الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحكومة ووجهاء البلاد وأعيانها يتقدمهم سعود بن جلوي فأقام له صاحب السمو حفلة عشاء في مدينة الدمام دعى إليها حاشية الأمير والوجهاء والأعيان في المنطقة الشرقية.
الوحدة بين مصر وسوريا
هذه الموحدة هي التي أشرنا إليها فيما سبق وأسبابها لما رفضت مصر وسوريا مشروع إيزنهاور الذي حاولت أمريكا فرضه على الدول العربية بحجة ملء الفراغ في الشرق الأوسط وقضت الحكومتان عليه عقدت وحدة اتفقت أهداف الدولتين لها وتوحدت الأغراض حتى أطلقت الموحدة للشعبين في دولة واحدة سميت الجمهورية العربية المتحدة. وأعلن ذلك في القاهرة بتاريخ 1 فبراير 1958 م الموافق 12 رجب من هذه السنة وأجرى الاستفتاء على دستورها المؤقت وعلى رئيسها في 21 فبراير في كل من مصر وسوريا فكانت الموافقة على الدستور وعلى انتخاب الرئيس جمال عبد الناصر لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة إجماعيًّا. واختار رئيس الجمهورية له نوابًا من صفوة المصريين والسوريين وأنشأ مجلسين تنفيذيين في كل من الإقليمين ليساعداه في الحكم. والذي حدى بسوريا على ذلك هو خشيتها من أمريكا التي قامت تدفع تركيا لغزوها.
وفيها هطل أمطار على جنوبي المملكة العربية السعودية وشمالها مشت منها الأودية وذلك في 7/ 5 ومن الغد هطلت أمطار على القصيم ديمة استمرت سبع ساعات وأكثر الناس من البعل في الصحراء. وحجَّ بالنَّاس في هذه السنة الملك سعود بن عبد العزيز وكانت الأحوال هادئة ولله الحمد والمنة والفضل.
ثم دخلت سنة 1378 هـ استهلت هذه السنة وأمراء المملكة السعودية في وظائفهم فكان الأمير في مكة المكرمة عبد الله بن فيصل، وفي بريدة
محمد بن بتال، وفي الحدود الشمالية عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، وعلى حائل وما يليها عبد العزيز بن مساعد بن جلوي، وعلى المقاطعة الشرقية سعود بن عبد الله بن جلوي، ووزير الدفاع إذ ذاك هو صاحب السمو الملكي فهد بن جلالة الملك سعود وعلى المدينة المنورة عبد الله السديري، وعلى جده عبد الرحمن السديري.
وهكذا ثم إنَّه عزل أمير بريدة وجعل مكانه في إمارة القصيم سعود بن هذلول فقدم إليها في الساعة الثانية غروبي تزيد خمس عشرة دقيقة صباحًا يوم السبت الموافق 29 صفر. وكان سمو الأمير سعود بن هذلول بن ناصر بن سعود رجلًا عاقلًا أديبًا وقد مارس الأعمال فباشر عمله وكان مؤرخًا وله التاريخ المسمى تاريخ ملوك آل سعود كان قبل ذلك أميرًا في تبوك والحدود الشمالية الغربية ثم نقل إلى إمارة ينبع وما يليها ثم استقال وصار في معية الملك سعود ثم عين أميرًا في مقاطعة القصيم في هذه السنة وعمره ثلاث وخمسون سنة.
وفيها جعلت الحكومة في إمارة مكة المكرمة سمو الأمير متعب بن عبد العزيز أخا الملك بدلًا من الأمير عبد بن فيصل.
وفيها نبعت عيون في ضواحي مدينة بريدة تشتعل نارًا منها عين حوالي النقيب وأخرى حوالي أسفل الجبل الممتد هناك موضع يدعى المزيريرة كانت في السابق ملكًا لابن حمزة تبعد شمالًا عن المدينة بعشرة كيلومتر وقد بلغ الحفر عند حدوث الظاهرة 1340 قدمًا وكان قطر المأسورة 12 بوصة. ومن عجائبها أن الماء عندما يصل إلى الإناء يكون في بياض شديد ثم لا يلبث إلَّا قليلًا حتى يتبخر وإذ أولع عود من الكبريت وألقى في مصبها فإنَّ الماء يتولع نارًا وبعدما ركبت القسامات والهواية في العين انقطع الهواء وصعب إشعال النَّار في الظاهرة ولكنه أمكن إشعال النَّار عن طريق الهواية