المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (6) * * *   * قالَ اللهُ عز وجل: {فَقَدْ كَذَّبُوا - تفسير العثيمين: الشعراء

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌الآية (2)

- ‌ومن فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (3)

- ‌الآية (4)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (5)

- ‌الآية (6)

- ‌الآية (7)

- ‌الآية (8)

- ‌الآية (9)

- ‌الآيتان (10، 11)

- ‌فوائد الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآية (12)

- ‌الآية (13)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (14)

- ‌الآية (15)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (16)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (17)

- ‌الآية (18)

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌الآيتان (23، 24)

- ‌الآية (25)

- ‌الآية (26)

- ‌الآية (27)

- ‌الآية (28)

- ‌الآية (29)

- ‌الآيات (30 - 35)

- ‌الآيتان (36، 37)

- ‌الآية (38)

- ‌الآيتان (39، 40)

- ‌الآية (41)

- ‌الآية (42)

- ‌الآية (43)

- ‌الآية (44)

- ‌ومن فوائد الآيةِ:

- ‌الآية (45)

- ‌الآيات (46 - 48)

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيتان (49، 50)

- ‌الآية (51)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (52)

- ‌الآية (53)

- ‌الآية (54)

- ‌الآية (55)

- ‌الآية (56)

- ‌الآيتان (57، 58)

- ‌فوائد الآيتين الكريمتينِ:

- ‌الآية (59)

- ‌الآية (60)

- ‌الآيتان (61، 62)

- ‌فوائدُ الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآية (63)

- ‌فَوَائِد الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآيات (64 - 66)

- ‌الآية (67)

- ‌الآية (68)

- ‌الآيتان (69، 70)

- ‌الآية (71)

- ‌الآية (72)

- ‌الآيتان (73، 74)

- ‌الآيات (75 - 86)

- ‌الآية (87)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآيتان (88، 89)

- ‌فوائِدُ الآيتَينِ الكريمتين:

- ‌الآيات (90 - 93)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (94، 95)

- ‌فوائدُ الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآيات (96 - 98)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآية (99)

- ‌الآية (100)

- ‌فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (101)

- ‌الآية (102)

- ‌الآيتان (103، 104)

- ‌الآية (105)

- ‌فوائدُ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيات (106 - 110)

- ‌الآيات (111 - 115)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمة:

- ‌الآيات (116 - 118)

- ‌الآيات (119 - 122)

- ‌فوائدُ الآيَات الكريمة:

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيتان (129، 130)

- ‌الآيات (131 - 134)

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيات (135 - 138)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (139، 140)

- ‌الآيات (141 - 145)

- ‌الآيات (146 - 152)

- ‌الآيتان (153، 154)

- ‌الآيات (155، 159)

- ‌من فوائد ذِكر قومِ صالحٍ:

- ‌الآيات (160 - 164)

- ‌الآيتان (165، 166)

- ‌الآيات (167 - 175)

- ‌ويُستفاد من قِصَّة لُوطٍ عليه السلام مع قومه:

- ‌الآيات (176 - 180)

- ‌الآيات (181 - 184)

- ‌الآيات (185 - 191)

- ‌ويُستفاد من قِصَّة شُعيب عليه السلام:

- ‌الآيات (192 - 196)

- ‌الآيات (197 - 204)

- ‌الآيتان (208، 209)

- ‌فوائد الآيتين الكريمتينِ:

- ‌الآيات (210 - 212)

- ‌الآية (213)

- ‌الآيات (214 - 216)

- ‌الآيات (217 - 220)

- ‌الآيات (221 - 222)

- ‌الآيات (224 - 226)

- ‌الآية (227)

الفصل: ‌ ‌الآية (6) * * *   * قالَ اللهُ عز وجل: {فَقَدْ كَذَّبُوا

‌الآية (6)

* * *

* قالَ اللهُ عز وجل: {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الشعراء: 6].

* * *

يقول المُفسِّر رحمه الله: [{فَقَدْ كَذَّبُوا} به]، أي: بهذا الذكرِ، والجُملة مُحَقَّقَة بـ (قد)، والمَعْنى أَنَّهُ معَ وُضُوح كون هَذَا الذِّكر منَ الرَّحْمنِ ما انتَفَعوا به، بل كَذَّبُوا به، والتَّكذيبُ بِهِ يَعُمُّ التَّكذيبَ بِهِ رأسًا، بأنْ يقولوا: إن هَذَا القُرآنَ لَيْسَ منَ اللهِ، كما قالوا:{إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103]، أو التَّكذيب ببعض الآيَاتِ منه، كما لو كذّبوا بقصَّة أَحَد الرُّسُل، أو بقصةٍ قَصَّها الله تعالى عَن أحدٍ؛ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ، أو ما أشبه ذلك.

فهو إما أن يكون التَّكذيب بِهِ رأسًا فيُقال: أنت لا يُوحى إليك، وهذا القُرآن لَيْسَ بوحيٍ، أو التَّكذيب ببعضِ الآيَات الَّتِي جاءتْ بهذا، فكله تكذيبٌ، والتَّكذيبُ أبلغُ منَ الإِعْراضِ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَان قد يُعْرِض تهاونًا وتكاسلًا ولسببٍ منَ الأسْبابِ ولا يكذِّب، لكن المكذِّب أشدُّ؛ لِأَنَّ المكذِّبَ لا يُمْكِن أن يُقبِل، وكيف يُقبل عَلَى أمرٍ يَعْتَقِده كَذِبًا؟ ! ولهذا قَالَ:{إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا} ما قَالَ: فقد أعرضوا، قَالَ:{فَقَدْ كَذَّبُوا} وهذا شاملٌ للإعراض والتَّكذيب.

يقول المُفسِّر رحمه الله: [{فَقَدْ كَذَّبُوا} بِهِ {فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ} عواقب {مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} ، الفاء عاطفةٌ، وتفيد الترتيبَ، والسين تفيدُ التقريبَ أيضًا، والمَعْنى:

ص: 30

فبسببِ تَكذِيبِهِم فَسَيَأْتِيهِمْ عن قُرْبٍ، و {أَنْبَاءُ} بمَعْنى: أخبار، والأنباء: جمعُ نَبَأٍ، وَهُوَ الخبرُ مِنَ الأمورِ الهامَّة، والمُراد بالخبرِ هنا العواقبُ، كما قال المُفسِّر؛ لِأَنَّ العواقبَ أخبارٌ فِي الحَقِيقَةِ، فمثلًا: فِي القُرآنِ أنَّ الله تعالى يَنْصُر رسوله ويُهْلِك المكذِّبين، هَذِهِ أنباء هِيَ فِي الحَقِيقَة ستكونُ عواقبَ: سَينتصِر النبي عليه الصلاة والسلام وسيُهزَم أعداؤُه، وهذه هِيَ الحَقِيقَة، وهي العاقبة.

وقوله: {مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي يَسْخَرون، وتقديمُ المعمولِ فِي قوله:{بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} للفائدتينِ السابقتينِ: اللفظيَّةِ والمعنويَّةِ. وقوله: {مَا كَانُوا بِهِ} يَحتمل أن تكون مجرَّدة عنِ الزَّمان، أي: ما يستَهْزِئُون به، ويحتمل أن تكونَ للزَّمانِ، أي: ما كانوا فِي الماضي يستَهْزِئُون بِهِ عند وقوعِ العاقبةِ، فإنَّ استهزاءَهم بِهِ سابقٌ لهذه العاقبةِ، ولكن الظَّاهر أَنَّهَا مجرَّدة عن الزَّمانِ، وَهُوَ غالبُ ما تأتي (كان)، قال تعالى:{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الحجر: 11]، أي: يَسْخَرون ويضْحَكون منه.

والتَّكذيب بالشَّيْءِ الحَقّ نوعٌ منْ الإستهزاء به؛ لِأَنَّهُ مثلًا إذا كَانَ مع الرسول وعدٌ ووعيد، وأمرٌ ونهيٌ، وخبر واستخبار، وإرشاد وتوبيخ، ثم كُذِّب بِهِ فمعناه أَنَّه يُستهزأ به، وبأحكامِه، وبأخباره، وبما تَضَمَّنَهُ مِن هَذِهِ الأمور.

فائدة: يقولون: إن زيادةَ المَبْنَى تدلُّ عَلَى زيادةِ المَعْنى، فإذا وجدتَ بالكلمةِ حروفًا زائدةً فمَعْنى ذلكَ أن هناك معانيَ زائدةً، والزيادةُ هنا للْمُبالَغةِ، مثل:(استكبَرَ وتكبّر)، (استكبر) أبلغ من (تكبّر)، وهنا:(استهزأ به) أبلغ من (هزئ به)، فلذلك نقول: السين والتاء هنا للْمُبالَغة.

* * *

ص: 31