الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الثَّالِث من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب أَعمال القلعة السعيدية وَهُوَ كتاب الصُّبْح الْمُبين فِي حلي حصن العقبين
حصن من حصون القلعة على وَادي فُرْجَة ونضارة أَخْبرنِي وَالِدي انه كَانَ كثيرا مَا يلم بِهِ الصَّيْد فِي صباه مَعَ أَقَاربه وَأَصْحَابه وَكَانَ لَهُم على الْوَادي قصر جروا فِيهِ ذيول الصِّبَا وهبوا فِي جنباته هبوب الصِّبَا وَله فِيهِ شعر وَمِنْه
474 -
أَحْمد بن لب العقبيني
كَانَ كَبِير اللِّحْيَة مضحك الطلعة كثيرا مَا يمدح مُحَمَّد بن سعيد صَاحب القلعة بِمثل قَوْله
…
يَا قائدا لَا يُسَاوِي عِنْده أَسد
…
مِقْدَار ذِئْبٍ إذَا مَا الحَرْبُ تَدْعُوهُ
أَنْتَ الذِي حَرَسَ الإِسْلامَ صَارِمُهُ
…
لِذَاكَ مَدْحُكَ فِي السَّاعَاتِ نَتْلُوهُ
…
وَقَوله
…
أَبَا عَبْدِ الإِلَهِ أَلَسْتَ فَرْعاً
…
زَكِيَّاً مِنْ أُصُولٍ طَاهِرَاتِ
…
.. وَيَزْعُمُ آَخَرُونَ لَكَ اشْتِكَالاً
…
لَقَدْ نَطَقُوا بِمَحْضِ التُّرَّهَاتِ
…
وَأهل العقبين يوصفون بِالْجَهْلِ الْكثير قد غلبت عَلَيْهِم البداوة وبعدت عَنْهُم آدَاب الحضارة اتَّفقُوا مرّة على أَن يجمعوا فَرِيضَة يبنون بهَا مَا وهى من جامعهم فَبَقيَ مِنْهَا فَاضلا قدر خَمْسَة دَنَانِير فَاجْتمعُوا لإبداء الرَّأْي فِيمَا يصرفونها فِيهِ فَتكلم كل أحد بِمَا عِنْده وَرَأى الْأَكْثَر مِنْهُم أَن يشترى بهَا مِنْبَر للجامع فغن منبره الْعَتِيق قد تكسر فَتحَرك فلاح مِنْهُم وَقَالَ دعوا الهذيان واشتروا كَلْبا يحفظ غنمكم من السبَاع فَقَالُوا لَهُ نَحن نقُول مِنْبَر وَأَنت تَقول كلب وَاتفقَ رَأْيهمْ على الْمِنْبَر فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم ضباب خرجت غنم الْبَلَد فهجمت عَلَيْهَا السبَاع وَوَقع الصياح بذلك فَجرى البدوي إِلَى الْجَامِع مَعَ من اسْتَعَانَ بِهِ من أهل الْجَهْل وَأخذُوا الْمِنْبَر على أَعْنَاقهم وأخرجوه إِلَى أَمَام الْبَلَد وَقَالَ البدوي قُولُوا لهَذَا الْمِنْبَر يخلص غنكم من السبَاع