الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوضع فرغب إليه المذكور أن يجمع شيئًا من ذلك ويذيله بما يحل غوامضه فقام بطبع هذه الدواوين وقد أتى في ضبط الكلمات العامية بما يدل على براعته في الأدب وما لديه من ذوق وولع في هذه البضاعة.
وتوفي في هذه السنة أيضًا الدكتور الماهر في علاج البصر محمد بن علي الشواف وقد فاق كثيرًا من الذين يعالجون في المملكة السعودية، وقد أشرنا إلى مجيئه إلى بريدة عاصمة القصيم في سنة 1361 هـ وكان يقوم بجد واجتهاد ولا سيما إذا كان في عيادته لما يرجوه. فرحمة الله على أموات المسلمين.
ذكر شيء من التعريف بجمال عبد الناصر وأخباره
كان هذا الرجل لا تغادر الابتسامة الرقيقة شفتيه، وكانت ولادته في 15 يناير 1918 ميلادي في مدينة الإسكندرية. أمَّا والده فقد كان من أسيوط من بلد اسمها بني مرّ، وكان موظفًا بمصلحة البريد. وفي ذلك الوقت لم تكن هناك مدارس روضة إنَّما كانت هناك كتاتيب ومدارس أولية، وكان يقول عن نفسه:(إنَّ آخر مدرسة أولية التحقت بها كانت في الخطاطية 1926 م). وكان والده وكيل بوستة الخطاطية. وعندما نقل والده إلى مصر بدأ جمال دراسته الابتدائية في مدرسة النحاسين فقضى فيها عامًا ثم أنَّه نقل إلى مدرسة العطارين، ثم عاد مرة أخرى إلى النحاسين حيث نال شهادة إتمام الدراسة الابتدائية. وبعد الابتدائية نقل إلى مدرسة حلوان الثانوية بالقسم الداخلي ومكث فيها عامًا واحدًا وبعد ذلك نقل إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية ونال البكالوريا من مدرسة النهضة عام 1936 م ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة المصرية في نفس العام وما لبث إلَاّ قليلًا حتى غادرها إلى الكلية الحربية في مارس 1937 م على إثر إعلان الكلية عن دفعة في منتصف العام.
وممَّا ذكره عن نفسه في قصة حياته أنَّه قدم في أول العام الدراسي طلبًا إلى الكلية الحربية فلم يقبل نطرًا للعدد المحدود الذي كان يقبل ثم تخرج في أول يوليو 1938 م والتحق بالكتيبة الخامسة، وعندما أعلن طلب ضباط يسافرون إلى السودان طلب نقله وألحق بالكتيبة الثالثة في ديسمبر 1939 م. وهناك قابل صديقه وزميله عبد الحكيم عامر ومن يومها صارا صديقين وكان لهذه الصداقة دور كبير في حياتهما معًا. وقد مكث جمال في السودان حتى مايو 1941 م ثم انتقل مدرسًا بعد ذلك بالكلية الحربية عام 1942 م، ثم بمدرسة الأسلحة الصغيرة حتى نهاية 1942 م. وفي نفس الوقت كان يدرس بكلية أركان الحرب فنجح في الدفعة التاسعة والتحق بالكلية وهناك التقى أيضًا بعبد الحكيم عامر ثم أنَّه تخرج في كلية أركان حرب يوم 12 مايو 1948 م والتحق بالكتيبة السادسة في فلسطين. وبقي في هذه الكتيبة حتى انتهت حرب فلسطين وبعد ذلك عادت الكتيبة إلى القاهرة وانتقل هو إلى مدرسة الشؤون الإِدارية. ولقد كان قائمًا بأركان حرب الكتيبة فاحتلت في وسط أرض اليهود. وفي 11 يوليو أصيب في إحدى المواقع خلف المستعمرة ونقل إلى المستشفى وكانت إصابته عبارة عن جرح غير نافذ بأعلى الصدر من الجهة اليسرى. ولكنه ما لبث أن عاد إلى الميدان واشترك في معركة عراق المنشية بجوار الفالوجا في سبتمبر. ولمَّا عاد من فلسطين انتقل مدرسًا بكلية أركان حرب وظلَّ في هذه الكلية حتى 23 يوليو 1952 م. وكان قد تزوج عام 1933 ولديه خمسة أولاد هدى ومنى وخالد وعبد الحكيم كذا قال عن نفسه، وله نفس وهمة تمنيه الصعود إلى المعالي. ولما سئل ما هو مثلك الأعلى قال: العمل يجب أن نعمل حتى تتحقق أهدافنا بأية وسيلة ممكنة أو غير ممكنة، وأنَّه يحب أن تكون لكل دولة سيادتها على نفسها كاملة وإن وجود أي عسكري أجنبي في دولة ينقص من سيادتها. ولمَّا أن قامت مصر تغلي مراجلها لمعاملة الإِنكليز لها من