الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النُّدْبَة:
الأمثلة:
أ- وَا عَلِيُّ أو وَا عَلِيَّا أو وَا عَلِيَّاهْ
وا قتيلَ الدارِ أو وا قتيلَ الدارَا أو وَا قتيلَ الدارَاهْ
وا من فَتَحَ مصرَ أوْ وا من فَتَحَ مصرَا أوْ وا من فَتَحَ مصراهْ
ب- وَا حجاجُ أو وا حجاجَا أو وا حجاجاهْ
وا مثير الحروبِ أو وا مثير الحروبَا أو وا مثير الحروباهْ
وا من يُؤْذِي الحيوانَ أوْ وا من يُؤْذِي الحيوانَا أوْ وا من يُؤْذِي الحيواناهْ
البحث:
عرفت فيما سبق لك من الدروس أن المنادى اسم يذكر بعد حرف من حروف النداء لاستدعاء مدلوله، وأن حروف النداء هي: يَا، وأَيا، وهَيَا، وأيْ، والهمزة. وإذا تأملت الأسماء في القسم "أ" رأيت أنها من نوع المنادى تجري عليها أحكامه من إِعراب وبناء؛ ولكن كلاً منها منادى خاص؛ لأنه منادَى محزونٌ له متفجع عليه، فإذا قلت: وا عليُّ، فكأنك تناديه لينظر ما أنت فيه من الوجد والحزن عليه، أو بعبارة أخرى تندبه، فهو "مندوب" ونداؤه يسمى "ندبة".
وإذا تأملت المندوب المتفجع عليه رأيت أنه معرفة لأنه علَمٌ، أو مضاف إلى معرفة، أو اسم موصول مشهور بصلته، فلا يكون نكرةً ولا مبهماً كالضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة التي لم تشتهر بصلتها.
وإذا تأملت أواخر المندوب أدركت أنه قد يكون في إعرابه وبنائه كالمنادى، وأنه يجوز أن تزاد في آخره ألف، وهذه تسمى "ألف الندبة" وأن تزاد بعد الألف هاء عند الوقف تسمى "هاء السكت".
وتستطيع أن تدرك أن أداة الندبة في الأمثلة هي "وا" على أنه يجوز استعمال "يا" إذا دلت القرائن على أنها للندبة.
تأمل أمثلة القسم "ب" تجد أن المندوب فيها ليس متفجعاً عليه بل متوجعاً منه، وتجد أيضاً أن آخره يكون مجردا من ألف الندبة، أو متصلاً بها وحدها، أو مع هاء السكت عند الوقف.
القواعد:
236-
النُّدْبَةُ نِدَاءُ الْمُتَفَجَّعِ عَلَيْهِ أَوِ الْمُتَوَجَّعِ مِنْهُ. وأحْكامُ المَنْدُوبِ كأحْكام المُنَادى، فَهُو يُبنى عَلَى ما يُرفع به إذا كان علما مُفْرَداً، ويُنصب إِذَا كانَ مُضَافاً، ولَهُ أَدَاتانِ هُما "وَا" و"يَا" وَلا تُسْتَعْمَلُ الثَّانِيَةُ إِلَاّ عِنْدَ وُضُوحِ أَنَّها للنُّدْبَةِ.
237-
الْمَنْدُوبُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَماً، أو مضافا إلى مَعْرِفَةٍ، أو اسْماً مَوْصُولاً مَشْهُوراً بِصِلَتِهِ خَالِياً مِنْ ألْ1.
238-
يجُوزُ لكَ في الْمَنْدُوبِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَنْ تُعَامِلَهُ مُعامَلة الْمُنَادَى غَيْرَ الْمَنْدُوبِ، أَوْ أَنْ تَزِيدَ عَلَى آخِرِهِ أَلفاً، أَوْ أَنْ تَزِيدَ بَعْدَ هَذِهِ الأَلِفِ هاء السكت عند الوقف.
1 يرى النحاة أن شرط التعريف في المندوب خاص بالمتفجع عليه، أما المتوجع منه فيجوز أن يكون نكرة.
أسئلة:
1-
الندبة، ما هي؟ وما معنى المتفجَّع عليه؟ وما معنى المتوجَّع منه؟
2-
ما أَدوات النِّداء الخاصة بالندبة؟
3-
ما شروط المندوب؟
4-
ما الأوجه الجائزة في المندوب؟
تمرين 1:
- اندُب الأسماء الآتية، مستوعباً صُور الندبة الثلاث:
محمد، معاوية، فاتح القادسية، مقاتل المرتَدِّين، من بني بغدَاد، أبو عبيدة، من جمع القرآن.
تمرين 2:
1-
اُنْدُب ثلاثة أسماء من الأعلام بصور الندبة الثلاث.
2-
اُنْدُب ثلاثة أسماء من المضاف بصور الندبة الثلاث.
3-
اُنْدُب اسماً موصولاً بصور الندبة الثلاث.
تمرين 3:
أ- نموذج في الإعراب:
1-
وَا صَخْرَاهْ.
وا: حرف نداء ونُدْبة.
صخراه: منادى مندوب مبني على الضم المقدر بسبب الفتح المناسب لألف الندبة، والألف للندبة؛ والهاء للسكت.
2-
يَا قلباه.
يا: حرف نداء وندبة.
قلباه: منادى مندوب، منصوب، وقلب مضاف وياء المتكلم المحذوفة لالتقائها ساكنة مع ألف الندبة مضاف إليه، والألف للندبة، والهاء للسكت.
ب- أعرب ما يأتي:
1-
وا حسين.
2-
وا أَبا بكراه.
3-
وا حرَّ قلباه.
4-
وا كبداه.
تمرين 4:
- اشرح القطع الشعرية الآتية، وأعرب الأبيات التي تشتمل على ندبة فيها:
1-
قال أحمد بن عبد ربه يرثي ابناً له:
وا كبدَا قَدْ تقطَّعَتْ كبدِي
…
وحرقتْها لواعج الكَمِد1
مَا مَات حَيٌّ لِمَيِّتٍ أَسَفاً
…
أَعْذَرُ مِنْ وَالدٍ عَلَى وَلدِ
يا رحمةَ اللهِ جاوِرِي جَدثا
…
دفنت فيهِ حُشَاشَتي بَيدِي2
ونوِّري ظُلمَةَ القُبُورِ علىَ
…
مَنْ لمْ يَصِلْ ظلمُهُ إلى أحد
1 اللواعج: جمع لاعج وهو المحرق المؤلم، والكمد: الحزن الشديد.
2 الجدث: القبر، والحشاشة: بقية الروح في المريض أو الجريح.
مَنْ كانَ خِلْوا مِنْ كلِّ بائِقَةٍ
…
وَطَيِّبَ الرُّوحِ طاهرَ الجَسَدِ1
2-
وقال أيضاً:
إذَا ذكرتُكَ يوماً قلت وا حزنا
…
وما يَرُدُّ عَلَيْكَ القول وا حزنا2
يا سَيِّدِي وَمِزاجَ الروحِ في جَسَدِي
…
هلَّا دَنا المَوْتُ مني حين منك دَنا
يا أطيْبَ الناس رُوحاً ضمَّه بَدنٌ
…
اسْتَوْدِعُ الله ذاك الرُّوح والبَدَنَا
لوْ كنتُ أُعطَى بِهِ الدُّنيا مُعَاوَضَةً
…
مِنْهُ لَمَا كانت الدنيا له ثَمَنَا
3-
وقال عبد الله بن الأهتم يرثي ابناً له:
دعوتك يا بُنَيَّ فلمْ تُجِبْنِي
…
فرُدَّت دَعْوَتي يأْساً عَلَيًّا
بَموْتِك ماتت اللذاتُ مِنِّي
…
وكانَت حيَّةً ما دُمْتَ حَيَّا
فَيا أسَفَا عَلَيْكَ وَطُولَ شَوْقِي
…
إليك لوان ذلك رَدَّ شيَّا
4-
وقال أعرابي يرثي ابناً له:
يا قرةَ العينِ كنْتَ لِي سَكَناً
…
في طُول لَيْلِي -نَعمْ- وَفي قِصَره3
شربتَ كأساً أبُوكَ شاربها
…
لا بد يَوْماً لهُ على كِبَرِه
1 البائقة: الشر.
2 أي: إني ليشتد ألمي حين أذكرك، ولكن البكاء وقولي: وا حزنا لا يفيد ولا يجدي.
3 السكن: ما تسكن إليه وتستريح له.