الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السوداء الشونيز لأني كنت أظن أَنَّه ينتفع بها لوصاية الرسول عليه الصلاة والسلام بها. ولمَّا أن فرغنا أخبرناه بخبرنا فكتب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي إلى الابن الكريم عبد الرحمن المقبل الذكير. السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الواصل إليكم فلان قد جاء لهذا الموضوع وأنَّه لم يخرج من باب بريدة الجنوبي أبدًا إلَّا لهذه الحاجة أرجو قضاء حاجته وإتحافه بمطلوبه. ثم قال الغداء هنا بعد الظهر كتب الله خطاكم. فاعتذرنا بموعد سابق وخرجنا من عنده شاكرين داعين وطال تعجبي لهذه الأخلاق التي يبخل الزمان بمثلها وكان لم يسمح عن دعوته حتَّى أقسمنا له أن الركاب عند المغرب. ولمَّا جئنا إلى بيت الذكير وجدنا رجلًا بشوشًا فناولته الخطاب فقرأه ثم أقسم بالله لو أن صاحب هذا الخطاب بعث إليَّ وهو في بريدة ولم يجعل ابن سعدي واسطة ولم يسعَ بنفسه لبعثتها له وهو جالس. ودعانا إلى طعام الغداء فاعتذرنا شاكرين ومقدرين وكان قد جعل خادمًا يعد القهوة العربية ويصب من الدلال للزوار وناولني ما تيسر من الكتب الموجودة ولا ريب أن المترجم له قد تمخضت عنه مدينة عنيزة وافتخرت به على ما سواها.
مؤلفات الشَّيخ
كان يشتغل في كتب الشيخين الإِمامين ابن تيمية وابن القيِّم رحمهما الله تعالى وكان حنبليًا، ثم بعد ذلك صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي بل يأخذ بالراجح من حيث الدليل تقليدًا لهذين الإمامين. وله يد طولى في التفسير. وقد ألف تفسيرًا في ثمانية أجزاء طبع مرارًا وذلك لأنَّ له ذوقًا في تفسير القرآن ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده ويستنبط منه الفوائد البديعة وله فصاحة وجزالة في اللفظ. وقد تكلم في مسألة يأجوج ومأجوج بكلام حمل عليه أعداؤه بسببه حملات شعواء وأنَّه خالف الجمهور ورفع أمره إلى والي الأمر واستقدم إلى الرياض للتحقيق معه وجرى معه البحث وخافت
الأمة عليه لكنه رجع محترمًا. ومن مؤلفاته: الرياض الناضرة، ومختصر في الفقه سماه منهج السالكين، ومختصر في أصول الفقه، وجوب التعاون بين المسلمين وموضوع الجهاد الديني، تنزيه الدين ورجاله، مما افتراه الصعيدي في أغلاله توضيح الكافية الشافية جعله كشرح لطيف لنونية ابن القيِّم وهو مختصر يقرب للأذهان معرفتها القواعد الحسان لتفسير القرآن، ديوان الخطب العصرية وخطب أخرى سماها الفواكه الشهية في الخطب المنبرية والدرة المختصرة في محاسن الإِسلام. وكتاب سماه القواعد والأصول الجامعة ورسالة لطيفة سماها الوسائل المفيدة في الحياة السعيدة، الفتاوى السعدية مجلد كبير على أبواب الفقه، بهجة قلوب الأبرار وشرح جوامع الأخبار وله مؤلفات أخرى وإنَّه ليشكر على انتصاره للإِسلام والذب عنه في غالب كتبه وإبراز محاسنه. وقد عرض عليه قضاء عنيزة عدة مرات فلم يقبل بل كان يؤم في المسجد الجامع فيها ويدرس فيه ولا ريب أنَّ عنيزة خسرته لأنَّها فقدت عالمها الكبير. ولمَّا كان في يوم الخميس 23 جمادى الآخرة من هذه السنة اختطفته يد المنون على إثر ضغط وتصلب الشرايين كان يعاوده هذا المرض حتَّى قضى عليه. وقد جاءت طائرة تلك الليلة لإِسعافه لما أغمي عليه من أول الليل ولكنها لم تتمكن من الهبوط لتعكر الجو فرجفت القلوب عليه حزنًا وأسى وصلَّى عليه في سائر الآفاق رحمه الله وعفا عنه وقد رثي بمراثي حسنة.
وممن توفي فيها من الأعيان فؤاد الخطيب الشَّاعر العربي وكانت وفاته في منتصف شهر رمضان من هذه السنة وهذه ترجمته: هو الأديب الشَّاعر، ولد المترجم في سنة 1302 هـ وعاش في ربوع وطنه وعندما بدأت الحركات التحريرية التي تهدف إلى تحرير الأمَّة العربيَّة من النير الأجنبي كان من أول المسارعين إلى الانضمام إليها فكان عضوًا في جمعية المنتدى العربي ثم حكم عليه بالإعدام ففرَّ إلى مصر فالسودان حيث اشتغل فيه