الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهل يجوزُ الشُّرب من مائهم؟
يقول العلماء: إنَّه يجوز، حتَّى من بِئْر الناقةِ؛ لأنَّ المُسلمينَ كَانوا يشربونَ منها، فبئرُ الناقةِ كانتْ معروفةً في الزمنِ السابقِ، أمَّا الآنَ فلا نَدري أمعروفةٌ أم لا، وإلَّا فقد كَانتْ معروفةً في الماضي، وحَسَب كَلام الفُقهاء أنَّها كَانت بئرًا كبيرةً، يَرِدُها الحجّاج الَّذينَ يَقْدَمُونَ منَ الشامِ.
من فوائد ذِكر قومِ صالحٍ:
الْفَائِدَةُ الْأُولَى: فيها دليلٌ على عدمِ البقاءِ في حالِ الرفاهيَةِ عِقابًا لمَنِ الْتَزَمُوا شِرْكَهم؛ أيْ أنَّه لا يمكِن أنْ يُتركوا بدونِ رُسُلٍ وشكرٍ للنعمةٍ، ويُؤْخَذُ من قولِه تعالى:{أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ} ، والمُراد بالإسْتِفهامِ هنا للنفيِ والتوبيخِ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: فيها دَلالةٌ على عِظَم نعمةِ اللهِ عز وجل وأنَّها تَستوجِب الشكرَ العظيمَ لله سبحانه وتعالى وأنَّه هو مُعْطِي الأمان وآخِذه؛ لِقَوْلِهِ: {آمِنِينَ} .
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: عِظَم نِعمةِ الأمنِ، وهذا صَحِيحٌ، فإنَّ نِعمة الأمنِ قد تُقابِل نِعمة الشِّبَع والشُّرب والرِّيّ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ النَّخيل من أطيبِ أنواعِ الفواكهِ؛ لِقَوْلِهِ: {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} ، فهي ليِّنة وسهلة الهَضم، ووجهُه أنَّها مفضَّلة على غيرِها، وأنها تُؤْتِي أُكُلَها كلَّ حِينٍ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: بَيان قُوَّة قومِ صالحٍ، ويُستفاد من قَوْلهِ:{وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ} ، إذ بَلَغُوا من القوَّة أن كانوا يَنْحِتون بيوتهم في الجبالِ، وأيُّ قوَّةٍ بعدُ؟ !
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: فيه دليلٌ على دِقَّتِهِم في العملِ، والحِذق في الهَندسة؛ لأنَّ
هذا يَتَطَلَّب حِذقًا، حيثُ إنَّه أمرٌ مُغَيَّب ليسَ شيئًا أمامَك كي تَحْصُلَ على ما تريدُ، ويُؤْخَذُ من قِراءَة:(فارهين) بمَعْنى حاذِقينَ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: يُؤْخَذ من قَوْلهِ: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} فائدتانِ: لفظيَّة ومعنويَّة، الفائدةُ المعنويَّةُ أنَّهم لا يُشارِكُ فَسادَهم صلاحٌ، فيكون في هذا نفيُ إِثْباتٍ لكمالِ الفسادِ، والفائدةُ اللفظيَّةُ أنّ فيها طِباقًا، فهذا لا شكّ أنَّه من الأسلوبِ اللفظيِّ الحَسَن، مع ما فيه من معنًى.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أنَّ ما أصابهم هو نتيجةُ فَسادهم؛ كما في قولِهِ تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41].
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: فيها تَسْلِيَة لكلِّ داعيةٍ إذا دعَا إلى حقٍّ لو أُصيب بمثل هذا، فإنَّ كلَّ مُفْتَرٍ على أهلِ الحقِّ أو رافِض له فِعْلُهُ شَبيهٌ بِعَقْرِ هذه الناقةِ، ولكن الواجب على الداعيَةِ أن يَصْبِرَ، وأن يقولَ: جَرَى للأنبياءِ مثلُ هذا وأشدُّ، وَهُمْ أَشْرَفُ عندَ اللهِ منِّي ما هو أَعْظَم.
* * *