الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد بنيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الرَّابِع من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة المرية وَهُوَ كتاب نقش الحنش فِي حلي حصن شنش
على مرحلة من المرية وَفِيه شجر التوت كثير بِسَبَب الْحَرِير وَلَهُم فِيهِ غللٌ عَظِيمَة مِنْهُ
504 -
الْكَاتِب أَبُو مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن طَاهِر كَاتب عُثْمَان بن عبد الْمُؤمن ملك غرناطة أَخْبرنِي وَالِدي أَنه لم يزل مَعَ الْملك الْمَذْكُور فِي عز ونعمة إِلَى إِلَى أَن وَقع لَهُ على رِسَالَة بعثها إِلَى أَخِيه أبي حَفْص بن عبد الْمُؤمن ملك إشبيلية فغار من ذَلِك وسمه فَمَاتَ وَمن الرسَالَة وَكَانَ سَيِّدُنَا
أَسْعَدَ اللهُ بِبَقَائِهِ الكيان وحلى بدولته جيد الزَّمَان قد أطمعني بِطُلُوع فجره فِي رُؤْيَة شمسه وشوقي إلَى غَدِهِ وَيَوْمِهِ بِمَا أَلاحَ
لي مِنْ كَرَامَةِ أَمْسِهِ وَكَنْتُ قَدْ أَخَذْتُ إلَى مَقَامِهِ العَالِي فِي الانْتِقَال فَأَشَارَ إشَارَةَ مُنْشِطْ وَأَسْعَفَ إِسْعَافَ مُغْتَبِطْ فَبَقِيتُ مُتَوَقَعَاً لِلَفْظِهِ مُتَأمِّلاً إلَى وُرُودِ الالْتِفَاتِ ولَوْ بِلَحْظِهِ
…
فَلَوْ زارني من نَحْو أفقك بارق
…
لهز جَنَاحِي طَائِراً نَحْوَكَ الوِدُّ
…
ومَا عَلَى غَيْرِ يَدِكَ الكَرِيمَةِ يَكُونُ مِنْ هَذَا المَكَانُ سِرَاحِي وَلَا أَرْجُو من غير التفاتك أنَ يَرَاشَ جَنَاحِي فَاجْعَلْنِي بِبَالٍ مِنْ اعْتِنَائِكَ فَإنِّي لَمْ أُوَجِّهْ وَجْهِي إلَى غَيْرِ رَجَائِكَ وَمن شعره قَوْله
…
تَبَسَّمَ شَيْبِي فِي عَذَارِي منكبا
…
فَقلت لَهُ ياليت طَرْفِي قَدْ عَمِي
فَقَالَ عَجِيبٌ بُغْضُ مَنْ لَاحَ طالعا
…
كصبح وَلَمْ يُظْهِرْ خِلافَ التَّبَسُّمِ
وَلَمْ يَدْرِ أنَّ اللَّيْل وَالْوَيْل طيه
…
وَهل هُوَ إِلَاّ مِثْلُ رَقْمٍ بِأَرْقَمِ
تَرَانِي أَهْوَاهُ وَقَدْ صَارَ مَنْ بِهِ
…
أَهِيمُ إذَا مَا مَرَّ بِي لَمْ يُسَلِّمِ
…