الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لمن تنادي الحلو يا مشتري
…
وأنت موهون القوى جائع
يا طفل من ألقاك في عالم
…
لا وازع فيه ولا رادع
غنيه من تخمة يشتكي
…
وجاره في فاقة راتع
يا جائعًا والزاد في كفه
…
شبيه شعب خانه الطالع
بالله لا تعتب على موطن
…
ما فيه إلَّا الشارد الضائع
ولمَّا أن نكبت الجزائر هذه النكبة ورأت العرب أن أرض الجزائر العربيَّة أرض خصبة حوت من كنوز المعادن ووفير العُلال والمحصولات ما يسيل له لعاب المستعمرين ولا سيما فرنسا فإتها غزتها أولًا سلميًا فلما سنحت لها الفرصة لابتلاعها لم تتوان عن ذلك القصد، وإن أهلها في كفاحهم المرير. عند ذلك قام العرب والمسلمون لمعونة الجزائر ومساعدتها في جمع الأموال وبعثها إليهم على عجل لتسد حاجاتهم الهائلة في كفاحهم المرير إلى الغذاء والكساء إلى المأوى وإلى البندقية والطلقة وإلى المدفع بل وإلى الطائرة النفاثة والدبابة الخفيفة والثقيلة والمصفحة والفرس والناقة وكل ما يمت إلى ميدان الجهاد البطولي بسبب حتَّى تتقوى معنوياتهم ويستطيعوا دفع هذا التيار الجارف.
التضحية بالأموال
قال الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لما كانت مساعدة المسلمين مطلوبة وذلك لأنَّه لو تساند الإِخوان في المبادئ وإن كل عسير وتمَّ كل مراد. وفي الأمثال (ما تعاونت عليه الرجال خف) لأنَّ ديننا يريد منا أن نكون أشداء على الكفار رحماء بيننا وأن ديننا يأمرنا بمكارم الأخلاق والحنو على الضعيف ولكننا بالعكس، فأين البصيرة يا مسلمون وأين المعرفة يا مؤمنون؟ ومن ضعف نصيره وقل ظهيره وخذله إخوانه وأسلمه للنائبات خلانه وأعوانه يبس عوده وذهب معدوده
ومحدوده وعضه الزمان بنابه، لذلك فإنَّه قد هب المسلمون للتعاون مع شعب الجزائر فكان يوم 15/ من شعبان يومًا لمساعدة الجزائر واجتمعت الأمة وصعد الخطباء فوق المنصات ينادون بالتبرع لشعب الجزائر المنكوب وقد رأيت بعد صلاة العصر من ذلك اليوم رجلًا منطبقًا يستغيث على المنصة ويبكي يقول: أيها المسلمون انظروا إلى فعال فرنسا بأهل الجزائر أمَّا فيكم من فزعة أمَّا فيكم من فزعة. واستغرق في الاستغاثة حتَّى جعل مما يجده في صدره يقول: إيتوني برشاش لإعدام فرنسا أيها المسلمون لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئًا إن شعب الجزائر بحاجة إلى دينار، إلى درهم، إلى قميص إلى كساء، إلى سكين. فانفعل الحاضرون وقام الرجل يقدم أحسن ما يملك، وتقدم المرأة أقراطها وأساورها، ويقدم الطفل ما في حصالته من دراهم، ويقدم الغني ما تجود به نفسه. وهكذا جعل الشيوخ والشباب يتدافعون ويتسابقون إلى لجان جمع التبرعات ولقد كان منظرًا مؤثرًا لأنَّ تلاميذ المدارس على حداثة سنهم يسارعون إلى إخراج ما في جيوبهم. كما أنَّ الآباء يحملون أطفالهم ليضعوا بين أيدي المتطوعين ما ادَّخروه لهذا اليوم المجيد. واستمرَّ إلقاء المحاضرات زهاء ساعتين من الزمن في كل مدينة. وكان للرياض وبريدة يوم مشهود وكل مدينة أو قرية فإنَّها هبت عن بكرة أبيها لمد يد المساعدة والعون للمجاهدين في الجزائر. وقد ساهمت جميع الطبقات وقامت فرق الكشافة ببذل جهود في ذلك حيث قاموا بملابسهم الكشفية بجولات عديدة على المدارس وعلى مختلف المحلات لتبصير المواطنين.
وفيها قام رجال من أبناء الوطن وأهل المعرفة في بريدة لبث الزراعة في رياض البطين الواقع عند مدينة بريدة شمالًا من هؤلاء آل راشد التجار في الدغمانيات وغيرهم ومنها ما كان في رياض النقيب الواقع عن مدينة بريدة في الشمال الشرقي على مسافة 18 كيلومتر وكان من هؤلاء محمَّد بن
عبد الله الخضيري من الخضران أهل حوطة بني تميم وينتمون إلى آل عنبر من آل حسين من تميم.
وإليك نسب الأسرة: محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم بن حمد بن محمَّد بن حمد بن سلب سليمان بن مانع الخضيري يجتمعون مع الأسرة الكائنة في البكيرية في جدهم حمد بن محمَّد المذكور، ويجتمعون مع الأسرة الكائنة في الحواطة في مانع الخضيري لأنَّه جدهم الأعلى، وكانت ذريته آل عبد المحسن وآل حمد وآل سليمان.
وقد انتقل آل سليمان إلى الشقة بعد السطوة التي جرت في الحوطة وكان يسكن مدينة الزُّبير من أعمال العراق عدد لا يقلون عن خمسة عشر من بني العنبر كما أنَّه يسكن في الحوطة الجنوبية عدد لا يقلون عن خمسة وعشرين أمَّا الخضارى في القرائن والوشم فليسوا من هذه الأسرة بل كانوا خوالد الأصل وكان من أسرة العنبر من آل أبي حسين أناس قد استوطنوا مدينة بريدة وقرية الدعيسة والحمر والوطاة والطرفية من أعمال بريدة ومن هذه الأسرة السكيكري الذين منهم محمَّد بن علي السكاكر المشهور بالدين والزهد. وفي القصيم أسرة يدعون آل سكاكر منهم آل طعيس ومنشأهم من قرية خضيراء حوالي بريدة إلى الشرق الجنوبي. ومن العجائب مرور آلاف السنين على البطين وهو صحاري محرومة من الماء والسكان لا يوجد فيه سوى الوحوش والسباع والهوام ولا مقام فيه لأحد وكان الحطابون والجمالون ومن يذهب لطلب رعي المواشي والكلاء فإنَّهم يحملون الماء ويدخرونه في البراميل ونحوها لتأمين أرواحهم من العطش هناك. فما كان إلَّا عشية أو ضحاها حتَّى أصبح مروجًا وأنهارًا، وصدق الهادي الذي لا ينطق عن الهوى حيث يقول: لا تقوم الساعة حتَّى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا (1) والله على كل شيء
(1) أخرجه مسلم.