الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وخمسين وستمائة
-
حرف الألف
-
178-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن مُوسَى بن نصر بن مِقدام.
أَبُو الْعَبَّاس القُدسي، ثمّ الصّالحيّ، العطّار، الحنبليّ.
روى عن: حنبل، وابن طَبَرْزَد.
وعنه: الدّمياطيّ، والنّجم إِسْمَاعِيل بن الخبّاز، ومحمد بن الزّرّاد، وغيرهم.
تُوُفي فِي تاسع عشر المحرّم.
179-
أَحْمَد بن عليّ بن زيد بن معروف.
أَبُو الْعَبَّاس الكِناني، العسقلانيّ، أخو فِراس.
سمع من: الخُشُوعي.
روى عنه: الدّمياطيّ، وغيره.
توفّي في السّابع والعشرين من شوّال بدمشق.
180-
أَحْمَد بن قَرَاطاي [2] .
الأميرُ رُكن الدّين، أَبُو شجاع التّركيّ، الإربليّ، مولى السّلطان مظفّر الدّين، صاحب إربل.
ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني 2/ ورقة 102.
[2]
انظر عن (أحمد بن قراطاي) في: الوافي بالوفيات 7/ 296 رقم 3280، والدليل الشافعيّ 1/ 69 رقم 240، والمنهل الصافي 2/ 62، 63 رقم 242.
وحدّث عن: مسمار بن العُوَيْس.
وله شِعْر جيّد.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وغيره.
وقدم دمشقَ فِي الرّسليّة من الدّيوان العزيز.
تُوُفي فِي ثامن عشر جُمادى الآخرة ببغداد. وكان أَبُوهُ من أمراء إربل ثمّ غضب عليه أستاذه مظفّر الدّين وسجنه حتّى مات. فلمّا تُوُفي مظفّر الدّين قدِم رُكنُ الدّين أَحْمَد وإخوته إلى حلب، وخدم عند الملك العزيز، وتقدّم هُوَ وأخوه مُحَمَّد عنده، فلمّا تُوُفي العزيز سار رُكن الدّين إلى بغداد وخدم، بها وزادت حُرمته، ومات فجأة.
181-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المؤيِّد بْن علي بن إِسْمَاعِيل بن أَبِي طَالِب.
أَبُو الْعَبَّاس الهَمَدانيّ، أخو القاضي المحدّث رفيع الدّين إِسْحَاق، الأَبَرْقُوهيّ، ثمّ الْمَصْرِيّ.
وُلِد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: عَبْد الخالق بن فيروز، وفاطمة بِنْت سعد الخير، وغيرهما.
وهو من بيت الحديث والرّواية.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وبنت أخيه زاهدة الأَبَرْقُوهية، والمصريّون.
وكتب عَنْهُ الزّين الأبيورديّ.
ومات فِي السّابع والعشرين من ذي القعدة.
182-
أَحْمَد بن السّديد [1] مكّيّ بن المسلّم بن مكّيّ بن خَلَف.
الأجلّ، أَبُو المظفّر بن علّان القيسيّ، الدّمشقيّ.
روى عن: حنبل، وغيره [2] .
[1] انظر عن (أحمد بن السديد) في: ذيل الروضتين 188، وذيل مرآة الزمان 1/ 54، وعيون التواريخ 20/ 110.
[2]
وقال ابن شاكر الكتبي: كان من أعيان الدمشقيين ومن البيوت المشهورة بها.
ومات فِي المحرّم [1] ، وقد جاوز السّتّين.
وهو من شيوخ الدّمياطيّ، والكنْجي.
183-
أَحْمَد بن يوسف [2] بن زِيرِي بن عَبْد الله.
أَبُو الْعَبَّاس التّلمسانيّ المقرئ.
قدِم دمشقَ شابّا، وسمع من: الخُشُوعي، وغيره.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والفخر إِسْمَاعِيل ابن عساكر، والمفتي علاء الدّين عليّ بن مُحَمَّد الباجيّ، وكمال الدّين أَحْمَد بن العطّار، والبدر أَحْمَد بن الصّوّاف، والعماد ابن البالِسيّ.
وتُوُفي فِي سادس عشر جُمادى الآخرة، وله بضعٌ وثمانون سنة.
قال أَبُو شامة: كان مقيما بالمنارة الشّرقيّة بجامع دمشق.
وكان شيخا معمّرا، منقطِعًا عن النّاس، مُحِبًّا للعُزْلة. روى «الأحكام الصّغرى» الّتي لعبد الحقّ، عن البُرهان بن علوش المالكيّ نزيل دمشق، عن المصنّف.
184-
إِبْرَاهِيم بن أَبِي الطّاهر عَبْد المنعم [3] بن إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله بن عليّ.
الأَنْصَارِيّ، الخَزَرجي الْمَصْرِيّ التّاجر المعروف بابن الدّجاجيّ، الشّارعيّ.
وُلِد سنة نيّف وثمانين وخمسمائة [4] .
وسمع من: عَبْد الخالق بن فيروز، وإسماعيل بن ياسين، والأرتاحيّ، والعماد الكاتب.
وهو من بيت الرّواية.
كتب عنه: الدّمياطيّ، وجماعة.
[1] أرّخ أبو شامة وفاته بسنة 652 هـ.
[2]
انظر عن (أحمد بن يوسف) في: ذيل الروضتين 198.
[3]
انظر عن (إبراهيم بن عبد المنعم) في: المقفّى الكبير 1/ 189 رقم 188.
[4]
في المقفّى: مولده يوم الخامس عشر من شهر رجب سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
وسمعنا بإجازته من أبي المعالي ابن البالسي.
تُوُفي فِي تاسع عشر ربيع الآخر.
185-
إِسْمَاعِيل بن أَبِي البركات [1] هبة الله بن أَبِي الرضا سَعِيد [2] بن هبة الله بن مُحَمَّد.
الإِمَام عمادُ الدّين، أَبُو المجد بن باطيش المَوْصِليّ، الفقيه الشّافعيّ.
وُلِدَ سَنةَ خمسٍ وسبعين وخمسمائة.
وسمع ببغداد من: جمال الدّين ابن الْجَوْزي، وأبي أَحْمَد ابن سُكَيْنَة، وأبي شجاع ابن المقرون، وأبي حامد عَبْد الله بن جوالق، وعبد الواحد بن سلطان، ويحيى بن الْحَسَن الأواني، وجماعة.
وبحلب من: حنبل، وبدمشق من: الكِنْدي، وابن الحَرَسْتَاني، ومحمد بن وَهْب بن الزّنف، والخضِر بن كامل.
وبحرّان من: عَبْد القادر الحافظ.
ودرّس وأفتى وصنّف. وكان من أعيان الأئمّة، وله معرفة بالحديث، ومجاميع فِي أسماء الرجال، وغير ذلك.
وله كتاب «طبقات أصحاب الشّافعيّ» ، وكتاب «مشتبه النّسبة» ، وكتاب
[1] انظر عن (إسماعيل بن أبي البركات) في: عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2323) ج 1/ ورقة 296 أ، وصلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني 2/ ورقة 28، 29، ووفيات الأعيان 1/ 203 و 2/ 238 و 541 و 4/ 197 و 5/ 210، 211 و 7/ 337، وتلخيص مجمع الآداب ج 4/ ق 2/ 684 رقم 987 و 999، وذيل مرآة الزمان 1/ 54، وفيه:«إسماعيل بن عبد الله بن سعيد..» ، وسير أعلام النبلاء 23/ 319 رقم 221، والعبر 5/ 221، 222، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 131، 132 رقم 1119، والوافي بالوفيات 9/ 234، 235 رقم 4139، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 275، 276 رقم 253، وشذرات الذهب 5/ 267، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 435 رقم 405، وطبقات الشافعية الوسطى للسبكي 151 ب، والأعلام 1/ 327، وطبقات الشافعية لابن كثير 2/ ورقة 66 أ.، وعيون التواريخ 20/ 110، والعسجد المسبوك 2/ 627، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي 283، وطبقات الشافعية، للمطري، ورقة 196 أ، ب.، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 17، وديوان الإسلام 1/ 330 رقم 515، ومعجم المؤلفين 2/ 298.
[2]
في عيون التواريخ 20/ 110 «سعد» .
«المغني فِي شرح غريب المهذّب ولغته وأسماء رجاله» [1] .
وكان عارفا بالأُصُول، حَسَن المشاركة فِي العلوم.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والبدر بن التّوزيّ، والتّاج صالح الحاكم، وابن الظّاهريّ، وطائفة سواهم.
وكان واصلا عند الأمير شمس الدّين لؤلؤ نائب المملكة، وبينهما صُحبة من الموصل.
ودرّس بالنّوريّة بحلب وبغيرها، وتخرّج به جماعة. وقد انتقى لنفسه جزءا عن شيوخه. ودخل حلب أوّلا في سنة اثنتين وستّمائة، ثمّ قدِمَها سنة عشرين وبها تُوُفي [2] رحمه الله في الرّابع عشر من جمادى الآخرة، وقد جاوز الثّمانين.
186-
إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم [3] بن عامر.
الشَّيْخ أَبُو إِبْرَاهِيم الغَرْناطي الطّوسيّ، بفتح الطّاء.
قرأ بمَراكِش وتأدّب. أخذ بها القراءات عن عليّ بن هشام الجذاميّ.
وسمع من خال أمّه أَبِي عَبْد الله بن زرقون بعض «مسلم» [4]، ومن: أَبِي مُحَمَّد بن عُبَيْد الله.
قال: وأجاز لي شيخُ والدي أَبُو عَبْد الله بن خليل العبْسي سنة سبعين، ولي ستّ سنين.
[1] وفي هذا الكتاب غلط ابن باطيش في ترجمة «مطرف بن عبد الله الشخّير» فقال: توفي سنة سبع وثمانين، مع أنه ذكر أنّ الإمام الشافعيّ رآه، والإمام الشافعيّ ولد سنة 150 بعد موت ابن الشخير بثلاث وستين سنة. (وفيات الأعيان 5/ 210، 211) .
[2]
وأرّخ ابن كثير وفاته بسنة 654 هـ. (طبقات الشافعية 2/ ورقة 66 أ) .
[3]
انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في: سير أعلام النبلاء 23/ 300، 301 رقم 207، والوافي بالوفيات 8/ 398 رقم 3839، وغاية النهاية 1/ 155 رقم 721، والدليل الشافي 1/ 115 رقم 399، والمنهل الصافي 2/ 354، 355 رقم 401.
[4]
أي: بعض «صحيح مسلم» .
وكان قد تفرّد عن أَبِي عليّ الغسّانيّ.
وكان الطوسيّ أديبا شاعرا عالما، زمنا [1] . وكان يتلو كلّ يوم ختمة.
وهو آخر من حدّث عن ابن خليل.
عاش تسعين سنة [2] ، أرّخه ابن الزّبير، وقال: روى عَنْهُ جماعة من جِلة أصحابنا، واختلفتُ إليه كثيرا.
187-
إقبال [3] .
الحَبَشي ثمّ الْمَصْرِيّ، عتيق أَبِي الْجُود ندي الحنفيّ.
سمع من: العماد الكاتب والأرْتاحي.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والمصريّون.
وتُوُفي فِي ثالث المحرّم.
188-
أيْبَك بن عَبْد الله [4] .
الترْكُماني، السُّلطان الملك المعزّ، عزّ الدّين، صاحب مصر.
[1] في الأصل: «زمن» .
[2]
في غاية 1/ 155 وعاش خمسا وثمانين سنة.
[3]
انظر عن (إقبال) في: الفخري في الآداب السلطانية 22- 27 و 243، والحوادث الجامعة 308، وسير أعلام النبلاء 23/ 370 رقم 263، وعيون التواريخ 20/ 84، 85، والعسجد المسبوك 2/ 612، 613، والنجوم الزاهرة 7/ 51، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 159، 160، وشذرات الذهب 5/ 261.
[4]
انظر عن (أيبك بن عبد الله المعزّ) في: أخبار الزمان 295، والنور اللائح (بتحقيقنا) 56، وأخبار الأيوبيّين 165، وذيل الروضتين 196، وتاريخ مختصر الدول 260، والمختصر في أخبار البشر 3/ 192، وذيل مرآة الزمان 1/ 45- 47، والعبر 5/ 230، والدرّة الزكية 8، 31- 32، ودول الإسلام 2/ 159، وسير أعلام النبلاء 23/ 198- 200 رقم 118، وصفحة 318، والمختار من تاريخ ابن الجزري 241، والإعلام بوفيات الأعلام 273، ونزهة المالك والمملوك (مخطوط) ورقة 102، والتحفة الملوكية 39، ونهاية الأرب 29/ 456، والجوهر الثمين 2/ 56، ومرآة الجنان 4/ 136، 137، وتاريخ ابن الوردي 2/ 193، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 269، وعيون التواريخ 20/ 111، والبداية والنهاية 13/ 198، 199، والوافي بالوفيات 9/ 469- 474 رقم 4430، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 14، وتاريخ ابن خلدون 5/ 363، ومآثر الإنافة 2/ 94، والسلوك ج 1 ق 2/ 402، 404، وعقد الجمان (1) 140- 141، والمنهل الصافي 1/ 20- 28، والنجوم الزاهرة 7/ 2- 32، وحسن المحاضرة 2/ 38، 39، وتاريخ ابن سباط 2/ 370، 371، وشذرات الذهب 5/ 267، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 293، 294، وتاريخ الأزمنة 235.
كان أكبر مماليك الملك الصّالح نجم الدّين، خدمه ببلاد الشّرق، وكان جَهَاشَنْكيَره [1] ، فلمّا قُتِل الملك المعظّم بن الصالح اتّفقوا على أيْبَك التّركمانيّ هذا، ثمّ سَلْطَنُوه. ولم يكن من كبار الأمراء، لكنّه كان معروفا بالعقل والسّداد والدّين، وترْك المُسْكِر، وفيه كَرَمٌ وسُكون. فسلطنوه فِي أواخر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وأربعين، فقام الفارس أقطاي وسيفُ الدّين الرّشيديّ ورُكن الدّين البُنْدُقْداريّ، وجماعة من الأمراء فِي سلطنة واحدٍ من بيت المملكة، وأنِفوا من سلطنة غلام، فأقاموا الأشرف يوسفَ بنُ النّاصر يوسف بن المسعود أقسيس صاحب اليمن بن السُّلطان الملك الكامل، وكان صبيّا له عشرُ سِنين، وجعلوا أيْبَك التركُماني أتابكه، وأخّروه عن السّلطنة، وذلك بعد خمسة أيّام من سلطنته. ثمّ كان التّوقيع يخرج وصورته:«رسم بالأمر العالي السّلطانيّ الأشرفيّ والملكيّ المُعِزّيّ» .
واستمرّ الحال والمعزّ هُوَ الكلّ، والصّبيّ صورة. وجَرَت أمور ذكرنا منها فِي الحوادث.
وكان طائفة من الجيش الْمَصْرِيّ كاتبوا بعد هذا بمدّة الملكَ المغيث الَّذِي بالكَرَكَ وخطبوا له بالصّالحية، فأمر الملك المُعِزّ بالنّداء بالقاهرة أنّ الدّيار المصريّة لأمير المؤمنين، وأنّ الملك المُعِزّ نائبُه. ثمّ جُددت الأيمان للملك الأشرف بالسّلطنة، وللمعزّ بالأتابكيّة.
وقد جرى للمُعِزّ مَصَاف من النّاصر صاحب الشّام، وانكسر المُعِزّ، ودخلت النّاصرية مصر وخطبوا لأستاذهم، ثمّ انتصر المعزّ وانهزم النّاصر إلى الشّام. ووقع بعد ذلك الصّلح بين الملكين.
وكان على كتف المعزّ خشداشه الفارس أقطايا الجمدار، فعظم شأنه، والتفّ عليه البحريّة. وكان يركب بالشّاويش ويطلع إلى السّلطنة، ولقّبوه سرّا
[1] جهاشنكير جاشنكير: لقب موظف مأخوذ من لفظ فارسيّ معناه: متذوّق الطعام، أطلق في العصر الأيوبي واستمر حتى العصر العثماني على المتحدّث عن مأكول السلطان وشرابه والمسئول عن سلامته وخلوّه من السموم. كان في البداية من أمراء الطبلخانات ثم أصبح من أخصّ موظفي القصر السلطاني باعتباره المسئول عن الأسمطة السلطانية بشكل عام في الحفلات والولائم الكبيرة. (حدائق الياسمين لابن كنان 132، معجم المصطلحات 118) .
بالملك الجواد، فقتله المعزّ، وتمكّن من السّلطنة. وتزوّج في سنة ثلاث وخمسين بشجر الدّرّ أمّ خليل صاحبة السُّلطان الملك الصّالح.
وكان كريما جوادا، كثير العطاء، حَسَن المُداراة، لا يرى الجور ولا العسف، بنى بمصر مدرسة كبيرة.
واتّفق أنّه خطب بنتَ السُّلطان بدر الدّين صاحب الموصل وراسله، فغارت شَجَرُ الدّرّ وعزمت على الفتك به وإقامة غيره.
قال الشَّيْخ قُطْبُ الدّين: فطلبت صفيّ الدّين ابنَ مرزوق، وكان بمصر، فاستشارته ووعدته بالوزارة، فأنكر عليها ونهاها عَنْهُ، فلم تُصْغ إلى قوله، وطلبت مملوكا للطّواشيّ مُحسِن الصّالحيّ وعرّفته بأمرها ووعدته ومنّته إن قَتَل المُعِزّ، ثمّ استدعت جماعة من الخُدام واتّفقت معهم.
فلمّا كان يوم الثّلاثاء الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل لعب المُعِزّ أيْبَك بالكُرة، وصعِد إلى القلعة آخر النّهار، وأتى الحمّام ليقلب عليه ماء، فلمّا قلع ثيابه وثب عليه سَنْجَر الجوهريّ والخُدْام فرَمَوْه وخنقوه. وطلبت شَجَرُ الدّرّ ابنَ مرزوق على لسان الملك المُعِزّ فركب حماره وبادر ودخل القلعة من باب السّرّ، فرآها جالسة والمعزّ بين يديها ميتا، فأخبرته بالأمر فعظُم عليه جدّا، واستشارته فقال: ما أعرف ما أقول، وقد وقعتِ فِي أمر عظيم ما لكِ منه مخلّص.
ثمّ طلبت الأمير جمالَ الدّين أيْدُغدي، العزيزيّ، وعزّ الدّين أيْبَك الحلبيّ الكبير، وعرضت عليهما السّلطنة، فلمّا ارتفع النّهار شاع الخبر واضطرب النّاس ثمّ اتّفقوا على سلطنة الملك المنصور عليّ بن الملك المُعِزّ وعُمرُه يومئذٍ خمس عشرة سنة، وجعلوا أتابكه الأمير عَلَم الدّين سَنْجَر الحلبيّ المُشِد. وأخرِجت هِيَ من دار السّلطنة بعد أن امتنعت بها أيّاما. وجُعِلت فِي البرج الأحمر، وقبضوا على الجواري والخدّام وسَنْجَر الجوهريّ، ثمّ صُلِب هُوَ وأستاذه وجماعة من الخدّام.
وفي ثاني ربيع الآخر ركب الملك المنصور باللَّه السّلطنة.
وقال غيره: غارت شَجَرُ الدّرّ ورتّبت للمعزّ سَنْجَر الجوهريّ مملوك