الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَضَاهُ الشَّبَاب هُنَالك وَكَانَ ينادم أَبَا يحيى ابْن مطروح واستدعاه يَوْمًا بقوله
…
يَا أَخِي بَلْ سَيِّدِي بَلْ سَنَدِي
…
فِي مُهِمَّاتِ الزَّمَانِ الأَنْكَدِ
لُحْ بِأُفْقٍ غَابَ عَنْهُ بَدْرُهُ
…
فِي اخْتِفَاءٍ مِنْ عُيُونِ الحُسَّدِ
وَتَعَجَّلْ فَحَبِيبِي حَاضِرٌ
…
وَفَمِي سَاق وكأسي فِي يَدي
…
وَمِمَّا أنْشدهُ لَهُ صَاحب السمط قَوْله
…
لَئِنْ مَنَعُوا عَنِّي زِيَارَة طيفهم
…
وَلم أُلْفِ فِي تِلْكَ الطُّلُولِ مَقِيلَا
فَمَا مَنَعُوا رِيحَ الصَّبَا سَوْقَ عَرْفِهِمْ
…
وَقَدْ بَكَرَتْ تَنْدَى عَلَيَّ بَلِيلَا
وَلا مَنَعُونِي أَنْ أَعُلَّ بِذِكْرِهِمْ
…
فُؤَادَاً بِمَا يَجْنِي الصُدُودُ عَلِيلَا
…
وَقَوله
…
أَخَذْتُ أَبَا عَمْرو وَإِن كَانَ جانبا
…
على ذنويا لَا تُعَدَّدُ بِالعَتَبِ
فَمَا كَانَ ذَاكَ الوِدُّ إِلَّا كبارق
…
أَضَاء لِعَيْنِي ثُمَّ أَظْلَمَ فِي قَلْبِي
…
485 -
أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر أَحْمد
من المسهب جرى فِي طلق أَبِيه وإخوانه فَأحْسن فِي النظام إحساناً أوجب أَن يُنَبه عَلَيْهِ فَمن ذَلِك قَوْله
…
أَتَى بِالبَدْرِ مِنْ فَوْقِ القَضِيبِ
…
فَطَارَتْ نَحْوَهُ طَيْرُ القُلُوبِ
…
.. وَأَشْرَقَ مَا بِأُفْقِي مِنْ ظَلامٍ
…
لِنُورٍ مِنْهُ فِي أفق الْجُيُوب
وَولى بعده تَأْنِيسٍ وَبِرٍّ
…
كَمِثْلِ الشَّمْسِ وَلَّتْ لِلْمَغِيبِ
…
486 -
أخوهما الواثق عز الدولة أَبُو مُحَمَّد عبد الله
من المسهب قمر عاجله المحاق قبل التَّمام فنثر من يَدَيْهِ مَا كَانَ عقده أَبوهُ من ذَلِك النظام وَقد كَانَ خصّه بِولَايَة عَهده ورشحه للْملك من بعده وَآل أمره إِلَى أَن حل ببجاية فِي دولة بني حَمَّاد مستوحشاص وَقَالَ
…
لَك الْحَمد بعد الْملك أصبح خاملا
…
بِأَرْض اغْتِرَابٍ لَا أُمِرُّ وَلا أُحْلِي
وَقَدْ أَصْدَأَتْ فِيهَا الهوادة منصلى
…
كَمَا نَسِيَتْ رَكْضَ الجِّيَادِ بِهَا رِجْلِي
وَلا مَسْمَعِي يصغي لنغمه شَارِع
…
وكفي لَا تَمْتَدُّ يَوْمَاً إِلَى بَذْلِ
طَرِيْدَاً شَرِيْدَاً لَا أومل رَجْعَة
…
إِلَى مَوْطِنٍ بُوعِدْتُ عَنْهُ وَلا أَهْلِ
وَقَدْ كُنْتُ متبوعا فأمسيت تَابعا
…
لَدَى مَعْشَرٍ لَيْسُوا بِجِنْسِي وَلا شَكْلِي
يَخُوضُونَ فِيمَا لَا أرى فِيهِ خائضا
…
وقبلهم قَدْ أَقْصَدَتْ مَقْتَلَ النُّبْلِ
وَقَوْلِي مَسْمُوعٌ وَفِعْلِي مُحْكَمٌ
…
وَهَا أَنَا لَا قَوْلِي يَجُوزُ وَلا فعلي
وَقد كنت غرا بِالزَّمَانِ وَصَرفه
…
فقد بَانَ قَدْرُ العِزِّ عِنْدِي وَالذُّلِّ
عَزَاءً فَكَمْ لَيْث يصاد بغيله
…
وَيُصْبِح مِنْ بَعْدِ النَّشَاطِ لَفِي حَبْلِ
…