءنا عنه من راويه
ويا فاضلاً أصبحت روضة ال؟
…
علوم بتحقيقه زاهيه
لك الخط كم فيه من نقطة
…
لها الحظ بالقلب في زاويه
تقدمت في النظم من قد مضى
…
لأنك في الذروة العاليه
ورخصت أسعار أشعارهم
…
كأن مدادك من غاليه
وكم من قصيد إذا حكتها
…
تكون القلوب لها قافيه
ونظمت في مذهب الشافعي
…
كتاباً غدا حاوياً حاويه
وزدت مسائله جملة
…
بتحقيق مذهبه وافيه
فما لك من مشبه في الورى
…
ويا حسن ما ههنا نافيه
لئن كنت أرسلت هذا القريض
…
فللبحر قد سقته ساقيه
وإلا فأهديت نحو الريا
…
ض وقد أينعت زهرة ذاويه
وسترك إن لم أكن حاضراً
…
يغطي مساوئه الباديه
فلا زلت في نعمة وفرها
…
تساق له جملة باقيه
يقبل الأرض ويسأل الله أن يمن عليه بجمع شمله، ويقرب اللقاء، فإن التمني قد أطال المدة في وضع حمله، وأن يريه ذلك الشخص الذي يروق البدور السيارة، ويروع الأسود الزأارة، وأن يرزقه اجتلاء ذلك الروض الذي نجني بسمعه أزهاره التي تسلب النظارة بالنضارة، وأن يورده على ظمئه البرح تلك الفضائل التي أبحرها زخاره، وأمواجها هدارة، وأن ينزله المحل الذي يخرج منه ومعه بكارة المعاني التي تبرز منها بكارة بعد كاره، وأن يمتع طرفه بذلك البدر الذي يأخذ الناس من فوائده الكواكب السيارة، وأن يطلع عليه شمس فوائده التي تشرق من الطلبة في الهالة والدارة:
لعل الله يجعله اجتماعاً
…
يعين على الإقامة في ذراكا
وينهي أنه لما كان في الديار المصرية حضر من حلب المحروسة المولى شمس الدين محمد بن علي بن أيبك السروجي، وأنشد المملوك تضمين أعجاز ملحة الإعراب لمولانا أدام الله فوائده فأخذ من المملوك بجامع قلبه، ودخل على لبه بهمزة سلبه، وعلم به القدرة على التصرف في الكلام، وتحقق أن نظم غيره إذا سمع قوبل بالملال والملام. وقال في ذلك الوقت عندما حصل له في كلام مولانا المقة وفي كلام غيره المقت:
يا سائلاً عمن غدا فضله
…
مشتهراً في القرب والبعد
الناس زهر في الثرى نابت
…
وما ترى أذكى من الوردي
وكان المملوك قد علقها، وأدخلها أبواب حاصله وأغلقها، فاغتالتها أيدي الضياع، وعدم أنس حسنها المحقق من بين الرقاع.
ثم إني سألته أن يجيزني رواية ما يجوز له تسميعه، فكتب الجواب، ومن خطه نقلت:
كتب إلي فلان أمد الله تعالى في جاهه، وجمل النوع الإنساني بحياة أشباهه، يستجيز مني رواية مصنفاتي ومروياتي ومؤلفاتي، ففديته سائلاً، وأجبته قائلاً: أما بعد حمد الله جابر الكسير، والصلاة على نبيه محمد البشير النذير، وعلى آله الذين أعريت أفعالهم فسكن حب أسمائهم في مستكن الضمير.
فإني ألقي إلي كتاب كريم، يشتمل بعد بسم الله الرحمن الرحيم، على نظم فائق بهي، ونثر رائق شهي، غرس لي أصوله بفضله خليل جليل، فامتد علي من فروعه ظل ظليل، فرأيته فانتصبت له قائماً على الحال، وتميزت به على غيري، فطبت نفساً بعد الاعتلال، وابتهلت بالدعاء لمهديه مخلصاً، ولكن أسأت الأدب إذ وازنت جوهر نظمه بالحصى حيث قلت:
سلام على نفسك الزاكية
…
وشكراً لهمتك العالية
أزهراً أم الزهر أهديتها
…
لعبد مدامعه جارية
كتاب يفوح شذى نشره
…
فلي منه رائحة جائيه
وسعد معاديه عن مركز ال؟
…
سعادة يلجا إلى زاويه
إذا حمل الجدي في نطحه
…
ففاس إلى رأسه دانيه
وقابلني حين قبلته
…
من الطيب ما أرخص الغاليه
وفكهني في جنى غرسه
…
ولا سيما بيت ما النافيه
تردد عيني به لا سدى
…
ولكنها تطلب العافيه
فمهديه أفديه من سيد
…
أياديه رائقة راقيه
لعل الخليل بداني به
…
ليجعلها كلمة باقيه
فيا جابراً دم معاذاً فكم
…
بعثت لمحلي من ساريه
لأقلامك الرفع تبنى بها
…
على الفتح أفعالها الماضيه
ولو لم يكن قد سبا نورها
…
لما حمل الخادم الغاشيه
فإن أهلك الناس جهل بهم
…
فأنت من الفرقة الناجيه
فكم باب نصر تبوأته
…
فأذهاننا منه كالجابيه
رضي بك عن دهره ساخط
…
فلا زلت في عيشة راضيه
وإني لفي خجل منك إذ
…
أجبتك في الوزن والقافيه
فعفوا وصفحاً ولا تنتقد
…
ويا بحر مالك والساقيه
ليهنك أنك عين الزما
…
ن فليت على عينه الواقيه
ولما انتهيت إلى استجازته التي انتظمت في سلوك الحسن بحسن السلوك، واستعظمت، فلولا حسن الظن لأوهمت تهكم المالك بالمملوك، أحجمت عن إجازة من شمر في العقل والنقل لتحقيق القديم والحديث، وتبحر في إغراب الإعراب حتى كأن النحاة إياه عنوا بمسألة سيرك السير الحثيث، وقلت: ماذا أصف، وبأي عباة أنتصف. في إجازة من إذا كتب طرز بالليل رداء نهاره، وإذا نثر فالأنجم الزهر بعض نثاره، وإذا نظم لم يقنع من الدر إلا بكباره، ولم يرض من المعاني إلا بدقيق من بين حجريه الثمينين بل أحجاره، إن أعرب ف؟ ويه على سيبويه، وإن نحا فهو الخليل غير مكذوب عليه، يأتي بما يفتر عنه المبرد، ويشق له الكسائي كساه ويجرد، ويقول الزجاجي: أيها الشاب لقد أخجلت جواهرك صرحي الممرد، وينادي ابن أبي الحديد: سطا علي لسانك المبرد، ويستخدم ملك النحاة في جنده، ويرفرف ابن عصفور عليه بجناحيه ويحلف أنه الخليفة من بعده، بتعمق يرهف حروف الحروف، وينصف حتى لا يعدو ثعلب ولا أكبر منه على ابن خروف،
ويصدق حتى لا يقال ضرب زيد عمراً، ويعدل حتى لا يشتم خالد بكراً، مع بساتين فنون أخر تهتز بنسمات السحر عذبات أفنانها، ويقول حاسدها: آه، فتشبه ألفه في العظم قدود نخلها، وهاؤه ثمر رمانها.
ثم فكرت أن كتابه الشريف آمنني النوب، وخصني بالنوبة الخليلية من بين النوب، وكفاني مواثبة العكس والطرد، وأولاني مناسبة الغرس للورد، فترددت هل أفعل أو لا، ثم ظهر لي أن امتثال المرسوم أولى، وجسرني على ذلك مرسوم شيخ الأدب ورحلته، وركنه الأعظم وقبلته، شيخنا الفذ جمال الدين بن نباتة، فسح الله في مدته وأبقى حياته، الذي إن نثر جعل اللجين إبريزاً بحسن السبك، وإن نظم قال نظمه: لقرينتيه الحسن والقبول: قفا نضحك من قفا نبك. لا جرم أنا من بحره الحلو نغترف، وبالتقاط جوهره التي زان بها مفارق طرق البلاغة نعترف، فأطلعت إذن أمره طالباً صفحه وستره، وقلت: لقد بدأتني أعزك الله بما كنت أنا به أحرى، وكلفتني شططاً فتلوت:" ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً "، وها قد أجزت لك متطفلاً عليك، وأذنت لك متوسلاً إليك، أن تروي عني ما يجوز لي روايته وإسماعه، وليتصل بك فيما اتصل بك ما أمن انقطاعه، من منقول ومقول، وفروع وأصول، ونثر ونظم وأدب وعلم وشرح وتأليف وبسط وتصنيف بشرط المضبوط، وضبطه المشروط.
أما مصنفاتي الشاهدة علي بقصور الباع، ومؤلفاتي المشيرة إلي بقلة الإطلاع، فمنها في الفقه: البهجة الوردية في نظم الحاوي، وفوائد فقهية منظومة.
ومنها في النحو: شرح ألفية ابن مالك، وضوء الدرة على ألفية ابن معط، وقصيدة اللباب في علم الإعراب، وشرحها، واختصار ملحة الإعراب نظماً، وتذكرة الغريب نظماً وشرحها.
ومنها في الفرائض: الرسائل المهذبة في المسائل الملقبة.
ومنها في الشعر والأدبيات: أبكار الأفكار.
ومنها في غير ذلك: تتمة المختصر في أخبار البشر، اختصار تاريخ حماة، والذيل عليه، والتتمات في أثنائه.
وأرجوزة ي تعبير المنامات، خمس مئة بيت.
وأرجوزة في خواص الأحجار والجواهر، ومنطق الطير، نظماً ونثراً، فيه نوع أدب تصوفي، وما لا يحضرني الآن ذكره، وكان الأولى ستره.
أجزت لك أيدك الله رواية الجميع عني بأفضالك، ورواية ما أدونه وأجمعه من ذلك حسبما اقترحه خاطرك العزيز واستوجبت به مدحي، فأنا المادح أنا المجيز.
قاله وكتبه عمر بن مظفر في العشر الأول من شعبان سنة أربعين وسبع مئة.
وكتب بخطه تضمين أنصاف أبيات ملحة الإعراب، وهي في غاية الحسن، وهي ستة وستون بيتاً، وقد أثبتها بكمالها في ترجمته في تاريخي الكبير.
وكتب بخطه تضمين:
يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر
لأبي العلاء المعري في مديح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي في إجازته في الجزء الثامن عشر من التذكرة التي لي.
وكتب أيضاً بخطه مفاخرة له نثراً بين السيف والقلم وجودها، وكتب بخطه أيضاً مقاطيع كثيرة وهي في الجزء الثامن عشر من التذكرة لي، وأثبت له شيئاً كثيراً من نظمه في التذكرة التي لي وهو مفرق في أجزائها.
ومن مصنفاته الكلام على مئة غلام كتبته جميعه بخطي، وهو في الجزء الثاني والثلاثين من التذكرة، والكواكب السارية في مئة جارية، كتبته جميعه بخطي أيضاً، وهو في الجزء الثالث والثلاثين من التذكرة، وله أحاجي نحوية على حروف المعجم وهي قال:
يا من حاجى
…
في الأسماء
اطرح حرفاً
…
بعد التاء
القِثا وقال:
؟ يا من أحاجيه تغني
…
عن فطنة المتنبي
إن كان عندك فهم
…
مثل لنا طول جب
مدابير وقال:
يا فاضلاً قد صلحت
…
للعالمين نيته
اطرح رتاجاً ما ترى
…
يا سيدي أحجيته
القباب وقال:
يا من يفوق البرايا
…
في بحثه حين يبحث
مثل ولا تتوقف
…
قولي تلا متلبث
قراقِف وقال:
قوالوا لرب الحجى
…
والواضح المنهج
مثل لنا مسرعاً
…
في القول رزقي نجي
قسميات وقال:
أتت يا كامل الحجى
…
والكلام المصحح
قولي: الطرف ملكه
…
هات لي مثله اشرح
الإنالة وقال:
يا فاضلاً في الأحاجي
…
ما إن له من مؤاخي
نور لآية حرث
…
مثل بغير تراخ
سنانير وقال:
يا إماماً توقى
…
ولي كل معاد
ما نظير لقولي
…
باع أرض سواد
شراريف وقال:
يا من حاجى
…
وقيت أذى
مثل قولي
…
تعب جبذا
عناقيد وقال:
يا من أحاجيه أعيت
…
ذهن الصدور الكبار
ما مثل قولي لشخص
…
حاجيته رطل قار
مناقير وقال:
يا سيداً ألفاظه
…
لكل معنى حائزه
مثل لنا ولا تقف
…
ألف وألف جائزه
الفاصلة وقال:
يا من له بين الورى رتبة
…
معروفة تومن تلبيسه
مثل لنا أمر امرئ حاضر
…
بأنه يشغل نقريسه
الهداية وقال:
يا تاجراً في العلم لا
…
في الملهيات ولا القماش
مثل لنا بخلاً بما
…
إن شئت أو أقص عطاش
دراهيم وقال:
يا فاضلاً يرجى له
…
من ربه حسن الخلاص
مثل لنا في سرعة
…
تعب المسن من القلاص
عنانيب وقال:
يا من أبان ال؟
…
معنى وفضه
مثل لنا سريعاً
…
أهمل فضه
أبارقه وقال:
يا من لثغر العلا
…
والعلم أضحى يحوط
إن كنت ذا فطنة
…
ما مثل أحبب قنوط
مقياس وقال:
يا إماماً في الأحاجي
…
زانه فهم وحفظ
مثل الآن سريعا
…
آلة التعريف لفظ
الكلمة وقال:
يا سيداً فيه بشر
…
للبائس المتوجع
إن كنت تدري الأحاجي
…
فما مثال ارجع ارجع
هدهد وقال:
يا سيداً ذكاؤه
…
قد أعجز المبالغا
مثل لنا ولا تقف
…
اطلب شراباً سائغاً
سلمى وقال:
يا سيداً ذكاؤه
…
والفهم أعيا من يصف
كن ناهباً وواهباً
…
مثل لنا ولا تقف
سلهب وقال:
يا من له فضل يمت به
…
وبه يرجى الجمع للفرق
مثل لنا إن كنت ذا فطن
…
ما مثل أهمل ما على العنق
الغراس وقال:
يا فاضلاً في الله
…
أضحى أخذه وتركه
مثل لنا بسرعة
…
مرتفعات ملكه
الزباله وقال:
يا سيداً ألفاظه
…
تجل عن مماثل
مثل لنا بسرعة
…
عشر مئات فاضل
الفراسخ وقال:
يا من له في المعالي
…
والفضل أي كرامه
مثل لنا ولا تتوقف
…
نظير علم علامه
سمسمه وقال:
؟ يا شهماً ذكياً
…
بالآداب ملآن
مثل لي سريعاً
…
أحبب غير غضبان
مقراض
وقال:
يا شارح المعميا
…
ت وجهه ووجهها
ذو لحية كبيرة
…
ملك له ما شبهها
الحالة وقال:
يا من حوى من فهمه
…
وعلمه ما قد حوى
مثل لنا إذ كنت ما
…
ذكرته ظهر هوى
مطاريح وقال:
يا سيداً بفضله
…
أصبح حبراً كاملاً
مثل لما في الوقت ما
…
رادف أطعم عاملا
منوال وقال:
يا سيداً في الأحاجي
…
له كمال رويه
مثل فداك المعادي
…
والضد رب عطيه
ذاهبة
ولما وقفت له على كتابه الكلام على مئة غلام عند القاضي الرئيس بهاء الدين حسن بن ريان، وجدت غالبه من نظمي في الحسن الصريح في مئة مليح، وكان ذلك عقيب قدومي من القاهرة فقلت له: يا مولانا اكتب إليه، وقل له: قد وقع صاحب العملة بها وعرفها. فكتب إليه وعرفه المقصود، فغير فيها أشياء فلهذا ترى نسختين ثم وقفت له على أشياء في غير ما نوع قد اغتصبها واختلسها، فكتبت إليه رحمه الله تعالى:
أغرت على أبكار فكري ولم أغر
…
عليها فلا تجزع فما أنا واجد
ولو غير مولاي استباح حجابها
…
أتته من العتب الأليم قصائد
قواطع لا تحميه درع اعتذارها
…
وألسنها عنه الخصام مبارد
ولكنه لا فرق بيني وبينه
…
يبين لأنا في الحقيقة واحد
فكتب هو الجواب إلي وأجاد:
وأسرق ما أردت من المعاني
…
فإن فقت القديم حمدت سيري
وإن ساويته نظماً فحسبي
…
مساواة القديم فذا لخيري
وإن كان القديم أتم معنى
…
فهذا مبلغي ومطار طيري
فإن الدرهم المضروب باسمي
…
أحب إلي من دينار غيري
كان رحمه الله تعالى وسامحه لما سمع قولي:
أترك هوى الأتراك إن شئت أن
…
لا تبتلى فيهم بهم وضير
ولا ترجي الجود من وصلهم
…
ما ضاقت الأعين منهم لخير
قال هو رحمه الله مختصراً:
سل الله ربك من فضله
…
إذا عرضت حاجة مقلقه
ولا تقصد الترك في حاجة
…
فأعينهم أعين ضيقه
ولما سمع قولي:
ركبت في البحر يوماً مع أخي أدبٍ
…
فقال دعني من قال ومن قيل
شرحت يا بحر صدري اليوم قلت له
…
لا تنكر، الشرح يا نحوي للنيلي
فقال هو رحمه الله تعالى وزاد:
ديار مصر هي الدنيا وساكنها
…
هم الأنام فقابلهم بتقبيل
يا من يباهي ببغداد ودجلتها
…
مصر مقدمة والشرح للنيلي
ولما سمع قولي:
كؤوس المدام تحب الصفا
…
فكن لتصاويرها مبطلا
ودعها سواذج من نقشها
…
فأحسن ما ذهبت بالطلا
قال هو رحمه الله تعالى ونقص:
؟ أحسن ما كانت كؤوس الطلا
…
ساذجدة يبدو بها الخافي
فالنقش نقص ومن الرأي أن
…
ترتشف الصافي من الصافي
وقال رحمه الله تعالى أيضاً مختصراً:
دع الكأس من نقشها
…
فصاف بصاف أحب
إذا ذهبت بالطلا
…
فقد طليت بالذهب
ولما سمع قولي:
انهض إلى الربوة مستمتعاً
…
تجد من اللذات ما يكفي
فالطير قد غنى على عوده
…
في الروض بين الجنك والدف
قال رحمه الله تعالى:
دمشق قل ما شئت في حسنها
…
واحك عن الربوة ما تحكي
فالطير قد غنى على عوده
…
وزفها بالدف والجنك
قلت: كذا وجدته قال، وفيه فساد، وهو أنه أضاف الدف إلى الربوة والمشهور بين الناس إضافة الجنك إلى الربوة، فما يقال إلا جنك الربوة، وما يقال: دف الربوة. وإن كان هناك دفوف كثيرة فإن المشهور ما قلته، وقد أخذ المعنى بكماله، ونصف البيت الأول من الثاني بلفظه، وهذه مصالتة، عفا الله عنه.
ولما سمع قولي:
تزوج الشيخ بتركية
…
تضم في الغربة أطرافه
كأنها من حسنها شمعة
…
وهي على العشاق طوافه
وقولي في مخيلة:
نقط خدي الدمع عشقاً وقد
…
قامت إلى الرقص خياليه
فما رأت عيني لها مشبهاً
…
مصرية في ضوء شاميه
جمع هو المقصدين في مقطوع واحد فقال:
جاءتك في طيف خيال حكت
…
خيال طيف هز أعطافه
مصرية في ضوء شامية
…
يا حين ذي الشمعة طوافه
ولما سمع قولي:
ومليح طراز كميه أضحى
…
مثل خط العذار في حسن رقم
قال قلت الظباء مثلي وما عا
…
زت ظباء الفلا سوى طرز كمي
وقولي أيضاً وفيه تضمين:
ضممت معذبي لما أتاني
…
ورقم عذاره قد راق عيني
فيا طرزيه هل يدني زماني
…
ليالي وصلنا بالرقمتين
وجمعهما وقال:
طرز قباء محنتي
…
كخده ورقمه
ما أعوزت منه الظبا
…
إلا طراز كمه
ولما سمع قولي:
عجباً لزهر اللوز حين يلوح وال؟
…
أوراق إذ تجلى على نظاره
عكس القضية في الورى فمشيبه
…
يبيض من قبل اخضرار عذاره
قال رحمه الله تعالى:
أشجار لوز تنادي
…
أمري على الخلف جاري
بعد اشتعالي مشيباً
…
يخضر مني عذاري
قلت: قوله أخصر، لكنه أبتر، وقولي أنا أكمل وأجمل، وقولي عكس القضية أكثر في الاستعمال من قوله أمري على الخلق جار.
ولما سمع قولي:
أسائل عن أرض ألفت ربوعها
…
وفيها حبيب نلت منه مرادي
فقالوا متى تظلم جلالها بوجهه
…
فقلت أنا أدرى بشمس بلادي
قال هو مختصراً:
؟ ما الشمس عندي على ما
…
زعمتم يا أعادي
دعوه عنكم فإني
…
أدري بشمس بلادي
ولما سمع قولي في مليح أمير:
هذا المليح المفدى
…
قلب المعنى أسيره
يقول من بات ضيفي
…
عشقاً فإني أميره
قال هو رحمه الله تعالى:
أقول لبدر سائر بين أنجم
…
أأنت أمير المصر قال أميره
فقلت إذا مات الكرام بأسرهم
…
أأنت تمير الوفد قال أميره
ولما سمع قولي في مليح فقير:
فقير غنيت به في الهوى
…
إذا ما بدا عن محيا البدور
وأصبح وجدي كثيراً به
…
على أنه قد غدا بالفقيري
قال هو مختصراً:
بي فقير كغني
…
بسنا وجه منير
لا تلمني في افتضاحي
…
فغرامي بالفقيري
ولما سمع قولي في مليح ناسخ:
بليت بناسخ كالبدر حسناً
…
له خصر طفا والردف راسخ
؟ برى جسمي ضنا إذ قط قلبي
…
وأصبح للجفا بالوصل ناسخ
قال هو مختصراً:
ناسخ راسخ الروا
…
دف والخصر قد طفا
قد برى الجسم عندما
…
نسخ الوصل بالجفا
قلت: أخذ المعنى واللفظ بعينهما واختصره لكنه محقه، فإنه ما ذكر القط وهذا ظاهر.
ولما سمع قولي:
لئن سمح الدهر البخيل بقربكم
…
وسكن منا أنفساً وخواطرا
جعلنا ابتذال النفس شكران وصلكم
…
وقلنا لدمع العين تعمل ما جرى
نقله فقال في مليح فقير:
ولي فقير أدمعي
…
تعمل فيه ما جرى
إن قلت قد سلبتني
…
يقول شغل الفقرا
ولما سمع قولي:
يقول لما قلت هذا اللمى
…
أسكرتني لما ترشف فاك
سواك ما ذاق لمى مبسمي
…
أستغفر الله ذكرت السواك
نقله هو فقال:
قالت وناولتها سواكاً
…
ساد بفيها على الأراك
سواي ما ذاق طعم ريقي
…
قلت بلى ذاقه سواكي
ولما سمع قولي:
مر على حبي نسيم الصبا
…
فقال لي في بعض أقواله
ما لي في زهر الربا عبرة
…
مذ تمسكت بأذياله
نقله هو فقال:
ضممتها عند اللقا ضمة
…
منعشة للكلف الهالك
قالت تمسكت وإلا فما
…
هذا الشذا قلت بأذيالك
ولما سمع قولي في قيم حمام:
بلان حمامنا له نظر
…
يحار في حسن وصفه الفكر
عيناه موسى ونبت عارضه
…
له مسن وقلبه حجر
قال هو رحمه الله تعالى موالياً:
حمامكم فيه قيم منظر ويسبي
…
غسلني بالدمع ثن أنشد كذا صبي
جعل مسنو وموسو والحجر نصبي
…
قال ذا عذاري وذا طرفي وذا قلبي
ولما سمع قولي:
المقلة السوداء أجفانها
…
ترشق في وسط فؤادي النبال
وتقطع الطرق على سلوتي
…
حتى حسبنا في السويداء رجال
قال هو ولكنه حول معناه:
من قال بالمرد فإني امرؤ
…
إلى النساء ميلي ذوات الجمال
ما في سويدا القلب إلا النسا
…
ما حيلتي ما في السويدا رجال
ولما سمع قولي مضمناً:
مليح يخاف على حسنه
…
فينتف منه عذاراً سرح
فقلت له خل هذا الخيال
…
ومد الشباك وصد من سنح
قال ونقل المعنى إلى صياد:
لو جنة صيادكم نسخة
…
حريرية ملحة الملح
تقول لنبت العذار اجتهد
…
ومد الشباك وصد من سنح
ولما سمع قولي:
بتنا وما نقلنا سوى قبل
…
وريق فيه السلاف مشروبي
نمنا وما نمت الوشاة بنا
…
لولا فضول الحلي والطيب
قال هو:
زارت على ياسي لطيف خيالها
…
يا دهر ما بقيت عليك ذنوب
فركبت أخطار الهوى في وصلها
…
والطيب واش والحلي رقيب
ولما وقفت أنا على قوله:
أخذت عني بديلاً
…
وذا دليل بأنك
تمر بي لست تلوي
…
علي حتى كأنك
فلست تحسن هجري
…
ولست أهجر حسنك
وليس يوزن وجدي
…
وليس يوجد وزنك
قلت: الذي يسلك هذه الطريق السهلة العذبة المنسجمة التي ليس فيها غريب لغة ولا غريب إعراب، ولا تقديم ولا تأخير، ولا حذف ولا تقدير، ما يأتي بهذا الإعراب الذي نحتاج أن نقدر له نيابة المصدر المحذوف، وهو يتشبه بطريق البهاء زهير رحمه الله تعالى وذلك ليس في شعره تكلف، بل قول مطبوع غير متطبع، ولا عنده تكلف في إعراب ولا حوشي لغة. وقد قلت أنا في ذلك:
لقد أضعفني حزني
…
وضاعف خالقي حسنك
فها أنا لم أزن وجدي
…
لأني لم أجد وزنك
وصاحب الذوق السليم يحكم بيني وبينه في هذا رحمه الله تعالى.
وأنشدني لنفسه إجازة، وجوده مضمناً:
مليح خصره والردف منه
…
كبنيان القصور على الثلوج
خذوا من خده القاني نصيباً
…
فقد عزم الغريب على الخروج
وأنشدني له أيضاً:
جنبتني وأخي تكاليف الشقا
…
وشفيتنا في الدهر من خطرين
يا حي عالم دهرنا أحييتنا
…
فلك التحكم في دم الأخوين
وأنشدني له أيضاً:
قلت وقد عانقته
…
عندي من الصبح فلق
قال وهل يحسدنا
…
قلت نعم قال انفلق
وأنشدني له وجوده:
جبرت يا عائدتي بالصله
…
فتممي الإحسان تنفي الوله
وهذه قد حسبت زورة
…
لم أنت يا لعبة مستعجله
وأنشدني له أيضاً:
بالله يا معشر أصحابي
…
اغتنموا فضلي وآدابي
فالشيب قد حل برأسي وقد
…
أقسم ما يرحل إلا بي
وأنشدني له أيضاً:
لا تقصد القاضي إذا أدبرت
…
دنياك واطلب من جواد كريم
كيف ترجى الجود من عند من
…
يفتي بأن الفلس مال عظيم
وأنشدني له أيضاً:
رامت وصالي فقلت لي شغل
…
عن كل خود تريد تلقاني
؟ قالت كأن الخدود كاسدة
…
قلت كثيراً لقلة القاني
وأنشدني له أيضاً:
وكنت إذا رأيت ولو عجوزاً
…
يبادر بالقيام على الحراره
فأضحى لا يقوم لبدر تم
…
كأن النحس قد عطي الوزاره
وأنشدني له أيضاً:
قلت لنحوي إذا عرضا
…
له بأوقات الرضا أعرضا
يا حيث لو أصبح باب الرضى
…
كيف لما كنت كأمس مضى
قلت: بريد يا مضموماً عني لو أصبح باب الرضى مفتوحاً لما كنت مكسوراً وأنشدني له أيضاً:
لما رأى الزهر الشقيق انثنى
…
منهزماً لم يستطع لمحه
وقال: من جاء؟ فقلنا له:
…
جاء شقيق عارضاً رمحه
وأنشدني له أيضاً:
دهرنا أمسى ضنيناً
…
باللقا حتى ضنينا
يا ليالي الوصل عودي
…
واجمعينا أجمعينا
وأنشدني له أيضاً:
إني عدمت صديقاً
…
قد كان يعرف قدري
دعني لقلبي ودمعي
…
عليه أحرق وأذري
وأنشدني إجازة له:
رأيت في الفقه سؤالاً حسنا
…
فرعاً على أصلين قد تفرعا
قابض شيء برضا مالكه
…
ويضمن القيمة والمثل معا
قلت: يتصور في صور منها المحرم يستعير صيداً من غيره فيتلف في يده فتلزمه القيمة لمالكه والمثل جزاء لله تعالى.
أنشدني إجازة، ونقلته من خطه يمدح الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة كمال الدين محمد بن المزملكاني رحمهما الله تعالى:
هنيت عاماً مقبلاً مقبلا
…
عليك بالسعد وعيش حلا
مولاي يا من قلبه راحم
…
وهو أحق الناس أن يعدلا
؟ محبتي موجبة للثوى
…
وحاجتي تقضي بأن ارحلا
حسبت في أيامكم رفعة
…
وما خشيت الدهر أن أنزلا
وقلت من يرضى خمولي إذن
…
فكنت أنت المحسن المجملا
فليتكم أبقيتموني كما
…
قد كنت من قبلكم الأولا
أتقنت باب البيع والصرف في ال؟
…
شهبا وما دافع باب الولا
ثم متى أغفلتني بعد ذا
…
شرعت في التفليس مستبدلا
ما أنس لا أنس رسولاً أتى
…
بنقلتي لا أعدم المرسلا
قلت رسولي رمت جري إلى
…
منبج ماذا أنت مِن أو إلى
قال آنا من قلت لا إن مِنْ
…
للابتدا أنت كذا؟ قال: لا
أنا إلى قلت إلى نعمة
…
واحدة الآلاء عند الملا
أين هي النعمة في قاطع
…
بقربه ما حق أن يوصلا
فقال ما سميتني هات قل
…
واحذر عن التعليل أن تذهلا
قلت له جئت بنفي عن ال؟
…
جنس فحق أن نسميك لا
قلت انصرف قال انصرافي على
…
مذهب أهل النحو لن يجملا
فالعدل والتعريف عندي ولي
…
منزلة في النحو لن تجهلا
قال أضفناك إلى منبج
…
فحق أن تصرف مسترسلا
قلت بلادي ربعها عامر
…
ومنبج ربعها قد خلا
قال اسمك المعدول عن عامر
…
قضى عن العامر أن تعدلا
وأنشدني له إجازة ومن خطه، نقلت موشحة فائقة: مذهبي؟
حب رشاً ذي جسد مذهبقد حبيحسناً به يستعذب القدح بي
عاذلاًما أنت فيما قلتهعادلا
سائلايخبرك دمع قد همىسائلا
آه لاتعذل فما قلبي لذاآهلا
منصبي
والعقل أذهبتهما من صبيما ربيإلا وقد ربي به ما ربي
ما نسي
…
زمان طيب الوصل في ما نسي
والمسي
…
رقيبي بالكف لم ألمس
جانسي
…
حزني فألفي كلما جا نسي
وارق بي
يا طرف سهداً والنجوم ارقبواشن بيمن لم يهم في ثغر أشنب
رق ما
…
في خده الوردي قد رقما
عندما
…
رأيت دمعي للجفا عندما
ضر ما
…
في مهجتي من هجره ضرما
من أبي
يأبى الرضا نلت الجفا من أبيفارع بيرضاه يا قلبي وته وارعب
من صلا
…
لي فخه بل من نضالي منصلا