الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى آخرها وهي طويلة حسنة لولا خشية الإِطالة لأتينا بها. والله المستعان. وعليه التكلان.
ثم دخلت سنة 1383 ه
ـ
استهلت هذه السنة والعالم في مشاكل عجزت الأمة عن حلها، فهذه كوبا نشبت لأجلها المشكلات والخلافات بين أمريكا وروسيا وأصبحت كلتا الدولتين تهدد الأخرى وما زالت روسيا تنذر وتحذر حتَّى دوت صيحات العالم خوفًا وهلعًا من اندلاع نار الحرب التي سببتها مشكلة كوبا المزودة بالصواريخ مما جعل أمريكا تفرض حصارًا محكمًا عليها وأنذرت بأن كل سفينة محملة بالأسلحة سوف تغرق، وهبت روسيا لما رأت حليفتها بهذا الموقف لنجدتها مما جعل هاتين الدولتين العظميين تتسابقان في ميدان القوة الصاروخية. وهذه اليهود تفعل ما تشاء في فلسطين وتحكم ما تريد ولا وازع ولا رادع لأفعالها ضد العرب. أمَّا عن الحرب اليمانية التي ثارت في السنة المتقدمة وذهب ضحيتها خلق كثير من اليمنيين والمصريين وعمَّ بسببها الدمار وقتل الأطفال والعجزة فقد نصح المشير عبد الحكيم عامر رئيسه جمال بإنقاذ الجيش المصري من الكارثة المحتومة بنصيحة تتضمن ست مواد:
أولًا: صعوبة المواصلات في جهات القتال لأنَّ الملكيين في المناطق الجبلية فلا تصلها القوات الآلية.
ثانيًا: الحرب في اليمن لا يمكن أن تنتهي بسهولة ولأن قوات البدر تزداد قوة وتسلحًا.
ثالثًا: ثبت بصورة قطعية عدم جدوى استخدام سلاح الطيران إذ أن القوات الملكية تلجأ إلى المغاور والكهوف لحماية نفسها من قنابل الطائرات وصواريخها.
رابعًا: فداحة النفقات التي تكبدتها القوات المصرية في اليمن بحيث تقدر بمليون جنيه في تأمين المحروقات ومضاعفة الرواتب للجنود المحاربين.
خامسًا: برودة الطقس وهطول الثلوج والأمطار بغزارة لأنَّ الجنود المصريين لم يعتادوا طقس ذلك.
سادسًا: ازدياد نقمة اليمنيين الثوريين وغيرهم بسبب الغارات الانتقامية التي تشنها القوات المصرية على القرى ورجال القبائل العزل مما جعل اليمنيين أصبحوا يمقتونها وإن كانوا قبل ذلك يعطفون على الثورة نتيجة الأعمال الوحشية التي ترتكبها القوات المصرية من الدمار الرهيب. فقد تعرضت أغلب المدن والقسم الأكبر من القرى في الشمال والغرب والشرق إلى قصف من الجو من الحرب التي لا تزال دائرة رحاها ودمرت مائة وخمس عشرة قرية منها بلدة شهارة معقل الزيدية وأربعة آلاف منزل وأتلفت مساحات كبيرة من المزروعات. ويقدر عدد القنابل التي ألقتها الطائرات الحربية المصرية المؤلفة من عشرة أسراب وكل سرب من ست طائرات إلى عشر طائرات روسية جبارة بخمس وثلاثين ألف قنبلة خلال المرحلة الأولى وأحد عشر ألف قنبلة في المرحلة الثانية وسبعة آلاف قنبلة خلال المرحلة الثالثة من شتى القنابل المدمرة والمحرقة. أمَّا الخسائر المادية في الممتلكات التي تهدمت والمزروعات التي تلفت فتقدر بمائة مليون دولار. ومع ذلك فإنَّ قوات الإِمام صامدة وأوقعت خسائر في الطائرات بحيث أسقطوا أربعين طائرة مصرية بنيران مدافعهم وساعدهم على تدمير الطائرات رداءة الجو وأخطاء الطيارين بحيث كان ملاحو الطائرات لا يهتدون إلى الملكيين لأنَّ لهم مكامن في الجبال. وكان من تلك القنابل التي تصب عليهم من الجو كيماوية قنابل الغازات السامة. ومع ذلك فقد أوقع الملكيون بالجيش المصري خسائر فادحة في الأرواح والقوات الآلية فدمروا 28 مصفحة وثلاثًا وأربعين دبابة وغنمت اثنين وأربعين رشاشًا و 5 مدافع