الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولدُه، فأحضر بين يدي المُلْك المظفَّر، فسألوه عَنْ أَبِيهِ فقال: أبي ما يهرب، فأبصرُوه فِي القتلى. فأحضروا عدّة رءوس، فلمّا رآه بكى، وقال للملك المظفَّر: يا خَوَنْد نم طيّبا، ما بقي لك عدوّ تخاف منه، كَانَ هذا سَعْد التّتر، وبه يهزمون، وبه يفتحون الحصون.
-
حرف الميم
-
456-
محمد بْن أبي الحَسَن [1] أحمد بْن عَبْد الله بْن عيسى بْن أبي الرجال أحمد بْن عليّ.
الشَّيْخ الْفَقِيهُ، أبو عَبْد الله اليونينيّ [2] ، شيخ الإسلام الحَنْبليّ، الحافظ.
ذكره ولده الشَّيْخ قُطْبُ الدّين فِي «تاريخه» فرفع نَسَبَه إلى عَلي رضي الله عنه، فقال: ابن أَبِي الرجال أحمد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن
[1] انظر عن (محمد بن أبي الحسن اليونيني) في: ذيل مرآة الزمان، 1/ 429، 430، 2/ 59، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة 1/ 344، والوفيات للسلامي 1/ 238، والإشارة إلى وفيات الأعيان 356، والإعلام بوفيات الأعلام 275، والعبر 5/ 248، والمعين في طبقات المحدّثين 209 رقم 2197، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1450، ودول الإسلام 2/ 164، وتاريخ الإسلام (611- 620) في ترجمة «عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة» المتوفى سنة 620 هـ.) رقم 678، وصفة الغرباء من المؤمنين، للآجرّي، بقراءة تقيّ الدين اليونيني، تحقيق بدر بن عبد الله بن البدر- طبعة دار الخلفاء للكتاب الإسلامي بالكويت 1987- ص 78، وذيل الروضتين 207، وسير الأولياء في القرن السابع الهجريّ، لصفيّ الدّين الحسين بن علي بن ظافر- تحقيق مأمون محمود ياسين وعفّت وصال حمزة- طبعة دار القلم، بيروت (لا تاريخ) ص 127، 128، وحوادث الزمان المعروف بتاريخ ابن الجزري (مخطوطة محمد كربرللي) ، رقم 569 (بتحقيقنا) ، ومرآة الجنان 4/ 150، والمعين في طبقات المحدّثين 209 رقم 2197، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 269- 273، والبداية والنهاية 13/ 227- 229، وأعيان العصر 1/ ورقة 20 وج 6 ق 2/ ورقة 206، ودرّة الحجال لابن حجلة التلمساني 1/ 272، والوافي بالوفيات 2/ 121، والسلوك ج 1 ق 2/ 441، والنجوم الزاهرة 7/ 92، وشذرات الذهب 5/ 452، والدرر الكامنة 2/ 195، 278، 302 و 3/ 63، 260، 265، 365 و 4/ 18، 154 و 5/ 111، 198، والمنهل الصافي (مخطوط) 3/ ورقة 104، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 224- 229 رقم 939، ومختصر الذيل على طبقات الحنابلة 76، والمنهج الأحمد 388، والمقصد الأرشد، رقم 880، والدرّ المنضّد 1/ 403 رقم 1097، وعيون التواريخ 20/ 210 في وفيات سنة 656 هـ.، وعقد الجمان (1) 275، 276.
[2]
في مرآة الجنان 4/ 150 «الجويني» وهو غلط.
أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن الصادق بْن محمد الباقر بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب رضي الله عنه.
وحدَّث شيخنا الإمام الثّقة أبو الحُسَيْن أنّ والده الشَّيْخ الْفَقِيهُ ذكر لَهُ قبل أن يموت بقليل أنّنا من ذرّيّة الحُسَيْن بْن عليّ، وساق لَهُ هذا النّسب.
ولد في رجب سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بيونين، ولبس الخِرقَة من الشَّيْخ عَبْد اللَّه البطائحيّ صاحب الشَّيْخ عَبْد القادر، ولزِم الشَّيْخ عَبْد الله اليونينيّ، وكان يشفق عَلَيْهِ ويربّيه، فإنّه ربّي يتيما، وتعلّم الخطّ المنسوب، واشتغل بدمشق عَلَى الشَّيْخ الموفّق المُذْهب، وعلى الحافظ عَبْد الغنيّ فِي الحديث، وسمع منهما. ومن: أبي طاهر الخُشُوعيّ، وحنبل الرّصافيّ، وأبي اليمن الكِنْديّ، وأبي التّمّام القلانسيّ، وجماعة.
وروى الكثير بدمشق وبَعْلَبَكّ. وكان والده مرخّما بعلبكّ، وبدمشق، ثُمَّ سافر وترك محمّدا عند أمّه بدمشق بناحية الكشك، وكان فِي جِوارهم أولاد أمير، فتردّد معهم محمد إلى الجامع، فتلقّن أحزابا، ثُمَّ طلع الصّبيان إلى بستانٍ، فأسلَمَتْه أمُه نشابيا، فصار لَهُ فِي الشّهر خمسة دراهم، فكان يرتفق بها.
ثُمَّ ذهب يوما إلى المقرئ يسلّم عليه، فقال له: لم لَا تلازم القرآن يا ولدي، فإنّك يجيء منك شيء؟ فاعتذر بأنّه فِي دكّان، فقال: كم يُعطيك المعلّم؟ قَالَ:
خمسة دراهم فِي الشّهر. فأخرج لَهُ خمسة دنانير وقال: أَنَا أعطيك كلّ شهر هكذا. فاجتمع بأمّه وكلمَها. فلازَمه فختم عَلَيْهِ القرآن فِي مدةٍ يسيرة، ثُمَّ طلب لَهُ الشَّيْخ عَبْد الله اليُونيني مجوّدا، وقال لَهُ: إن كتب هُوَ مثلَك أعطيك ثلاثمائة. فتعلّم الخطّ وبرع فيه، وشارطه المجوّد عَلَى نسخ كتاب قصص بثلاثمائة، فكتب من أوّله ورقة، وأعطاه لمحمد فَنَسَخَه بخطّه، ثُمَّ قَالَ: يا بُنَيَّ قد برئت ذمّة الشّيخ من الثّلاثمائة.
ثُمَّ لازم الحفظ حتّى حفظ «الجمع بين الصّحيحين» . وكان ربّما يجوع.
وقد سَمِعَ مُرَّة من الكِنْديّ
…
[1] فكتب الطّبقة، فنظر فيها الكِنْديّ فأعجبه خطّه، فقال: هذا خطّك وهذا حظّك.
[1] بياض في الأصل.
روى عَنْهُ: أولاده أبو الحُسَيْن وأبو الخير وآمنة وأمة الرّحيم، وأبو عَبْد الله بْن أبي الفتح، وموسى بْن عَبْد العزيز، وإبراهيم بْن أحمد بْن حاتم، وأبو الحَسَن بْن حَسَن، ومحمد وإبراهيم ابنا بركات ابن القُرَيْشَة [1] ، ومحمد بْن المُحِبّ، والمجبي إمام المشهد، وعليّ بْن الشّاطبيّ، ومحمد بْن الزّرّاد، وعبد الرحيم بْن الحبّال، وعليّ بْن المظفَّر الكاتب، وطائفة سواهم فِي الأحياء.
وكان يكرّر عَلَى «الجمع بين الصّحيحين» للحُمَيْديّ.
ذكره عُمَر بْن الحاجب الحافظ فِي «مُعْجَمه» فِي سنة بضْع وعشرين وستمائة، فأطنب فِي نعته وأسهب، وأرغب فِي وصفه وأغرب، فقال: اشتغل بالفقه والحديث إلى أن صار إماما حافظا، وصار مقدّم الطّائفة، لم نر فِي زمانه مثْلَ نفسه فِي كماله وبراعته. جمع بين عِلمَيِ الشّريعة والحقيقة. وكان حُمَيْد المساعي والآثار، حَسَن الخلق والخلق، نفّاعا للخلق، مطّرحا للتّكلف. من جملة محفوظاته «الجمع بين الصّحيحين» للحُمَيْديّ. وحدّثني أَنَّهُ حفظ «صحيح مُسْلِم» جميعه، وكرّر عَلَيْهِ فِي أربعة أشهر. وكان يكرّر عَلَى أكثر «مُسْنَد أحمد» من حفظه، وأنّه كَانَ يحفظ فِي الجلسة الواحدة ما يزيد عَلَى سبعين حديثا.
وقال قُطْبُ الدّين [2] : كَانَ، رحمه الله، يصلّي بالشّيخ عَبْد الله، وحفظ «الجمع بين الصّحيحين» وأكثر «المسند» ، وحفظ «صحيح مُسْلِم» فِي أربعة أشهر، وحفظ سَوْرَة الأنعام فِي يوم، وحفظ من «المقامات» ثلاثة إلى نصف نهار الظّهر. وتزوّج ستٌّ زوجات، وخلّف خمسة أولاد: عليّا وخديجة وآمنة وأمّهم تركمانيّة، وموسى- يعني نفسه- وأمة الرّحيم، وأمّهما زينُ العرب بِنْت نصر الله أخي قاضي القُضاة شمس الدِّين يحيى بْن سَنِي الدّولة.
ثُمَّ قَالَ: والنّسب الَّذِي ذكرناه رواه عَنْهُ ولده أبو الحُسَيْن عليّ. قَالَ:
أظهره لي قبل وفاته لأعلم أنّ الصَدَقَة تحرم علينا.
وكان الملك الأشرف موسى يحترمه ويعظّمه ويعتقد فيه، وكذلك أخوه الملك الصّالح.
[1] ترد في المصادر: «القريشة» ، والقرشية.
[2]
في ذيل مرآة الزمان.
قَالَ: ولمّا قِدم المُلْك الكامل إلى دمشق طلب من أخيه الأشرف أن يُحِضر لَهُ الشَّيْخ ليراه، فأحضره من بَعْلَبَكّ. فلمّا رآه عظم فِي عينه، وأرسل إِليْهِ مالا فلم يقبله.
ولمّا مَلَكَ الصّالح نجمُ الدّين البلادَ قَالُوا لَهُ عَنْهُ إنّه يميل إلى عمّه الصّالح إسماعيل، فبقي فِي نفسه منه، فلمّا اجتمع بِهِ بالغ فِي إكرامه، ولم يشتغل عَنْهُ بغيره، فلمّا فارقه بالَغَ فِي الثّناء عَلَيْهِ، فقيل لَهُ: إلّا أَنَّهُ يحبّ عمّك الصّالح. فقال: حاشى ذاك الوجه المليح.
وقدِم فِي أواخر عُمُرُه دمشقَ سنة خمسٍ وخمسين، فخرج المُلْك النّاصر إلى زيارته بزاوية الْقُرَشِيّ، وتأدّب معه، وعظّمه، واستعرض حوائجه.
وكان يكره الاجتماع بالملوك ولا يؤثره، ولا يقبل إلّا هدية من مأكول ونحوه.
قلت: وقد خدمه مدّة شيخُنا عليّ بْن أحمد بْن عَبْد الدّائم، فقال: كَانَ للشّيخ الْفَقِيهُ أوراد، لو جاء ملك من الملوك ما أخّرها عَنْ وقتها. وكنت أخدمه، فورد الشَّيْخ عثمان شيخُ ديْر ناعِس، فجلس ينتظر الشَّيْخ، فقال:
أشتهي أن يكشف الشَّيْخ الْفَقِيهُ عَنْ صدره فأعانقه، ويُعطيني ثوبه. فلمّا جاء الشَّيْخ وأكلوا، قَالَ: قُم يا شيخ عثمان. فكشف عَنْ صدره وعانقه، وأعطاه ثوبه، وقال: كلّما تقطّع ثوبٌ أعطيتُك غيره.
وكان ما يرى إظهار الكرامات، وكان يَقُولُ: كما أوجب الله عَلَى الأنبياء عليهم السلام إظهار المعجزات، أوجب عَلَى الأولياء إخفاء الكرامات.
قَالَ: وذكروا مُرَّة عنده الكرامات فقال: والكم أيش الكرامات. كنت عند الشَّيْخ عَبْد الله وأنا صغير، وكان عنده بَغَادِدَة يعملون مجاهدات، فكنت أرى من يخرج من باب دمشق، وأرى الدُّنيا أمامي مثل الوردة فكنت أقول للشّيخ: يا سيّدي يجيء إلى عندك من دمشق أناس ومعهم كذا وكذا، وأناس من حمص ومن مصر، فإذا جاء ما أقول يقولون: يا سيّدي، نَحْنُ نعمل مجاهدات وَمَا نرى، وهذا يرى. فيقول: هذا ما هُوَ بالمجاهدات، هذا موهبة من الله.
وقال خطيب زَمْلَكا ابن العزّ عُمَر: حدَّثني العارف إسرائيل بْن إبراهيم قَالَ: طلب الشَّيْخ الْفَقِيهُ من الشَّيْخ عثمان شيخ دير ناعِس قضيّة، قَالَ: فقضيت الحاجة، فقال الشَّيْخ الْفَقِيهُ: أحسنْتَ يا شيخ عثمان. فقال بعض الفُقراء: يا سيّدي أنت ما عندك أحدٌ مثل الْفَقِيهُ لِمَ لَا قام هُوَ فِي هذا بنفسه؟
فقال: الخليفة إذا أراد شغلا يأمر بعض مَن عنده يقوم فيه.
وحدّثني إسرائيل أنّ الوزير أمين الدولة دعا الشَّيْخ الْفَقِيهُ والشّيخ عثمان والفقراء، وكنت فيهم، فلمّا قِدم الشَّيْخ الْفَقِيهُ قام ابن البغيلة النّقيب وتلقّى الشَّيْخ وتكلّم، فلمّا شرعوا فِي الأكْل شمّر الشَّيْخ الْفَقِيهُ سواعده وأكل، ولم يأكل الشَّيْخ عثمان، فقال أمين الدّولة: يا سيّدي، لِمَ لَا تأكل؟ فقال الفقيه:
خلّيه فقد حصَلَتْ لَهُ البركة.
فلمّا خرجوا قِيلَ للشّيخ عثمان: أنت تحبّ الشَّيْخ محمد وَمَا تشتهي تفارقه، وأكل وأنت لم تأكل. فقال: نظرت إلى الطّعام فوجدته نارا، ورأيته إذا مدّ يده إلى اللّقمة وأخذها تصير نورا، وأنا هذا الحال ما أقدر عَلَيْهِ.
وأخبرني الإمام فخر الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف البَعْلَبَكِّيّ قَالَ: أخبرني الشَّيْخ عثمان قَالَ: كَانَ فِي خاطري ثلاث مسائل أريد أن أسأل عَنْهَا الشَّيْخ الْفَقِيهُ. قَالَ: فأجابني عَنْهَا قبل أن أسأله.
وأخبرني شيخنا شمس الدّين حسين بْن دَاوُد قَالَ: كَانَ الشَّيْخ الْفَقِيهُ حَسَن المحاورة، ما كنت أشتهي أن أفارقه من فصاحته.
وأخبرني إبراهيم بْن الشَّيْخ عثمان بدير ناعس: أخبرني أَبِي فقال: قُطْبُ الشَّيْخ الْفَقِيهُ ثمان عشرة سنة.
أخبرني الشَّيْخ تقيّ الدّين إبراهيم بْن الواسطيّ خال: رَأَيْت للشّيخ الْفَقِيهُ روايا تدلُ عَلَى أَنَّهُ أعطي، ولاية، أوْ كما قَالَ.
وسمعت قاضي القُضاة أبا المفاخر- يعني ابن الصّائغ- يَقُولُ: سَأَلَ المُلْك الأشرف الشَّيْخ الْفَقِيهُ فقال: يا سيّدي أشتهي أبصِر شيئا من كراماتك.
فقال الشَّيْخ: أيش يكون هذا.
فلمّا أراد الشَّيْخ الخروج بادر الأشرف إلى مداسه وقدّمه، فقال لَهُ
الشَّيْخ: هذا الَّذِي كنتَ تطلُبُه قد رأيتَه. أنت المُلْك الأشرف ابن المُلْك العادل، وأنا ابن واحدٍ من يُونين تقدَّم مداسي. فأطرق الأشرف.
قلت: وحدّثني الشَّيْخ أبو الحُسَيْن شيخنا أنّ أَبَاهُ توضّأ بقلعة دمشق عَلَى البركة، فلمّا فرغ نفض لَهُ السُّلطان المُلْك الأشرف بعض عمامته، وقدّمها لَهُ تَنَشَّفَ بها.
وقال ابن الحاجب: وكان، رحمه الله، مليح الشَّيْبة، حَسَن الشَّكْلِ والصّورة، زاهدا وقورا، ظريف الشّمائل، مليح الحرمات، حُمَيْد المساعي، بَشُوش الوجه، لَهُ الصّيت المشهور والإفضال عَلَى المنتابين. وكان من المقبولين المعظّمين عند الملوك.
قلت: هذا كلّه قاله ابن الحاجب والشّيخ الْفَقِيهُ كهل. وعاش بعد ذَلِكَ ثلاثين سنة فِي ازدياد. وكان الشَّيْخ بهيّا، نورانيّا، عَلَيْهِ جلالة وهيبة، لَا يشبع الشّخص من النّظر إِليْهِ، فرحمة [1] الله عليه.
توفّي في تاسع عشر رمضان بعلبكّ، ودفن عند شيخه عبد الله اليُونيني [2] .
457-
محمد بْن أحمد بْن أَبِي بَكْر بْن عاصم بْن عثمان بْن عيسى.
الْفَقِيهُ، أبُو عَبْد الله العَدَويّ، الحلبيّ، الشّافعيّ.
ممّن راح تحت السّيف بحلب.
روى عَنْ: عُمَر بْن طَبَرْزَد.
ثنا عَنْهُ: إسحاق بْن النّحّاس.
458-
محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن التابلان.
المنبجيّ.
[1] في الأصل: «فرحمت» .
[2]
روى بالإجازة عَنْ: أبي الفَرَج ابن الجوزيّ.
ثنا عَنْهُ: التّاج صالح القاضي.
459-
محمد بْن حامد بْن أبي العميد بْن أميري.
الْفَقِيهُ، أبو الفَضْلِ القَزْوينيّ، الشّافعيّ.
سَمِعَ بأصبهان من محمد بْن محمد بْن الْجُنَيْد الصُّوفيّ.
وحدَّث بمدينة حلب، وبها عُدِم فِي الوقعة.
ولَقبُهُ: عماد الدين.
روى عَنْهُ: الشَّيْخ محمد بْن أبي الفَضْلِ الْجَعْبَريّ الخطيب.
460-
محمد بْن خليل [1] بْن عَبْد الوهّاب بْن بدر.
الحورانيّ ثُمَّ الدّمشقيّ. هُوَ الشَّيْخ محمد الأكّال.
كَانَ أصله من جَبَل بني هلال، ومولده بقصر حجَّاجُ سنة ستّمائة.
ذكره قُطْبُ الدّين فِي «تاريخه» [2] فقال: كَانَ رجلا صالحا، كثير الإيثار، وحكاياته مشهورة فِي أخْذه الأجرة عَلَى الأكْل. ولم يسبقه إلى ذَلِكَ أحد، ولا اقتفى أثره من بعده أحد. ولا شكّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ حالٌ ينفعل لَهُ بها النّاس.
وكان جميع ما يُفتح عَلَيْهِ عَلَى كثرته يصرفه فِي القربات والأرامل والمحبّسين.
وكان بعض الناسُ ينكر عَلَى من يعامله هذه المعاملة، وينسبه إلى التّهوّر فِي فِعله، فإذا اتّفق اجتماعه بِهِ انفعل لَهُ انفعالا كلّيّا، ولا يستطيع الامتناع من إعطائه كلّ ما يروم.
وكان حَسَن الشّكل، مليح العبارة، حلو المحادثة. لَهُ قبول تامّ من سائر النّاس. وكان كثير المحبّة فِي الشَّيْخ الْفَقِيهُ، وله تردّد إِليْهِ، ويأكل عنده بلا أجرة.
[1] انظر عن (محمد بن خليل) في: ذيل الروضتين 207، والبداية والنهاية 13/ 229، وذيل مرآة الزمان 1/ 389- 392، والعبر 5/ 248، والوافي بالوفيات 3/ 49، وعيون التواريخ 20/ 245، وفوات الوفيات 3/ 351، 352 رقم 449، وشذرات الذهب 5/ 294.
[2]
ذيل الروضتين 207.
تُوُفّي إلى رحمة الله فِي خامس رمضان.
قلت: كَانَ يطلب الأجرة عَلَى مقدار قيمة الأكل ومقدار المعطي. وبَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: ما غلبني إلّا واحدٌ دقّ عَلَى الْبَابُ فوجده مفتوحا ومعه رأس غنم، فأدَخل الرّأس وردّ الْبَابُ وسكّره، وبقيتُ أصيح، وقد هرب ولم أعرفه، وراح عليّ أجرة أخذي الرّأس الغنم [1] .
461-
محمد بْن زكريّا بْن رحمة بْن أبي الغيث.
العفيف، أبُو بَكْر الدّمشقيّ، الخيّاط.
وُلِد سنة ثمانين وخمسمائة. وأجاز لَهُ الخُشُوعيّ، والبهاء ابن عساكر، وجماعة.
وخرّجوا لَهُ «مشيخة» بالإجازة.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وابن الخبّاز، والبرهان رئيس المؤذّنين، ومحيي الدّين إمام المشهد، وآخرون.
وتُوُفّي فِي سابع عشر ذي الحجّة. وقيل: بل تُوُفّي سنة تسعٍ.
462-
محمد بْنِ عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَد بن أبي بكر.
[1] وقال أبو شامة: «وأبوه شيخ مشهور بالقراءات، قرأت عليه في صغري الجزء الأول من سورة البقرة. وكان إمام مقصورة الحنفية التي خلف مقصورة الخضر رحمهما الله» .
[2]
انظر عن (محمد بن عبد الله) في: اختصار القدح المعلّى لابن سعيد 192- 195 رقم 58، والمغرب في حلى المغرب، له 2/ 309، وصلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني 2/ ورقة 50، والذيل والتكملة للكتابي الموصولى والصلة للمراكشي 6/ 253- 275 رقم 709، وعنوان الدراية للغبريني 309- 313 رقم 95، والوفيات لابن قنفذ 324، 325 رقم 658، وأزهار الرياض 3/ 204، والمعين في طبقات المحدّثين 210 رقم 2198، والإعلام بوفيات الأعلام 275، والإشارة إلى وفيات الأعيان 356، وسير أعلام النبلاء 23/ 336- 339 رقم 234، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1452، والعبر 5/ 249، ومرآة الجنان 4/ 150، والوافي بالوفيات 3/ 355- 358 رقم 1436، وفوات الوفيات 3/ 404- 407 رقم 471، وعيون التواريخ 20/ 245، وتاريخ ابن خلدون 6/ 283- 285، وتاريخ الدولتين 20- 27، والنجوم الزاهرة 7/ 92، ونفح الطيب 2/ 589- 594 رقم 218، وشذرات الذهب 5/ 275، وتاريخ الفكر الأندلسي 277- 280، وتاريخ الأدب العربيّ، لكليمان أوار 204، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 84، والأعلام 7/ 110، وذكره ابن إياس في وفيات سنة 657 هـ. بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 302، وتاريخ الخلفاء 477، وكشف الظنون 49، وإيضاح المكنون 1/ 21،
الحافظ العلّامة، أبُو عَبْد الله القضاعيّ، البلنسيّ، الكاتب، الأديب، المعروف بالأبّار وبابن الأبّار.
وُلِد سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه الشَّيْخ أبي محمد الأبّار، وأبي عَبْد الله محمد بْن أيّوب بْن نوح الغافقيّ، وأبي الْخَطَّاب أحمد بْن واجب، وأبي سليمان دَاوُد بْن سليمان بْن حوط الله، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن سعادة، وأبي عليّ الحُسَيْن بْن يوسف بْن زلال، وأبي الرّبيع سليمان بْن موسى بْن مسالم الكلاعيّ الحافظ وبه تخرّج.
وعنِي بالحديث، وتجوّل بالأندلس، وكتب العالي والنّازل. وكان بصيرا بالرّجال، عارفا بالتّاريخ إماما فِي العربيّة، فقيها، مُقرِئًا، إخباريا، فصيحا، مفوّها، لَهُ يدٌ فِي البلاغة والإنشاء، والنّظم، والنّثر. كامل الرئاسة، ذا جلالة وأبّهة وتجمّل وافر. وله مصنّفات كثيرة فِي الحديث، والتّاريخ، والآداب.
كمّل «الصّلة» البَشْكُوالية [1] بكتابِ فِي ثلاثة أسفار، اختصرتُه فِي مجلّد.
ومن رَأَى كلام الرّجل علِم محلّه من الحديث والبلاغة.
وكان لَهُ إجازةٌ من أبي بكر محمد بن أحمد بن جمرة، روى عَنْهُ بها.
وقتل مظلوما بتونُس عَلَى يد صاحبها فِي العشرين من المحرَّم، فإنّه تخيّل منه الخروجَ، وشقّ العصا، ولم يكن ذَلِكَ من شِيمته، رحمه الله.
وبَلَغني أيضا أنّ بعض أعدائه ذكر عند صاحب تونس أَنَّهُ ألّف تاريخا، وأنّه تكلّم فيه فِي جماعة. وقيل هذا فُضُولي يتكلّم فِي الكِبار. فطُلِبَ وأحسّ بالهلاك، فقال لغلامه: خُذ البَغْلة وامضِ بها حيث شئتَ، فهي لك. فلمّا دخل قتلوه، فنعوذ باللَّه من شرّ التّاريخ، ومن شرّ كلّ ذي شرّ.
ورأيت لَهُ جزءا سمّاه «دُرَر السّمط فِي خبر السّبط عليه السلام» ينال فيه من بني أميّة، ويصف عليّا عليه السلام بالوحي، وهذا تشيّع ظاهر، لكنّه إنشاء بديع، ونثر بليغ.
[ () ] 435 و 2/ 505، وآداب اللغة العربية 3/ 77، وديوان الإسلام 1/ 175، 176 رقم 260، والأعلام 6/ 233 ومعجم المؤلفين 10/ 204.
[1]
كذا. وهي نسبة إلى ابن بشكوال.
463-
محمد بْن عَبْد الكريم بْن عُمَر.
الزّاهد، الكبير، أبو عَبْد الله الأندلسيّ، الجوشيّ، الشّهير بالعطار.
حجّ من الأندلس مرّتين، فسمع فِي الثّانية من يونس الهاشميّ «صحيح الْبُخَارِيّ» ، ومن أبي الفتوح الحُصْري «السُّنَن» ، ومن أصحاب الكروخيّ «جامع أبي عيسى ت» [1] .
وروى الكثير. أكثَرَ عَنْهُ أبو جعفر بْن الزُّبَيْر، وقال: مات فِي المحرَّم، وعاش بضعا وتسعين سنة.
قلت: مات سنة ثمانٍ وخمسين.
464-
محمد بْن عَبْد الهادي [2] بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْن قُدامة.
المسند شمس الدّين، أبو عَبْد الله المقدسيّ، أخو العماد.
سمع من: محمد بن حمزة بن أبي الصَّقْر، ويحيى الثَّقَفيّ، وعبد الرّزّاق بْن نصر النّجّار، وابن صدقة الحرّانيّ، وغيرهم.
وكان شيخا معمّرا، ديّنا، حافظا لكتاب الله، قليل الخلطة بالنّاس، صالحا متعفّفا.
أثنى عَلَيْهِ الحافظ الضّياء، وغيره.
وقال الشّريف عزَّ الدّين: استشهد بساوية من عمل نابلس، وكان إمامها، عَلَى يد التّتار فِي جُمَادَى الأولى، وقد نيفٌ عَلَى المائة.
قَالَ الذّهبيّ: ما أحسبه جاوز التّسعين.
وقد روى عَنْهُ: ابن الحلوانيّة، والدّمياطيّ، والقاضي تقيّ الدّين، وشرف الدّين، عَبْد الله بْن الحافظ، ومحمد بْن أحمد البجّديّ الزّاهد، ومحمد بْن أحمد أخو المُحِبّ، ومحمد بن الصّلاح، ومحمد بن الزّرّاد، وآخرون.
[1] هكذا، ويعني: الترمذي.
[2]
انظر عن (محمد بن عبد الهادي) في: صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني 2/ ورقة 54، والإشارة إلى وفيات الأعيان 355، والإعلام بوفيات الأعلام 275، والعبر 5/ 249، وسير أعلام النبلاء 23/ 342، 343 رقم 238، والوافي بالوفيات 4/ 61 رقم 1509، وشذرات الذهب 5/ 295، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1441، وذيل التقييد للفاسي 1/ 169 رقم 298، والدليل الشافي 2/ 650.
وحدَّث «بصحيح مُسْلِم» بالجبل فِي سنة اثنتين وخمسين عَن ابن صَدَقة.
465-
محمد بْن عَبْد الواحد [1] بْن عَبْد الجليل بْن عليّ.
القاضي الْفَقِيهُ، زكيّ الدّين أبو بَكْر المخزوميّ، اللّبنيّ، الشّافعيّ.
أعاد بدمشق بالمدرسة النّاصريّة أوّل ما فتحت، ودرّس بمدرسته الفتحيّة.
وولّي قضاء بانياس وقضاء بصرى. ثُمَّ وُلّي قضاء بَعْلَبَكّ بعد قاضيها صدر الدّين عَبْد الرّحيم.
وكان محمودا فِي أحكامه، لَهُ فضائل ومُشاركات جيّدة.
ذكر أَنَّهُ من ذُرّية خَالِد بْن الْوَلِيد رضي الله عنه. وقد عاش ولده مَعِين الدّين إلى سنة نيّف عشرة وسبعمائة.
توفّي زكيّ الدّين بعلبكّ فِي ذي القعدة وهو فِي عَشْر السبعين، وله شِعْر حَسَن.
466-
محمد بْن غازي [2] بْن محمد بْن أيّوب بْن شادي.
السُّلطان المُلْك الكامل، ناصر الدّين، أبو المعالي بْن المُلْك المظفَّر بْن العادل صاحب ميّافارقين.
تملّك البلدَ بعد وفاة أبيه سنة خمس وأربعين وستمائة.
ذكره الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [3] فقال: كَانَ ملكا جليلا ديّنا، خيّرا، عالِمًا، عادلا، مَهيبًا، شجاعا مُحسِنًا إلى رعيّته، كثير التّعبّد والخشوع. لم يكن فِي بيته من يضاهيه فِي الدّين وحُسْن الطّريقة.
استشهد بأيدي التّتار بعد أخذ ميّافارقين منه، وقطع رأسُه، وطيف بِهِ فِي
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: ذيل مرآة الزمان 2/ 73- 75.
[2]
انظر عن (محمد بن غازي) في: ذيل الروضتين 205، وذيل مرآة الزمان 1/ 430- 432 و 2/ 75، والمختصر في أخبار البشر 3/ 203، وسير أعلام النبلاء 23/ 201، 202 رقم 120، والإشارة إلى وفيات الأعيان 356، ودول الإسلام 2/ 164، والعبر 5/ 249، 250، وتاريخ ابن الوردي 2/ 293، والوافي بالوفيات 4/ 306، 307 رقم 1849، ومرآة الجنان 4/ 150، والسلوك ج 1 ق 2/ 441، والنجوم الزاهرة 7/ 91، وشفاء القلوب 387، 388 رقم 88، وشذرات الذهب 5/ 295.
[3]
في ذيل الروضتين 205.
البلاد بالمغاني والطّبول. ثُمَّ عُلْق بسور باب الفراديس. فلمّا انكسروا دفنه المسلمون بمسجد الرّأس الَّذِي داخل باب الفراديس.
وكان رحمه الله أوّلا يداري التّتار، فلمّا خَبِرَهم انقبض منهم، ولمّا رآهم عَلَى قصده قِدم دمشق مستنجدا بالملك النّاصر، فأكرمه غاية الإكرام، وقدّم لَهُ تقادم جليلة، ووعده بالنّجدة، فرجع إلى ميّافارقين، ولم يمكن النّاصر أن ينجده.
ثُمَّ إنّ هولاوو سيّر ابنه أشموط لمحاصرته، فنازله نحوا من عشرين شهرا، وصابَرَ الكاملُ القتالَ حتّى فني أكثر أهل البلاد، وعمّهم القتلُ والوباء والغلاء المُفْرِط والعدم.
قلت: حدّثني شيخنا تاج الدّين محمود بْن عَبْد الكريم الفارقيّ، قَالَ:
سار المُلْك الكامل بْن غازي إلى قلاع بنواحي آمد فافتتحها، ثُمَّ سيّر إليها أولاده وأهله، وكان أَبِي فِي خدمته، فرحل بنا إلى حصن من تِلْكَ الحصون، فعبر علينا التّتار فاستنزلوا أولاد الكامل بالأمان، ومرّوا بهم علينا، وعُمري يومئذٍ سبْعُ سنين. ثُمَّ إنّهم حاصروا ميّافارقين، فبقوا نحو ثمانية أشهُر.
فنزل عليهم الثّلج والبرد حتى هلك بعضهم. وكان المُلْك الكامل يخرج إليهم ويحاربهم وينكي فيهم، فهابوه. ثُمَّ إنّهم بنَوا عليهم مدينة بإزاء البلد بسورٍ وأبرجة.
وأمّا أهل ميّافارقين فنفدت أقواتُهم وجاعوا، حتّى كَانَ الرّجل يموت فِي البيت فيأكلون لحمه. ثُمَّ وقع فيهم مَوَتان، وفتر التّتر عن قتالهم وصابروهم.
وفني أكثر أهل البلد. وفي آخر الأمر خرج بعض الغلمان إلى التّتار، فأخبروهم بجِلية الأمر، فما صدّقوه وقالوا: هذه خديعة. ثُمَّ تقرّبوا إلى السّور [1] فبقوا عنده أسبوعا لَا يجسرون عَلَى الهجوم، فدلّى إليهم مملوك الكامل حبْلًا، فطلعوا إلى السّور، فبقوا أسبوعا لَا يجسرون عَلَى النّزول إلى البلد. وكان قد بقي فيها نحو سبعين نفسا بعد ألوفٍ من النّاس.
ثُمَّ دخلت التّتار عَلَى الكامل دارَه وأمّنوه، وعذّبوا أربعين رجلا عَلَى
[1] هكذا. وهو يرد في المصادر بالصاد والسين.
المال كانوا قد اشتروا أمتعةُ كثيرة وذخائرَ ونفائس من الغلاء، فاستفوهم ثُمَّ قتلوهم. وقدموا بالكامل عَلَى هولاكو، وهو بالرّها، وهو قاصدٌ حلب، فإذا هُوَ يشرب، فناول الكاملَ كأسا من الخمر، فامتنع وقال: هذا حرام. فقال هولاكو لامرأته: ناوليه أنتِ. والتّتار أمرُ نسائهم فوق أمرهم، فناولَتْه فأبى، وسبّ هولاكو وبصق فِي وجهه. وكان قبل ذَلِكَ قد سار إلى التّتار، ورأى القان الكبير، وعندهم فِي اصطلاحهم أنّ من رأى وجه القان لَا يموت. فلمّا واجه هولاكو بهذا الفِعل استشاط غضبا وقتله.
وكان الكامل، رحمه الله، شديد البأس، قويّ النَّفْس، آلت بِهِ الحال إلى ما آلت ولم ينقهر للتّتار، بحيث أنّهم أتوا بأولاده وحريمه إلى تحت السّور، وكلّموه فِي أن ينزل بالأمان فقال: ما لكم عندي إلّا السيفَ.
467-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصّمد بْن أحمد.
أبو المعالي ابن الطَّرَسُوسيّ، الحلبيّ، الشّافعيّ.
وُلِد سنة تسعٍ وثمانين وخمسمائة.
وحدَّث عَنْهُ: عُمَر بْن طَبَرْزَد.
واستُشْهِد بحلب.
468-
محمد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد.
الْفَقِيهُ، أبو المفاخر بْن أبي الفتح بْن أبي غانم ابن أبي جرادة، العُقَيْليّ الحلبيّ، الحنفيّ ابن العديم.
روى عَنْ: ثابت بْن مُشرف.
وأجاز لَهُ: التّاج الكِنْديّ، وجماعة.
كتب عَنْهُ الدّمياطيّ بنصِيبين. واستشهد بحلب كهْلًا [1] .
469-
محمد بْن يوسف [2] بْن محمد.
[1] وذكر قطب الدين اليونيني من شهداء بني العديم في واقعة حلب: عبد الواحد بْن عَبْد الصّمد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي جرادة بن العديم الحلبي، وكان فقيها محدّثا، أديبا، ينعت بالبدر المعروف بابن الغنائم.
[2]
انظر عن (محمد بن يوسف) في: ذيل الروضتين 208، وذيل مرآة الزمان 361، 362.
الفَخْرُ الكنجيّ، نزيل دمشق.
عُنِي بالحديث، وسمع الكثير، ورحل وحصّل. ثُمَّ إنّه بدا منه فضول فِي أيّام التّتار بدمشق.
قَالَ الإمام أبو شامة: قُتِل بجامع دمشق يوم التّاسع والعشرين من رمضان. وكان فقيها محدّثا، لكنّه كَانَ كثير الكلام، يميل إلى الرَّفْض. جمع كُتُبًا فِي التّشيّع وداخل التّتار، فانتدب لَهُ من تأذّى منه فبقر بطْنَه بالجامع.
قُتِل كما قُتِل غيره من أعوان التّتار مثل الشّمس محمد بْن عَبَّاس الماكسِيني [1] ، وابن البغيل [2] الَّذِي كَانَ يسخّر الدّوابّ.
470-
مُحَمَّد بْن أبي القَاسِم [3] بْن مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن عُمَر.
الضّياء، أبو عَبْد الله القَزْوينيّ الأصل، الحلبيّ المولد، الصُّوفيّ.
وُلِد سنة اثنتين وسبعين.
وسمع من: يحيى الثَّقَفيّ.
روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، والقاضي عزَّ الدّين العديميّ، وأخوه عَبْد المحسن، والعماد ابن البالِسي، وأخوه عَبْد الله، والكامل إسحاق الأَسَديّ، وحفيده عَبْد الله بْن إبراهيم بْن محمد الصُّوفيّ نزيل القاهرة، وغيرهم، وتاج الدّين الْجَعْبَريّ.
وحدَّث بدمشق وحلب.
تُوُفّي بحلب فِي أوائل ربيع الآخر بعد رحيل التّتار، خذلهم الله.
471-
مبارك بْن يحيى [4] بْن مبارك بن مقبل.
[1] ذيل مرآة الزمان 1/ 362، وقد تقدّم باسم «عباس بن محمد بن أحمد الماكسيني الدمشقيّ» برقم (434) .
[2]
ذيل مرآة الزمان 1/ 362.
[3]
انظر عن (محمد بن أبي إسحاق) في: صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني 2/ ورقة 53، والعبر 5/ 250، وسير أعلام النبلاء 23/ 349، 350 رقم 248، وشذرات الذهب 5/ 295، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 419 رقم 239.
[4]
انظر عن (مبارك بن يحيى) في: ذيل مرآة الزمان 1/ 385، و 2/ 36، 37، وعيون التواريخ 20/ 244، والسلوك ج 1 ق 2/ 444.
الأديب، مخلص الدّين، أبو الخير الحمصيّ.
انجفل من حمص ولجأ إلى جَبَل لبنان، فتوفّي بقريةٍ هناك.
قَالَ الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [1] : كَانَ فاضلا، عارفا بالأدب والنّسب، سَنِي المُذْهب.
قد اختصر كتاب «الجمهرة» لابن الكلبيّ فِي الأنساب، وله شِعْر حَسَن [2] .
تُوُفّي فِي المُعْتَرَك [3] .
472-
مختار بْن محمود [4] بْن محمد.
الزّاهديّ، الغزمينيّ، وغزمينة من قَصَبات خُوارزْم.
الشَّيْخ العلّامة نجم الدّين، أبو الرجاء. لَهُ التّصانيف المشهورة المقبولة، منها:«شرح القدوريّ» و «الجامع في الحيض» ، و «الفرائض» ، و «زاد الأئمّة» و «المجتنى فِي الأصول والصّفوة فِي الأصول» .
قرأ بالرّوايات عَلَى العلّامة رشيد الدّين يوسف بْن محمد القيدي. وتفقّه عَلَى علاء الدّين سديد بْن محمد الخيّاطيّ المحتسب، وفخر الأئمّة صاحب «البحر المحيط» .
[1] في ذيل المرآة 1/ 385.
[2]
ومن شعره:
بدا لي وقد خطّ العذار بوجهه
…
حبيب له منّي عليّ رقيب
كمثل هلال العيد لاح وقد دنا
…
من الأفق مرماه وحان مغيب
وله أيضا:
تمثّلت حين لقيت الحبيب
…
على غضب منه لم ينقض
وقبّل كفّي ولم يبتسم
…
وقبّلته وهو كالمعرض
ومن يك في سخطه محسنا
…
فكيف يكون إذا ما رضي؟
[3]
لم يذكره كحّالة في معجم المؤلّفين، مع أنه من شرطه.
[4]
انظر عن (مختار بن محمود) في: تاج التراجم لابن قطلوبغا 54، ومفتاح السعادة لطاش كبرى 2/ 140، 141، والجواهر المضيّة 2/ 1166، 167، وكشف الظنون 577، 678، 866، 893، 895، 897، 945، 1080، 1247، 1278، 1357، 1446، 1592، 1631، 1921، وهدية العارفين 2/ 432، والفوائد البهية 213، ومعجم المؤلفين 12/ 211.