الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الثَّانِي من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا المملكة البلنسية وَهُوَ كتاب الْحلَّة السندسية فِي حلى الرُّصافة البلنسيَّة
مناظر وبساتين ومياه جَارِيَة تُصاقب حَضْرَة بَلَنْسِية وَهِي من أبدع مُتَفّرَّجاتها وَقد كثر ذكرهَا فِي الشّعْر مِنْهَا
569 -
أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن غَالب الرُّصافيّ
أمْلى عليّ وَالِدي فِي شَأْنه هُوَ شَاعِر الأندلس فِي أَوَانه بِمَا اشْتهر عِنْد الْخَاص وَالْعَام من إحسانه قَالَ وَكَانَ عمي أَبُو جَعْفَر بن سعيد
يَقُول عَنهُ هُوَ ابْن رومي الأندلسي لما رَآهُ من حسن اختراعه وتوليده كمعناه فِي الحائك وَمَعْنَاهُ فِي النجار وَذكره للأصيل وَمَا تقف عَلَيْهِ من شعره مِمَّا يدلك على عظم قدره وَقد وَفد على عبد الْمُؤمن وأنشده وَهُوَ فِي جَبَل الفَتْح قصيدة أَولهَا
…
لَو اقتبَسْتَ الْهدى من جَانب الطُّورِ
…
أُعْطيت مَا شِئْت من هَدْيٍ وَمن نور
…
الْغَرَض من ديوانه قَوْله من قصيدة فِي أبي جَعْفَر الوَقَّشِي وَزِير ابْن هَمْشك
…
لمحلَّك التَّرْفيعُ والتعظيمُ
…
ولوجهكَ التقديسُ والتكريمُ
ولراحتيكَ الحمدُ فِي أرزاقنا
…
والرزقُ أجمعُ مِنْهُمَا مقسومُ
يَا مُنْعماً تطوي البلادَ هِباتُهُ
…
وَمن الهبات مسافرٌ ومقيمُ
إيهٍ وَلَو بعضَ الحَدِيث عَن الَّتِي
…
حَيّا بهَا رَبْعي أجَشُّ هَزيمُ
…
قد زارني فسُقيتُ من وَسْمِيِّه
…
فَوق الَّذِي أُرْوِي بِهِ وأُسِيمُ
سَرَتِ الجيادُ بِهِ إليَّ وفتيةٌ
…
سَفَروا فَقلت أهلَّةٌ ونجومُ
نعماء جُدْتَ بهَا إِن لم نَلْتَقِي
…
فِيمَن يُدَنْدِنُ حولهَا ويحومُ
وأعَزُّ من سُقْيَا الحَيَا من لم يَبِتْ
…
فِي الْحَيّ يرقب بَرْقَهُ ويَشيمُ
وَلَقَد أضِنُّ على الحَيَا بسؤاله
…
والجوُّ أغْبَرُ والمرَادُ هَشيمُ
وَإِن استحبَّ القَطْرُ سُقْيا مَوْضِعِي
…
فمكانُ مثلي عِنْده مَعْلُومُ
لما أدرْتُ إِلَى صنيعك ناظري
…
فَرَأَيْت مَا أوْلَيْتَ فَهُوَ عميم
…
.. قلدت جيدَ الشُّكْر من تِلْكَ الحُلَى
…
مَا شاءه المنثور والمنظومُ
وأشرْتُ قُدَّامي كأنّيَ لاثمٌ
…
وَكَأن كفك ذَلِك الملثوم
يَا مفضلا سدك السخا بِمَالِه
…
حَتَّام تبذل والزمانُ لئيمُ
تَتَلَوَّنُ الدُّنْيَا ورأيك فِي العُلَا
…
والحمدُ دأبُك والكريمُ كريمُ
ومنِ المتمِّمُ فِي الزَّمَان صَنِيعَة
…
إِلَّا كريم شَأْنه التَّتْمِيمُ
مثل الْوَزير الوقشيِّ وَمثله
…
دون امتراءٍ فِي الورى معدومُ
رجلٌ يدوُس النيِّرات بنَعْلِه
…
قَدَمٌ ثَبوتٌ فِي الْعلَا وأُرومُ
وصل البيانُ بِهِ المدى فكلامُه
…
سهلٌ يشُقُّ وغامضٌ مفهومُ
من معشرٍ والاهُمُ فِي سِلْكه
…
نَسَبٌ صريحٌ فِي العَلاءِ صَميمُ
قومٌ على كتفِ الزَّمَان لَبوسُهم
…
ثوبٌ بحُسْن فِعالهم مَوْسُوم
آثَارهم فِي الحادثين خديثة
…
وفخارُهمْ فِي الأقدمين قديمُ
لَو لم يُعِدُّوا من دعائم بَيتهمْ
…
رُمْحَ السِّماك لخانه التقويمُ
مَاتُوا وَلَكِن لم يمت بك فَخْرهمْ
…
فالمجدُ حَيٌّ وَالْعِظَام رميمُ
يَا أحْسَدَ الدُّنْيَا وَقد يَغَنَى بهَا
…
عَن كُنْيَةٍ واسمُ الْعَظِيم عظيمُ
أُجْري حَدِيثك ثمَّ أعجبُ أنَّه
…
قولٌ يُقَال وعَرْفُهُ مشمومُ
فبكلِّ أرضٍ من ثنائك شائعٌ
…
عَبَقٌ كَمَا ولَجَ الرِّياضَ نسيمُ
يَجْرِي فَلَا يَخْفى على مُستَنشق
…
لَو أنّه عَن أُذُنه مكتومُ
يُطوَى فينشرُهُ الثَّنَاء لطيبه
…
ذِكْرُ الْكَرِيم بعنبرٍ مختومُ
صحبتكَ خالدةُ الْحَيَاة وكل مَا
…
تجتاز بابك جنَّةٌ ونعيمُ
فِي ظلّ عزٍّ دائمٍ وكرامةٍ
…
وفِناءُ دَارك بالوفود زَحيمُ
من كل ذِي تاجٍ تَعِلَّةُ قصدهِ
…
مرآك والإلمامُ وَالتَّسْلِيم
…
وَمن قَوْله من أُخْرَى فِي الْمَذْكُور
…
أَلأَجْرعٍ تحتلّه هِنْدُ
…
يَنْدى النسيمُ ويأرَجُ الرَّنْدُ
ويطيبُ واديهِ بموردها
…
حَتَّى ادّعى فِي مَائه الوَرْدُ
نِعْمَ الخليطُ نضحت جانحتي
…
بحَديثه لَو يَبْرُدُ الوجْدُ
يُحْييك من فيهِ بعاطرةٍ
…
لَو فاهَ عَنْهَا المسْكُ لم يَعْدُ
يَا سعْدُ قد طَابَ الحديثُ فَزِدْ
…
مِنْهُ أَخا نَجْواكَ يَا سَعْدُ
فَلَقَد تجدَّد لي الغرامُ وإنْ
…
بَلِيَ الْهوى وتقادَمَ العَهْدُ
ذِكْرٌ يمرّ على الْفُؤَاد كَمَا
…
يُوحى إِلَيْك بسِقْطهِ الزَّنْدُ
وَإِذا خَلَوْتُ بهَا تمثَّلَ لي
…
ذَاك الزمانُ وعيشُه الرَّغْدُ
ولقاءُ جيرتنا غداتئِذٍ
…
متيسِّرٌ ومَرامهم قَصْدُ
وخيامهم أَيَّام مضربها
…
سقط اللوى وكثيبه الْفَرد
أعدو بهَا طوراً ورُبَّتَمَا
…
رُعْتُ الفَلا والليلُ مَسْوَدُّ
لكواكبٍ هِيَ فِي تَرَاكُبِها
…
حَلَقُ الدروع يضمُّها السَّرْدُ
من كلّ أرْوَعَ حَشْوُ مِغْفَرَهِ
…
وَجْهٌ أعز وفاحِمٌ جَعْدُ
ذُكِرَ الْوَزير الوقَّشِيّ لهمْ
…
فأثارهم للقائه الوُدُّ
مترقّبين حلولَ ساحتهِ
…
حَتَّى كأنَّ لقاءَه الخُلْدُ
قد رنَّحَتْهمُ من شمائلهِ 5 ذِكْرٌ كَمَا يتضوَّع النَّدُّ
نعم الحَدِيث الحُلْوُ تملكه الركْبَان
…
حَيْثُ رمى بهَا الوَخْدُ
يَا صاحبيَّ أخبرُهُ عجبٌ
…
لَكمَا على ظمأٍ بِهِ ورْدُ
أم ذكره تتعللان بِهِ
…
إِذْ لَيْسَ مِنْهُ لذِي فمٍ بُدُّ
شَفَتَيكما فالنَّحْلُ جاثمةٌ
…
مِمَّا يُسيل عَلَيْهِمَا الشهد
…
.. رَجُلٌ إِذا عرَض الرجالُ لَهُ
…
كَثُرَ العديدُ وأعوَزَ النِّدُّ
من معشرٍ نَجَمَ الْمقَال بهم
…
زُهْر كَمَا يتساوق العِقْدُ
لبسوا الوزارة معْلَمين بهَا
…
زمع الصَّنائف يحسُنُ البُرْدُ
مستأنفين قديمَ مجدِهمُ
…
يبْنى الحفيدُ كَمَا بَنى الجَدُّ
حُمِدوا إِلَى جَدٍّ وأعقبهم
…
حَمْدٌ بأحمدَ مَا لَهُ حَدُّ
وكأنما فاق الأنامَ بهم
…
نَسَبٌ إِلَى القمرين ممتدُّ
فَيرى وليدُهُمُ المنامَ على
…
عُبْرِ المجرَّة أَنه مَهْدُ
وَيرى الحَيَا فِي مُزْنه فَيرى
…
أنَّ الرَّضَاع لريه صد
وكأنما ولدُوا لكتفلوا
…
حَيْثُ السنا والسودد العِدُّ
فعلتْ كرائمُهم بهم وَعلا
…
فَوق السَّمَاء النَّهْدُ والجَهْدُ
…
وَمِنْهَا
…
ضَمِن النوالُ بِأَن تروح إِلَيْهِ
…
العيسُ مُعْلَمةً كَمَا تَغْدو
وَلَقَد أَرَانِي بالبلاد و
…
آمال الْبِلَاد بِبَابِهِ وَفْدُ
وهِباتُه تصف النَّدى بيدِ
…
علياءَ أقدمُ وَفدها المَجْدُ
خفقتْ بهَا فِي الطَّرْسِ بارقةٌ
…
حَدَق المُنَى من دونهَا رُمْدُ
محمولةٌ حَمْلَ الحسام وإنْ
…
خَفِيَ النِّجادُ هُنَاكَ والغِمْدُ
يَسْطُو بهَا فَأَقُول يَا عجَباً
…
مَاذَا يُرِي علياءَه الجدُّ
حَتَّى اليراعةُ بَين أنْمُلِه
…
يَا قوم مِمَّا تطبع الْهِنْد
…
وَقَوله
…
وَالْأَمر أشهر فِي فضائله
…
مَا إِن يُلَبِّسُها لَك البُعْدُ
هَيْهَات يذهب عَنْك موضعهُ
…
هَطَلَ الْغَمَام وجلجل الرَّعْدُ
أعْرَبْتُ عَن مَكْنُون سُؤدُدِهِ
…
مَا تُعْجِم الورقاء إِذْ تَشْدو
سوَراً من المداح محكمَة
…
من آيهنَّ الشكرُ والحمدُ
وَلَعَلَّ مَا يَخْفى وَرَاء فمي
…
من وده أَضْعَاف مَا يَبْدو
…
وَقَوله
…
سَقى العَهْدُ من نَجدٍ معاهدَهُ بِما
…
يغارُ عَلَيْهَا الدمعُ أَن تشربَ القَطْرا
…
وَمِنْهَا
…
فَيَا عِينةَ الجَرْعاء مَا حَال بَيْننَا
…
سوى الدَّهْر شئ فارجعي نشتكي الدهرا
تقضت حياةُ الْعَيْش إِلَّا حُشاشَةً
…
إِذا سألَتْ لُقْياكَ عَلَّلتها ذِكُرا
وَكم بالنَّقَا من رَوْضَة مُرجَحِنَّةِ
…
تُضَمِّخُ أنفاسُ الرِّيَاح بهَا نَشْرَا
وَمن نُطفةٍ زرقاء تلعب بالصَّدا
…
إِذا مَا ثَنَى ظِلُّ مُدارٌ بهَا سُمْرا
…
وَمِنْهَا
…
وبرْدِ نسيم أنْثنى عِنْد ذكرهِ
…
على زَفَراتٍ تَصْدَعُ الكبدَ الحَرَّا
وإنَّ لُبَاناتٍ تَضمَّنها الحَشَا
…
قليلٌ لَدَيْهَا أَن نضيق بهَا صَدرا
…
وَقَوله من مرثية
…
رَمِيَّ الموتِ إنَّ السهْم صَابا
…
وَمن يُدْمِنُ على غَرَضٍ أصابا
إلامَ أشُبُّ من نيران قلبِي
…
عَلَيْك لكل قافية شهابا
…
.. وَقد ودَّعتُ قبلَكَ كلَّ سَفْرٍ
…
ولكنْ غابَ حينا ثمَّ آبا
وأهيَجُ مَا أكون لَك ادّكاراً
…
إِذا مَا النجمُ صَوَّبَ ثمَّ غابا
…
وَقَوله
…
لَا تَسَلْ بعد قَتْل يوسُف عَنّي
…
ففؤادي مُثَلَّمٌ كسلاحِهْ
لَو تأمَّلْتَ مُقْلتي يَوْم أودى
…
خِلتَني باكياً بِبَعْض جراحِهْ
…
وَقَوله
…
يَا وردةً جادتْ بهَا يَدُ مُتْحِفٍ
…
فَهَمَى لَهَا دَمْعي وهَاجَ تأَسُّفي
حمراءَ عاطرةَ النسيم كأنّها
…
من خَدّ مُقْتبِلِ الشبيبة مُتْرَفِ
عَرَضتْ تُذَكِّرُني دَمًا من صاحبٍ
…
شَرِبَتْ بِهِ الدُّنْيَا سُلافَةَ قرقف
فنشقتها شغفا وَقلت لصاحبي
…
هِيَ ماتمج الأَرْض من دم يُوسُف
…
وَقَوله من قصيدة
…
أيُّها الآملُ خَيْماتِ النَّقا
…
خَفْ على قَلْبك تِلْكَ الحَدَقا
إنّ سِرْباً حُشِيَ الخَيْمُ بهِ
…
ربَّما غَرَّكَ حَتَّى تَرْمُقا
لَا تُثِرْها فِتنةً من ربرب
…
ترْعد الْأسد بديه فَرَقَا
وانْجُ عَنْهَا لَحْظَة سَهميّةً
…
طَال مَا بلَّت رِدَائي عَلَقَا
وَإِذا قيل نَجَا الركْبُ فقُلْ
…
كَيْفَمَا سالَم تِلْكَ الطُّرُقا
يَا رُماةَ الحيِّ موهوبٌ لكم
…
مَا سفَكتُم من دمي يَوْم النَّقَا
مَا تعمَّدتُمْ وَلَكِن سَبَبٌ
…
قَرَّبَ الحَيْنَ وأمرٌ سَبَقَا
والتفاتاتٌ تلقَّتْ عَرَضاً
…
مَقْتَلَ الصَّبِّ فخلَّتْهُ لَقَا
…
.. أهِ منْ جَفْنٍ قريحٍ بعدكم
…
يشتكي خَدَّايَ مِنْهُ الفرقا
وحَشاً غيرِ قريرٍ كلَّمَا
…
رُمْتُ أَن يَهْدَأً عنكُمْ خَفَقَا
وفؤادٍ لم أضَعْ قَطُّ يَدِي
…
فوقة خيفة أَن تحترقا
مالنجم عكفتْ عَيْني على
…
رَعْيهِ لَيْسَ يَريمُ الأفقا
ولعين خلهت فِيك الكَرَى
…
كَيفَ لم تَخْلَعْ عَلَيْك الأرَقَا
أيُّها اللُّوَّامُ مَا أهْداكُمْ
…
عَن قُلُوب أسهَرَتْنا قلقا
مَا الَّذِي تبغون من تعذيبها
…
بعد مَا ذابتْ عليكمْ حُرَقَا
قومَنا فوزوا بسُلوَانكُمُ
…
ودعوا بِاللَّه من تَشَوّقا
وارْحموا فِي غَسَقِ الظلماء مَنْ
…
بَات بالدمع يَبُلُّ الغَسَقَا
عَلِلونا بالمُنَى منكمْ وَلَو
…
بخيالٍ منكمُ أنْ يَطْرُقَا
وعِدُونا بلقاءٍ منكمُ
…
فكثيرٌ منكمُ ذكرُ اللِّقَا
لَو خشينا الْجور من جيرتنا
…
لَا نتصفنا قبل أَن نفترقا
واصطحبنا الْآن من فَضْلَةِ مَا
…
قد شرِبْنا ذَلِك المُغْتَبَقَا
فسقى الله عَشِيَّاتِ الحِمَى
…
والحِمَى أكْرَمَ هَطَّالٍ سَقَى
قد رُزقناها وَكَانَت عيشَةً
…
قَلَّما فَازَ بهَا من رزقا
لَا وسَهْمٍ جاءَ من نحوكمُ
…
إنَّه أقْتَلُ سَهْمٍ فُوِّقا
وحُلَى نَجْدٍ سَنُجْري ذِكْرَها
…
أوْ سَعَتْنا فِي الْهوى مُرْتَفَقَا
مَا حلا بعدكمُ العيشُ لنا
…
مذ تباعدتم وَلَا طابَ البَقَا
…
.. فَمنِ المُنْبي إِلَيْنَا خَبَراً
…
وعَلى مُخْبرنا أنْ يَصدُقا
هَلْ دَرَتْ بابلُ أنَّا فِئَةٌ
…
تَجْعَلُ السِّحْرَ من السحْرِ رُقَى
نَنْقُشُ الآيةَ فِي أضلاعنا
…
فقينا كل شئ يُتَّقَى
مِن بَنَان الوَزَر الْأَعْلَى الَّذِي
…
يَخْجَلُ السِّحْرُ إِذا مَا نَطَقَا
…
وَقَوله
…
مَا مثل موضعكَ ابْنَ رِزقٍ موضعُ
…
رَوْضٌ يَرِفُّ وجَدْوَلٌ يتدفع
وكأنما هُوَ من بناتك صفحةٌ
…
فالحُسْنُ يَنْبُتُ فِي ثَراهُ ويُبْدِعُ
وعشيَّة لبسَتْ رداءَ شُحُوبها
…
والجو بالغَيْم الرَّقِيق مُقَنَّعُ
بلغت بِنَا أمَدَ السرُور تأَلُّفاً
…
والليلُ نَحْو فراقنا يتطلع
فابلل بهَا زمن الغبوق فقد أَتَى
…
من دون قُرْص الشَّمْس مَا يُتَوَقَّعُ
سَقَطَتْ وَلم تملك يمينُكَ رَدَّهَا
…
فَوِدِدْتُ يَا مُوسَى بأَنَّك يُوشَعُ
…
وَقَوله
…
يَا رَاكِبًا واللِّوى شمال
…
عَن قَصده والعصا يَمِين
نداص على أَنَّهُ طريقٌ
…
تقطعه للصَّبَا عُيُونُ
وحَيِّ عَنِّي إِن جُزْت حَيَّاً
…
أمضى مواضيهمُ الجفون
وقُلْ على أيْكَةٍ بوادٍ
…
للوُرْقِ فِي قُضْبها حنين
…
.. يَا أيْكَ لَا يَدَّعي حمامٌ
…
مَا يجد الشيق الحزين
لوان بالورق مَا بقلبي
…
لَا حترقت تحتَها الغصونُ
…
وَقَوله
…
وَذي حنينٍ يكادُ شَجْواً
…
يختلسُ الأنْفُسَ اختلاسا
إِذا غَدَا للرياض جاراً
…
قَالَ لَهَا المَحْلُ لَا مِسَاسا
تبسَّم الزَّهْرُ حينَ يبكي
…
بأدْمُعٍ مَا رأيْنَ بَاسَا
من كلِّ جَفْنِ يَسُلُّ سَيْفاً
…
صَار لَهُ غِمْدُهُ رِئاسَا
…
وَقَوله
…
ذَات الْجنَاح تَقَلَّبي
…
بجوانح الْقلب الخفوق
وتساقطي بالسرحتين
…
تساقط الدَّمْع الطَّليقْ
وسليهما بأَرقَّ منْ
…
عِطْفَيْ قضيبهما الوَريقْ
هَل بَعدنَا مُتَمَتَّعٌ
…
فِي مثل ظلهما العَتيقْ
وَإِذا صَدَرْتِ مُبينةً
…
لتُبَلِّغي النَّبَأَ المَشُوقْ
أُخْت الْهَوَاء فعالجي
…
بأخي الْهوى حَتَّى يُفيقْ
ولتَعْلَمي إِن ضِفْتِ يَا
…
ورقاءُ ذَا جَفْنٍ أريقْ
أَن القِرَى عبراته
…
فتعلمي لقط الْعَتِيق
…
وَقَوله
…
ورَوْضٍ جلا صَدَأَ الْعين بهْ
…
نسيمٌ تَجارى على مَشْرَبهْ
…
.. صَنَوْبَرةٍ ركبَتْ ساقَها
…
عَلَيْهِ فخاضَتْ حَشَا مِذْنَبِهْ
فشبهتها وأنابيبيها
…
بهَا المَاء قد جَدَّ فِي مَسْكَبهْ
بأرقمَ كعك من شخصه
…
وأفرضه يتعلَّقْنَ بهْ
…
وَقَوله فِي غُلَام حائك
…
قَالُوا وَقد أَكْثرُوا فِي حبّه عَذَلي
…
لَو لم تهم بمذال الْقدر مبتذل
فَقلت لوان أَمْرِي فِي الصبابة لي
…
لَا خترت ذَاك وَلَكِن لَيْسَ ذَلِك لي
عُلِّقْتُهُ حَبَبِيَّ الثَّغْر عاطِرَهُ
…
أَلْمَى المُقَبَّل أحْوى ساحرَ المُقَل
إِذا تأمَّلَتَه أَعْطَاك مُلْتَفِتاً
…
مَا شئتَ من لحظات الشادنِ الغَزل
غَزَيِّلٌ لم تزل فِي الغَزْل جائلةً
…
بَنانُهُ جَوَلان الْفِكر فِي الغَزَل
جذلان يلْعَب بالمحرك أنملُهُ
…
على السَّدَى لَعِب الْأَيَّام بالأمل
مَا إِن يَنِي تَعِبَ الأطرافِ مُشْتَغِلاً
…
أفديهِ من تَعِبِ الْأَطْرَاف مُشْتَغِل
جَذْباً بكفَّيْه أَو فَحْصاً بأخْمصِهِ
…
تَخَبُّطَ الظَّبْي فِي أشْرَاكِ مُحْتَبل
…
وَقَوله فِي نجّار
…
تعلَّم نَجاراً فَقلت لعلَّه
…
تعلَّمها من نَجرِ مُقْلته القَلْبَا
شقاوةُ أعوادٍ تصَدَّى لجَهْدِها
…
فآوِنةً قَطْعاً وآوِنةً ضَرْبا
غَدَتْ خَشَباً تَجْني ثمارَ جِناية
…
بِمَا اسْتَرَقَتْه من مَعَاطفِه قُضْبا
…
وَقَوله فِي حَمّام
…
انْظُر إِلَى نَقْشِيَ البديعِ
…
يُسْليك عَن زهرَة الرَّبيعِ
…
.. لَو جنى الْبَحْر من رياض
…
كَانَ حبي روضيَ المَرِيعِ
سقانيَ الله دمعَ عَيْني
…
وَلَا وقاني جوَى ضلوعي
فَمَا أُبَالِي شقاءَ بَعْضِي
…
إِذا تَشَقَّيتُ فِي جميعي
كَيفَ تراني وُقيتَ مَا بِي
…
ألستُ من أعجب الرُّبوعِ
…