المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الآيات (192 - 196) - تفسير العثيمين: الشعراء

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌الآية (2)

- ‌ومن فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (3)

- ‌الآية (4)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (5)

- ‌الآية (6)

- ‌الآية (7)

- ‌الآية (8)

- ‌الآية (9)

- ‌الآيتان (10، 11)

- ‌فوائد الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآية (12)

- ‌الآية (13)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (14)

- ‌الآية (15)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (16)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (17)

- ‌الآية (18)

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌الآيتان (23، 24)

- ‌الآية (25)

- ‌الآية (26)

- ‌الآية (27)

- ‌الآية (28)

- ‌الآية (29)

- ‌الآيات (30 - 35)

- ‌الآيتان (36، 37)

- ‌الآية (38)

- ‌الآيتان (39، 40)

- ‌الآية (41)

- ‌الآية (42)

- ‌الآية (43)

- ‌الآية (44)

- ‌ومن فوائد الآيةِ:

- ‌الآية (45)

- ‌الآيات (46 - 48)

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيتان (49، 50)

- ‌الآية (51)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (52)

- ‌الآية (53)

- ‌الآية (54)

- ‌الآية (55)

- ‌الآية (56)

- ‌الآيتان (57، 58)

- ‌فوائد الآيتين الكريمتينِ:

- ‌الآية (59)

- ‌الآية (60)

- ‌الآيتان (61، 62)

- ‌فوائدُ الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآية (63)

- ‌فَوَائِد الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآيات (64 - 66)

- ‌الآية (67)

- ‌الآية (68)

- ‌الآيتان (69، 70)

- ‌الآية (71)

- ‌الآية (72)

- ‌الآيتان (73، 74)

- ‌الآيات (75 - 86)

- ‌الآية (87)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآيتان (88، 89)

- ‌فوائِدُ الآيتَينِ الكريمتين:

- ‌الآيات (90 - 93)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (94، 95)

- ‌فوائدُ الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآيات (96 - 98)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآية (99)

- ‌الآية (100)

- ‌فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (101)

- ‌الآية (102)

- ‌الآيتان (103، 104)

- ‌الآية (105)

- ‌فوائدُ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيات (106 - 110)

- ‌الآيات (111 - 115)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمة:

- ‌الآيات (116 - 118)

- ‌الآيات (119 - 122)

- ‌فوائدُ الآيَات الكريمة:

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيتان (129، 130)

- ‌الآيات (131 - 134)

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيات (135 - 138)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (139، 140)

- ‌الآيات (141 - 145)

- ‌الآيات (146 - 152)

- ‌الآيتان (153، 154)

- ‌الآيات (155، 159)

- ‌من فوائد ذِكر قومِ صالحٍ:

- ‌الآيات (160 - 164)

- ‌الآيتان (165، 166)

- ‌الآيات (167 - 175)

- ‌ويُستفاد من قِصَّة لُوطٍ عليه السلام مع قومه:

- ‌الآيات (176 - 180)

- ‌الآيات (181 - 184)

- ‌الآيات (185 - 191)

- ‌ويُستفاد من قِصَّة شُعيب عليه السلام:

- ‌الآيات (192 - 196)

- ‌الآيات (197 - 204)

- ‌الآيتان (208، 209)

- ‌فوائد الآيتين الكريمتينِ:

- ‌الآيات (210 - 212)

- ‌الآية (213)

- ‌الآيات (214 - 216)

- ‌الآيات (217 - 220)

- ‌الآيات (221 - 222)

- ‌الآيات (224 - 226)

- ‌الآية (227)

الفصل: ‌الآيات (192 - 196)

‌الآيات (192 - 196)

* * *

* قالَ اللهُ عز وجل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 192 - 196].

* * *

قالَ المُفَسِّر رحمه الله: [{وَإِنَّهُ} أَيِ الْقُرْآنَ {لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} جِبْرِيلُ، {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} بَيِّن وَفِي قِرَاءَة بِتَشْدِيدِ "نَزَّلَ" وَنَصْب "الرُّوحَ" وَالْفَاعِل اللهُ

(1)

، {وَإِنَّهُ} ذِكْرَ الْقُرْآنِ المُنَزَّل عَلَى مُحَمَّد {لَفِي زُبُرِ} كُتُبِ {الْأَوَّلِينَ} كَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ}].

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، الضَّميرُ في قَوْلهِ:{وَإِنَّهُ} يعودُ إلى القُرآنِ - كما قال المُفَسِّر - وإنْ لم يَسْبِقْ له ذِكْرٌ، لكن يعيِّنه السياقُ، ومَرجِع الضَّمير - كما هو معروف - قد يكونُ مَشهورًا وقد يكون مَعلومًا، والمذكور قد يَتَقَدَّم وقد يتأخَّر، إلّا أنه من القواعدِ المقرَّرة أنه لا يعودُ الضَّميرُ على متأخِّر لَفظًا ورُتبةً، إلَّا في مَسائِل معيَّنة.

قال: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} اللامُ للتَّوكيدِ، فيكونُ هذا الخبرُ مؤكَّدًا بأداتينِ، وهما:(إنّ) و (اللام).

(1)

حجة القراءات (ص: 521).

ص: 284

و (تَنْزِيل) مصدر، لكنَّه بمَعْنى اسم المفعولِ، أي: لمُنَزَّل؛ لأن القُرآنَ نفسَه ليسَ تَنزيلًا، بل التنزيل فِعل الله، والقُرآنُ عِبارة عن شَيْء منزَّل، كما قال الله تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ} [الفرقان: 1].

وقَوْلهُ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} هذه الربوبيَّة العامَّة إشارة إلى أنه مِن مُقتضى ربوبيَّته أن يكون منزِّلًا لعبادِهِ هذا الكتابَ المفيدَ لهم.

ويشير أيضًا إلى عُمومِ شريعةِ هذا الكتابِ، كما عمّت ربوبيّة منزلِهِ، فهو أيضًا عامٌّ في التشريع.

قولُه تعالى: {الرُّوحُ الْأَمِينُ} هو جِبريلُ عليه الصلاة والسلام، وقد وُصِف بالرُّوح لأنه يَنزِل بما فيه الحياةُ، وهو الوحيُ الَّذي به حياةُ القلوبِ، ووُصِف بالأمانةِ لأن المَقامَ يَقتضيه، وأمانة جبريلَ عليه الصلاة والسلام من عِدَّة أوجهٍ بالنِّسبة للقرآنِ:

أولًا: أمينٌ بحيثُ لا يَنزِل به إلا على مَن أُمِرَ به، وعلى هذا فيكونُ قولُ الرافضةِ - قبَّحهم الله -: إن جِبريلَ أُمر أنْ يَنزل بالقُرآنِ على عليٍّ، ولكنه خانَ فنزَل به على مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم منافيًا لوصفِ جبريلَ عليه السلام بالأمانةِ.

ثانيًا: مُقتضَى الأمانةِ أنْ يَنزلَ به كما سمِعه منَ اللهِ؛ لا يزيدُ فيه ولا يَنْقُصُ، ولا يُقدِّم ولا يؤخِّر.

ثالثًا: أن ينزلَ به في الوقتِ الَّذي أُمرَ بإنزالِهِ فيه، فلا يتأخَّر إذا أوحي إليه به إلَّا بإذنِ اللهِ.

فهذه الأوصاف الثلاثةُ مِن مُقتضَى أمانةِ جِبريلَ عليه الصلاة والسلام.

وقَوْلهُ: {عَلَى قَلْبِكَ} خصَّ القلبَ؛ لأنه مَحَلّ الوعيِ، وفيه دليلٌ على عِنايةِ اللهِ

ص: 285

سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالقُرآنِ، وعلى كمالِ حِفظ الرَّسُولِ له صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ ما نزَلَ على القلبِ يَثْبُتُ ويَرْسَخُ، بخِلافِ ما سمِعتْه الأُذُنُ، فإنّ الأذنَ قد تُوصِل إلى القلبِ وقد لا تُوصِل، فقد يكون قلبُه غافلًا، ولكن هنا كَان على القلبِ.

وقَوْلهُ: {لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} اللامُ هنا للتعليلِ وللعاقبةِ معًا، فهما متلازِمانِ، فإذا قلنا: للتعليلِ، صار مكلَّفًا بذلكَ، وإذا كَانتْ في العاقبةِ كَانتْ عاقبتُه أن يكونَ مُنْذِرًا، وإنْ لم يكنْ هناك تَكليف، ولكن الصَّحِيح أنها شاملةٌ للأمرينِ.

وقَوْلهُ: {مِنَ الْمُنْذِرِينَ} أي: الرُّسُل، كما قال الله تعالى:{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [النساء: 165].

وقَوْلهُ: {بِلِسَانٍ} بلغةٍ، وأطلقَ اللِّسان على اللُّغةِ؛ لأنَّه مَحَلّ الكَلامِ الَّذي هو عنوانُ اللُّغةِ.

وقَوْلهُ: {عَرَبِيٍّ} نِسبةً إلى العربِ؛ وذلك لأنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كَان عربيًّا، وقد قال الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4].

وفي هذا إشارةٌ إلى أنه يَنْبَغي أن تكونَ اللُّغةُ العربيّة لغةَ جميعِ الخلقِ؛ لأن الشرْعَ الَّذي نزلَ بها شرعُ جميعِ الخلقِ، فكَان يَنْبَغي أن تكونَ اللُّغةُ العربيّة لغةَ جميعِ الخلقِ، خلافًا لمن يريدونَ أن يُذِيبُوها في عَصْرِنا الحاضرِ، بأن يطالِبوا بجعلِ اللُّغَة العامِّيَّة مكَانَ اللُّغةِ العربيّةِ في المكاتَباتِ والمراسَلات وغيرهما!

وأقبحُ من ذلك مَن يحاولونَ أن يتكلَّموا باللُّغةِ الأعجميّة، كما يوجد من بعضِ النَّاسِ الَّذينَ يَفخَرون بلغةِ الإنجليزِ وغيرهم، فتجدهم يَتَشَدَّقُونَ بالكَلام بها.

ص: 286

ثمّ إنّ قَوْلَهُ: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ} متعلِّق بقَوْلِهِ: {نَزَلَ بِهِ} .

وقَوْله: {مُبِينٍ} بيّن، وفي قِراءَة بالتشديد:(نزّل)، بتشديد (نزل)، ونصب (الرُّوحَ)، فالفاعلُ الله:(نَزَّلَ بِهِ الرُّوحَ الْأَمِينَ).

وفي اختلافِ القراءتينِ فائدةٌ، وهي أن الَّذي أمرهُ بالنزولِ هو اللهُ فنزلَ، فيكون جمعتَ بين فِعل جبريلَ الصادر عن أمر اللهِ، وبين الدلالةِ على أمرِ اللهِ له بذلك:(نزّلَ به).

قالَ المُفَسِّر رحمه الله: [{وَإِنَّهُ} ذِكر القُرآن المنزَّل على محُمَّد صلى الله عليه وسلم {لَفِي زُبُر} كُتُب {الْأَوَّلِينَ} كالتوراةِ والإنجيلِ]، المُفَسِّر جعلَ الضَّميرَ يعودُ على القُرآنِ، يَعْنِي: إنَّ ذكرَ القُرآنِ موْجودٌ في {زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} كُتُبهم، والمُرادُ وصفُ القُرآنِ؛ لأن النَّبيّ عليه الصلاة والسلام وصف صفات التَّوْرَاة والإِنْجِيل بصفاته وصفات الكِتاب الَّذي نزَل به.

وقَوْلهُ: {لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} ظاهرُ الآيةِ الكريمة الْعُمومُ، وأن كل الكتبِ السابقةِ ذُكِرَ فيها القُرآنُ، وبشر إليه، ومنها: التوراة والإنجيل، فتكون الكاف هنا للتشبيهِ، وفي هذا دليلٌ واضحٌ على عِناية اللهِ تَعالَى بهذا القُرآنِ، وتَشريفه، وتَعظيمه، حيثُ ذُكِر في كلّ كتابٍ سَبَقَ.

وفيه أيضًا دليلٌ على أنَّه لو جاءَ هذا الكتابُ لَوَجَبَ على جميعِ مَن يَعْتَنِقُونَ الكتبَ السابقةَ أنْ يُؤْمِنُوا به.

* * *

ص: 287