الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْعلمَاء
580 -
الأديب الْفَاضِل أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح بن خفاجة
من الذَّخِيرَة النَّاظِم المطبوع الَّذِي شَهِدَ بتقديمه الْجَمِيع الْمُتَصَرف بَين أشتات البديع
وَمن القلائد مَالك أعنَّة المحاسن وناهج طريقها الْعَارِف بتَرْصيعها وتنميقها النَّاظِم لعُقودها الرَّاقم لبُرودها
وَمن المسهب هُوَ الْيَوْم شَاعِر هَذِه الجزيرة لَا أعرف فِيهَا شرقاً وَلَا غرباً نَظِيره
الْغَرَض من محاسنه قَوْله
…
أما والتفات الرَّوضِ عَن أزْرق النَّهْرِ
…
وإشراقِ جِيد الغُصْن فِي حُلَّة الزَّهْرِ
…
وَمِنْهَا وَلم ألق إِلَّا صَعْدَةً فَوق لأْمَةٍ
…
فَقلت قضيبٌ قد أطلَّ على نَهْرِ
…
وَمِنْهَا
…
وَلم أر إِلَّا غُرَّةً فَوق شُقْرَةٍ
…
فَقلت حَبابٌ يستديرُ على خَمْرِ
…
وَمِنْهَا
…
غَزَاليّةُ الألحاظ رِيميَّة الطُّلَى
…
مُدَاميَّةُ الألْمَى حَبَابيَّةُ الثَّغْرِ
تَرَنَّحَ فِي مَوْشيَّةِ ذهبيَّةٍ
…
كَمَا اشتبكتْ زُهْرُ النُّجُوم على البَدْرِ
وَقد خَلَعَتْ لَيْلًا علينا يَدُ الْهوى
…
رداءَ عناقٍ مَزَّقَتْهُ يَدُ الفَجْرِ
…
وَقَوله
…
وعَشِيَّ أُنْسٍ أضْجَعَتْنَا نَشْوَةٌ
…
فِيهَا يمهِّد مضجعي ويدمَّثُ
خَلَعَتْ عليّ بهَا الأراكةُ ظلَّها
…
والغصنُ يُصْغِي والحمامُ يُحَدِّثُ
والشمسُ تجنح للغروب مَرِيضَة
…
والبرق يرقى والغمامة تَنْفُثُ
…
وَقَوله
…
ومُهَفْهَفٍ طاوى الحَشَا
…
خَنِثَ المعاطف والنَّظَرْ
بَهَرَ الْعُيُون بصورةٍ
…
تُليَتْ محاسنها سُوَرْ
فَإِذا رَنَا وَإِذا شَدَا
…
وَإِذا سعى وَإِذا سفر
فَضَح المدامة والحمامة
…
والأراكة وَالْقَمَر
…
وَقَوله
…
كأنَّما اللَّحْظُ كيمياءُ
…
يُذْهِبُ من خَدِّه لُجَيْنَا
وَمَا تيقَّنتُ أنَّ عَيْناً
…
تَقلِبُ عين اللُّجَيْن عَيْنا
…
وَقَوله
…
وأسودٍ يَسْبَحُ فِي لُجَّةٍ
…
لَا تكتُمُ الحصباءَ غُدْرَانُهَا
كأنّها فِي شكلها مُقْلَةٌ
…
زرقاءُ والأسودُ إنْسَانُها
…
وَقَوله
…
كتَابنَا ولدينا الْبَدْر ندمان
…
وَعِنْدنَا بكئوس الراح شهبان
والقضيب مائِسَةٌ وَالطير ساجعةٌ
…
والأرضُ كاسيةٌ والجَوُّ عُرْيانُ
…
وَقَوله
…
كتبتُ وقلبي فِي يَديك أسيرُ
…
يُقيم كَمَا شاءَ الْهوى ويسيرُ
ولي كلَّ حينٍ من نسيبي وأدمُعِي
…
بِكُل مكانٍ روضةٌ وغَديرُ
…
وَقَوله
…
يَا نُزْهَةَ النَّفْس يَا مُناها
…
يَا قُرَّةَ العَيْنِ يَا كَرَاها
أما ترى لي رِضاك أهْلاً
…
وَهَذِه حالتي ترَاهَا
فاستَدْرك الفَضْلَ يَا أباهُ
…
فِي رَمَقِ النَّفْسِ يَا أخاها
قسوت قَلْباً ولِنْتَ عِطْفاً
…
وعِفْتَ من تَمْرَة نَوَاها
…
وَقَوله
…
قل لقبيح الفَعَال يَا حَسَناً
…
ملآْتَ عينيَّ ظُلْمَةً وسَنَا
…
.. قاسمني طَرْفُكَ الضَّنَى أفَلَا
…
قاسمَ جَفْنَيّ ذَلِك الوَسَنَا
إِنِّي وَإِن كنتُ هَضْبَةً جَلَداً
…
أهتزُّ للحُسْن لوعَةً غُصْنَا
قَسَوْتُ قَلْباً ولِنْتُ مكْرُمةً
…
لم ألتزمْ حَالَة وَلَا سَنَنا
لستُ أُحِبُّ الجمودَ فِي رَجُلٍ
…
تحسبه من جموده وَثَنَا
لم يَكْحَل السُّهْدُ جَفْنَه كَلَفاً
…
وَلَا طوى جسمَه الغرامُ ضَنَى
فإنني والعفافُ من شيَمي
…
آبى الرزايا وأعشق الحَسَنا
طوراً منيبٌ وَتارَة غَزِلٌ
…
أبكى الْخَطَايَا وأندُبُ الدِّمَنَا
إِذا اعْتَرَتْ خَشْيةٌ بَكَى وشكى
…
أَو انْتَحَتْ راحةٌ دَنا فَجَنى
كأنني غُصْنُ بَانةٍ خَضِلٌ
…
تَثْنيه ريحُ الصِّبَا هُنَا وَهنا
…
وَقَوله
…
حدر والقناع عَن الصَّباح المُسْفِرِ
…
ولَوَى القَضيبَ على الكَثيب الأعْفَرِ
وتملّكتْه هِزَّةٌ فِي عزَّةٍ
…
فارْتجَّ فِي وَرَقِ الشَّبَاب الأخْضَرِ
متنفِّساً عَن مثل نَفْحة مِسْكِهِ
…
مُتَبَسِّماً عَن مثل سِمْطَيْ جَوْهَر
سَلَّتْ عليّ سيوفَها أجفانُه
…
فلقيتهنَّ من الشَّبابِ بِمغْفَرِ
متجلِّداً آبى بنفسِيَ أَن أرى
…
هَذَا الهِزَبْرَ قتيلَ ذَاك الجوذر
فحشَا بطعنته حَشَا متنفِّس
…
تَحت الدُّجى من مارجٍ مُتَسَعِّرِ
يَغْشَى رماحَ الخطِّ أوَّلَ مُقْبل
…
ويكُرُّ يَوْم الْحَرْب أخرَ مُدْبِرِ
فتراه بَين جِراحَتَيْنِ للحظَةِ
…
مكسورةٍ ولعاملٍ متكسِّر
بيني وَبَيْنك ذِمَّةٌ مرعيَّةٌ
…
فَإِذا تنوسَيتِ الأزمَّةُ فاذْكُر
…
.. والمح صحفية صفحتي فاقرأْ بهَا
…
سطرين من دمعٍ بهَا مُتَحَدِّر
كَتَبَتْهُما تَحت الظلام يَدُ الضَّنَى
…
خوفَ الوُشاة بأحمرَ فِي أصفَر
…
وَمِنْهَا
…
يَثْنِي معاطِفَه وأُذْرِي عَبْرَةً
…
فإخالهُ غُصناً بشطَّيْ جعْفَرِ
…
وَقَوله
…
سقاني وقدلاح الهلالُ عشيَّةً
…
كَمَا اعوجَّ فِي دِرْعِ الكَمِيِّ سِنانُ
ونَمَّتْ بأسْرار الرياض خميلةٌ
…
لَهَا الزَّهْرُ ثَغْرٌ والنسيم لسانُ
…
وَكتب على ظهر رقْعَة هاج
…
ومعرِّض ليَ بالهجاء وهَجْره
…
جاوبْتُهُ عَن شعره فِي ظَهره
فلئن نَكُنْ بالْأَمْس قد لُطْنا بِهِ
…
فاليوم أشعاري تلوط بشعرهِ
…
وَقَوله
…
والريحُ تَعْبَثُ بالغصون وَقد جَرَى
…
ذَهَبُ الْأَصِيل على لُجَيْنِ الماءِ
…
581 -
أَبُو طَالب عبد الْجَبَّار المتنّبِّي
من الذَّخِيرَة كَانَ يعرف بالمتنبي أبرع أهل وقته أدباً وأعجبهم مذهبا وَأَكْثَرهم تفنناً فِي الْعُلُوم وأوسعهم ذَرْعاً فِي المنثور والمنظوم
وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يعد نَفسه بمُلْك ويَنْخَرط للمجون فِي سِلْك لَا يُبَالِي أَيْن وَقع وَلَا يحفل بِأَيّ شَيْء صنع وَمن شعره قَوْله
…
كَيفَ البقاءُ ببيْتٍ لَا أنيسَ بِهِ
…
وَلَا وِطاءٌ وَلَا ماءُ وَلَا فُرُشُ
كأنَّه كُوَّةٌ فِي حائطٍ ثُقِبَتْ
…
فِي ظلمَة اللَّيْل يأوي جَوْفَها حَنَشُ
…
وَقَوله
…
قُلْ لأبي يُوسُفٍ المُنْتقَى
…
والفاضلُ الأوحد فِي عَصْره
وَمن إِذا حَرَّك موسيقة
…
وظل يُبْدي السِّحْرَ من عَشْرِهِ
تخاله إِسْحَاق أَو مَعْبَداً
…
تشْدُو بألحانٍ على وَتْرَهِ
هَل لَك أَن تسمع مُهْديكمُ
…
فتطرُدَ الأشجان عَن فكْرِه
حَتَّى إِذا الْأَيَّام أبدتْ لَهُ
…
مَا فِي ضمير الزَّهر من سِرِّهِ
أَعْطَاك من جدْواهُ مَا تَشْتهِي
…
فِضَّتِهِ الْبَيْضَاء أَو تِبْرِهِ
…
وَقَوله
…
وخَمَّار أنختُ بِهِ مَسيحي
…
رَخيم الدَّلِّ ذِي وتر فصيح
سقاني ثمَّ غَنَّاني بصوتِ
…
فدَاوَى مَا بقلبي من جروح
وفض فَم الدنان على اقتراح
…
ففاح الْبَيْت منْها طيبَ ريحِ
فقلتُ لَهُ لِكَمْ سنةٍ ترَاهَا
…
فَقَالَ أظنها من عهد نُوحِ
فَلَمَّا أَن شدا الناقوس صَوتا
…
دَعَاني أَن هَلُمَّ إِلَى الصَّبُوح
وحَيّاني وفدَّاني بكأْسٍ
…
وقبَّلني فردَّ إليَّ روحي
…