الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا نبّهته نخوة أريحيّة
…
إلى المجد قَالَتْ أرمنيّة: غم
وذكروا لنا أَنَّهُ سار إلى خدمة هولاوو، وقدّم لَهُ تُحَفًا سِنية، منها درةٌ يتيمة، والتمس أن يضعها هُوَ فِي أذُن المُلْك هولاوو، فانكفأ [1] عَلَى رُكْبته فمعك أذُنه، وأدخلها فِي الخُرْم. فلمّا خرج فاق عَلَى نفسه وقال: هذا مَعَك أذُني، أوْ قِيلَ ذَلِكَ لهولاوو، فغضب وطلبه، فإذا هُوَ قد ساق فِي الحال. والله أعلم بصحّة هذا، فإنّي أستبعده. ولكنّه ذهب إلى هولاوو، ودخل فِي طاعته، وأعانه عَلَى مُراده، فأقرّه عَلَى بلده، وقرّر عَلَيْهِ ذَهَبًا كثيرا فِي السَّنَة.
فلمّا مات انخرم النّظام، ونازلت التّتار المَوْصِل، وعصى أهلها، فحوصرت عشرة أشهُر، ثُمَّ أخِذت، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه.
تُوُفّي صاحب المَوْصِل يوم الجمعة ثالث شَعْبان، وقد كمّل الثّمانين [2] .
-
حرف الميم
-
400-
محمد بْن القاضي الأشرف [3] أَحْمَد بْن القاضي الفاضل أبي عليّ عَبْد الرّحيم بْن عليّ.
القاضي الرّئيس، عزَّ الدّين، أبو عَبْد الله اللَّخْمي، البَيْسانيّ الأصل، الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ بإفادة أَبِيهِ، وبنفسه الكثير. وخرّج عَلَى الشّيوخ، وكتب الكثير، وصار له أنسه جيّدة بالفنّ.
[1] في الأصل: «فاتكفيء» .
[2]
مدحه أبو محمد عبد العزيز بن منصور علي بن حامد الموصلي المعروف بابن الغتمي، بقصيدة، أوّلها:
الحمد للَّه زال الخوف والحذر
…
وأقبلت نحوك الآمال تبتدر
يا أصوب الناس آراء وأرهفهم
…
عزما وأوسعهم عفوا إذا قدروا
وأنشد يذكر موضعا بناه:
كذا ما هدت ركبا سرى أنجم زهر
…
تناط بك العلياء والنّهي والأمر
وتبلغ ما أدناه أسمى من السّهى
…
وتخدم مسعاك السعادة والنصر
(تاريخ إربل 1/ 444) .
[3]
انظر عن (محمد ابن القاضي الأشرف) في: ذيل الروضتين 203، والوافي بالوفيات 2/ 210، وعيون التواريخ 20/ 217، ونهاية الأرب 27/ ورقة 233، وعقد الجمان (1)225.
سَمِعَ مِنْ: أبي القاسم بْن صَصْرَى، والبهاء المقدسيّ، وأبي محمد بْن البنّ، فَمَنْ بعدهم.
وتُوُفّي بدمشق فِي عاشر شوّال، رحمه اللَّه تَعَالَى.
401-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن موسى [1] .
الإمام المقرئ، شمس الدّين، أبو الفتح الأنصاريّ، الدّمشقيّ، شيخ الإقراء بتُربة أمّ الصّالح.
قرأ القراءات عَلَى الشَّيْخ عَلَم الدّين السّخاويّ، وكان مِنْ جِلّة أصحابه، فولي التّربة والإقراء بها بعد السّخاويّ، مَعَ وجود الإمام شهاب الدّين أبي شامة. فَبَلَغَنَا أَنَّهُ وقع نزاعٌ فِي أيّ الرّجلين أولى بالمكان، لأنّ شرطه أن يكون أقرأ مَن فِي البلد، فتكلّموا فيمن يحكم بينهم، فأُرشِدوا إلى عَلَم الدّين القاسم بن أحمد الأندلسيّ، فسأل كلّ واحدٍ مِن الرّجلين مسألة مِن الفنّ وأجابه، فقالوا لَهُ: من رأيت يصلح؟ فقال عَنْ أبي شامة: هذا إمام. وقال عَنْ شمس الدّين أبي الفتح: هذا رَجُل يعرف القراءات كما ينبغي. فوقعت العناية بأبي الفتح وأعطيها. فقرأ عَلَيْهِ جماعةٌ منهم: شيخنا برهان الدّين الإسكندريّ، وشيخنا شَرَفُ الدّين الفَزَاري.
وكان من أهل دار الحديث الأشرفيّة.
سَمِعَ بها من: ابن الزُّبَيْديّ، وغيره.
وقد وُلّي التّربة قبله فخر الدّين ابن المالكيّ أيّاما ومات.
قَالَ أبو شامة [2] : وفي صَفَر تُوُفّي الشّمس أبو الفتح الَّذِي كَانَ يُقِرئ بالتّربة الصّالحيّة بعد الفخر ابن المالكيّ.
ثُمَّ قَالَ: وكان إمامًا فِي القراءات، رحمه الله [3] .
[1] انظر عن (محمد بن علي بن موسى) في: ذيل الروضتين 202، ومعرفة القراء الكبار 2/ 669، 670 رقم 637، والإشارة إلى وفيات الأعيان 355، والوافي بالوفيات 4/ 184، وغاية النهاية 2/ 211، ونهاية الغاية، ورقة 252.
[2]
في ذيل الروضتين 202.
[3]
وقال: مولده سنة خمس عشرة وستمائة تقريبا. (ذيل الروضتين) .
402-
محمد بن المفضّل بن الحسن بن عبد الصّمد بن محمد بن مرهوب.
الشّيخ جمال الدّين، أبو محمد الحمويّ، الحنفيّ، الشُّرْوطيّ المعروف بابن الإمام.
وُلد بحماة سنة تسعٍ وستّين وخمسمائة.
وروي بالإجازة عن السِّلَفيّ في سنة ثمانٍ وأربعين بدمشق، فسمع منه:
أبو المعالي بن البالِسيّ، وجماعة.
وله ديوان خُطَبٍ وشِعْرٍ وأدب [1] .
توفّي في هذه السّنة بحماة.
403-
محمد ابن وزير العراق [2] المؤيّد بن العَلْقميّ.
الرّئيس عزّ الدّين.
قال الظّهير الكازروُنيّ [3] : مات في ذي الحجّة سنة سبْعٍ. وقد عمل الوزارة للتّتار، وعاش أربعين سنة.
ولّاه هولاكو بعد أبيه الوزارة، فأقبل على قاعدة الوزراء في فاخر الملبوس، وعلى فرسه كنبوش حرير، وفي عُنقه شَدَّة، فأُخبر بهادر الشِّحْنة، فقام من الدّيوان فعاينها، فبال وهو واقف على الدّكّة على الكنبوش، وغضب وطرد الفَرَس، فانظُر إلى وزير العراق في هذه الدّولة الفانية. وقِسْ على ذلك.
404-
محمد بن مكّيّ [4] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه.
أبو عبد الله القُرَشيّ، الدّمشقيّ، العدل، الأديب المعروف بابن الدّجاجيّة. ويلقّب بالبهاء ابن الحافظ.
[1] لم يذكره كحّالة في معجم المؤلّفين، مع أنه شرطه.
[2]
انظر عن (محمد ابن وزير العراق) في: الحوادث الجامعة 164.
[3]
قول الكازروني ليس في المطبوع من: مختصر التاريخ.
[4]
انظر عن (محمد بن مكّي) في: الروضتين 201، وذيل مرآة الزمان 1/ 344- 348، والمختار من تاريخ ابن الجزري 253، 254، وفوات الوفيات 4/ 40- 42 رقم 497، وعيون التواريخ 20/ 217- 220، والزركشي 308، والوافي بالوفيات 5/ 58، 59، والسلوك ج 1 ق 2/ 421، والنجوم الزاهرة 7/ 71، وشذرات الذهب 5/ 289.
ولد سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وهو الّذي هجا النّجيب الصّفار لمّا جلس يشهد، وكان يُجِيد النَّظْمَ، فمِنْ شِعْره:
إلى سَلَم الجرعاء أهدَى سلامَه
…
فماذا على مَنْ قد لحاه ولامَهُ
تجلّد حتّى لم يدعْ مُعْظَمُ الْجَوَى
…
لرائيه إلّا جلْده وعظامهُ [1]
وكان والده قد درّس ببصرى ونظم «المهذّب» .
تُوفّي البهاء في ثاني المحرَّم [2] ، وكان شاهدا.
روى عنه: الدّمياطيّ شيئا من شِعْره، رحمه الله.
المجد الإِربليّ، النَّحويّ.
قد تقدّم في أحمد [3] .
405-
مظَّفر بن أبي بكر [4] مُحَمَّد بن إلياس بن عَبْد الرَّحْمَن بن علي بن أحمد.
الرّئيس نجم الدّين، أبو غالب ابن الشِّيرَجيّ، الأنصاريّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، العدل. وُليّ تدريس العصرونيّة ووكالة بيت المال. وكان يرجع إلى دِينٍ وأمانة وعلم.
ولد سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
وسمع من: الخشوعي، وعبد اللطيف بن أبي سعد، والقاسم بن الحافظ، وحنبل، وابن طَبَرْزَد.
روى عنه: الدّمياطيّ، وزَيْن الدّين الفارقِيّ، وابن الخبّاز، والزّرّاد، ومُحيي الدّين يحيى إمام المشهد، وآخرون.
تُوُفّي آخر يوم من السّنة. وقد ولّي أيضا حسبة دمشق، ونظر الجامع
[1] البيتان في: ذيل مرآة الزمان، والمختار من تاريخ ابن الجزري، والوافي بالوفيات، وفوات الوفيات، وعيون التواريخ.
[2]
في ذيل الروضتين 201 توفي في رابع المحرّم، وكان شيخا فاضلا، شاعرا.
[3]
برقم (378) .
[4]
انظر عن (مظفّر بن أبي بكر) في: ذيل الروضتين 203، وذيل مرآة الزمان 1/ 344، والعبر 5/ 240، وعيون التواريخ 20/ 220، 221، وشذرات الذهب 5/ 289، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 176 ب، 177 أ، والسلوك ج 1 ق 2/ 421.