الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
غما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الْخَامِس من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة الطليطلية وَهُوَ كتاب صَفْقَة الرباح فِي حلي قلعة رَبَاح
هِيَ أحد معاقل الأندلس وولاتها كَانَت تَتَرَدَّد عَلَيْهَا من طليطلة ثمَّ أخذت طليطلة فَصَارَت تَتَرَدَّد عَلَيْهَا من قرطبة وَقد وَليهَا
359 -
الْقَائِد أَبُو الْحسن عَليّ بن فتح
ذكر الحجاري أَنه سَاد فِيهَا وتعب فِي تشييد الرياسة حَتَّى استراح وَتقدم فِي قرطبة زمن الْفِتْنَة وأنجب الْأَعْيَان الْمَشْهُورين بهَا وَله شعرٌ يستعبد الشُّعَرَاء إحسانه من ذَلِك قَوْله
.. حنقا أصابتنا المواضي
…
واللَّبِيبُ لهَا غَدِيرُ
فَبِطُولِ مَا أَتْعَبْتُهَا
…
مَهْمَا أُبَارِزُ أَوْ أُغِيرُ
…
وَقَوله
…
أَقُولُ لهَا لَوْ كَانَ ينفع عِنْدهَا
مقَال وَنَارُ الوَجْدِ تَقْدَحُ فِي صَدْرِي
إلَى كَمْ تعين الدَّهْر وَهُوَ مسلط
علينا بِطُولِ العَتْبِ والصَدِّ والهَجْرِ
…
360 -
أَبُو تَمام غَالب بن رَبَاح الْمَعْرُوف بالحجام
من المسهب شَاعِر القلعة الَّذِي نوه بِقَدرِهَا وَرفع من رَأس فخرها لَا أحاشي حَدِيثا وَلَا قَدِيما وَلَا أخص لئيماً وَلَا كَرِيمًا وَكَانَ مُدَّة مُلُوك الطوائف وَمن شعره قَوْله
…
صِغَارُ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ فَسَاداً
…
ولَيْسَ لَهُمْ لِصَالِحَةٍ نُهُوضُ
أَلَمْ تَرَ فِي طِبَاعِ الطَّيْرِ سِرّاً
…
تُسَالِمُنَا ويأْكُلُنَا البَعُوضُ
…
وَقَوله
…
لِيَ صَاحِبٌ لَا كَانَ مِنْ صَاحِبٍ
…
كأَنَّهُ فِي كَبِدِي جَرْحَةْ
يَحْكِي إِذا أَبْصَرَ لِي زَلَّةً
…
ذُبَابَةً تَضْرِبُ فِي قَرْحَةْ
…
وَقَوله
…
فَيَا لَلْمَلْكِ لَيْسَ يَرَى مَكَانِي
…
وَقَدْ كَحَّلْتُ ناظِرَه بِنُورِي
كَمَا المِسْوَاكُ مُطَرَّحاً مُهَاناً
…
وَقَدْ أَبْقَى جِلاءً فِي الثُّغُورِ
…