الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
556 -
م أَبُو عَمْرو بن سيدهم كَاتب أبي عنوان بن أبي حَفْص ملك المرية
لَهُ الأبيات الَّتِي يُغَنَّى بهَا
…
يَا دارُ فيكِ حبيبٌ لَا أُسَمِّيهِ
…
شُحّاً عَلَيْهِ وخوفاً من تَجَنِّيهِ
البدرُ طَلْعَتُهُ والغُصْنُ قامتُهُ
…
وَالشَّمْس أحسِبُها كَانَت تُرَبِّيه
طُوبَى لرَبَّتِهِ مَا كَانَ أسْعَدها
…
ووالديه وَمَا أشقَى محبِّيه
قَالَ العواذلُ إِذْ أبصرْنَ طَلْعَتَهُ
…
من ذَا الَّذِي جَلَّ عَن وَصْفٍ وتَشْبيهِ
فَقلت والوجدُ يَطْويني ويَنْشُرُني
…
هَذَا الغزالُ الَّذِي لمُتنَّني فيهِ
…
557 -
أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الأبّار
كَاتب زَيّان بن مَرْذَنيش ملك بَلَنْسِية وَقد كتب عَن سُلْطَان أفريقية اجْتمعت بِهِ ورأيته فَاضلا فِي النّظم والنثر والتاريخ ومُلَح الْآدَاب وممّا أَنْشدني من شعره قَوْله
.. حديقة ياسمينٍ لَا
…
تَهيمُ بغَيْرهَا الحَدَقُ
إِذا جَفْنُ الْغَمَام بَكَى
…
تبسّم ثَغْرُها اليَقَقُ
كأطراف الْأَهِلّة سَالَ
…
فِي أَثْنَائِهَا الشَّفَقُ
…
وَقَوله
…
نظرتُ إِلَى الْبَدْر عِنْد الخسوفِ
…
وَقد شِينَ مَنْظَرُهُ الأزْيَنُ
كَمَا سَفَرت صفحةٌ للحبيبِ
…
فحجَّبَها بُرْقُعٌ أدكَنُ
…
وَقَوله
…
عجبتُ من الخُسُوف وَكَيف أوْدَى
…
ببَدْرِ التِّمِّ لمّاع الضِّيَاء
كمرآة جلاها الصَّقْلُ حَتَّى
…
أنارتْ ثُمَّ رُدَّتْ فِي غِشاء
…
وَقَوله
…
لَك الخيرُ أتحفني بخيرِيَّ روضةٍ
…
لأنفاسه عِنْد الهجوع هُبوبُ
أَلَيْسَ أديبَ النَّوْرِ يَجْعَل ليله
…
نَهَارا فيذكو تَحْتَهُ ويَطيبُ
ويطْوى مَعَ الإصباح منثورَ نَشْره
…
كَمَا بَان عَن رَبْع المحبِّ حبيبُ
أهيم بِهِ عَن نسبه ادبية
…
وَلَا غرو أَن يهوى الأديب أديب
…
قَوْله
…
لقد غَضِبَت حَتَّى على السِّمْطِ نَخْوةً
…
فَلم تتقلَّد غيرَ مَبْسِمِها سِمْطَا
وأنكرتِ الوخْطَ الملمَّ بلمَّتي
…
وَمن عرف الْأَيَّام لم يُنْكر الوَخْطَا
…
وَقَوله
…
يَا حبذا بحديقة دُولابُ
…
سكنتْ إِلَى حركاته الْأَلْبَاب
…
.. غَنَّى وَلم يَطْرَبْ وسَقَّى وهْوَ لَمْ
…
يشربْ وَمِنْه العودُ والأكوابُ
لَو يدّعى لُطفَ الهواءِ أَو الهَوَى
…
مَا كنتَ فِي تَصْدِيقه ترتابُ
وَكَأَنَّهُ مِمَّا شَدا مُسْتَهْترٌ
…
وكأنّه مِمَّا بَكَى أوّابُ
…
وَقَوله
…
وَقَالُوا ألِفْتَ الكَرى نُطْفَةً
…
وبتَّ على ظمأٍ للكَرَى
فقلتُ الْهوى ضافني طاوياً
…
إليّ المراحلَ يشكو السُّرَى
فبوّأته مُقْلَتي مَنْزِلاً
…
وقدَّمتُ نومي إِلَيْهِ قِرَى
…
وَقَوله
…
تَراءى لَهُ أفْقُ البُحَيْرَةِ والبحرِ
…
فراح بِمَاء القَلْب مُختَضِبَ النَّحْرِ
وَقد مَنَعَ التهويمَ أنِّيَ هائمٌ
…
بعيش مَضَى بَين الرُّصافة والجَسْرِ
وجنَّةِ دُنْيا لَا نَظِير لحُسْنها
…
تفجَّرتِ الأنهارُ من تحتهَا تَجْري
…
إِذا الناسُ حَنَّوا للربيع وجَدْتنا
…
بهَا فِي ربيعٍ كلَّ حِين من الدَّهْر
تهبُّ نُعامَاها فَيَفْغَمُ أنْفَنَا 5 بأنفاسها الملذوذة البَرْدُ فِي الحَرِّ
كأنّيَ من قلبِي المتيَّم قادحٌ
…
عَفاراً لتذكاري لكُثْبانها العُفْرِ
وأياميَ الزُّهر الْوُجُوه خِلالها
…
وَلَا خُلَّةٌ غير الحديقة والنَّهْر
فمِنْ بُكَراتٍ أدْبرتْ وأصائلٍ
…
جنيتُ بهَا الإقبال فِي غُرَّة الْعُمر
عشايا كساها التبر فضل شنوفه
…
أَلا يالها فضل الشُّنُوف على التِّبْرِ 8
…
وَقَوله
…
أبُسْتانَ الرُّصافة لَا
…
هويتُ سواك بُسْتانا
…
.. تخال الدوح مجتمعا
…
بِهِ شيبا وشبابا
وَقد لبستْ مَفَارقُهُ
…
من الأنداءِ تيجانا
تجولُ بِهِ جداولُهُ
…
وتَغْشى النهرَ إدْمانا
فتحسِبها إِذا انسابتْ
…
أراقمَ زُرْنَ ثُعْبانا
…
وَقَوله
…
من عاذري من بابلي طرفُهُ
…
ولعمرُه مَا حَل يَوْمًا بَابِلا
أعتدُّهُ خُوطاً لعيشِيَ نَاعِمًا
…
فيعودُ خَطِّيَّاً لقتلي دابلا
…
وَقَوله
…
أَيْن المَذانِبُ لَا تزَال تأَسُّفاً
…
يَجْري عَلَيْهَا من دموعي مِذْنَبُ
من كل بسّام الحَباب كأنَّهُ
…
ثَغْرُ الحبيب وريقُهُ المُسْتَعْذَبُ
كالنَّصْل إِلَّا أنّه لَا يُتَّقى كالصِّلِّ إِلَّا أَنه لَا يُرهَبُ
…
وَمِنْهَا فِي الدولاب
…
تقتادنا أقدامُنا وجِيادُنا
…
لجنابه وَهُوَ النَّضيرُ المُعْجِبُ
كَلَفاً بدولابٍ يدورُ كأنّهُ
…
فَلَكٌ وَلَكِن مَا ارتقاهُ كوكبُ
نَصَبَتْهُ فَوق النَّهر أيْدٍ قَدَّرَتْ
…
تَرْويحَهُ الأرواحَ سَاعَة يُنْصَبُ
فكأنَّهُ وَهُوَ الطليقُ مقيَّدٌ
…
وكأنَّهُ وَهُوَ الحبيسُ مُسَيَّبُ
للْمَاء فِيهِ تَصَعُّدٌ وتحدُّرٌ
…
كالمزن يَسْتَسْقِي الْبحار ويسكب
…