المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الياء - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٨

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثامن والأربعون (سنة 651- 660) ]

- ‌[الطبقة السادسة والستون]

- ‌حوادث سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌[سلطان مصر]

- ‌[سلطان الشام]

- ‌[رجوع الأسرى من وقعة الصالحية]

- ‌[قدوم ابنة السُّلطان علاء الدين على زوجها السُّلطان الناصر]

- ‌[الصلح بين المصريين والسُّلطان]

- ‌[قطْع خُبز الأمير حسام الدين بمصر]

- ‌[تعاظم الفَارس أقطاي بمصر]

- ‌[الغلاء بمكة]

- ‌[مسير هولاكو إلى ما وراء النهر]

- ‌[منازلة عسكر الناصر عكا]

- ‌[أخذ صيدا بالسيف]

- ‌[تخريب قلعة الجيزة]

- ‌[منع الوعّاظ من الوعظ بالقاهرة]

- ‌[نزوح خلق من بغداد إلى الشام]

- ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌[إقطاع آيدغدي]

- ‌[ظهور نار فِي أرض عَدَن]

- ‌[ظهور الخارجي المستنصر باللَّه بالمغرب]

- ‌[عرس ابنة الملك علاء الدين]

- ‌[قَتْل أقْطاي وركوب المُعِزّ دَسْت السلطنة]

- ‌[قدوم البحرية على صاحب الشام]

- ‌[طغيان أقطاي]

- ‌[رواية أيبك الفارسيّ فِي «تاريخ ابن الجزري» ]

- ‌[رواية ابن الجزري عن المدينة الخضراء]

- ‌[محاربة صاحب الموصل العدويّة]

- ‌[وثوب غانم بن راجح على أَبِيهِ بمكة]

- ‌سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌[نزول عسكر الناصر والمعزّ كلّ فِي ناحية]

- ‌[إقطاع الناصر البحرية]

- ‌[حرب العزيزية والمُعِزّ والصلح بين الملكين]

- ‌[ذكر أسماء أعيان البحرية]

- ‌[السّيل بدمشق]

- ‌[ولادة مولود للسلطان الناصر]

- ‌[الفتنة بمِنَى]

- ‌سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌[الحكام فِي البلاد]

- ‌[ظهور النّار بالمدينة [2]]

- ‌[غرق بغداد]

- ‌[فتنة الكرْخ]

- ‌[خلاف وزير المستعصم والدويدار الصغير]

- ‌حريق المسجد [1]

- ‌[ملْك هولاكو حصون الإسماعيلية]

- ‌[تأمين هولاكو صاحب ميّافارقين]

- ‌[التدريس فِي المدرسة الناصريّة]

- ‌[الشروع فِي بناء الرباط الناصري]

- ‌[اتفاق الناصر والمُعِزّ على محاربة هولاكو]

- ‌[القضاء بديار مصر]

- ‌[توقُّف الخليفة عن ردّ وديعة للملك الناصر]

- ‌[انهدام خانقاه الطاحون بظاهر دمشق]

- ‌سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌[موت المُعِزّ صاحب مصر]

- ‌[تردُّد رسُل التتار إلى بغداد]

- ‌[توجيه الهدايا إلى هولاكو]

- ‌[اختلاف المصريّين]

- ‌[وزارة ابن بِنْت الأعزّ]

- ‌[الفتنة بين السُّنة والشيعة]

- ‌[ظهور طائفة الحيدرية بالشام]

- ‌[الوحشة بين الناصر والبحرية]

- ‌[طمع المغيث فِي الديار المصرية]

- ‌[خلعة الخليفة للملك الناصر]

- ‌[إغارة التتار على الموصل]

- ‌[تصوُّف ابن حَمُّويه]

- ‌[وصف المفاسد بدمشق]

- ‌[مسير هولاكو إلى بغداد]

- ‌سنة ست وخمسين وستمائة

- ‌[انهزام المتّفقين على قصد الديار المصرية]

- ‌كائنة بغداد [3]

- ‌[وقعة المغيث مع المصريين]

- ‌[خيانة ابن العلقميّ]

- ‌[قتل ابن صَلايا]

- ‌[محاصرة التتار ميّافارقين]

- ‌[كتاب هولاكو إلى صاحب الشام]

- ‌[قدوم الملك الكامل إلى دمشق وعَوده]

- ‌[وصول فرسان من العراق إلى دمشق]

- ‌[اشتداد الوباء بالشام]

- ‌سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌[القبض على البحرية بحلب]

- ‌[دخول البُنْدُقْداريّ فِي خدمة الناصر]

- ‌[أخْذ هولاكو قلعة اليمانية]

- ‌[الخوف من التتار بالشام]

- ‌[رأي العزّ بن عَبْد السلام فِي جهاد التتار]

- ‌[سلطنة قُطُز]

- ‌[خوف الناصر من التتار وجُبْنه]

- ‌[نكبة الحلبيّين أمام التتار]

- ‌سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌[الحكّام فِي البلاد]

- ‌[اجتياح التتار حلب]

- ‌[هرب الملك الناصر من دمشق]

- ‌[تعيين التفليسي بقضاء الشام]

- ‌[تأمين حماه]

- ‌[دخول صاحب حماه إلى مصر]

- ‌[استيلاء التتار على الشام]

- ‌[استيلاء التتار على قلعة دمشق]

- ‌[وقوع السّبي الكبير بنواحي نابلس]

- ‌[استسلام الملك الناصر]

- ‌[الطواف برأس صاحب ميّافارقين بدمشق]

- ‌[وفاة القاضي ابن سنيّ الدولة]

- ‌[قراءة فرمان ابن الزكيّ بقضاء دمشق]

- ‌[انتزاع ابن الزكيّ المدارس لنفسه وأصحابه]

- ‌[استيلاء التتار على عدّة بلاد]

- ‌[ضرب عنق ابن قراجا وغيره]

- ‌[تسلُم صاحب حمص نيابة الشام]

- ‌[استيلاء التتار على صيدا]

- ‌[تعدية هولاكو الفرات]

- ‌[مراسلة الملك السعيد هولاكو]

- ‌[استيلاء التتار على ماردين]

- ‌[موت الملك السعيد]

- ‌[كتاب هولاكو إلى الناصر]

- ‌[مفارقة بيبرس للناصر ودخوله مصر]

- ‌[حال المسلمين فِي دمشق]

- ‌[موقعة عين جالوت]

- ‌[الانتقام من النصارى]

- ‌[بدء الوحشة بين المظفّر وبيبرس]

- ‌[تأمين ابن صاحب حمص]

- ‌[تعيين وعزل أصحاب مناصب]

- ‌[عَوْد المظفّر إلى مصر]

- ‌[قَتْل المظفّر قُطُز [4]]

- ‌[سلطنة بيبرس]

- ‌[تسلطُن نائب دمشق]

- ‌[غلاء الأسعار]

- ‌[إبعاد الملك المنصور]

- ‌[عمارة قلعة دمشق]

- ‌[استنابة الملك السعيد على حلب]

- ‌[التدريس بالتربة الصالحية]

- ‌[تقليد قاضي القضاة]

- ‌[التدريس بالأمينية]

- ‌[عمارة القلعة]

- ‌[تراخي الأسعار]

- ‌[قتل ابن الشحنة والقزويني]

- ‌سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌وقعة حمص [2]

- ‌[الثلج بدمشق]

- ‌[قتل الغُرباء بحلب]

- ‌[الغلاء بحلب]

- ‌[سفر الجوكندار]

- ‌[ركوب السُّلطان]

- ‌[إرسال سنجر الحلبي إلى القاهرة]

- ‌[تدريس ابن سنِي الدولة]

- ‌[هزيمة الفرنج]

- ‌[والعزاء بالملك الناصر]

- ‌[سفر أولاد صاحب الموصل إلى مصر]

- ‌[خلافة المستنصر باللَّه]

- ‌[تولية ابن خَلكان القضاء]

- ‌[عودة السُّلطان إلى مصر]

- ‌[إقامة خليفة جديد يُلقب بالحاكم بأمر الله]

- ‌[المصافّ بين المستنصر وبين التّتار]

- ‌[الحرب بين سنجر الحلبي والبرلي]

- ‌[العفو عن صاحب الكرك]

- ‌[ولاية السنجاري قضاء مصر]

- ‌[زواج بِنْت صاحب الموصل]

- ‌[الخلعة على صاحب حمص]

- ‌[غارة الرشيديّ على أرض أنطاكية]

- ‌[غدر التتار بأصحاب صاحب ماردين]

- ‌[المصافّ بين صاحب الروم وأخيه]

- ‌سنة ستين وستمائة

- ‌[إظهار البرلي الطاعة للسلطان]

- ‌[خبر حمار الوحش]

- ‌[قدوم الحاكم بأمر الله إلى القاهرة]

- ‌[موقعة التتار وعسكر البرلي]

- ‌[ولاية الحرّاني دمشق]

- ‌[عودة كبير أولاد صاحب الموصل إلى بلده]

- ‌[انكسار البرلي أمام التّتار]

- ‌[تأمير البرلي بمصر]

- ‌[أخذ التّتار الموصل وقتل الصالح]

- ‌[استقلال أمراء بمصر]

- ‌[محاصرة قلعة الروم]

- ‌[الخُلف بين هولاكو وبركة]

- ‌[القبض على نائب دمشق]

- ‌[دخول أول دفعة من التتار فِي الإسلام]

- ‌[معاقبة جماعة]

- ‌[تسليم واسط]

- ‌[قتل شِحنة بغداد]

- ‌[خسف سبع جزائر للفرنج فِي البحر]

- ‌[تثبيت نسب الحاكم العباسي]

- ‌[استرجاع الروم القسطنطينية من الفرنج]

- ‌[المتوفون في هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وخمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وخمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وخمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وخمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة خمس وخمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرفا الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌ الكنى

- ‌سنة سبع وخمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌ الكنى

- ‌سنة ثمان وخمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌ الكنى

- ‌سنة ستين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌ الكنى

الفصل: ‌ حرف الياء

ويسمى محمدا.

513-

مكّي بْن عَبْد الرّزّاق [1] بْن يحيى بْن عُمَر بْن كامل.

زكي الدّين، أبو الحَرَم الزُّبَيْديّ، المقدسيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ.

وُلِد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة بعقرباء.

وسمع من: الخشوعي، وعبد الخالق بن فيروز.

وأجاز لَهُ: عَبْد الرّزّاق النّجّار، وغيره.

وكان متجنّدا أيضا، وهو أخو يحيى وسالم، وقد تقدّما.

روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والجمال ابن الصّابونيّ، وعبد الرّحيم بْن مَسْلَمَة، والعماد بْن البالِسي، وأخوه عَبْد الله.

ومات فِي سلخ شوّال وابنه يحيى حيّ. روى لنا عن اليلدانيّ، وعن أَبِيهِ.

-‌

‌ حرف الياء

-

514-

يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الحُصْن.

القاضي، المحدّث البارع، أبو زكريا التجيبيّ، الأندلُسي.

حجّ وسمع «صحيح خ» من يونُس الهاشميّ بمكّة.

وسمع من: الحافظ عليّ بْن المفضل، وطائفة.

وكان ذكيّا فِطنًا، لَهُ اعتناء تام بالرّجال والطرق. روى الكثير بالأندلس.

وأكثر عَنْهُ أبُو جعفر بْن الزُّبَيْر، وأرّخ موته فِي سنة ثمانٍ وخمسين.

ورحلته فِي سنة 658.

515-

يوسف [2] .

السُّلطان المُلْك النّاصر صلاح الدّين ابن السّلطان الملك العزيز محمد بن

[1] انظر عن (مكي بن عبد الرزاق) في: الإعلام بوفيات الأعلام 276، والعبر 5/ 256، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1452، وسير أعلام النبلاء 23/ 344، وشذرات الذهب 5/ 299.

[2]

انظر عن (يوسف) في: ذيل الروضتين 212، وذيل مرآة الزمان 1/ 461- 469 و 2/ 134، ووفيات الأعيان 3/ 253 و 4/ 10 و 5/ 85 و 6/ 259، والمختصر في أخبار البشر 3/

ص: 400

محمد بْن الظّاهر غازي بْن السُّلطان المُلْك الناصر صلاح الدين يوسف بْن الأمير نجم الدّين أيّوب.

الأيّوبيّ صاحب حلب ثُمَّ صاحب الشّام.

وُلِد بقلعة حلب فِي رمضان سنة سبْعٍ وعشرين، وسلطنوه عند موت أَبِيهِ سنة أربع وثلاثين، وقام بتدبير دولته الأمير شمس الدّين لؤلؤ الأمِيني، وعزّ الدّين ابن مُجلي، والوزير الأكرم جمال الدّين القفْطي، والطواشي جمال الدولة إقبال الخاتونيّ. والأمر كله راجعٌ إلى جدته ضيفة خاتون الصّاحبة بِنْت المُلْك العادل.

ثُمَّ توجه قاضي القُضاة زَين الدّين عَبْد الله ابن الأستاذ إلى الدّيار المصرية ومعه عدّة المُلْك العزيز، وكان قد مات شابا ابن أربع وعشرين سنة. فلما رآها السُّلطان المُلْك الكامل أظهر الحُزنَ لموته، وحلف للملك النّاصر لمكان الصّاحبة أخته. فلما توفيت الصّاحبة سنة أربعين اشتدّ النّاصر وأمر ونهى. فلما كانت سنة ستٌّ وأربعين سار من جهته نائبة شمسُ الدّين لؤلؤ وحاصر حمص، وطلب النجدة من الصالح نجم الدّين، فلم ينجده، وغضب وجرت أمور، ثُمَّ استقرّت حمص بيد الملك النّاصر.

وفي ربيع الاخرة سنة ثمان وأربعين قدِم إلى دمشق وأخذها من غير كلفة لاشتغال غلمان الصّالح بأنفسهم.

ثُمَّ فِي أثناء السَّنَة قصد الديارَ المصريّة ليتملّكها فما تمّ لَهُ.

وفي سنة اثنتين وخمسين دخل عَلَى بِنْت السُّلطان علاء الدّين صاحب الرّوم، فولدت لَهُ علاء الدّين فِي سنة ثلاثٍ. وأمّ هذه هِيَ أمّ جدّته الصّاحبة.

وكان سمْحًا، جوادا، حليما، حَسَن الأخلاق، محببا إلى الرّعية، فيه

[ () ] 211، 212، ودول الإسلام 2/ 125، والعبر 5/ 256، 257، وسير أعلام النبلاء 23/ 204- 207 رقم 123، والإشارة إلى وفيات الأعيان 357، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1452، ومرآة الجنان 4/ 151، 152، ومآثر الإنافة 2/ 83، 95- 98، 107، 108، وعيون التواريخ 20/ 257- 263، والنجوم الزاهرة 7/ 203، وتاريخ ابن الوردي 2/ 212، وفوات الوفيات 4/ 361- 366 رقم 595، والسلوك ج 1 ق 2/ 466، وشفاء القلوب 408- 421 رقم 107، والدارس 1/ 115، 459، وأمراء دمشق في الإسلام 102، والقلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية 88، وشذرات الذهب 5/ 299، 300.

ص: 401

عدل فِي الجملة، ومحبة للفضيلة والأدب. وكان سوق الشعْر نافقا فِي أيّامه، وكان يذبح في مطبخه كل يوم أربعمائة رأس، سوى الدّجاج والطّيور والأجدية [1] .

وكان الغلمان يبيعون [2] منِ سماطه أشياء كثيرة مفتَخَرَة عند باب القلعة بأرخص ثمن.

حكى علاءُ الدّين ابن نصر الله أنّ المُلْك النّاصر جاء إلى داره بغتة قال:

فمددت له فِي الوقت سِماطًا بالدجاج المحشيّ بالسكر والفُسْتُق وغيره، فتعجّب وقال: كيف تهيّأ لك هذا؟ فقلت: هُوَ من نعمتك، اشتريتُه من عند باب القلعة.

وكانت نفقة مطابخه وَمَا يتعلّق بها فِي كل يومٍ أكثر من عشرين ألف درهم.

وكان يحاضر الفُضَلاء والأُدباء، وعلى ذهنه كثير من الشعْر والأدب، وله نوادر وأجوبة ونَظْم. وله حُسْنُ ظَن فِي الصّالحين، بنى بدمشق مدرسة وبالجبل رباطا وتُربة، وبنى الخان عند المدرسة الزّنجيليّة.

وقال ابو شامة [3] : وفي منتصف صَفَر ورد الخبر إلى دمشق باستيلاء التتار عَلَى حلب بالسيف، فهرب صاحبها من دمشق بأمرائه الموافقين لَهُ عَلَى سوء تدبيره. وزال مُلْكه عَن البلاد، ودخلت رسُل التّتار بعده بيوم إلى دمشق، وقُرئ فَرَمَان المَلِك بأمان دمشق وَمَا حولها. ووصل النّاصر إلى غزة، ثُمَّ إلى قطية، فتفرق عَنْهُ عسكره، فتوجّه فِي خواصّه إلى وادي موسى، ثُمَّ جاء إلى بركة زيزا، فكبسه كتبغا، فهرب، ثُمَّ أتى التتار بالأمان، فكان معهم فِي ذُل وهوان. وكان قد هرب إلى البراري، فساقوا خلفه، فأخذوه وقد بلغت عنده الشربة الماء نحو مائة دينار. فأتوا بِهِ إلى مُقَدَّم التتار كتبغا وهو يحاصر عجلون، فوعده وكَذَبَه، وسقاه خمرا صِرْفًا، فسكِر، وطلبوا منه تسليم قلعة عجلون، فجاء إلى نائبها، وأمره بتسليمها، ففعل، ودخلها التتار، فنهبوا جميع

[1] الاجدية: جمع جدي، وهو صغير الخروف.

[2]

في الأصل: «يبيعوا» .

[3]

في ذيل الروضتين 212.

ص: 402

ما فيها: ثُمَّ ساروا بالناصر وأخيه إلى هولاكو.

قَالَ قُطْبُ الدّين [1] : فأكرمه وأحسن إِليْهِ، فلمّا بلغه كسْرُ عسكره بعين جالوت غضب، وأمر بقتله، فاعتذر إِليْهِ، فأمسك عَنْ قتله، لكن أعرض عَنْهُ.

فلما بلغه كسرةُ بيدره على حمص استشار غضبا، وقتله ومن معه، سوى ولدِه المُلْك العزيز.

وقيل: إن قُتِل النّاصر كَانَ عَقِيب عين جالوت فِي الخامس والعشرين من شوّال سنة ثمانٍ. وعاش إحدى وثلاثين سنة وأشهرا. فيُقال: قتِل بالصيف، وقيل إنّه خُص بعذاب دون أصحابه.

قلت: وكان مليح الشكل، أحول، وله شِعْر. يروي شيخُنا الدّمياطيّ عَنْ عليّ بْن أبي الفَرَج النَّحْويّ قَالَ: أنْشَدَنا السُّلطان المُلْك النّاصر يوسف لنفسه:

البدرُ يَجْنَحُ للغُروب، ومُهجَتي

أسفا لأجل غروبه تتقطّع [2]

والشرْب قد خاط النعاسُ جُفُونَهم

والصُّبْح من جِلْبابه يتطلّع [3]

وقد اشتهر عَنْهُ أنّه لمّا مرّ بِهِ التّتار عَلَى حلب وهي خاوية عَلَى عروشها، قد هدت أسوارها، وهدمت قلعتها، وأحرقت دولها الفاخرة، وبادَ أهلُها، وأصبحت عبرة للناظرين. أنهلت مقلته بالعبرة وقال:

يعزّ علينا أن نرى رَبْعَكْم يبلى وكانت بِهِ آيات حُسْنكم تتلى [4] وقد أورد لَهُ ابن واصل [5] عدّة قصائد، ووصفه بالذّكاء والفضيلة والكَرَم، إلى أن قال: وفي سابع جمادى الأولى عُقِد عزاؤه بدمشق بالجامع لمّا ورد الخبر بمقتله.

قَالَ: وصورته عَلَى ما ثبت بالتواتر أن هولاكو لما بَلَغَه مقتل كتبغا، ثُمَّ كسرةُ أصحابه بحمص، أخذ النّاصر وأخاه وقال للترجمان: قلَّ لَهُ أنت زعمت

[1] في ذيل مرآة الزمان 1/ 464، 465.

[2]

في عيون التواريخ 20/ 261 ورد الشطر الثاني:

«لفراق مشبهه أسى تتقطع»

[3]

البيتان في عيون التواريخ، والنجوم الزاهرة 7/ 204.

[4]

في الأصل: «تتلا» .

[5]

في القسم المفقود من «مفرج الكروب» .

ص: 403