الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبدمشق من: أَبِي القاسم بن صَصْرَى.
وبمصر من جماعة.
وحدّث بمصر.
-
حرف العين
-
148-
عامر بن حسّان بن عامر بن فتيان بن حمّود.
المحدّث أَبُو السّرايا القَيْسي الأجدابيّ، الإسكندرانيّ المالكيّ، الصّوّاف المعروف بابن الوتّار.
ولِد فِي حدود التّسعين وخمسمائة.
وسمع من: عَبْد المجيب بن عَبْد الله بن زُهير، والمطهّر بن أَبِي بَكْر البَيْهَقِي، وعليّ بن المفضّل الحافظ، فَمَنْ بعدهم.
وكتب الكثير وعُنِي بالحديث. وكان مفيد الإسكندريّة فِي وقته. وكان ثقة، صالحا فاضلا.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وجماعة.
ومات في ذي القعدة كهلا. ودُفن بين المُنْياوَيْن.
149-
عَبْد الله بن أَبِي المجد [1] الْحُسَيْن [2] بن أَبِي السّعادات الحَسَن بن عليّ بن عَبْد الباقي بن محاسن.
الشَّيْخ عماد الدّين، أَبُو بَكْر الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ الأصمّ، المعروف بابن النّحّاس.
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي المجد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 794، وذيل مرآة الزمان 1/ 24، وذيل الروضتين 189، وصلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني 2/ ورقة 20، 21، والعبر 5/ 217، 218، وفيه:«أبو بكر بن عبد الله» وهو سهو، والإعلام بوفيات الأعلام 273، والإشارة إلى وفيات الأعيان 351، وسير أعلام النبلاء 23/ 308، 309 رقم 216، والوافي بالوفيات 17/ 132 رقم 118، وعيون التواريخ 20/ 100، والبداية والنهاية 13/ 193، والعسجد المسبوك 622، والنجوم الزاهرة 7/ 35، 40، وشذرات الذهب 5/ 265، وعقد الجمان (1)131.
[2]
ورد في المصادر: «الحسين» ، و «الحسن» .
ولد في المحرّم سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بمصر، ونشأ بدمشق فسمع بها من القاضي أَبِي سعد بن أَبِي عَصْرُون، وهو آخر من حدّث عَنْهُ.
ومن: ابن صَدَقة الحرّانيّ، والفضل بن الْحُسَيْن البانياسيّ، ويحيى بن محمود الثّقفيّ، وإسماعيل الْجَنْزَوي، وأحمد بن حمزة ابن الموازينيّ، وعبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن عبدان، وستّ الكَتَبَة.
وسمع بأصبهان من: أَحْمَد بن أَبِي نصر بن الصّبّاغ، وعليّ بن منصور الثّقفيّ، ومحمد بن مكّيّ الحنبليّ.
وبنَيْسابور من: المؤيّد الطّوسيّ، ومنصور الفراويّ، وغيرهما.
وبحلب من: الإفتخار الهاشميّ.
روى عَنْهُ: الزّكيّ البرزاليّ مع تقدّمه، وأبو مُحَمَّد الدّمياطيّ، والشّمس بن الزّرّاد، والكمال مُحَمَّد بن النّحّاس الكاتب، والجمال عليّ بن الشّاطبيّ، والبدر مُحَمَّد بن التّوزيّ.
وكان ثقة، صالحا، فاضلا، جليلَ القدْر.
حدث له صَمَمٌ فكان يحدّث من لفُظه. وخرّج له أَبُو حامد الصّابونيّ جزءا. ومات فِي الثّاني والعشرين من صَفَر. وكان فاضلا عالما صالحا، له ملْك يكفيه [1] .
150-
عَبْد الله بن محمد بن شاهاور [2] بن أنوشروان بن أَبِي النّجيب.
الأسَدي، الرّازيّ، نجم الدّين، أَبُو بَكْر، شيخ الطّريقة والحقيقة.
كان كبير الشّأن، من أصحاب الأحوال والمقامات. أكثر التّرحال إلى الحجاز، ومصر، والشّام، والعراق، والرّوم، وأذربيجان، وأرّان، وخراسان، وخوارزم.
[1] من شعره:
أحبّة قلبي إنّ عندي رسالة
…
أحبّ وأهوى أن تؤدّى إليكم
متى ينقضي هذا القطوع وينتهي
…
وأحظى شفاها بالسلام عليكم
[2]
انظر عن (ابن شاهاور) في: العبر 5/ 218، ومرآة الجنان 4/ 136، والوافي بالوفيات 17/ 579 رقم 485، وشذرات الذهب 5/ 265.
ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وأوّل رحلته سنة تسع وتسعين.
وسمع: عَبْد المُعِزّ الهَرَوي، ومنصور بن الفُرَاوي، وأَبَا الجنّاب أَحْمَد بن عُمَر الخبوقيّ، والمؤيّد الطّوسيّ، ومسمار بن العُوَيْس، وأَبَا رشيد مُحَمَّد بن أَبِي بَكْر الغزّال، وأَبَا بَكْر عَبْد الله بن إِبْرَاهِيم بن عَبْد الملك الشّحاديّ، وجماعة سواهم.
روى عَنْهُ: دَاوُد بن شهملك اللّيريّ، ومحيي الدّين مُحَمَّد شاه الغزّاليّ، وشمس الدّين مُحَمَّد بن حَسَن السّاوجيّ، وكهف الدّين إِسْمَاعِيل بن عثمان القصْري، وإمام الدّين عَبْد الله بن دَاوُد بن مُعَمَّر بن الفاخر، والحافظ شَرَف الدين الدمياطي، والشيخ محمد بن محمد الكنجي، وقُطْب الدّين ابن القسطلانيّ.
وتُوُفي ببغداد فِي سادس شوّال سنة أربع وخمسين وستمائة، ودُفِن بالشّونيزيّة.
أنبأني بأكثر هذا الفَرَضي، وأمّا الدّمياطيّ فقال: توفّي في أوّل عام ستّة وخمسين، فيُحرر هذا.
151-
عَبْد الباقي بن حَسَن [1] بْن عَبْد الباقي بْن أَبِي القاسم.
أَبُو ذَر الصّقليّ، ثمّ الْمَصْرِيّ، المعروف بابن الباجيّ.
سمع من: العماد الكاتب، وغيره.
وحضر إِسْمَاعِيل بنَ ياسين، وحدّث.
وكان أَبُوهُ من الطّلبة المشهورين.
152-
عَبْد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن إِسْمَاعِيل بن نبهان.
الفقيه، أَبُو البركات، الحمويّ، الشّافعيّ المعروف بابن المقنشع.
وُلِد سنة أربع وسبعين وخمسمائة. ورحل إلى بغداد، وتفقّه بها.
وسمع من: أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهّاب بن سُكَيْنَة، ويحيى بن الرّبيع الفقيه.
وسمع بالمَوْصِل من: أَحْمَد بن عبد الله بن الطّوسيّ.
[1] انظر عن (عبد الباقي بن حسن) في: الوافي بالوفيات 18/ 16 رقم 15.
وأجاز له أَبُو طاهر السلَفيّ.
وحدّث بدمشق ومصر، وهو أخو القاضي أَبِي القاسم قاضي حماة.
تُوُفي بحمص فِي جمَادَى الأولى.
153-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [1] بن عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن حَفْاظ.
الشَّيْخ زكيّ الدّين، أَبُو مُحَمَّد السلَمي، الدّمشقيّ، المعروف بابن الفُوَيْرة [2] .
وُلِد سنة إحدى وتسعين وخمسمائة تقريبا.
وحدّث عن: أَبِي اليُمْن الكِنْدي.
وكان من المعدّلين بدمشق.
تُوُفي فجأة ليلة منتصف ربيع الآخر. وكان ابنه بدرُ الدّين من أعيان الحَنَفِية.
154-
عَبْد الرَّحْمَن بن نوح [3] بن مُحَمَّد.
الإِمَام شمس الدّين التّركمانيّ، المقدسيّ الشّافعيّ، المفتي، صاحب الشَّيْخ تقي الدّين ابن صلاح.
كان فقيها مجوّدا، بصيرا بالمذهب، مدرّسا. ولي تدريس الرّواحيّة.
وتفقّه عليه جماعة.
وسمع من: الحسين ابن الزّبيديّ، والمتأخّرين.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: ذيل مرآة الزمان 1/ 18، والبداية والنهاية 13/ 195، وعيون التواريخ 20/ 98، والوافي بالوفيات 18/ 240 رقم 292.
[2]
في البداية والنهاية: «أبو الغورية» ، وفي نسخة منه:«ابن القويرة» . انظر المتن والحاشية.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن نوح) في: ذيل الروضتين 189، وذيل مرآة الزمان 1/ 19، والإشارة إلى وفيات الأعيان 352، والعبر 5/ 218، وسير أعلام النبلاء 23/ 309، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 71، والبداية والنهاية 13/ 195، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 439، 440 رقم 411، وشذرات الذهب 5/ 265، والتهذيب للنووي 1/ 18، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 504، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 175 أ، ب، وعقد الجمان (1) 131، 132، والوافي بالوفيات 18/ 292، 293 رقم 344.
وروى شيئا يسيرا. وهو والد ناصر الدّين ابن المقدسيّ الَّذِي شنقوه فِي الدّولة المنصوريّة، ووالد شيخنا بهاء الدّين.
تُوُفي فِي ربيع الآخر عن نحو سبعين سنة. ونزل فِي آخر وقت عن نظر الرّواحيّة وتدريسها لابنه، ولم يكن بأهلٍ.
155-
عَبْد الرَّحْيمَ بن أَحْمَد بن الْحُسَيْن [1] بن كتائب.
أَبُو المعالي ابن القنّاريّ [2] ، الْقُرَشِيّ البَعْلَبَكيّ، العدل.
وُلِد بدمشق سنة تسعين وخمسمائة.
وسمع من: الخشوعيّ، وحنبل، وابن طبرزد. وحدّث.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والفخر إِسْمَاعِيل بن عساكر، والبدر مُحَمَّد بن التّوزيّ، والعماد بن البالِسيّ، وجماعة.
وكان من عُدُول بَعْلَبَكَّ. وكان أَبُوهُ من عُدُول دمشق.
والقنّاري بالفتح.
تُوُفي فِي سادس رمضان.
156-
عَبْد الصّمد بن عَبْد القادر بن أَبِي الْحَسَن.
أَبُو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، الْمَصْرِيّ، الدّقّاق.
وُلِد سنة أربعٍ وسبعين بمصر.
وسمع بدمشق من: الخُشُوعيّ. وحدّث.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
157-
عبدُ العزيز بن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد.
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد بن الحسين) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 279، وذيل مرآة الزمان ج 1/ 18 وفيه: «عبد الرحمن
…
بن كاتب» ، والمشتبه في الرجال 2/ 415 و 431 و 534، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 195 رقم 524 وفيه عن المصادر «الحسن» بدل «الحسين» وتوضيح المشتبه 7/ 166 و 247، وتبصير المنتبه 3/ 1115.
[2]
القنّاريّ: بالقاف والنون المشدّدة المفتوحة.
[3]
انظر عن (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في: ذيل مرآة الزمان 1/ 19- 21، وعيون التواريخ
أَبُو بَكْر بن قِرْناص الحمويّ.
تُوُفي بحماة فِي ذي القعدة [1] .
وقد حدّث بشيء منَ شِعْره. وهو من بيتٍ مشهور [2] .
158-
عَبْد العزيز بن عَبْد الغفّار [3] بن أَبِي التّمام.
هبة الله أَبُو مُحَمَّد بن الحُبُوبيّ [4] الدّمشقيّ.
حدّث عن: عَبْد العزيز بْن الأخضر.
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة، ولم يرو عَنْهُم الدّمياطيّ.
159-
عَبْد العظيم بن عَبْد الواحد [5] بن ظافر بن عبد الله بن محمد.
[ () ] 20/ 98- 100، وشذرات الذهب 5/ 265، وطبقات الشافعية للمطري، ورقة 207 ب، والسلوك ج 1 ق 2، 401 والوافي بالوفيات 18/ 519 رقم 519.
[1]
مولده سنة 588 هـ.
[2]
وقال ابن شاكر الكتبي: وكان من الأعيان العلماء الفضلاء النبلاء الرؤساء المشهورين، وبيته مشهور بالفضل والتقدّم. وكان فاضلا في الفقه والأدب، مجيدا في النظم والنثر، تزهّد في صباه، وامتنع من قول الشعر إلّا ما يتعلّق بالزهد ومدح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وكان قد صنّف ديوان رسائل مبتكرة بديعة فأعرض عنها وأمر بإعدامها. ومن شعره:
يا من غدا وجهه روض العيون لمّا
…
أعاره الحسن من أنواع أزهار
نعمت طرفي وأودعت الحشا حرقا
…
فالطرف في جنّة والقلب في نار
وله أبيات حسنة في أوقات طلوع منازل القمر ينتفع بها جدّا، أولها:
إذا ما ثلاث بعد عشرين وفّيت
…
لنيسان فالنطح أرتقبه مع الفجر
وسادس أيّار البطين ويجتلي
…
جبين الثريّا تسع عشر من الشهر
[3]
في ذيل الروضتين 194، والبداية والنهاية 13/ 195 «العزّ عبد العزيز بن أبي طالب بن عبد الغفار التغلبي) » . (الثعلبي) » .
[4]
في ذيل الروضتين: يعرف بابن الحنوي. وجدّه لأمّه هو القاضي جمال الدين أبو القاسم الحرستانيّ الأنصاري، وفي البداية والنهاية كنيته: أبو الحسين.
[5]
انظر عن (عبد العظيم بن عبد الواحد) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 13 رقم 7 وعقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار 4/ 199، وذيل مرآة الزمان 1/ 21- 23، والمغرب في حلى المغرب 318- 321، ومسالك الأبصار 6/ ورقة 230، وفوات الوفيات 2/ 363، 366، وعيون التواريخ 20/ 95- 98، والنجوم الزاهرة 7/ 37، والمنهل الصافي 7/ 307- 309 رقم 1450، وحسن المحاضرة 2/ 567، ومعاهد التنصيص 4/ 180، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 293، وشذرات الذهب 5/ 265، وهو في الأصل:«ابن أبي الأصبغ» بالغين المعجمة، والسلوك ج 1/ 401، والدليل الشافي 1/ 419 رقم 1444،
الأديب أَبُو مُحَمَّد بن أَبِي الإصْبَع [1] العدْواني الْمَصْرِيّ.
الشّاعر المشهور، الإِمَام فِي الأدب. له تصانيف حسَنَة فِي الأدب، وشِعر رائق. وعاش نيّفا وستّين سنة.
وتُوُفي بمصر فِي الثّالث والعشرين من شوّال.
ومن شِعره ورواه عَنْهُ الدّمياطيّ:
تصدقْ بوصلٍ إنّ دمعيَ سائلُ
…
وزَودْ فؤادي نظرة فَهُوَ راحِلُ
أيا ثمرا من شمس وجنته [2] لنا
…
وخط [3] عِذَارَيْه الضحَى والأصائلُ
تنقلت من طرف إلى القلب فِي النوى [4]
…
وهانتك [5] للبدر التمام منازل
[ () ] وكشف الظنون 230، 233، 391، 727، وإيضاح المكنون 1/ 231 و 2/ 391، ومعجم المؤلفين 5/ 265، والوافي بالوفيات 19/ 7- 13 رقم 1.
[1]
في المغرب 318 «من ولد ذي الإصبع» ، ومولده سنة 588 بالقاهرة. وهو أديب الديار المصرية، لم ألق فيها مثله معرفة بالتأريخ والنظم، والنثر والكلام على البديع وغير ذلك مما يتعلّق بفنون الأدب. وله تصنيف في البديع في نهاية من الحسن. طرّزه باسم الصاحب كمال الدين. وله كتاب صنعه لوزير الجزيرة الصاحب محيي الدين بن سعيد بن ندي جمع فيه أمثال القرآن العزيز، وكتب الحديث المشهورة: مسلم والبخاري والنسائي والترمذي والسنن والموطّأ وغير ذلك من عيون الأمثال نظما ونثرا.
وكان فخر الترك أيدمر عتيق وزير الجزيرة قد شرع في تصنيف كتاب في فضلاء هذا العصر، الذين شهروا بمصر، فابتدأ بذكر ابن أبي الإصبع، وقال في وصفه: هو أشهر من أن ينبّه عليه، وأجلّ من أن يعرّف بالإشارة إليه. لا يجاذب رداء فضله، ولا تدور العين في أصحابه على مثله. كبير شعراء عصره غير مدافع، وحامل لوائهم غير منازع. مبرّز في حلبة العلوم الأدبية، حائز قصبات السبق في الأدوات الشعرية، وآداب الصناعات البديعية. وشعره أسير في الآفاق من مثل، وأوضح من نار رفعت للساري في ذروة جبل. سارت به الركبان، وتهادته البلدان.
وله بالملوك صحبة وصلت أسبابهم بسببه، واختصاص بالملك الأشرف اختصاص ندماني جذيمة به، وليست لي به معرفة توقفني على حقائق شئونه، وتسلك سبيل الاطلاع على دقائق فنونه. ولم أزل- منذ عزمت على ذكره، وأردت في هذا الكتاب إثبات شعره- متردّدا بين أن اكتفي بشهرة فضله، وبين أن أقول فيه ما يقال في مثله، حتى عشوت إلى ضوء أدبه، فاستدللت عليه به» .
[2]
ذيل مرآة الزمان: «أيا قمرا من حسن صورته لنا» .
[3]
في بدائع الزهور: «وظلّ» ومثله في عيون التواريخ.
[4]
في عيون التواريخ، وذيل المرآة:«تنقلت من طرف القلب مع النوى» .
[5]
في الذيل، والعيون:«وهاتيك» .
إذا ذكرت عيناك للصّبّ درسها [1]
…
من السّحر قامت بالدلال دلائلُ [2]
جعلتُك بالتمييزُ نُصْبًا لناظري
…
فلم لا [3] رفعتَ الهجرَ والهجرُ فاعِلُ
غدا القَد غصنا [4] منك يَعْطفهُ الصّبا
…
فلا غَرْوَ إن هاجتْ عليه البلابلُ [5]
160-
عليّ بن مُحَمَّد بن عُلَوِية.
الزّاهد القُدوة، نزيل المحمّدية من أعمال الصلْح بواسط. له كرامات.
161-
عليّ بن يوسف [6] بن أَبِي الْحَسَن بن أَبِي المعالي.
أَبُو الْحَسَن الصّوريّ، الدّمشقيّ.
وُلِد سنة سَبْعٍ وسبعين وخمسمائة. ورحل للتّجارة فسمع بنَيْسابور من:
المؤيّد بن مُحَمَّد الطّوسيّ، وزينب الشّعريّة، والقاسم بن الصّفّار.
وحدّث بمصر ودمشق. وكان شيخا حَسَنًا، له صَدَقة ومعروف.
روى عَنْهُ: القاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، والفخر ابن عساكر، وحمزة بن عَبْد الله المقدسيّ، والشرَف عَبْد الله بن الشَّيْخ، وعليّ بن إِبْرَاهِيم المَعَري، وآخرون.
وتُوُفي فِي الثّامن والعشرين من المحرّم.
[1] في ذيل المرآة: «درونها» .
[2]
في الذيل، والعيون:«قامت بالدليل الدلائل» .
[3]
في المغرب، وعيون التواريخ، وبدائع الزهور:«فهلّا» .
[4]
في المغرب: «منه» .
[5]
في الأصل: «بلابل» .
والأبيات مع غيرها في: ذيل مرآة الزمان 1/ 23، وعيون التواريخ 20/ 96، 97، والمغرب في حلى المغرب. والبيتان الأول والخامس في: فوات الوفيات، وبدائع الزهور، والمنهل الصافي، والوافي بالوفيات.
وله شعر غيره في المصادر.
[6]
انظر عن (علي بن يوسف) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 248، 249، والمختار من تاريخ ابن الجزري 273، والإعلام بوفيات الأعلام 273، والعبر 5/ 218، وسير أعلام النبلاء 23/ 309 دون ترجمة، وذيل التقييد لقاضي مكة 2/ 31، 32 رقم 1108، والدرر الكامنة لابن حجر 2/ 361 و 374، وشذرات الذهب (في وفيات 654 هـ.) ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 88 رقم 717.
162-
عمر.
سراج الدّين النّهرفضليّ، قاضي القضاة بالعراق.
ذكره ابن أنجب.
163-
عُمَر بن مُحَمَّد بن أَبِي القاسم الْحُسَيْن بن أَبِي يَعْلَى حمزة بن الْحُسَيْن.
أَبُو حفص القُضاعي، البهْرانيّ، الحَمَويّ، الشّافعيّ.
سمع من جَدّه لأمّه العدل أَبِي مُحَمَّد عَبْد الوهّاب بن عليّ الْقُرَشِيّ وهو ابن صفيّة.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ.
وتُوُفي بحماة فِي ثاني شوّال، وقد قارب الثّمانين.
164-
عيسى بن أَحْمَد [1] بن إلياس بن أَحْمَد.
اليُونينيّ [2] الزّاهد، صاحب الشَّيْخ عَبْد الله اليُونينيّ.
كان زاهدا، عابدا، صوّاما، قوّاما، قانتا للَّه، حنيفا متواضعا لطيفا، كبير القدر، منقطع القرين. صحِب الشيخَ مدّة طويلة. وكان من أجلّ أصحابه. لم يشتغل بشيء سائر عمره إلّا بالعبادة ومطالعة كتب الرّقائق، ولم يتزوّج قطّ، لكنّه عقد عقدا على عجوزٍ كانت تخدمه. وكان يعامل الأكابر إذا زاروه بما يعامل به آحاد النّاس. وقد زاره البادرائيّ رسولُ الخليفة فوصل إلى يُونين وأتى الزّاوية، فلمّا صلّى الشَّيْخ المغرب قام ليدخل إلى خلوته فعارضه بعضُ أصحابه وقال: يا سيّدي هذا الرجل مجتاز وقد قصد زيارتك. فجاء البادرائيّ وسلّم عليه وسأله الدّعاء، وأخذ فِي محادثته، فقال الشَّيْخ: رحِم الله من زار وخفّف. وتركه ودخل.
[1] انظر عن (عيسى بن أحمد) في: ذيل مرآة الزمان 1/ 24- 33، والعبر 5/ 218، 219، ومرآة الجنان 4/ 136، والسلوك ج 1 ق 2/ 401، والعسجد المسبوك 2/ 622، وشذرات الذهب 5/ 266، وتاريخ بعلبكّ 2/ 404، 405، وهو في سير أعلام النبلاء 23/ 309 دون ترجمة، وعيون التواريخ 20/ 100، 101.
[2]
وقع في السلوك: «البونيني» بالباء الموحّدة، وهو تصحيف، وفي مرآة الجنان 4/ 136 «الجويني» ، وهو غلط.
وكان يستحضر كثيرا من مطالعته لكُتُب الرّقائق، وكان يكتب أوراقا بشفاعات فيسارع أولو الأمر إلى امتثالها. وكان مع لُطْف أخلاقه ذا هَيْبةٍ شديدة. وقد سرد الصّوم أكثر من أربعين سنة. وكان لا يمشي إلى أحدٍ أبدا.
وكان يقال له: سلّاب الأحوال، لأنّه ما ورد عليه أحدٌ من أرباب القلوب فسلك غير الأدب إلّا سلبه حاله.
قال الشَّيْخ قُطْبُ الدّين مُوسَى بن الفقيه فِي «تاريخه» : له كرامات ظاهرة، ولقد سلب جماعة من الفقراء أحوالهم. وكان والدي- رحمه الله إذا خرج إلى يونين طلع إلى زاويته من بكرةٍ، ويدخلان إلى الخلوة، فلا يزالان كذلك إلى الظهْر. وكان بينهما وِدادٌ عظيم واتّحاد ومحاببة في الله.
وفي هذه السّنة كان والدي يأمرني فِي كلّ وقت بقصد زيارته، فكنت بعد كل أيّام أتردّد إليه.
قال: وأخبر الشَّيْخ عيسى قبل موته بمدةٍ أنّ مُلْكَ بني أيّوب يزول ويملك بعدهم الترْك ويفتحون السّاحل بأسره.
قال: وحكى بعضهم أنّه توجّه إلى طرابلُس فوجد أسيرا فعرفه فقال له:
لا تتخلّى عنّي واشترِني وأنا أعطيك ثمني حال وصولي إلى قريتي قرية رُعْبان.
قال: فاشتريتُه بستّين دينارا وجئت معه، فلم أجد له ولا لأولاده تلك اللّيلة عَشاء، فندمت، فقال لي أهل القرية: نَحْنُ أيّام البَيْدر نجمع لك ثمنه، فضاق صدري. فاتّفق أنّي جئت إلى يُونِين فرأيت الشَّيْخ عيسى ولم أكن رَأَيْته قبل ذلك، فحين رآني قال: أنت الَّذِي اشتريت الحاجّ سهل؟ قلت: نعم.
فأعطاني شيئا، فإذا ورقة ثقيلة.
ففتحتها فإذا فيها السّتّين دينارا الّتي وزنتُها بعينها، فتحيّرت وأخذتُها وانصرفت.
قال قُطْبُ الدّين: وشكوا إليه التّفّاح وأمر الدّودة، وسألوه كتابة حِرْزٍ، فأعطاهم ورقة فشمّعوها وعلّقوها على شجرةٍ، فزالت الدّودة عن الوادي بأسره، وأخصبت أشجار التّفّاح بعد يبسها وحملت. وبقوا على ذلك سنين فِي حياة الشَّيْخ وبعد موته. ثمّ خشوا من ضياع الحِرْز ففتحوه لينسخوه، فوجدوه
قطعة من كتابٍ ورد على الشَّيْخ من حماة، فندِموا على فتحه، ثمّ شمّعوه وعلّقوه فما نفع، وركبت الدودةُ الأشجار.
قال: وأراد بعض النّاس بناء حمّام بُيونين وحصل الاهتمام بذلك، فقال الشَّيْخ: هذا لا تفعلوه. فما وسِعَهم خلافُه، فلمّا خرجوا قال بعضهم: كيف نعمل بالآلات؟ فقال رفيقه: نصبر حتّى يموت الشَّيْخ. فطلبهما إليه وقال: قلتم كذا وكذا، وهذا ما يصير وما تعمّر فِي هذه القرية حمّام.
وقد أراد نائبا الشّام التجِيبي وعزّ الدّين أيْدُمُر بناء حمّام بيُونين فلم يقدّر لهما.
وقال خطيب زَمْلَكا فِي ترجمة الشَّيْخ عيسى: سمعت شيخنا شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن بن أَبِي عُمَر يقول: كان الشَّيْخ عيسى صاحب مطالعة فِي الكُتُب.
قال: وحدّثني عَبْد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل قال: كان الشَّيْخ عيسى يكون نظره على خبز يابس، وما عاب طعاما، وما لبس طول عُمره سوى ثوبٍ وعباءةٍ وقَلَنسُوةٍ ما زاد عليها.
وورد إلى زيارته البادرائيّ فخرج إليه وصافحه، ودخل وأغلق الباب، فنادى فلم يردّ عليه، وقال: ما رَأَيْت شيخا مثل هذا، أو قال: هذا هُوَ الشَّيْخ.
وأخبرني الشَّيْخ إسرائيل بن إِبْرَاهِيم قال: كنت أخدم الشّيخ عَبْد الله بن عَبْد العزيز فِي يُونين، وكان المشايخ والفقراء يزورونه من كلّ مكان، والشّيخ عيسى ما يجيء إليه أحد، فخطر ببالي هذا، فبينا أَنَا عند الشَّيْخ عَبْد الله وما عندنا أحد وقد خطر لي هذا إذا أخذ بأذُني وقال: يا إسرائيل تأدّب، الشَّيْخ عيسى قد حصل له الحقّ أيش يعمل بي أَنَا.
قال: فبادرت وطلعتُ إلى الشَّيْخ عيسى، فلمّا رآني دقّ بإصبعه على أنفي، وكان إذا مزح مع أحدٍ دقّ بإصبعه على أنفه، أو ما هذا معناه.
وأخبرني مُحَمَّد بن الشَّيْخ عثمان بدَيْر ناعس قال: خرجت صُحبةَ والدي إلى زيارة الفقيه إلى بَعْلَبَكَّ، وكان يومئذٍ بيُونين، فأتيناها وسلّمنا عليه، وجلس والدي، فقال له الشَّيْخ الفقيه: ما تزور الشَّيْخ عيسى وعليّ الضّمان. فقام والدي وأنا معه، فلمّا رآه الشَّيْخ عيسى وقف ووقف والدي من بعد الظّهر إلى
قريب العصر، ثمّ خطا الشَّيْخ عيسى وجاء إلى والدي فتعانقا وجلسا.
فلمّا رجع والدي إلى عند الشَّيْخ الفقيه قال له: ما أوفيتَ الضّمان.
قال: فسأل الفقراء والدي عن هذا فقال: كان لي ثلاثةٌ وعشرون سنة حَردانٌ على الشَّيْخ عيسى لكَوْنه إذا جاء إليه صاحب حالٍ يسلبه حاله، فلمّا رَأَيْته وقف طويلا ورجع عمّا كان فِيهِ.
قال: وأخبرني الفقيه عَبْد الوليّ بن عَبْد الرَّحْمَن الخطيب قال: لمّا دخل الخُوارزمية جاء والٍ لهم إلى يونين، وطلب من الفلّاحين شيئا ما لهم به قوّة، فشكا الفلّاحون [1] الشَّيْخ عيسى. فاتّفق أنّ الوالي طلع إلى عند الشَّيْخ فقال له:
أرفِقْ فهؤلاء فُقراء. فقال: ما إلى هذا سبيل.
قال: وبقي الشَّيْخ يردّد عليه ويقول ما إلى هذا سبيل، فنظر إليه وأطال النّظر، وإذا به قد خبط الأرض وأزْبَدَ ساعة، فلمّا أفاق انكبّ على رِجل الشَّيْخ واعتذر ونزل، فقال للخُوارزمية: من أراد أن يموت يطلع إلى القرية. أو ما هذا معناه.
قال: وأخبرني الشَّيْخ إسرائيل بن إِبْرَاهِيم: ثنا الشَّيْخ عيسى اليُونيني قال:
طلعتُ صُحْبة عمّي الشَّيْخ عَبْد الخالق اليُونيني- قلت: وقد تُوُفي عَبْد الخالق سنة سبع عشرة وستمائة- إلى جبل لُبنان، وكان ثمّ بِرْكة كبيرة، فجلسنا عندها وبقربها حَشيش له قرميّة حُلْوة، فقال لي عمّي: اجلس هاهنا، وإذا جعت كل من هذه الحشيش.
قال: فإذا بأسدٍ كبير قد استقبله، فخفتُ عليه وبقيتُ أقول: يا عمّي يا عمّي، وكان هُناك قَرمية شجرةٍ فصعِد عليها عمّي وركب الأسد ثمّ سار به حتّى غاب عنّي، فبقيتُ هناك يومين فلمّا كان اليوم الثّالث إذا بعمّي قد أقبل راكبا الأسد [2] ، فنزل على تلك القرميّة ومضى الأسد.
وقال الشَّيْخ قُطْبُ الدّين مُوسَى: مرض الشَّيْخ عيسى فِي أواخر شوّال، وبقي أيّاما وأهل بَعْلَبَكَّ يتردّدون إلى زيارته ويغتنمون بَرَكته، ولمّا وصل خبر
[1] في الأصل: «قشكا الفلّاحين» وهو غلط.
[2]
في الأصل: «راكب» .