الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ستين وستمائة
-
حرف الألف
-
517-
أحمد بْن الحُسَيْن بْن الحَسَن بْن إبراهيم بْن نبهان.
الأجلّ، أبو العباس الداريّ، التّميميّ، الخليليّ، ابن الأجلّ أمين الدّين أبي عليّ.
ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
وسمع ببغداد من: الحافظ عَبْد العزيز بْن الأخضر، وعاتكة بِنْت الحافظ أبي العلاء.
كتب عَنْهُ الشّريف عزَّ الدّين، والمصريّون.
ومات فِي تاسع ربيع الآخر. وهو جدّ الوزير فخر الدّين عُمَر بْن عَبْد العزيز ابن الخليليّ.
518-
أحمد بْن الحُسَيْن بْن محمد بْن الدّامَغَانيّ.
الصّاحب الكبير فخُر الدّين.
كَانَ من عُظماء الدّولة ببغداد كأجداده القُضاة.
مات فِي المحرَّم بالأرد [1] ، والله يسامحه ويرحمه.
عاش خمسا وستين سنة.
519-
أحمد بْن عَبْد المحسن [2] بْن مُحَمَّد بن منصور بن خلف.
[1] هكذا في الأصل. ولم أتبين صحتها.
[2]
انظر عن (أحمد بن عبد المحسن) في: العبر 5/ 258، وشذرات الذهب 5/ 300، 301.
أبُو العباس الأنصاريّ، الأوسيّ، الحَمَويّ. عم شيخ الشيوخ عَبْد العزيز.
وُلِد سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وسمع ببغداد فِي صِغَره بإفادة أَبِيهِ من: عَبْد اللَّه بْن أَبِي المجد الحَرْبِيّ.
روى عَنْهُ: أبو محمد الدّمياطيّ، وابن مزيز، وآخرون.
وأجاز لجماعة. ولا أكاد أعرفه.
وتُوُفّي بالرمل بالقصير وهو قاصد إلى مصر، ودُفِن هناك فِي حادي عشر ذي القِعْدة.
520-
أحمد بْن الظاهر [1] بأمر الله أبي نصر محمد بن النّاصر لدين الله أحمد بْن المستضيء باللَّه.
الهاشميّ، العبّاسيّ، البغداديّ، الأسود. وهو المستنصر باللَّه أمير المؤمنين، أبُو القاسم.
وُلّي الخلافة بعد قتْل ابن أخيه المستعصم باللَّه بْن المستنصر باللَّه منصور بثلاث سنين، خلا الوقت فيها من خليفة.
قَالَ الإمام أبو شامة [2] : فِي رجب قرئ بالعادليّة كتاب السُّلطان إلى قاضي القضاة نجم الدّين ابن سَنِي الدّولة بأنّه قِدم عليهم مصر أبو القاسم أحمد بْن الظّاهر بْن النّاصر، وهو أخو المستنصر باللَّه. وأنّه جمع لَهُ النّاس من الأمراء والعُلماء والتّجّار، وأثبت نَسَبَه عند قاضي القضاة فِي ذلك المجلس،
[1] انظر عن (أحمد بن الظاهر) في: ذيل مرآة الزمان 2/ 163، وذيل الروضتين 213، والعبر 5/ 258، 259، والإشارة إلى وفيات الأعيان 358، وسير أعلام النبلاء 23/ 168، والوافي بالوفيات 7/ 384- 386 رقم 3378، والروض الزاهر 99، وتاريخ ابن خلدون 5/ 382، والسلوك ج 1 ق 2/ 448- 451 و 476، والمقفّى الكبير 1/ 694- 700 رقم 653، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 401، 402، ومرآة الجنان 4/ 151، 152، 153، والبداية والنهاية 13/ 231- 233 و 235، وعقد الجمان (1) 294- 298 و 328، والدرّة الزكية 72، والمنهل الصافي 2/ 72- 78 رقم 251، والدليل الشافي 1/ 71 رقم 249، والنجوم الزاهرة 7/ 206، ومآثر الإنافة 2/ 103، 111- 117، 223، 241، وعيون التواريخ 20/ 268، والأعلام 1/ 211.
[2]
في ذيل الروضتين 213.
فلمّا ثبت بايعه النّاس. وبدأ بالبيعة السُّلطان الملك الظّاهر، ثُمَّ الكبار عَلَى مَرَاتبه، ونقش باسمه عَلَى السّكّة، وخطب لَهُ ولقّب بلَقب أخيه، وفرح النّاس.
وقال الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [1] : كَانَ المستنصر أبو القاسم محبوسا ببغداد، فلمّا أخذت التّتار بغداد أطلق، فصار إلى عرب العراق، واختلط بهم. فلمّا تسلطن المُلْك الظّاهر وَفَدَ عليه فِي رجب ومعه عشرةٌ من بني مهارش، فركب السُّلطان للقائه ومعه القُضاة والدّولة، فشقّ القاهرة. ثُمَّ أثبت نسبه عَلَى الحاكم، وبويع للخلافة. وركب يوم الجمعة من البُرج الَّذِي كَانَ بالقلعة، وعليه السّواد إلى جامع القلعة، فصعِد المنبرَ، وخطب خُطْبة ذكر فيها شَرَفُ بني العبّاس، ودعا فيها للسّلطان وللمسلمين، ثُمَّ صلّى بالنّاس.
قَالَ: وفي شَعْبان رُسِم بعمل خِلْعة خليفتيّة للسّلطان، وبكتابة تقليدٍ لَهُ.
ثُمَّ نُصِبت خَيْمة بظاهر القاهرة، وركب المستنصر باللَّه والسُّلطان يوم الإثنين رابع شَعْبان إلى الخيمة، وحضر القُضاة والأمراء والوزير، فألبس الخليفةُ السُّلطان الخِلْعة بيده، وطوّقه، ونُصِب منبر فصعِد عَلَيْهِ فخر الدّين لُقمان فقرأ التّقليد، وهو من إنشاء ابن لُقمان. ثُمَّ ركب السُّلطان بالخِلعة، ودخل من باب النّصر، وزيّنت القاهرة، وحمَل الصّاحب التقليدَ عَلَى رأسه راكبا، والأمراء مُشَاة. وهذا هُوَ الثّامن والثّلاثون من خلفاء بني العبّاس. وكانت بَيْعته بقلعة الجبل، فِي ثالث عشر رجب.
قَالَ: وأوّل من بايعه قاضي القُضاة تاج الدّين، ثُمَّ السُّلطان، ثُمَّ الشَّيْخ عزَّ الدّين بْن عَبْد السّلام.
وكان شديد السّمرة، جسيما، عالي الهِمّة، شجاعا. وَمَا بويع أحدٌ بالخلافة بعد ابن أخيه إلّا هُوَ، والمقتفي ابن المستظهر، بويع بعد الرّاشد بْن المسترشد بْن المستظهر.
وقد وُلّي الأمر ثلاثة إخوة: الرّاضي، والمتّقي، والمطيع بنو المقتدر، وولي قبلهم: المكتفي، والمقتدر، والقاهر بنو المعتضد، وولي من قبلهم:
المنتصر، والمعتزّ، والمعتمد بنو المتوكّل، ووليها: الأمين والمأمون والمعتصم بنو الرّشيد.
[1] في ذيل مرآة الزمان 2/ 163.
وولي من بني أُمَيَّة الإخوة الأربعة: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام بنو عَبْد المُلْك بْن مروان.
قال: ورتّب له السّلطان أتابكا، وأستاذدار، وشرابيّا، وخزندار، وحاجبا، وكاتبا. وعيّن لَهُ خزانة وجملة مماليك، ومائة فَرَس، وثلاثين بغلا، وعشرة قطارات جمال، إلى أمثال ذَلِكَ.
قرأت بخطّ العلاء الكنديّ: نا قاضي القُضاة جمال الدّين محمد بن سليمان المالكيّ قَالَ: حدَّثني شيخنا عزَّ الدّين بْن عَبْد السّلام قَالَ: لمّا أخذْنا فِي بيعة المستنصر قلت للملك الظّاهر: بايعه. قَالَ: ما أحسن، ولكن بايعه أنت أوّلا وأنا بعدك. فلمّا فرغنا البيعة حضرنا عند السُّلطان من الغد، فمدح الخليفة وقال: من جملة بركته أنّني دخلت أمس الدّار فقصدت مسجدا فيها للصّلاة، فرأيت فيه مصطبة فاخرة، فقلت للغلمان: اضربوا هذه. فلمّا هدموها انفتح تحتها سَرَبٌ، فنزلوا، فإذا فيه صناديق كثيرة مملوءة ذَهَب وفضّة [1] من ذخائر المُلْك الكامل. ثُمَّ إنّ الخليفة عزم عَلَى التّوجّه إلى العراق.
قلت: وحسّن لَهُ السُّلطان ذَلِكَ وأعانه.
قَالَ قُطْبُ الدّين [2] : فأقطع إقطاعات هناك لمن قصده أوْ وفد عَلَيْهِ.
وسار من مصر هُوَ والسُّلطان فِي تاسع عشر رمضان فدخلوا دمشق فِي سابع ذي القِعْدة. ثُمَّ جهّز السُّلطان الخليفة وأولاد صاحب الموصل، وغرم عَلَيْهِ وعليهم من الذَّهَب فوق الألف ألف دينار، فسار الخليفة ومعه ملوك الشّرق، صاحب المَوْصِل، وصاحب سنجار والجزيرة من دمشق في الحادي والعشرين من ذي القعدة.
وذكر ابن عبد الظّاهر في «السّيرة الظّاهرية» [3] : قَالَ لي مولانا السُّلطان: إنّ الَّذِي أنفقه عَلَى الخليفة والملوك المَوَاصِلة ألف ألف دينار وستّين ألف دينار عينا.
قَالَ أبو شامة [4] : نزل الخليفة بالتّربة النّاصريّة بقاسيون، ودخل يوم
[1] كذا في الأصل والصواب: مملوءة ذهبا وفضّة.
[2]
في ذيل مرآة الزمان 2/ 163.
[3]
في القسم الضائع من تاريخ الملك الظاهر.
[4]
في ذيل الروضتين 213.
الجمعة إلى جامع دمشق إلى المقصورة، وجاء إليها بعده السُّلطان المُلْك الظّاهر ثُمَّ خرجا ومشيا إلى جهة مركوب الخليفة بباب البريد. ثُمَّ رجع السُّلطان إلى باب الزّيادة.
قَالَ قُطْبُ الدّين [1] : سافر الخليفة وصاحب المَوْصِل إلى الرّحبة، ففارق صاحب المَوْصِل وأخوه الخليفة. ثُمَّ نزل الخليفة بمن معه مشهدَ عَلَى رضي الله عنه، ولمّا وصلوا إلى عانَةَ وجدوا بها الحاكم بأمر الله أحمد، ومعه نحو سبعمائة نفس فاستمالهم الخليفة المستنصر، وأنزل الحاكم معه فِي دهليزه، وتسلّم الخليفة عانَة. وحمل إِليْهِ واليها وناظرُها الإقامةَ فأقطعها، ثُمَّ وصل إلى الحديثة ففتحها أهلُها لَهُ. فلمّا اتّصل ذَلِكَ بمقدم المُغْل بالعراق وبشِحْنة بغداد خرج المقدّم بخمسة آلاف وقصد الأنبار فدخلها، وقتل جميع من فيها، ثُمَّ لحِقَه الشّحنة، ووصل الخليفة إلى هيت، فأغلق أهلها الأبواب، فحصرها ثُمَّ دخلها فِي التّاسع والعشرين من ذي الحجّة، ونهب من بها من أهل الذّمّة، ثُمَّ نزل الدّور، وبعث طليعة، فوصلت إلى الأنبار فِي الثّالث من المحرَّم سنة ستّين، فعبرت التّتار ليلا فِي المخائض والمراكب، فلمّا أسفر الصّبح التقى عسكر الخليفة والتّتار فانكسر أوّلا الشّحنة، ووقع مُعظَم أصحابه فِي الفُرات. ثُمَّ خرج كمين للتّتار، فهرَب التّركمان والعرب، وأحاط الكمين بعسكر الخليفة، فصَدَقُوا الحملةَ، فأخرج لهم التّتار، فنجا جماعةٌ من المسلمين، منهم الحاكم ونحو خمسين نفسا، وقُتِل جماعة.
وأمّا الخليفة فالظّاهر أنّه قتل، وقيل سلم وأضمرته البلاد.
وعن بعضهم أنّ الخليفة قُتِل يومئذٍ ثلاثة ثُمَّ قُتِل.
521-
أحمد بْن يوسف بْن أحمد بْن فرتون.
المحدّث، أبو العبّاس السُّلَميّ، الفاسي، محدّث المغرب.
روى عَنْ: أبي ذرّ الخشنيّ، وأبي القاسم بْن الملجوم.
وأجاز لَهُ أبُو الحَجاج بْن الشَّيْخ، وغيره.
وكان من أشدّ الطّلبة عناية بالرّواية، ولم يكن له كبير علم سواها. ألّف
[1] في ذيل مرآة الزمان 2/ 163.
كتابا ذيّل بِهِ صلة ابن بَشْكُوال، فلم يجوّده.
أكثر عَنْهُ أبُو جعفر بْن الزُّبَيْر وقال: مات بسبتة فِي شَعْبان، وكان فقيرا متعفّفا خيّرا.
قَالَ ابن الزُّبَيْر: تأمّلت تذييله عَلَى «الصّلة» فوجدتُه كثير الأوهام والخَلَل، فاستَخَرْتُ الله فِي استئناف ذَلِكَ العمل، ووصلت «الصّلة» ، بكتابٍ.
522-
إبراهيم بْن يحيى بْن إبراهيم بْن عليّ بْن جعفر بْن عُبَيْد الله بْن حَسَن بْن المحدّث المسند عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن.
الزُّهْرِيّ، البغداديّ الأصل، النّابلسيّ.
حدَّث بدمشق ومصر عَنْ: محمد بْن عَبْد الله البنّاء.
تُوُفّي بنابلس فِي رجب، ولقبه: عفيفُ الدّين أبو الطّاهر.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وغيره.
523-
إسماعيل بْن لؤلؤ [1] .
هُوَ المُلْك الصّالح، رُكْن الدّين، ابن صاحب المَوْصِل.
قِدم الدّيار المصريّة فِي السَّنَة الماضية، وردّ. ثُمَّ وقع فِي مخالب التّتار، فقُتل فِي هذه السَّنَة فِي ذي القِعْدة.
وكان عادلا، ليّن الجانب، يحرّر أمره وكيف عاد إلى المَوْصِل فوقع فِي حصارها وأسره التّتار.
نعم، قصد الظّاهر ليمدّه بجيش فأمدّه، ورجع ودخل المَوْصِل، فأقبلت التّتار، فالتقاهم عند نصيبين فهزمهم، وقتل النّوين أيلكا، فتنمّر هولاكو، وجهّز ستواغو [2] فنازَل المَوْصِل كما فِي الحوادث.
[1] انظر عن (إسماعيل بن لؤلؤ) في: تالي وفيات الأعيان للصقاعي 3- 5 رقم 2، وذيل مرآة الزمان 1/ 492، والإشارة إلى وفيات الأعيان 358، والوافي بالوفيات 9/ 193- 195 رقم 4099، والنجوم الزاهرة 7/ 207، والمنهل الصافي 2/ 417 رقم 446، وأعيان الشيعة 12/ 167، والبداية والنهاية 13/ 234، والسلوك ج 1 ق 2/ 460 و 475، وعقد الجمان (1) 314، 315، والدرّة الزكية 81، والدليل الشافي 1/ 127 رقم 445.
[2]
تقدّم في حوادث سنة 660 هـ. «سنداغو» ، وفي الحوادث الجامعة 166 و 167 مثله. أما في ذيل مرآة الزمان 1/ 494، والدرّة الزكية 88، 89، وتالي وفيات الأعيان 4:«صندغون» .