الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووقفت على نُسْخَة من القلائد فَوجدت فِيهَا من ذكر أبي عَامر هَذَا مَا وجدته فِي الذَّخِيرَة سَوَاء
وَمن المسهب بَنو الْفرج من اعيان بلنسية الَّذين توارثوا الْحسب وجلوا عَن أَن يُحِيط بهم نظم من الشّعْر أَو نثر من الْخطب مَا مِنْهُم إِلَّا من تهادته الْمُلُوك وطلع بآفاقهم طُلُوع الشَّمْس عِنْد الدلوك وَكَانَ أَبُو بكر بن عبد الْعَزِيز يقصدهم لِمَكَانِهِمْ من بَلَده ويخفي لَهُم مَا أظهره بعد من حسده فتصدى لَهُم بالموبقات وأخرجهم عَن بلنسية فَتَفَرَّقُوا على حواضر مُلُوك الطوائف وكل صَادف محلا قَابلا وَصَارَ أَبُو عَامر وزيراً لِلْمَأْمُونِ بن ذى النُّون وَمن شعره قَوْله فِي أبي عبد الرَّحْمَن بن طَاهِر صَاحب مرسية
…
قَدْ رَأَيْنَا مِنْكَ الذِي قَدْ سَمِعْنَا
…
فَغَدَا الخُبْرُ عَاضِدَ الأَخْبَارِ
اذ وردنا لديك بحرا نميرا
…
وارتقينا حَيْثُ النُّجُوْمُ الدَّرَارِي
وَلَكَمْ مَجْلِسٍ لَدَيْكَ انْصَرَفْنَا
…
عَنْهُ مِثْلَ الصَّبَا عَنِ الأَزْهَارِ
…
قَالَ وَله فِي التوشيح طَريقَة حَسَنَة
553 -
ذُو الوزارتين أَبُو الْقَاسِم بن فرج كَاتب أبي مُحَمَّد بن الْقَاسِم صَاحب البونت
من المسهب أَنه من هَذَا الْبَيْت الْمَذْكُور وَأَبُو الْقَاسِم مقلة إنسانه وَفَارِس ميدانه وَهُوَ أشعر بني الْفرج طرا وَلذَلِك اشْتَمَل عَلَيْهِ ابْن الْقَاسِم
الْمَذْكُور لحبه فِي الشّعْر ومعرفته بِهِ مَعَ مَا فِيهِ من الْخلال الْمُوجبَة لعلو الْمنزلَة وَمَا زَالَ يحمد اختباره إِلَى أَن قَلّدهُ الوزارة فاستقل بأعبائها وطلع بَدْرًا فِي آفَاق سمائها وَمَا يسْتَدلّ بِهِ على طبقته فِي الشّعْر قَوْله
…
تَأمل لجفن اللَّيْل بالبرق أرمدا
…
تألم حَتَّى أَسْبَلَ القَطْرَ بَاكِيَا
وَأَحْسَبُهُ إِذْ بِنْتَ عني فَأَصْبَحت
…
جفوني قَرْحَى بِالدُّمُوْعِ حَكَانِيَا
…
وَقَوله
…
الرَّاحُ لَا تَحْجِبُوْا عَنِّي مُحَيَّاهَا
…
بَيَّا الإِلَهُ مَغَانِيْهَا وَحَيَّاهَا
مَا أَصبَحت مهجتي كالروض ميتَة
إِلَّا هَفَا بَارِقٌ مِنْهَا فَأَحْيَاهَا
طُوْبَى لِمَنْ طَلَعَتْ شمسا بمجلسه
…
وبالنجوم مِنَ النُّدْمَانِ حَلَاّهَا
…
554 -
الْوَزير أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن جرج وَزِير ابْن عمار لما ثار بمرسية
من الذَّخِيرَة كَانَ أَبُو جَعْفَر فِي وقته أحد الْأَعْلَام وفرسان الْكَلَام وَحل عِنْد مُلُوك الطوائف بأفقنا من الدول مَحل الشَّمْس من الْحمل فحملها على كَاهِله وَصرف أعنتها بَين أنامله حسن شارة وكرم إِشَارَة وعلو همة وَظُهُور نعْمَة وَله رسائل مطبوعة ومنازع فِي الْأَدَب بديعة وَمن نثره قَوْله يُخَاطب ابْن طَاهِر لما خلع عَن ملك مرسية ثمَّ خلص من يَد ابْن عباد
مَا أعجب الْأَيَّام أعقب الله مِنْهَا السَّلامَة وَالسَّلَام فِيمَا يقْضِي وَكَيف يمْضِي تتعاقب بتلوين وتتراءى بَين تقبيح وتحسين فَهِيَ تعتب وتعتب وتعتذر كَمَا تذنب وتصدع وتشعب كَمَا تَجِد وتلعب وَإِن صنيعها
عندنَا فِيك وَإِن كَانَ ألأم فقد أخمد الدَّهْر مَا أوقد وَعَاد غيث على مَا أفسد وَإِن يكن حمى الله ذراك وحزس علاك كشف إِلَيْك صفحة اعتداء وتخطى إِلَيْك بقدم أَعدَاء فقد تراجع يمشي على استحياء متنصلا مِمَّا اقْتَرَف متأسفاعلى مَا سلف وَعند مثلك للقدر التَّسْلِيم فَأَنت الْخَبِير الْعَلِيم أَنه مَا اخْتلف اللَّيْل وَالنَّهَار إِلَّا بِنَقْض وإمرار وَلَا دَار الْفلك الْمدَار إِلَّا لأمر وَاخْتِيَار كنت فِي الأَرْض من أَسْنَى مطالعها مشرق الْأَنْوَار فَلَا غرو أَن يدركك مَا يدْرك الْقَمَر من الأفول حينا والسرار فقد يخسف الْبَدْر ثمَّ يعاوده الإضاءة والنور وَالْحَمْد لله الَّذِي أخرجك من ظلمائك الغماء خُرُوج السَّيْف من الْجلاء والبدر بعد الانجلاء نقي الأثواب من تِلْكَ الطخياء وَمن نظمه قَوْله
…
سَارُوا فودعهم طرفِي وأودعهم
…
قلبِي فَمَا بَعِدُوْا عَنِّي وَلا قَرِبُوْا
هُمُ الشُّمُوْسُ فَفِي عَيْني إِذا طلعوا
…
فِي القَادِمِيْنَ وَفِي قَلْبِي إِذَا غَرَبُوْا
…
وَقَوله فِي رثاء ابْن عمار
…
قَدْ طَالَمَا عُمِّرَ المَرْءُ ابْنَ عَمَّارِ
…
مُمْتَدَحَاً بِأَمَانِيٍ وَأَخْطَارِ
يُمْلَى لَهُ وَيُمَلِّي كُلَّ مَا وَطَرٍ
…
وَلِلْمَقَادِيْرِ فِيْهِ أَيُّ أَوْطَارِ
اسْتَدْرَجَتْهُ لِمَا قَدْ أَدْرَجَتْهُ بِهِ
…
حَتَّى أَتَى لِمَنَايَاهُ بِمِقْدَارِ
مَكَارِهٌ خَفِيَتْ عَنْهُ مَصَادِرُهَا
…
وَالحَيْنُ مَا بَيْنَ إِيْرَادٍ وَإِصْدَارِ
…