الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الْخَامِس من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا مملكة البلنسية وَهُوَ كتاب الْمِنَّة فِي حلى قَرْيَة بِنَّه من قرى بَلَنْسية مِنْهَا
572 -
أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عبد الوليّ البِنِّي
من المسهب من سوابق حَلْبَة عصره وغُرَر دهره خَلَع عِذاره فِي الصِّبا وهَبَّ مَعَ غرامه جَنُوباً وصَباً وَذكره الْفَتْح فِي المطمح ثمَّ ذكره فِي ضمن القلائد وَقَالَ وَهُوَ مطبوع النّظم نبيله وَاضح
نهجه فِي الإجادة وسبيله يضْرب فِي علم الطِّبّ بِنَصِيب وَسَهْم يخطى أَكثر مِمَّا يُصِيب وَكَانَ أليف غلْمَان وحليف كفر لَا إِيمَان مَا نطق متشرِّعاً وَلَا نظر متورعاص وَلَا اعْتقد حَشْراً وَلَا صَدَّق بَعْثاً وَلَا نِشْراً وَرُبمَا تنسَّك مجوناً وفتْكاً وتمسَّك باسم التُّقى وَهُوَ يهتكه هتكاً لَا يُبَالِي كَيفَ ذهب وَلَا بِمَا تَمَذْهب وَكَانَت لَهُ أهاجٍ جَرَعَ بهَا صَاباً وادّرع مِنْهَا أوصاباً الْغَرَض من نظمه قَوْله
…
من لي بغُرَّةِ فاتن يختالُ فِي
…
حُلَل الْجمال إِذا مَشَى وحُليِّهِ
لوشب فِي وَضَح النَّهَار شُعاعُها
…
مَا عَاد جُنْح اللَّيْل بعد مُضِيِّه
شَرِقَتْ بماءِ الحُسْنِ حَتَّى خَلَّصَتْ
…
ذَهَبِيَّة فِي الخدِّ من فِضِّيِّه
فِي صفحتيه من الْحيَاء أزاهرٌ
…
غذِيَتْ بوَسْمِيِّ الصِّبا ووَليِّهِ
سَلَّت محاسنُه لقَتْل مُحبِّه
…
من سِحْر عَيْنَيْهِ حُسَامَ سَمِيِّهِ
…
وَقَوله
…
كَيفَ لَا يزْدَاد قلبِي من
…
جَوَى الشَّوْقِ خَبالَا
وَإِذا قلت على
…
بهر النَّاس جمالا
هُوَ كالغصن وكالبدر
…
بهاءً واعتدالا
أشْرَقَ البدرُ سُرُورًا
…
وانْثَنى الغصنُ اخْتيالا
إنَّ من رام سُلُوِّي
…
عَنهُ قد رَامَ مُحالا
لستُ أَسْلُو عَن هواهُ
…
كَانَ رُشْداً أَو ضلالا
…
.. قل لمن قصَّر فِيهِ
…
عَذْلَ نَفْسِي أَو أطالا
دون أَن تدْرك هَذَا
…
يُسْلَبُ الأفْقُ الهِلالا
…
وَقَوله
…
تَنفَّس بالحمى مطلولُ روضٍ
…
فأودَعَ نَشْرَهُ ريحًا شَمالا
فَصَبَّحَت العقيقَ إليَّ كَبْلاً
…
تُجرِّرُ فِيهِ أرْداناً خِضَالا
أَقُول وَقد شَمِمْتُ التُّرْبَ مِسْكاً
…
بنفحتها يَمِينا أَو شمالا
نسيم بَات يَجْلُب مِنْك طِيباً
…
ويشكو من محبّتك اعتلالا
يَنُمُّ إليّ من زهَرات رَوْض
…
حَشَوْت جوانحي مِنْهَا ذُبالا
…
وَذكر نَفْيَ نَاصِر الدولة من مَيُورْقَة فِي قَوْله وَقد ردَّته الرّيح
…
أحبتنا الأُلَى عَتَبُوا علينا
…
فأقصَوْنا وَقد أزِفَ الْوَدَاع
لقد كُنْتُم لنا جَذَلاً وأُنْسَاً
…
فَمَا فِي الْعَيْش بعدكمُ انتفاعُ
أَقُول وَقد صَدَرْنا بعد يومٍ
…
أشَوْقٌ بالسفينة أم نزاعُ
إِذا طارتْ بِنَا حامتْ عَلَيْكُم
…
كَأَن قُلُوبنَا فِيهَا شِراع
…
وَمن شعره قَوْله
…
قَالُوا تصيب طيورَ الجوِّ أسهُمُهُ
…
إِذا رَمَاهَا فَقُلْنَا عندنَا الخَبَرُ
تعلَّمتْ قوسُه من قَوس حاجِبِهِ
…
وأيَّدَ السهمَ من ألحاظه الحَوَرُ
…
.. يلوح فِي برده كالنقس حالكةٍ
…
كَمَا يلوح بجنح اللَّيْلَة القَمَرُ
وَرُبمَا راق فِي خضراء مُورِقَة
…
كَمَا تفتَّحَ فِي أوراقه الزَّهَرُ
…
وَقَوله
…
تروق حُسْناً وفيك الْمَوْت أجمعُهُ
…
كالصَّقْل فِي السَّيْف أَو كالنُّور فِي النَّار
…