الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاسْتِغَاثَة:
الأمثلة:
أ- يا لَرجلِ المروءةِ لِلْبائسين!
يا لَلْحُكَّامِ مِن الْغَلاء!
يا لمَحمد ويا لَعلي لِلْيتَامى!
يا لَلْكرام ولِلْمحسنين!
ب- يا لَلحرِّ!
يا لخَصبِ مصْرَ!
يا لَلأَزْهَارِ وَيَا لَلأَثْمَارِ!
يا لَلزِّحَامِ ولِلْجلبة!
البحث:
إذا أصابك ما لا قبل لك بدفعه، أو نزلت بغيرك كارثة، وأردت أن تستنجد بمن يستطيع دفعها وتخفيف ويلاتها، ناديته مستغيثاً به فقلت:"يَا لَرَجل المروءة" ويسمى المنادي "مستغاثاً به" ويسمى الاسم الدال على من أَصابته شدة، أو الدال على الشدة نفسها "مستغاثا من أجله".
والمستغاث به في الحقيقة منادى، فيكون علماً، ومضافاً، وشبيهاً به، ونكرة مقصودة، ولا يكون نكرة غير مقصودة؛ لأنه من غير المفهوم أن تستغيث بمن لا تَقْصد، ويخالف المنادى أيضاً في أنه قد يكون محلىًّ بأل.
وإذا تأملت أمثلة الطائفة الأولى رأَيت لاماً داخلة على المستغاث به وهذه اللام حرف جر؛ وهي ومجرورها متعلقان بيا؛ لأنها هنا بمعنى "ألتجئ".
وإذا رجعت النظر إلى هذه الأمثلة رأيت للاستغاثة مع اللام أساليب ثلاثة، فقد يكون المستغاث به غير معطوف عليه كما في المثال الأول والثاني، وقد يكون معطوفاً عليه مع تكرار "يا" كما في المثال الثالث، وقد
يكون معطوفاً عليه من غير "يا" كما في المثال الرابع، أما المستغاث لأجله فقد يذكر مجروراً باللام كما في المثال الأول، أو بمن كما في المثال الثاني، وقد لا يذكر.
وإذا نظرت إلى لام المستغاث به في الأمثلة، رأيتها مفتوحة دائماً حينما تسبقها "يا" فإن سبقتها واو العطف من غير تكرار "يا" كسرت، كما في المثال الرابع، أما لام المستغاث لأجله فمكسورة دائماً، وهي مجرورها متعلقان "بيا" كما تعلق بها المستغاث به ولامُه.
وإذا تأملت أمثلة الطائفة الثانية لم تجد مُسْتَغاثاً بهِ ولا مستغاثاً لأجله، ولكنك تجد أساليب على صورة الاستغاثة، يقصد بها التعجب من شدة الشيء أو كثرته، ففي المثال الأول تعجبٌ من شدة الحر، وفي المثال الثالث تعجبٌ من كثرة الأزهار والأثمار، ويسمى المنادى في هذه الصورة "متعجباً منهُ" وهو يُشْبه المستغاث بهِ في جميع أحكامه كما ترى في الأمثلة.
وإذا نظرت في الأمثلة جميعها إلى أداة النداء الداخلة على المستغاث به أو المتعجب منه، رأيت أنها "يا" دائماً.
ويجوز أن يأتي المستغاث به والمتعجب منه غير مجرورين باللام بأن يبقيا على حالهما كما لو كانا مناديين، نحو: يا محمدُ، ويا حرُّ، أو أن يختما بألف نحو: يا محمداً ويا حرَّا، وهذه الألف لا تجتمع هي ولام المستغاث به أو المتعجب منه.
القواعد:
239-
الاسْتِغاثَةُ نداءُ مَنْ يُعين عَلَى دَفْع شِدَّة، وأدَاتُهَا "يا" دُونَ بَقِيَّةِ أَحْرُفِ النِّدَاء.
ويُجر الْمُسْتَغَاثُ بِهِ بِلَامٍ مَفْتُوحَةٍ، إِلَاّ إِذَا كانَ مَعْطُوفاً وَهُوَ غَيْرُ مَسْبُوقٍ بِيَا فَتُكْسَرُ.
ويُجر الْمُسْتَغَاثُ لأَجْلِهِ بِلَامٍ مَكْسُورَةٍ أوْ بِمِنْ، وَالْمُتَعَجَّبُ مِنْهُ كالْمُسْتَغَاثِ به في جميع أَحْوَالِهِ1.
240-
يَجُوزُ في المستغاث به والمتعجب مِنْهُ أن يَبْقَيَا على حالهما كما لو كانا مناديين، وأَنْ يُخْتَما بِأَلِفٍ زَائِدَةٍ.
أسئلة:
1-
ما الاستغاثة؟ وما أداة النِّداء الخاصة بها؟
2-
متى تُفتح لام المستغاث به؟ ومتى تُكسر؟
3-
ما حركة لام المستغاث لأجله؟
4-
ما الحروف التي يجرُّ بها المستغاث لأجله؟
5-
ما الفرق في المعنى بين المستغاث به، والمتعجب منه؟
6-
بأي شيء يتعلق الجار والمجرور في المستغاث به، والمتعجب منه، والمستغاث لأجله؟
7-
ما أحوال المستغاث به، والمتعجب منه؟
1 إذا وقفت على المستغاث به، أو المتعجب منه في الحال الأخيرة جاز أن يلحقهما هاء السكت، فتقول: يا محمداه.
نموذج:
في بيان المستغاث به، والمستغاث لأجله، والمتعجَّب منه، وحركةِ اللام الداخلة على كل منها فيما يأتي
يا للمحسنين للفقراء! يا أغنياء للبائسين! يا للعواطف! يا لرجال الإسعاف وللأطباء للمصابين! يا للوعَّاظ ويا للخطباء لفُشُوِّ الرذيلة! يا قوماً من قلة المصانع! يا لجمال الطبيعة!
الاسم نوعه حركة لامه، وسببها
يا للمحسنين مستغاث به الفتح لأنها مسبوقة بيا.
للفقراء مستغاث لأجله الكسر
يا أغنياء مستغاث به
للبائسين مستغاث لأجله الكسر
يا للعواطف متعجب منه الفتح لأنها مسبوقة بيا.
يا لرجال مستغاث به الفتح لأنها مسبوقة بيا.
وللأطباء مستغاث به الكسر لأنها غير مسبوقة بيا.
للمصابين مستغاث لأجله الكسر
يا للوعاظ مستغاث به الفتح لأنها مسبوقة بيا.
ويا للخطباء مستغاث به الفتح لأنها مسبوقة بيا.
لِفُشُوّ مستغاث لأجله الكسر.
يا قوماً مستغاث به
من قلة مستغاث لأجله
يا لجمال متعجب منه الفتح لأنها مسبوقة بيا.
تمرين 1:
- بين المستغاث به، والمتعجب منه، والمستغاث لأجله، وحركةَ اللام في الأمثلة الآتية:
يا لَعِظم ثواب المتصدِّق! يا لعُمال التنظيم لكثرة الأوحال! يا لرجال المال ويا لرجال الأعمال لقلة المشروعات النافعة! يا لحُسْن الشِّعر ويا لسحْر البيان! يا حُفَّاظَ الأمن لكثرة الجرائم! يا لرجال الزراعة من آفات القطن.
تمرين 2:
- استغث بمن يأتي بصور الاستغاثة التي تعرفها، مع ذكر مُسْتغاث من أجله:
الأطباء رجال المطافئ الشرْطيُّ الخفراء
رجال الري حماة القانون الأغنياء الكرماء
تمرين 3:
- تعجب مما يأتي بصور التعجب التي تعرفها:
جمال الجو سرعة الطيارة شدة البرد البحر المكر الخديعة
تمرين 4:
- ضع مستغاثاً في المكان الخالي:
1-
.......... من السرقات.
2-
.......... من كثرة الغبار.
3-
.......... من دودة القطن.
4-
......... من سوء حال العمال.
5-
......... للفقراء.
6-
........... للمنكوبين بالحريق.
7-
........... من تحكُّم التجار.
8-
........ قلة المصانع.
9-
......... للمتعطلين.
10-
........ للعَجَزَة.
11-
........ للأمّيين.
12-
......... لمن دَهَمَهم السيل.
تمرين 5:
- هات ثلاثة أمثلة للاستغاثة، مع ذكر المستغاث لأجله، وثلاثة أمثلة مختلفة للمتعجب منه.
تمرين 6:
أ- نموذج في الإعراب:
يا لأهل الخير للبائسات!
يا: حرف نداء واستغاثة.
لأهل: اللام حرف جر واستغاثة، وأهل مجرور باللام، والجار والمجرور متعلقان بيا المُضَمَّنة معنى ألتجئ.
الخير: مضاف إليه مجرور.
للبائسات: جار ومجرور متعلقان بيا.
ب- أعرب الجمل الآتية:
1-
يا لَلْقاضي من شاهد الزور!
2-
يا للعلماء ويا للأدباء!
3-
يا للعادلين ولِلْمنصفين من الجَوْر!
تمرين 7:
أ- اشرح معنى البيتين الآتيين، وأعرب الأول منهما:
يا لَقومي إنَّ مِصراً ترْتجي
…
من بَنيهَا عملاً يَرْفعُها
فانهَضوا للمَجدِ واسمُوا للعُلَا
…
إِنما موضِعُكم مَوْضعُها
ب- قال عُبيد الله الْجُعْفِيُّ يرثي الحسين بن علي رضي الله عنه:
فيا لكِ حَسرةً ما دمتُ حيا
…
تردَّدُ بينَ حلقي والتراقي1
حُسينا حين يَطلبُ بَذل نَصري
…
على أهل العداوة والشِّقاق2
ولو أنِّي أواسيه بنفسي
…
لَنِلْتُ كرامةً يوم التَّلاقي
معَ ابن الْمصطفى نفسي فِدَاهُ
…
فَيا لله منْ أَلمِ الفراق
- اشرح الأبيات السابقة، وأعرب كل بيت فيه استغاثة.
1 التراقي: جمع ترقوة، وهي عظم في أعلى الصدر.
2 حسينا: مفعول بفعل محذوف، والتقدير "اذكر" حسينا.