الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طبقة من الخرسانة المسلحة ويمتد الفرش أمام السد 29.5 متر ويمتد الفرش خلف السد 430.00 مترًا والطول كله شاملًا أساس الفيض 78 كما أنَّ العرض 156 مترًا وأنَّها لخطوة تشكر عليها وزارة الزراعة تحت أمر صاحب الجلالة الملك سعود أيده الله.
نشاط الحركة الزراعية
قد أشرنا فيما تقدم إلى نشاط الزراعة ونتكلم الآن عنها فنقول: لما كانت الأمة تعيش من أربع مواد في الغذاء وهي اللبن واللحم والماء ونوابت الأرض وها قد توفر الماء وأنبعته القدرة الإِلهية من أسفل أطباق الأرض حتى ملأ الصحاري وكثرت المستنقعات لذلك بادرت الأمة إلى استثمار هذه الثروة ولكن ويا للأسف أن هذه المياه لم تجد من يستغلها فأصبحت ثروة ضائعة بين الأمة لا يوجد من يهتدي إلى تصريفها سبيلًا. ولمَّا إن كان في صباح اليوم 20 من 4 في هذه السنة قام وكيل وزارة الزراعة المعروف بالشواء بجولة تفقدية لمنطقتي القصيم وحائل وقد رافقه فريد طه خبير الإرشاد الزراعي والمهندس الزراعي منير العجمي والمهندس الزراعي الشربيني وأنور زعلوك رئيس تحرير مجلة الزراعة، وما أن وصلوا إلى بريدة حتى اجتمعوا بأمير القصيم وأعيان البلاد ثم بمدير الموحدة الزراعية بالقصيم ثم توجه وكيل الوزارة لتفقد مزرعة الوزارة بالقصيم وكانت قد تأسست هذه المزرعة قبل هذه السنة بثلاث سنين غير أنَّها لا تزال متأخرة وتقع في أرض حكومية تجاور مدينة بريدة من الجهة الغربية وتمتد شمالًا وجنوبًا ويحدها من الغرب والشرق كثبان من الرمال وتدعى أرضها الموطأ وللوزارة أهداف عديدة في إنشاء المزارع النموذجية في المملكة منها إجراء التجارب الزراعية العملية على أنواع الأشجار لمعرفة أجودها، ومنها إرشاد المزارعين ليأخذوا من ذلك درسًا ومنها إجراء التجارب باستعمال الأدوية الزراعية المختلفة لمكافحة الأمراض والحشرات التي تصيب الزروع على اختلاف أنواعها إلى
غير ذلك وأن مساحة الأرض التي أمكن إصلاحها واستثمارها وريها بالمياه المذكورة حوالي عشرة أفدنة 40000 متر مربع زرعت فيها أنواع الخضار كالطماطم المعروف بالبندورة والباذنجان والفلفل والباميا والبطيخ الحبحب والخيار وغير ذلك. ولقد حفر فيها بئر إرتوازية أخرى في زاوية الأرض الشمالية الغربية لعمق 2160 قدمًا وتفجرت المياه ساخنة نوعًا وكبريتية ووزعت الزراعة من المساعدات نوعًا ما وقد تفقد الوكيل مزارع البدائع والرس والخبراء ورياض الخبراء والهلالية والدغمانية حيث مزارع آل الراشد التي حازت كثيرًا من الإِعجاب بحيث أنَّها أنتجت من الحبحب وحده ما مقداره 100.000 ريال في هذه السنة. ولقد قام آل الراشد بالقصيم بمشاريع زراعية واهتموا بذلك واستطاعوا أن يثبتوا ماديًا وعلميًّا لمَّا رأوا أن استثمار الأموال في الزراعة يحقق أكبر الفوائد والأرباح وقد خصصوا جهازًا كاملًا يتكون من 8 حفارات لأعماق 2350 قدمًا و 2 حفارة لأعماق 5000 قدم وتعمل هذه الحفارات العشر بين الخبراء إلى بريدة وثلاثين تراكتور للحرث وإقامة العقوم و 4 حصادات كبيرة و 6 آلات تسوية وأراضيهم الزراعية في بريدة والبطين ولا تزال توسع تلك المعدات. إن القصيم والحق يقال بلاد متفرقة واسعة الأرجاء مترامية الأطراف مجهولة القدر لم تعرها المواصلات في هذه السنة اهتمامًا لكنها بعد ذلك لفتت النظر إليها لذلك شق في تلك الآونة على طريق سكان هذه المنطقة المواصلات لحيلولة الرمال بين بلدانها ولمَّا أن كان في هذه السنة طلبت الأمة من الحكومة منع الاستقطاعات وأن لا تكون تلك الرياض في البطين غنيمة قوم دون قوم بعدما رأت إقبال الأعيان على الرياض المجاورة لبريدة ورغبوا في أن تكون رياض البطين تباع على الأقوياء وترصد قيمتها لإِصلاح الطرق وتوسعة الشوارع وتعبيد الطرق وإحاطة المقابر فأسس مكتب لبيع أراضي البطين في هذه السنة وبيع بعض مما تبقى منها وشرعوا في إحاطة المقابر وتوسعة بعض الشوارع وتعبيد
الطرق والعقبات التي لا تسلكها السيارات إلَّا بنصب ومشقة وقامت سيارات البريد بين العاصمة والبلدان الأخرى من القصيم تتردد وتجيء وتذهب إلى الأسياح وعيون الجوى وعنيزة والبدائع والمذنب والرس والبكيرية والشحية والهلالية والنبهانية والقوعي والشماسية وروضة الربيعي ووثال والشقة والقرعا وغير ذلك كالمريدسية والقصيعة واللسيب وحويلان وفيحان أو السباخ وخضيراء وإنَّها لخطوة متقدمة ونهضة عالية أن تكون بلدان القصيم مرتبطًا بعضها ببعض لجلب الأطعمة ونقل الخضروات والذهاب والإِياب سريعًا (1) وإذا كان غويمض والطعميات والمتنيات ورياض البطين قد امتلئت بالحبوب من قمح وذرة ودخان وغير ذلك فإنَّ حملها إلى العاصمة يشق على أهلها لصعوبة الطرق ومشقتها ولا سيما في أوقات الأمطار والسيول إذ البطيخ والقثاء واليقطين يكون هدفًا للخراب والتمزق ولقد حظي القصيم بميل الأسرة المالكة إليه وحفر آبار إرتوازية في الباطن والبطين وغيرها ولقد كان لسمو الأمير محمد بن سعود الكبير بئر إرتوازية في الباطن تسقي مزارع عظيمة هناك حيث تتدفق المياه العذبة يمنة ويسرة ولسمو الأمير متعب بئر هناك تقع في شرقي الباطن وتسقي زراعة عظيمة له هناك قد ضمت شيئًا عجيبًا من البرسيم والحبحب وشيئًا كثيرًا من الأشجار على اختلاف أنواعها كما أنَّ لسمو الأمير مشعل آبارًا في رياض القصيم مستقبلها زاهر كما قد احتفر الأمير فهد بن فيصل بن فرحان في البطين آبارًا إرتوازية وقد رأيت بئرًا إرتوازيًا في روضة أم زهر في البطين للأمير محمد بن عبد الله بن بتال جاءت على أحسن ما يرام في المنتوجات حتى لقد حدثني المزارع فيها عن آيات عجيبة ظهرت في تلك الروضة من البطيخ والعنب والرمان والقثاء والطماطم والباذنجان والدباء وغير ذلك ونحن نشير لرحلة ساقها الأديب عثمان شوقي
(1) لقد قامت الحكومة أيدها الله بسفلتة الطرق عامًا بعد عام حتى سهل الله عز وجل للأمة المواصلات واتصلت مدن المملكة بعضها ببعض.