الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن كتاب الشُّعَرَاء
409 -
أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن هَانِئ الازدي
أَصله من بني الْمُهلب الَّذين ملكوا إفريقية وانتقل أَبوهُ مِنْهَا إِلَى جَزِيرَة الأندلس وَسكن إلبيرة فولد لَهُ بهَا مُحَمَّد بن هَانِئ الْمَذْكُور وبرع فِي الشّعْر واشتهر ذكره وَقصد جَعْفَر بن عَليّ الأندلسي ملك الزاب من الغرب الْأَوْسَط فَوجدَ بَابه معموراً بالشعراء وَعلم أَن وزيره وخواصه فضلاء لَا يتركون مثله يقرب من ملكهم فتحيل بِأَن تزيا بزِي بربري وَكتب على كتف شاةٍ مجرودٍ من اللَّحْم
…
اللَّيْلُ لَيْلٌ وَالنَّهَارُ نَهَارُ
…
وَالبَغْلُ بَغْلٌ وَالحِمَارُ حِمَارُ
وَالدِّيكُ دِيكٌ وَالدَّجَاجَةُ زَوْجُهُ
…
وَكِلاهُمَا طَيْرٌ لَهُ مِنْقَارُ
…
ووقف بِهَذَا الشّعْر للوزير وَقَالَ أَنا شاعرٌ مفلقٌ أُرِيد أنْشد الْملك هَذَا الشّعْر فَضَحِك الْوَزير وَأَرَادَ أَن يطرف الْملك بِهِ فَبَلغهُ ذَلِك فَأمر بوصوله إِلَيْهِ ومجلسه غاصٌ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَامَ وَعدل عَن ذَلِك الشّعْر وَأنْشد قصيدته الجليلة الَّتِي يصف فِيهَا النُّجُوم
…
ألَيْلَتَنَا إذْ أَرْسَلَتْ وَارِداً وَحْفَا
…
وَبِتْنَا نَرَى الجَوْزَاءَ فِي أذنها شنفا
…
.. وَبَاتَ لَنَا سَاقٍ يَصُولُ عَلَى الدُّجَى
…
بِشَمْعَةِ صبح لَا تقط ولاتطفا
أغن غضيض خفف اللين قده
…
وأثقلت الصَّهْبَاءُ أَجْفَانَهً الوُطْفَا
وَلَمْ يُبْقِ إرْعَاشُ المُدامِ لَهُ يدا
…
وَلم يُبْقِ إعْنَاتُ التَثَنِّي لَهُ عِطْفَا
نَزِيفٌ قَضَاهُ السَّكْرُ إلَاّ ارْتِجَاجَةٌ
…
إذَا كَلَّ عَنْهَا الخَصْرُ حَمَّلَهَا الرِّدْفَا
يَقُولُونَ حِقْفٌ فَوْقَهُ خَيْزَرَانَةٌ
…
أمَا يَعْرِفُونَ الخَيْزَرَانَةَ وَالحِقْفَا
…
ثمَّ مر فِيهَا فِي وصف النُّجُوم إِلَى أَن قَالَ 5 كَأَنَّ لِوَاءَ الشَّمْس غرَّة حعفر
…
رأى القِرْنَ فَازْدَادَتْ طَلاقَتُهُ ضِعْفَا
…
فَقَامَ إِلَيْهِ جَعْفَر وَقَالَ بِاللَّه أَنْت ابْن هانئٍ قَالَ نعم فعانقه وَأَجْلسهُ إِلَى جَانِبه وخلع عَلَيْهِ مَا كَانَ فَوْقه من الثِّيَاب الملوكية وَجل عِنْده من ذَلِك الْحِين إِلَى أَن كتب الْمعز الْإِسْمَاعِيلِيّ الْخَلِيفَة بالقيراوان إِلَيْهِ فِي تَوْجِيهه لحضرته فوجهه للقيروان فَأول قصيدةٍ مدحه بهَا قصيدته الَّتِي ندر لَهُ فِيهَا قَوْله
…
وَبَعُدَتَ شَأْوَ مَطَالِبٍ وَرَكَائِبٍ 5 حَتَّى رَكِبْتَ إلَى الغَمَامِ الرِّيحَا
…
وَكَانَ مغرماً بحب الصّبيان وَفِي ذَلِك يَقُول
…
يَا عَاذِلِي لَا تَلْحَنِي أنَّنِي
…
لَمْ تُصْبِني هِنْدٌ وَلا زَيْنَبُ
لَكِنَّنِي أصْبُو إِلَى شَادِنٍ
…
فِيهِ خِصَالٌ جَمَّةٌ تُرْغَبُ
لَا يَرْهَبُ الطَّمْثَ وَلا يَشْتَكِي
…
حَمْلاً وَلا عَنْ نَاظِرٍ يُحْجَبُ
…
وَلما رَحل الْمعز إِلَى مصر رَجَعَ لتوصيل عِيَاله فَقتل فِي برقة فِي مشربةٍ على