الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَت الدائرة وَقتل فِي المعركة وَصَارَت المرية للمنصور بن أبي عَامر الْأَصْغَر فاستناب فِيهَا صهره ووزيره
480 -
معن بن أبي يحيى بن صمادح التجِيبِي
فَلَمَّا اشْتغل الْمَنْصُور بِالْحَرْبِ مَعَ مُجَاهِد العامري صَاحب دانية غدره معن وثار فِي المرية وورثها وَلَده وَهُوَ
481 -
المعتصم أَبُو يحيى مُحَمَّد بن معن
وفاتن المعتصم عبد الْملك بن الْمَنْصُور صَاحب بلنسية قَالَ ابْن بسام وَلم يكن من فحول الْمُلُوك بل أخلد إِلَى الدعة وَاكْتفى بالضيق عَن السعَة وَاقْتصر على قصر يبنيه وعلق يقتنيه وميدان من اللَّذَّة يجرى عَلَيْهِ ويبرز فِيهِ غير أَنه كَانَ رحب الفناء جزل الْعَطاء حَلِيمًا عَن الدِّمَاء والدهماء طافت بِهِ الآمال واتسع فِي مدحه الْمقَال وأعملت إِلَى حَضرته الرّحال وَآل أمره مَعَ أَمِير الْمُسلمين إِلَى أَن حصره جَيْشه وَهُوَ يُنَازع
حشاشة نَفسه فَمَاتَ على فرَاشه وفر أَوْلَاده بمالهم فِي الْبَحْر إِلَى سُلْطَان بجاية وَملك الملثمون الْبَلَد وَقَالَ وَهُوَ يُنَازع الْمَوْت وَقد سمع اخْتِلَاط الْأَصْوَات فِي حِصَار بَلَده لَا إِلَه إِلَّا الله نغص علينا كل شئ حَتَّى الْمَوْت فَدَمَعَتْ عين حظية لَهُ قَالَت فَلَا أنس طرفا إِلَيّ رَفعه وإنشاده بِصَوْت لَا أكاد أسمعهُ
…
تَرَفَّقْ بِدَمْعِكَ لَا تَفْنِهِ
…
فَبَيْنَ يَدَيْكَ بُكَاءٌ طَوِيلْ
…
قَالَ الحجاري وَكَانَت مُدَّة المملكة الصمادحية نَحْو خمسين سنة ونيف ملك المعتصم مِنْهَا إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة وَقَالَ فِي وَصفه ملك تملكه الْإِحْسَان وأطلعه الْفضل غرَّة فِي وَجه الزَّمَان فَكَأَن أَبَا تَمام عناه بقوله
…
تَحْمِلُ أَشْبَاحَنَا إِلَى مَلِكٍ
…
نَأْخُذُ مِنْ مَالِهِ وَمِنْ أَدَبِهْ
…
فهتفت باسمه المداح وَمن الْمجد لَهُ عطف ارتياح وَمن شعره قَوْله
…
انْظُرْ إِلَى الأَعْلامِ خَفَّاقَةً
…
قَدْ عَبَثَتْ فِيهَا أَكُفُّ الشَّمَالْ
كَأَنَّهَا وَهِيَ لَنَا زِينَةٌ
…
أَفْئِدَةُ الأَعْدَاءِ يَوْمَ القِتَالْ 5
وَقَوله عِنْد مَوته
…
تَمَتَّعْتُ بِالنَّعْمَاءِ حَتَّى مللتها
…
وَقد أَضْجَرَتْ عَيْنَيَّ مِمَّا سَئِمْتُهَا
فَيَا عَجَبَاً لَمَّا قَضَيْتُ قَضَاءَهَا
…
وَمُلِّيتُهَا عُمْرِي تَصَرَّمَ وَقْتُهَا
…
قَالَ وَأما تورعه وعدله فَلهُ فيهمَا حكايات وَكَانَ يرتاح للشعر كثيرا
وَقَالَ فِي وَصفه الْفَتْح
ملك أَقَامَ سوق المعارف على سَاقهَا وأبدع فِي انتظامها واتساقها وأوضح رسمها وَأنْبت فِي جبين أَوَانه وسمها وَلم تخل أَيَّامه من
مناظرة وَلَا عمرت إِلَّا بمذاكرة ومحاضرة قَالَ وَمن بديع أَفعاله أَن النحلي دخل المرية وَعَلِيهِ أسمال لاتقتضيها الْآدَاب وَلَا يرتضيها إِلَّا الانتحاب والانتداب وَالنَّاس قد لبسوا الْبيَاض وتصرفوا من خضرتهم فِي مثل قطع الرياض والنحلي ظمآن يسعره جواره حِين لَا يستره إِلَّا سوَاده فَكتب إِلَيْهِ
…
أَيَا مَنْ لَا يُضَافُ إِلَيْهِ ثَانٍ
…
وَمَنْ وَرِثَ العُلَى بَابَاً فَبَابَا
أَيَجْمُلُ أَنْ تَكُونَ سَوَادَ عَيْنِي
…
وَأُبْصِرَ دُونَ مَا أَبْغِي حِجَابَا
وَيَمْشِي النَّاسُ كُلُّهُمْ حَمَامَاً
…
وَأَمْشِي بَيْنَهُمْ وَحْدِي غُرَابَا
…
فأدر لَهُ حباه وَوَصله وحباه وَبعث إِلَيْهِ من الْبيَاض مَا لبسه وجلل مَجْلِسه وَكتب مَعَ ذَلِك
…
وَردت ولليل البيهيم مَطَارِفٌ
…
عَلَيْكَ وَعِنْدِي لِلْصَبَاحِ بُرُودُ
وَأَنْتَ لَدَيْنَا مَا بَقِيتَ مُقَرَّبٌ
…
وَعَيْشُكَ سَلْسَالُ الجَمَامِ بُرُودُ
…
وارتجل فِي مَاء تسلسل فس قصره
…
انْظُرْ إِلَى حُسْنِ هَذَا المَاءِ فِي صببه
…
كَأَنَّهُ أَرْقَمٌ قَدْ جَدَّ فِي هَرَبِهْ
…
وَكتب إِلَى ابْن عمار وَقد بلغه عَنهُ مَا أوجب ذَلِك من سوء الاغتياب
…
وَزَهَّدَنِي فِي النَّاسِ معرفتي بهم
…
وَطول اخْتِيَارِي صَاحِبَاً بَعْدَ صَاحِبِ
فَلَمْ تُرَنِي الأَيَامُ خِلاًّ تَسُرُّنِي
…
مَبَادِيهِ إِلَاّ سَاءَنِي فِي العَوَاقِبِ
وَلَا قلت أرجوه لدفع ملمه
…
من الدَّهْرِ إِلَاّ كَانَ إِحْدَى المَصَائِبِ
…
وَأطَال الْإِقَامَة عِنْده مرّة ابْن عمار فَكتب إِلَيْهِ