الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها قام عبد الله بن يحيى أخو ملك اليمن فدبر انقلابًا ضد الإِمام أحمد بن يحيى ليغتصب به عرش اليمن غير أنَّ الإِمام أحمد بن يحيى استطاع بما لديه من السياسة والحزم أن يقضي على هذا الانقلاب وأعدم مدبره ونكل بجميع الذين قاموا به وناهيك به من رجل لا يوقف في طريقه لما له من سعة الحيلة وقوة الإِرادة. وكان لما أن زاره في اليمن صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز في آخر العام الماضي بدعوة رسمية استقبله استقبالًا ضخمًا وحصل اجتماع تاريخي بينهما فيما يرفع شأن البلدين في الأمور التجارية والزراعية والصناعية وفيما يسهل سبيل التعاون بين أفراد الشعبين الشقيقين في جميع مرافق الحياة وتاريخي عائلي. ولمَّا أن جلسا جميعًا وقف على الخلف أمراء البلدين وحولهما الأسرة المالكة هذا والقبائل اليمنية واقفة قد مدت أياديها فيها الخناجر تعلن فرحتها بقدوم الملك سعود. وبعد تبادل الهدايا بين الملكين جعل يعبر كل منهما عن ما يكنه للآخر.
ذكر من توفي فيها من الأعيان
فمنهم: الشيخ العالم القاضي عبد الرحمن بن علي بن عبد العزيز بن عودان من بني زيد من الغيهب. ولد في سنة 1314 هـ وتوفي في هذه السنة فيكون عمره إحدى وستين سنة وكانت ولادته في مدينة شقراء من الوشم وقد أصيب بالجدري وهو صغير فكف بصره أخذ عن الشيخ حمد بن فارس وعن الشيخ العالم الجليل عبد الله بن عبد اللطيف وعن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وعن الشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود، أخذ عنه علم الفرائض وكان رجلًا مداريًا سهل الجناب طلق المحيا رزينا سياسيًا يداعب إخوانه الذين يثق بهم ويثقون به ويمازحهم وكان مع ذلك سخيًا كريمًا جوادًا متحببًا إلى النَّاس. تولَّى القضاء في عسيلة إحدى قرى السر ثم نقل منها إلى بلدة شقراء عاصمة بلدان الوشم وجلس فيها للتدريس فأخذ عنه رجال من العلماء منهم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
عبد الرحمن بن عبد العزيز الحصين الشيخ محمد بن سليمان البصيري وعبد المجيد حسن وعبد الله بن حمد بن خربوش. ثم نقل إلى قضاء عنيزة في القصيم فاستمرَّ فيها قاضيًا من عام 1361 هـ بعدما عزل عنها الشيخ ابن حسين إلى عام 1369 هـ. وكان موضع الإعجاب ثم أنَّه نقل منها بسبب خلاف بينه وبين بعض المدرسين المصريين فعين مدرسًا في معهد الرياض ثم نقل إلى القضاء في محكمة الرياض فاستمرَّ في القضاء حتى مرض وتوفي في هذه السنة رحمة الله عليه.
وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ ابن سوداء وهذه ترجمته: هو الشيخ العالم القاضي عبد العزيز بن عبد الله بن مسْلم بإسكان السين ويلقبونه بابن سوداء. أخذ العلم عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وأخذ عن الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين وكان له ديوان شعر في ذكر الفتوحات التي جرت على يدي الملك عبد العزيز تهنئة له وشكرًا لله، فكان قارضًا للشعر ويعتبر من المحققين وكان من أهالي حريملا. وقد تولَّى قضاء قرية المسهورة ثم تولى قضاء الأرطاوية ثم تولى قضاء المجمعة وبكل حال فإنَّه يعد من رجال العلم والفضل والصلاح المنتمين إلى هذه الدعوة النجدية وديوانه موجود لكنه حتى الآن لم يطبع رحمه الله وعفا عنه بمنه وكرمه.
وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ ابن زاحم وهذه ترجمته: هو الشيخ العالم الفاضل القاضي عبد الله بن عبد الوهاب بن زاحم. وقد أملى على العلماء نسبه فقال: العالم العامل الكريم الحليم الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب بن عثمان به محمد بن عبد الوهاب بن زاحم. ولد رحمه الله في قرية القصب من أعمال الوشم سنة ألف وثلثمائة على رأس القرن ونشأ بها وتعلم القرآن ثم رحل إلى بلدة أشيقر وكان من قبيلة البقوم المعروفة بتربه. ولمَّا أن رحل إلى أشيقر أخذ عن عالمها المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى ثم ذهب إلى الرياض فأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف علم
التوحيد والعقائد والحديث وغيرها وأخذ عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وأخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمود فقيه نجد، أخذ عنه علم الفقه وأخذ عن الشيخ حمد بن فارس علم النحو وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري ولازمه ملازمة في المجمعة وكان محل ثقته. ولمَّا أن كان في عام 1336 هـ جعله الملك قاضيًا في هجرة الداهنة وبعد مضي زمن طويل يقدر بعشرين عامًا نال به موضع الإِعجاب في الانتداب في مهام الأمور نقل إلى قضاء مدينة الرياض ثم نقل إلى قضاء المدينة المنورة فكان رئيسًا لمحكمتها وكان ينشر العلم في كل بلد حله ويلقى الدروس وظهر له تلامذة كثيرون منهم الشيخ ابن أخيه عبد الله بن محمد بن زاحم، والشيخ عبد الله بن إبراهيم بن فنتوخ عميد كلية الشريعة في مدينة الرياض ومنهم محمد بن إبراهيم وعبد الرحمن بن إبراهيم بن فنتوخ وما زال المترجم موضع التقدير من حكومته وأمته لما كان عليه من حسن الخلق والإِخلاص والقيام بالعمل حتى وافاه أجلهُ المحتوم في شهر رجب من هذه السنة رحمة الله عليه.
وفيها وفاة الشيخ عمر الوسيدي. وهذه ترجمته: هو الشيخ العارف البصير اللوذعي العارف المنتمي إلى أهل الدين والعقيدة السلفية عمر بن صالح بن علي بن حامد الوسيدي من بني تميم. ولد في سنة 1303 هـ فتعلم القرآن والكتابة عند كتاب لأنَّه لا يوجد إذ ذاك مدارس حكومية. ولما ترعرع في الأخذ بقراءة القرآن أخذ يطلب العلم من الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم وأخذ عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأكثر الأخذ عنه في وقت كان طلاب العلم يعيشون في فقر مدقع وما كان هناك مكافآت للطلاب وقد أخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ولكن لترادف المحن وكثرة الأحن لم يتمكن من كثرة الأخذ عنه وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخذ عن الشيخ
محمد بن عبد اللطيف وكان يظهر دينه صريحًا فلا تأخذه في الله لومة لائم مع حدة في طبعه ويظهر موالاة المؤمنين وعداوة المنافقين. ثم أنَّه بعثه الشيخ عمر بن سليم إمامًا وخطيبًا ومرشدًا في قرية القرعاء فكان يدرس طلاب الحلم فيها وله إقدام في الوعظ ويغشى النَّاس في مجالسهم بالمواعظ والتذكر ثم أنَّه طلب النقلة إلى الشقة السفلى المعروفة بالسفيلي فقام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعل يدرس فيها بجد ونشاط صباحًا وظهرًا وبعد صلاة المغرب والعشاء، وبذل نفسه في هذا السبيل وهناك أخذ عنه جمع غفير من سكان الشقة وكان قارعًا للشعر وقد قدمنا جملة من شعره. وله قصيدة لامية دعا فيها العلماء إلى الجد والاجتهاد وهي هذه جوابًا لقصيدة للشيخ عبد المحسن بن عبيد وردت على الأخ فهد بن عيسى فتناولها من يد الشيخ فهد بن عيسى ونظم ذلك فقال:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد فإنِّي لما قدمت زائرًا للإخوان أهل القرعاء قدم على فهد بن عيسى من عبد المحسن بن عبيد منظومة مفيدة رائعة عقلًا وشرعًا فلما تأملها وجدتها تحث على طلب العلم والعمل والاجتهاد ناهية عن الكسل والغفلة والرقاد وذكرتني ما مضى لي من رغبة الطلب فضقت بذلك ذرعًا وهيجتني فضاقت مني المسالك فأبديت وبحت بما هنالك وإن كنت لست أهلًا لذلك فيا سامعها إن رأيت صوابًا فاستبشر بذلك تربح إن رأيت زلة فاسترها فإن المؤمن يستر وينصح ولا تتصف بالمنافق الذي يهتك ويفضح وهذا بعص ما تيسر في عام 1359 هـ (1):
(1) يشير بذلك إلى كلام الإمام مالك لما جلس الشافعي بين يديه للتعلم رحمهما الله تعالى وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وقود فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه، فقال له الإمام مالك: إنِّي أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا فلا تطفئه بظلمة المعصية وتحت ذلك سر بديع في كون المعاصي سببًا لحرمان العبد من العلم، وقصته مع وكيع مشهورة.
حضرت قريضًا من شفيق موفق
…
يحث على كسب العلا والفضائل
ويرثى علومًا قد تدارس رسمها
…
وأقفرت أطلال لها بالتكاسل
قصيدة أهداها خليل لخله
…
فهد بن عيسى زاكى الأصل فاضل
فأكرم به خلا وأنعم به أخا
…
يؤدي حقوق الخل ليس بغافل
فأكرم مثواها قبولًا ومرحبًا
…
وأحسن منها للقرى والتعامل
فهيج أشجاني وبحت بضامري
…
وأظهر مكنون الحشا والبلابل
وأوقدت نيران الأسى وتجمعت
…
على همومي بالضنا والشواغل
عنيت به أخا الندى عبد محسن
…
فتى من عبيد من كرام أماثل
وذكرني بحثًا وصدقًا ورغبة
…
ودرس علوم بالضحى والأصائل
وأحبار صدق في القبور تفرقوا
…
يحلون مناخًا في عويص المسائل
يؤمهم الطلاب من كل بلدة
…
أحب إليهم من قريب ونازل
فوا حر قلبي ويا عظم حسرتي
…
على ما مضى من سالف العمر أول
فما أولًا أدركت فيه مسرة
…
ولا آخرًا أقنيته في الفضائل
وذلك أسباب الردى قد توفرت
…
وذلك أسباب الذنوب القواتل
فرانت على تلك القلوب بأسرها
…
وقطعت أعراقًا لها بالمعاول
وهذا لعمري من قبيل نفوسنا
…
كم هو معلوم لدى كل عاقل
وقد يطفئ الإنسان بالذنب نوره
…
فيا نعم محمول ويا بئس حامل
ولو يعمل الإنسان بالذي كان عالمًا
…
لأورثه الباري جزيل الفضائل
فنسأل الله الكريم بفضله
…
يمن علينا بالهدى والفضائل
ويمنحنا فهمًا وعلمًا وحكمة
…
كذاك اجتهادًا في فنون المسائل
مع العمل الزاكي لوجه مليكنا
…
خلِّي من الإشراك يا ويل فاعل
فإنَّ الذي بالعلم لله عامل
…
يبوء في الجنات أعلى المنازل
كما صرح فيه كتاب إلهنا
…
وسنة من قد جاءنا بالدلائل
كما أنَّ من لم يعمل به قد أهانه
…
مع عابد الأوثان أخبث نازل
نعوذ بالباري عما يخالف قولنا
…
من الفعل أو قول فبعدًا لقائل
ونستغفر أيضًا من ذنوب وزلة
…
وما عمدنا والجهل يا خير قابل
فيا سامع النجوى ويا قابل الدعا
…
ويا خير مسؤول برغبة سائل
تفضل علينا بالقبول وبالرضا
…
مع الأمن من أهوال يوم الزلازل
ويا رب متعنا بفاروق وقتنا
…
سلالة من سليم عالمًا غير جاهل
تقيًا نقيًا ناسكًا متورعًا
…
حريصًا على الطاعات ليس بكاسل
يقرر توحيد العبادة جهرة
…
ويشره في النَّاس بين القبائل
فلا يسئمن إن طال درس بمجلس
…
حريصأ عليه بالضحى والأصائل
كذا عابد لله نجل بليهد
…
سلالة أمجاد كرام أفاضل
فكم أدحض يومًا لصاحب بدعة
…
إذا جاءه مدل بشبهة باطل
فيرميه منكوسًا على أم رأسه
…
بحجته مصحوبة بالدلائل
كذلك أشياخ لنا طاب ذكرهم
…
عمومًا حماهم من عظيم المهاول
وأبقاهمو ربى حماة لدينه
…
يذبون عن السمحاء كل باطل
واصلح إلهي واليًا قد أقمته
…
على المنهج الأسناء عذب المناهل
وقاه إله العرش من ردى الظلم للورى
…
وأعوان سوء تستشار بباطل
فلا زال مصحوبًا بعز وغبطة
…
وعدل وإحسان بكل القبائل
ونصر لدين الله ما دام مسعدًا
…
لأهل الهدى والدين قمعًا لباطل
فيا سامعًا نظمي زففت خريدة
…
وخودة حسن في ثياب مرافل
أتت من قريب من سفيلاء شقة
…
تريد لها كفوًا كريم الشمائل
فأحسن إليها بالقبول ووصلها
…
وستر لها من ساقطات الرذائل
فإنَّ كريم النَّاس يستر ما رأى
…
من العيب والنقص بحسن التغافل
وأختم نظمي بالصلاة مسلمًا
…
على خاتم الرسل الكرام الأفاضل
محمد الهادي إلى خير شرعه
…
وأفضل مبعوث وأصدق قائل
وأصحابه والآل ما هبت الصبا
…
وما انهلَّ ودق من سحاب هواطل
وله أيضًا قصيدة من هذا النمط تحث على الجد والاجتهاد وجهها نصيحة للمشائخ والطلاب خصَّ فيها وعمَّ فقال في عام 1358 هـ/8/ 7:
لك الحمد اللَّهُمَّ يا ذا الفضائل
…
ويا خير مأمول لكل النوائل
ومن بعد حمد الله والشكر والثناء
…
صلاة وتسليمًا على خير فاضل
ويا راكبًا بلغ سلامي أحبتي
…
خلاصة إخواني هداة القبائل
وقل رافعًا بالصوت وقل لهم
…
عمومًا وتخصيصًا بكل المحافل
عليكم بتقوى الله ربي فإنَّها
…
وصية مولانا لنا والأوائل
فيا معشر الإِخوان راعوا نصيحتي
…
ولا تنظروا قول العذول وغافل
ويا سليمان المشعلي نلت مفخرًا
…
وعلمًا على حسب الورى والأماثل
فكن فيه منهومًا مفيدًا مباحثًا
…
يزيد مع الإنفاق منه لباذل
ولا تسئمن البحث فيه ولاتكن
…
جبانًا إذا دارت فنون السائل
فمن فعلك الأحجام طبعًا وإنَّما
…
لك خبرة في قاطعات الدلائل
ومعرفة رأجح من مرجوحها
…
من المذهب المشهود عند الأفاضل
خف الله وانهز فرصة متداركًا
…
لما فات في باقي الليالي القلائل
ويا صاحبي قل للحميدي مطوع
…
لقد فقت أقرانًا لك في الفضائل
فلازم على أصل سلكت ومنهجًا
…
على نهج الهداة الأفاضل
خصوصًا على التوحيد فاصدع مجاهرًا
…
ولا تخف في الله لومة جاهل
ولا بدَّ من عرض ينال مع الأذى
…
فصبرًا على قول العذول وغافل
ففي سورة العصر دليل مصرح
…
نجاة عن الخسران يوم المهاول
وراع حقوق النَّاس طرًا وقل لهم
…
برفق ولين يستجيبوا لقائل
ففي شرعنا درء الفساد مقدم
…
على جلب إصلاح لنا والفضائل
ويا عابد الله قطب أحبتي
…
هو ابن رشيد عاقل كل عاقل
سل الله منهما من لطيف وحكمة
…
مع الحلم مقرونًا صفات الكوامل
وداوم على حسن لخلق رزقته
…
هو أثقل ميزان من القسط عادل
ويا ضالع ثم العجاجي وعمه
…
علي حليف للعلى والفضائل
فهبوا سراعًا من سني النوم والكرى
…
بجد وتشمير وعزم لفاعل
تنالوا بدًا عزًا وجاهًا ورفعة
…
وأجرًا عظيمًا من جزيل الفضائل
ولا تؤثر وصلًا لبيض كواعب
…
ولا لذة مشروبنا والمآكل
لعلَّ إله العرش يلطف بالورى
…
ويظهر منكم فاضلًا بعد فاضل
ويا عابدًا للمحسن انهض برغبة
…
وإخوتك ما لكم من مماثل
فقد خصكم ربي بخير فضيلة
…
وفهم منير حاضر غير ذاهل
عليكم لزوم مجلس الشيخ جهدكم
…
دوامًا عليه بالضحى والأصائل
تزادون علمًا مع نزول سكينة
…
ورحمة تغشى لطالب العلم آمل
ملائكة تأتي تحف بمجلس
…
بأجنحة ما بين سبع كوامل
وذكر لكم عند الإِله مليكنا
…
فيا حبذا ذكر الإِله لفاعل
ويا صاحبي عبد العزيز بن صالح
…
تنبه هداك الله تبًا لكاسل
تيقض فلا تترك دروسًا نفيسة
…
مكررة يشتاقها كل عاقل
فتشمر مجدًا سالكًا نحو منهج
…
لجد وأعمام لك في الفضائل
فقد شيدوا دينًا تناثر نظمه
…
وقد جددوا من ثوبه كل سامل
وقل للحميدي والحميد بن صالح
…
حفيدي لحبر سابق في الفضائل
فقد نلتما من واحد جلَّ ذكره
…
نباهة فكر في اكتساب الفضائل
وجدًا وتشميرًا كذاك وطاعة
…
فمن بيت علم أنتما في القبائل
فلا تطفئوا نورًا بشيء من الجفا
…
وشائب محظور قبيح الفعائل
تكونوا هداة للأنام عن العمى
…
وقادة صدق عند فقد الدلائل
كذا ابن عبيد في البدائع موطنًا
…
وأمَّا جسمه يسعى لكسب المسائل
وقل للخريص والسكيتي وثالث
…
يبش بمن يلقاه عند التقابل
عنيت به عبد العزيز بن صالح
…
سلالة فوزان صافي المناهل
كذا ابن رشيد والفتى بن غضية
…
صديق شفيق صادق في التخالل
كذا ابن حسين مع علي بن مرشد
…
سكاكر لا تنساهم في الفضائل
إلى أن قال متذكر حالة الأجواد الذين عاش بين أظهرهم:
كمثل همام جاد نسل مشيقح
…
وأبناؤه جادوا على نهج فاعل
خصوصًا مع الطلاب جادوا بمالهم
…
وجاه لم يحتاجهم في النوازل
وقد عمروا بعض المساجد طاعة
…
صلاة وتدريسًا وبذلًا لفاعل
وهي طويلة بلغت أبياتها ثلاثة وسبعين بيتًا وله قصيدة بائية في آداب العلم وما ينبغي للطالب أن يتأدب به وذكر فيها آفات العلم. وقد جاوب عليها زميله الشيخ عبد الرحمن بن عبيد بن عبد المحسن ذكرنا قصيدة الشيخ عبد الرحمن في سنة وفاته، فمن أبيات قصيدة المترجم قوله في مطلعها:
يقول الذي قد ضيع الوقت بالمنى
…
ويبغي ارتقاء للذرى والمراتب
ويبغي اقتناء للعلوم سفاهة
…
وأنَّى يقتنيها بالوعود الكواذب
كمثل الذي خال سرابًا بقيعة
…
ويحسبه المغرور عذب الشارب
تفكر في نفس له وصنيعها
…
رأى إذا فيها كثير العجائب
من الجهل والتفريط أيضًا مع الجفا
…
ومن قلة التوفيق آت مقارب
فليس من ربي أتاني مظالم
…
ولكن من نفسي أتت بالمصائب
فواهًا على قلب عليل مصفح
…
أحاطت به الآفات من كل جانب
فآفة العلم الجدال مع المراء
…
وأيضًا انتصار للهوى والتغالب
وقال وقيل لا يفيد حصولها
…
سوى كثرة البغضا وقل التحابب
وقلة آداب وضحك مجاوز
…
لما قاله المختار أزكى الأطائب
وأيضًا نهى عنه حديث مصحح
…
ومن بعده نهى علي بن طالب
وحث على كسب العلوم وصونها .... من الشوب بالضحك الكثير المعائب
فإذا تعلمتم وأيضًا كضمتموا
…
ففيه اعملوا حتمًا على كل طالب
فإن الذي بالعلم ليس بعالم
…
فأعماله فعل اليهود الأخايب
وأيضًا نهى عن كثرة الضحك والمرا
…
فأسبابه مذمومة في العواقب
وهذا خلاف الهدي هدي محمد
…
فما كان في صدق فقله وذاعب
إلى أن قال مبشرًا للمتقين ومنذرًا للغافلين:
فذو العلم بين أمرين إما لجنة
…
وحور حسان ناعمات كواعب
وأمَّا إلى نار شديد سعيرها
…
وحر اللظى أيضًا وخبث المشارب
فيا أيها المغرور تلعب دائمًا
…
وأيضًا عن العصيان لست بتائب
شرى أنك يا مغرور تعمل صالحًا
…
ترى غب ذا عند غفور محاسب
إلى آخرها وهي حسنة ثم أنَّه انتقل في آخر حياته إلى مدينة الرياض فكان يحضر مجالس الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ويلازمه لتذكر أحوال العلماء الماضين وكان قد تولى إذاك إمامة مسجد من مساجد الرياض رحمه الله.
وممن توفي فيها أيضًا الشيخ خالد الفرج مؤلف أحسن القصص وهو تاريخ وجيز بناه من قصيدة رائية شرح كل جملة منها بشرح من الكلام النثر في حياة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن كان خالد الفرج من آل طراد من فخذ الناديل من قبيلة الدواسر ووالدته من أسرة آل ثنيان الغانم ولد في 1316 هـ ونشأ في الأدب فهو خالد بن محمد الفرج الدوسري شاعر طويل النفس، وهو الذي فسر ديوان حميدان الشويعر وديوان ابن ربيعة وديوان ابن لعبون وديوان ابن سبيل صاحب نفي كما أنَّه باشر طبعها وطبع دواوين آل قاضي والعوني وصحح هذه الدواوين وعلق عليها وقال عن نفسه: قد كنت قمت بطبع ديوان عبد الله بن محمد الفرج سنة 1339 هـ فنفذت طبعته وفي نيتي إعادة طبعه إلى أن قال: وفي أوائل هذا العام ويريد به (71) صدر ديوان الشيخ محمد بن بليهد أحد أدباء نجد المعروفين ثم ذكر أنَّه في عام 1370 كان بحضرة وزير المالية عبد الله بن سليمان الحمدان فجرى ذكر لهذا