الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكرًا واحدًا وهو عبد الله وأربع بنات. رحمة الله على الشيخ محمد الحسين وغفر له وتغمده بمغفرته.
وممن توفي فيها من الأعيان الأجانب السكرتير العام للأمم المتحدة. داج همر شولد. كانت وفاته في شهر ربيع الثاني في عشره الأولى وتصف آلامه مصرعه بأنَّه كارثة قابلها العالم بصفته رجلًا محبًّا للسلام وموسومًا بالعدل بالحزن والأسى. ويذكرون له مواقف في العدل وخدمة قضية السلام وأن من خدماته التي لا تنسى وأبرزها موقفه الرائع العظيم في الحرب الثلاثي العدواني على قناة السويس في سنة 1376 هـ حينما قدم استقالته من منصبه إذا لم ينفذ وقت إطلاق النَّار على مصر في ذلك القرار الذي اتخذته الأمم المتحدة يومذاك، هذا إلى جانب مواقفه الكثيرة من قضايا السلام. وقد حامت الظنون حول مقتله لأن قتله فيما يزعم أهل الآراء خسارة لقضية السلام بصفته الأمين العام للأمم المتحدة ومن أين يكون مثله لمقامه.
وفيها سقط بيت في حارة الخبيب من بريدة في آخر الليل على أهله فكانوا ضحية لهذا الحادث وماتوا كلهم سوى صبي كتبت له النجاة وكان الذين هلكوا تحت أنقاض البيت أربعة وذلك في ليلة 22/ 7 الموافق للجمعة منتصف الليل يصلى على جنائزهم جميعًا في جامع بريدة الكبير بعد صلاة الجمعة. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
إضاءة مدينة بريدة بالكهرباء
في هذه السنة بعدما أصدرت شركة كهرباء بريدة في مستهلها بعض التعليمات الخاصة بتسليك المنازل موضحة الوسائل التي يجب على المواطنين اتباعها في تسليك منازلهم وتجنبهم أخطار الكهرباء وذلك لقوة خط 220 وتمهيدًا لإِيصال التيار الكهربائي إلى المنازل نظرًا للانتهاء من تركيب المكائن الخاصة بالشركات وقرب العمل في انتهاء الشبكة. فكانت
الأمة جادة كل في تسليك منزله وكانت فرصة للعمال الأجانب الذين انتهزوا هذه الفرصة. أمَّا الذين يجلبون المعدات من أسلاك وقسامات وأكواع وطبلونات وأفياش وطفايات فهي فرصة أيضًا. وجلبت إلى القصيم لأول مرة أنواع الثريات والنجفات والمكيفات والثلاجات، وقام المهندسون يدأبون في مواصلة الأعمال. ولمَّا أن كان في أوائل شهر ذي القعدة عام 1381 هـ لمعت أنوار الكهرباء في مدينة بريدة واستصبح النَّاس بها في الأسواق والشوارع والبيوت ورؤوس المنائر واستخدمت مكبرات الصوت للخطب والأذان. وقد لعب تجار الكهرباء وذوو التوريدات دورًا في ذلك وأصبحت المدينة تتمتع بضياء في الليل كضياء النهار واستوت المساجد والبيوت في هذه المصلحة كما استخدمت المراوح والبرادات والغسالات والدفاءات ومكبرات الصوت في النوادي والاحتفالات وجلبت الديموات لرفع الماء من الآبار ومن أسفل إلى علو، وخطت مدينة بريدة بذلك خطوات تقدمية. وبهذا تصبح مكائن الخياطة لا تحركها الجوارح بل يحركها التيار الكهربائي كما كان صالحًا لتشغيل المذياع وغيره فتكون الأفياش قابلة لأن تخرج البرودة والحرارة وتشغيل كل آلة تتصل بها من مخض الألبان وطحن البن والبهارات وأصبحت الكهرباء من ضروريات الحياة بحيث إذا انطفأت الكهرباء فإنَّها تتوقف المصالح. وقد سبق استخدام الكهرباء بمدينة الرياض والمنطقة الشرقية والحجاز في مكة المكرمة والمدينة المنورة وانتشر في سائر الجزيرة لوقت قريب. فقد رأيت في عام 1352 هـ في مكة المكرمة رحى يدوَّر بها حمار قد حزمت عيناه بخرقة وهو يحرك تلك الرحى لطحن القمح وإخراج الدقيق لأنَّه لم يكن إذ ذاك فيها، وهي المتقدمة في الحضارة، شيء من هذه المستحدثات. فما كان إلَّا عشية أو ضحاها حتَّى جلبت هذه المستحدثات التي وفرت للأمة راحتها. والله على كل شيء قدير وكانت السيارات قبل ذلك الوقت بسبع سنين لا يركبها إلَّا الملوك والأمراء
والمعظمون فقد حدثني الثقة الأخ عبد العزيز بن محمد بن مضيان أنَّه في حال كونهم وعاظًا ومرشدين في المسجد النبوي عام 1345 هـ ينهون عن الحلف بالأمانة وينهون عن التوسل بالنبيِّ أو ندائه كما هي حالة الحجازيين قبل ولاية الملك عبد العزيز إذا أراد شيوخهم النهوض للقيام يقول: يا رسول الله أن يقول بالنبي فكانوا ينهونهم عن ذلك ويبينون أن الإِستغاثة تكون بالله والحلف به أو بأسمائه وصفاته. قال: فقال لي أحدهم للهِ دركم يا أهل نجد حلفكم بالله واستغاثتكم به فوالله وبالله وتالله ليدخلن فساقكم الجنَّةَ على أتَنْبِيلات بكرامتهم عند الله عز وجل. وبما أن الكهرباء والماء قد توفروا في القصيم فهم يطالبون بوضع مصلحة التليفونات ومد خطوط تربط المدن بعضها ببعض. ونسأل الله تعالى أن يقوي جانب الدين ويرشد المسلمين لما فيه قوة الإِسلام. وما تقدمت أمة إلَّا بتحكيم كتاب الله وسُنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ولو أخذ النَّاس بتعاليم الدين وثبتوا على مبادئهم وتركوا تعشق آراء الغربيين والمنحرفين عن الشريعة المحمدية لأفلحوا ونجحوا وقهروا عدوهم ولأصلح الله شأنهم. وأملنا عظيم في ملوك الإِسلام أن ينشروا دعاية للإِسلام وتحبيذ نهجه ويسيروا في أممهم على ما كان عليه سلفهم الصالح.
وفيها في أواخر السنة تمَّ تركيب المخطوط التليفونية ووضع السنترال في مدينة بريدة وأصبحوا يتخاطبون بها في الدوائر والمحطات والبيوت وغيرها ولا تزال الأمة تطلب التوسع في مصلحة التليفون. وقد أوجدت في هذه السنة أنواع المسجلات والمستحدثات الحديثة.
هذا ولا تزال العمادة مستمرة في المسجد الحرام زاده الله تشريفًا وتكريمًا وقد أتى المقاول محمد بن عوض بن لادن بجميع ما يتطلبه الموقف من مهندسين وعمال واستقدم لذلك معدات تقوم بعمل جبار لإِكمال الخطة التي رسمت له، ولا يزال العمل قائمًا على قدم وساق وصرفت مبالغ لأصحاب
العقارات التي هدمت لتوسعة المسجد الحرام بما كانت مساحة التوسعة 75000 متر مربع ليتسع الحرم لحوالي نصف مليون من المصلين. ولقد أحس النَّاس من تلك الآونة بالراحة أثناء أدائهم للشعائر الإِسلامية في تلك المواضع المقدسة ولا سيما المسعى الذي كان داخل الحرام مقامًا من طابقين وبفتوى العلماء كان الحجاج والعمار يسعون في الطابق الأعلى مع الأسفل وبلغت التعويضات التي دفعت لأصحاب الأملاك هناك ما يزيد على مائتي مليون ريال سعودي وسيأتي لذلك بقية.
أمَّا عن الإصلاحات الأخرى في هذه السنة والتي قبلها فمنها مستشفيات متنقلة وعددها أربعة بلغت قيمتها مليون وثمانين ألف ريال وذلك للبادية والقرى النائية وبلغت تكاليف هذه المستشفيات المتنقلة سنويًّا أربعمائة ألف ريال. أمَّا الابتعاث إلى الخارج فقد نفذت سياسة جديدة في العام الماضي من ابتعاث الطلبة إلى دول مختلفة فتوجهت بعثات علمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وألمانيا وسويسرا والجمهورية العربية حتَّى بلغ مجموع الطلاب السعوديين في الخارج حتَّى يوم 20/ 4 من العام الماضي 1067 طالبًا.
وفيها شرع في عمارة ثلاثة مساجد في القصيم أقيمت من الأسمنت المسلح.
وفيها جرت محاولة لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر ولكنها فشلت وذلك لأنه قام ستة من الضباط المصريين أثناء إبحار جمال والرئيس تيتو على ظهر اليخت لتنفيذ هذه الخطة. وقد أُلقي القبض على الضباط الستة وأعدموا فورًا رميًا بالرصاص. وقد تقدم هذه المحاولة محاولتان في العام الماضي لكنهما أيضًا فشلتا، إحداهما في اليوم 26 يوليو وهو يوم ذكرى الثورة المصرية. وقد أُعدم زعيم هذه المحاولة طارق مسعود والثانية بعد
انفصال سوريا عن مصر، وأُعدم الثائرون وعددهم خمسة عشر ضابطًا.
وفيها عاد الملك سعود بن عبد العزيز من سفره للعلاج. وكان قدومه في يوم الأربعاء 2/ 10 فهرعت جموع الشعب واستقبل استقبالًا حافلًا وأقبلت إليه في جدة عن طريق الجو أصحاب السمو الأمراء كما أنه استقبل في مكة والرياض ولما أن كان في اليوم التاسع من شوال أصدر جلالته خطابًا إلى ولي عهده فيصل بن عبد العزيز برقم 42: من سعود بن عبد العزيز إلى حضرة صاحب السمو الأخ المكرم فيصل بن عبد العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فإننا نحمد الله الذي أعادنا إلى هذا الوطن بالصحة والعافية بعد أن قمتم عنَّا بالنيابة مقامًا محمودًا أنتم جديرون به، ثم إننا رغبة منَّا في التعاون على ما فيه مصلحة الدولة، ونظرًا لما نعهده فيكم من إخلاص ودراية وحكمة، وبالنظر لما تقتضية المصلحة العامة، فأمر بما هو آت: أولًا: يشكل مجلس الوزراء برئاستنا. ثانيًا: أن يكون سموكم نائبًا عنَّا في مجلس الوزراء وشؤون الدولة في حضورنا وغيابنا. والله ولي التوفيق. التوقيع سعود؟
وصدر أمر ملكي أيضًا رقم 43 تاريخ 9 شوال من هذه السنة بأنه بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة بعد الاطلاع على المادة 11 من نظام مجلس الوزراء الصادر بالمرسوم رقم 28 تاريخ 22 شوال سنة 1377 هـ، أمرنا بما هو آت
…
أولًا: يشكل مجلس الوزراء برئاستنا على الوجه الآتي. ثم قال: يكون فيصل نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية، ومساعد بن عبد الرحمن وزيرًا للمالية والاقتصاد الوطني، وفيصل بن تركي وزيرًا للداخلية، ومحمد بن سعود وزيرًا للدفاع، وأحمد جمجوم وزيرًا للتجارة والصناعة وأحمد يماني وزيرًا للبترول والثروة المعدنية، ومحمد المرشد الزغبي وزيرًا للمواصلات، ومحمد الحمد الشبيلي وزيرًا للعمل والشؤون الاجتماعية، وحسن بن عبد الله بن الشيخ وزيرًا للمعارف وعبد الرحمن بن الشيخ وزيرًا للزراعة، وحامد هرساني وزيرًا للصحة، وحسين عرب وزيرًا
لشؤون الحج والأوقاف ثم قال ثانيًا: يلغي أمرنا هذا جميع ما يتعارض معه من أوامر سابقة ويعمل به من تاريخ صدوره. التوقيع الملكي سعود.
ثم أصدر أمرًا ملكيًّا رقم 45 تاريخ 11 شوال منها بتعيين عبد الرحمن أبالخيل وزيرًا للعمل والشؤون الاجتماعية.
وفيات الأعيان ذكر من توفي فيها فمنهم الأمير محمد بن سعود بن عبد الرحمن آل سعود بعد ظهر يوم الأحد الموافق 20/ 10 ويوصف بالصلاح وحب الخير وقد شيعه العلماء والأمراء والأعيان إلى المسجد للصلاة عليه وإلى مثواه الأخير رحمه الله وعفا عنه.
وفاة علم في الحكومة لما كان في صباح يوم الخميس الموافق 15 ذي القعدة توفي يوسف ياسين رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته: هو العالم الأديب الحي النبيل ذو المعرفة والنباهة والإِخلاص للحكومة السعودية يوسف ياسين اللاذقي السوري من أهالي سوريا سكرتير جلالة الملك الخاص ورئيس الشعبة السياسية الذي يسعى في عقد الاتفاقيات بين المملكة السعودية وسائر الدول. فقد عقد وأبرم أربعًا وستين اتفاقية مع الدول والحكومات ما كان به موضع الثقة والتقدير من جلالة الملك عبد العزيز. وناهيك به ناهية وعلمًا وسياسة. وكان الشيخ يوسف قد عرف بالإِخلاص للدولة السعودية وله جولات في السياسة والأدب تذكرها له المحافل الدولية وجريدة أم القرى حيث قام بإدارتها والإِشراف عليها في أول عهد الملك عبد العزيز بالحجاز وقد سجل له التاريخ خدمة عظيمة لهذه البلاد أكثر من أربعين عامًا لم يعرف خسارة كبرى في حق المملكة، أضف إلى ذلك أنَّه نزيه العرض مخلص لدين الإِسلام مع أنَّه كان متفانيًا في حب الملك الراحل عبد العزيز وعقبه وكان رفيق الملك عبد العزيز في أسفاره ومهماته كما في طلب الدويش لما فرَّ إلى الإِنكليز للاحتماء بها. وقد وضع مقدمة لفتاوى
شيخ الإِسلام ابن تيمية في طبعتها الأخيرة، ورأيت له كتابًا أدبيًا عن المرحلة الملكية من الرياض إلى مكة المكرمة في فتحها ونزول الملك منزلًا منزلًا وشده ورحيله بموكبه الكريم. أمَّا عن حياته فهو يوسف ياسين بن محمد ياسين كانت ولادته في موطن آبائه وأجداده وعشيرته في اللاذقية من أعمال سوريا. أخذ في الدراسة بمدرسة ابتدائية ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة وذلك في عام 1322 هـ دخل في دراسة دينية على عالم أزهري قدم إلى وطنه من مصر فتعلم منه القرآن والتجويد والنحو والصرف ثم أنَّه ذهب إلى مصر والتحق في مصر بدار الدعوة والإِرشاد التي كان المشرف على إدارتها العلامة محمد رشيد رضا. ولما أن وقعت الحرب العالمية الأولى وأغلقت هذه الدار رجع إلى سوريا حيث درس في الجامع الأموي ثم التحق بمدرسة صلاح الدين الأيوبي ثم اشترك في الثورة على الأتراك لتخليص بلاد الشام من حكمها والتفَّ مع الحسين ثم ذهب إلى ابنه عبد الله في شرق الأردن وبعد ذلك التحق بجلالة الملك عبد العزيز وذلك في أوائل سنة 1343 هـ وظل في خدمته ونال منه الثقة وجد وجاهد وعمل في الحقل السياسي منذ أن خدم في الدولة السعودية وشارك الملك في جهاده وشارك رجال الملك في جهادهم وعمل أعمالًا يشكر عليها في تقدم البلاد ونهضتها. وما زال في نشاطه ودهائه وإخلاصه حتَّى ثقل في هذه السن فتوفاه الله تعالى بمدينة الدمام على إثر نوبة قلبية فنقل جثمانه إلى الرياض وصلَّى عليه جمع من العلماء والأوامر يتقدمهم سمو الأمير فيصل ولي العهد المعظم إذ ذاك وحضر جنازته جمع كثير من الأعيان وكان وزيرًا مفوضًا في حكومة جلالة الملك ومستشارًا معظمًا أكثر الله رجال الإِخلاص وغفر له. ثم أنَّه صدر أمر ملكي بتعيين إبراهيم السويل مستشارًا خاصًّا لجلالة الملك المعظم ورئيسًا للشعبة السياسية بالديوان الملكي وذلك برقم 51 تاريخ 24 ذي القعدة من هذه السنة؟ .