الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه نتوكل
ثم دخلت سنة 1373 ه
ـ
استهلت هذه السنة والمملكة العربية السعودية قد بلغت في الأمن والطمأنينة والثروة العظيمة الذروة العليا وتعيش في رغدها تحت ظلّ العاهلِ الملك عبد العزيز وهنا مشكلات في العالم العربي فهذه واحة البريمي تريد بريطانيا الاستيلاء عليها بدعوى أنها من ممتلكاتها فلا يزال صدى الاعتداءات البريطانية في العالمين العربي والإِسلامي مترددًا وقد نشرت الأهرام عن الأستاذ الشقيري تحدثه عن موقف عاهل الجزيرة وولي عهده والأمير فيصل من العدوان البريطاني على البريمي النهاية للستار الحديدي البريطاني في جزيرة العرب ما نصه: "اهتزت البلاد العربية للأنباء الدامية التي تحدث عنها بلاغ المملكة العربية السعودية بشأن اعتداءات الإِنجليز على واحة البريمي السعودية، وقد اهتمت الدوائر العربية لهذا النبأ اهتمامًا بالغًا وبادر مندوب الأهرام لأداء واجبه بإطلاع الرأي العام العربي على حقيقة الموقف إذ قضية البريمي. وقد رأى مندوب الأهرام أن يستطلع رأي الأستاذ أحمد الشقيري الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في هذه القضية العربية الجديدة وموقف العالم العربي فقال: "سعودية في الصميم" واحة البريمي أرض عربية في الصميم وهي سعودية في الصميم تقع في الجهة الشرقية من المملكة العربية السعودية. وللبيت السعودي فيها تاريخ حافل بالوقائع والحوادث ولا شأن للإِنجليز فيها إلَّا أن يكون بحر المانش قد انتقل إلى الخليج الفارسي بقدرة قادر وسحر ساحر، ويومئذٍ تبدَّل الأرض غير
الأرض والتاريخ غير التاريخ "السخرية الفاضحة": وتكلم الأستاذ الشقيري عن حوادث العدوان فقال: هذا عدوان صارخ أثيم وإجرام دولي عريق يثير في النفس الإِنسانية كل معاني النقمة والاستنكار وإنَّه لمما يدعو إلى الأسف الساخر أن تقع تلك الحوادث البربرية في هذه الآونة وفي الجانب الآخر من العالم الجديد يتعاقد ساسة العالم على منبر الأمم المتحدة ينادون بالحق والسلام ويدعون إلى الإِخاء والمساواة بل لعله مما يحمل على السخرية الفاضحة أن يقوم رئيس الوفد البريطاني في الأمم المتحدة فيتحدث عن هيئة القانون وسلطان الأخلاق ورفعة الفضائل الإِنسانية والقيم الرُّوحية على حين يداهم الجنود البريطانيون واحة البريمي فيمعنون في أهلها بأبشع ألوان التقتيل والترويع لا فرق بين طفل راضع ولا شيخ راكع. ثم ذكر ما قد ارتكبوه في الفضائح بأنَّهم يعيثون فسادًا في واحة البريمي فأفشوا في ربوعها القلق والفزع وضربوا حولها سورًا من الحصار فمنعوا عن أهلها المؤن وأسباب العيش. وأطال إلى أن قال: وفي ربيع هذا العام تشرفت بزيارة الديار المقدسة وكان أن مثلت بين يدي جلالة الملك عبد العزيز فأخذ يتحدث عن البريمي وما يدور حولها من فظائع وكان حديث جلالته في الحلم والحزم وغاية في الثقة والشجاعة ولقد راعني جلالته حينما قال في جملة ما قال: "أنا أرضى باستفتاء سكان البريمي فإن أرادوني فأنا لهم وهم لي وإن أرادوا غيري فقد قضى الأمر الذي فيه تستفتيان" ولما أن وقع هذا الاستنكار لظلم بريطانيا لأهل البريمي وكيف أنذر قائد القوات البريطانية المرابطة في المنطقة المذكورة بوجوب إخلاء قريتهم في خلال ساعتين وهي قرية حاسمة. وبعد انقضاء ساعتين من وقت الإِنذار صبت نيرانها في 19/ 1 من هذه السنة على القرية المذكورة وحاولت بعض الجهات المسؤولة أن تنفي صحة ذلك أمام العالم العربي والإِسلامي فعلق المصدر الرسمي السعودي تأكيد ذلك وأن صحته أكيدة ويضاف إلى ذلك أعمال أخرى بلغت