الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سرب من الطائرات السعودية تحلق في سماء مكة احتفاء بمقدم جلالته الميمون وكان دخوله للمسجد الحرام وقت الغروب فطاف بالكعبة وأم جماهير المصلين فقرأ في الركعة الأولى بسورة والضحى وفي الثانية بسورة الإِنشراح.
بيعة أهل مكة
ففي صباح يوم الجمعة 6/ 3 أقبلت الخلائق إلى القصر الملكي حيث جلس جلالته في الصالة بعيون مترقبة ونفوس متلهفة وقلوب يغمرها الشوق والحب والولاء فقدم رئيس القضاة الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين آل الشيخ لجلالته وثيقة المبايعة على كتاب الله وسنَّة رسوله والسمع والطاعة في العسر واليسر والسراء والضراء.
وبعد أن اطلع عليها تقدم أحد أبناء الشيخ فتلاها على الجميع تم قام رئيس القضاة فصافح جلالته مؤكدًا له البيعة الشرعية التي بويع بها في عام 1352 ومؤكدًا لجلالته بأن الإِمامة منعقدة وثابتة شرعًا لجلالته من ذلك الحين وجعلت العلماء والمشائخ يندفعون يقدمهم على الترسل عبد العزيز بن رئيس القضاة. وهذا نص وثيقة المبايعة:
"الحمد لله رب العالمين. وصلَّى الله وسلم على خير خلقه نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فيا إمام المسلمين ملكنا المعظم سعود بن عبد العزيز آل سعود حيث أن والدكم الملك الإِمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود المتوفَّى في يوم الاثنين الموافق 2 ربيع الأول سنة 1372 هـ رحمه الله قد عهد بالإِمامة من بعده إليكم وأخذت لكم البيعة في عام 1352 هـ فإن إمامتكم بذلك منعقدة وثابتة شرعًا وإننا بمناسبة وفاة والدكم الإِمام الملك عبد العزيز رحمه لله وتوليكم إمامة المسلمين من بعده نجدد ونؤكد بيعتكم التي في أعناقنا على العمل بكتاب الله وسُنَّة رسوله
وإقامة العدل في كل شيء وتحكيم الشريعة الإِسلامية. ولكم علينا السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره. ونسأل الله لكم الإِعانة والتوفيق فيما حملتم من أمور المسلمين وأن يحقق على أيديكم ما ترجوه الأمة الإِسلامية من مجد وتمكين". وقد وقع عليها الرئيس وجميع من تحت يده من القضاة والأعضاء وكان في وقت البيعة واقفًا يستقبلهم. ولقد كان أمراء البيت والوزراء وكبار رجال الحاشية والقصر يحاولون تنظيم هذه الجموع في صفوف ولكن اندفاع الشعب إلى صدر الصالة حيث يقف جلالته اندفاعًا وقف بكل واحد منهم بحيث زالت الفوارق من النفوس وتوحد الاتجاه من الجموع الذي يمثل الشعب السعودي تمثيلًا صادقًا.
فأمراء البيت المالك والوزراء وكبار رجال الدولة وأصحاب الأعمال والمتاجر والموظفون وأرباب الحرف ورجال العشائر والعربان والصناع والعمال والطوائف والأطفال والطلبة والضباط والجنود كلها في صفوف متلاحقة متراصة متتالية متتابعة شيوخًا وشبابًا وأطفالًا تسير متجهة صوب قائدها وراعيها تقبل يديه وتعلن له البيعة صادقة الولاء مخلصة الحب. ولمَّا أن حان وقت صلاة الجمعة أذن لرئيس القضاة وأصحاب الفضيلة والأمة بالانصراف مؤكدًا لهم أن الكبير منهم والد والأوسط أخ والصغير ابن وحملهم نصيحته في الدين والدنيا جعلها أمانة في أعناقهم. ولمَّا أن صلَّى جلالته في المسجد الحرام صلاة الجمعة نودي بعدها بالصلاة على الغائب الصلاة على روح الفقيد الراحل العظيم فارتفعت الأكف مبتهلة إلى الله العلي الكبير أن يتغمده برحمته وغفرانه وأن يمتع الملك المفدى بالصحة والعافية وأن يحرسه بالرعاية الصمدية.
ثم أنَّه توجه راجعًا إلى قصره بمكة حيث تعطل السير من الجموع التي عطلت حركة المرور. وكان الموكب الملكي يسير في بطء من كثرة الجماهير التي ازدحمت في جوانب الطريق تهتف بحياته الغالية.