المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (41) * * *   * قالَ اللهُ عز وجل: {فَلَمَّا جَاءَ - تفسير العثيمين: الشعراء

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌الآية (2)

- ‌ومن فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (3)

- ‌الآية (4)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (5)

- ‌الآية (6)

- ‌الآية (7)

- ‌الآية (8)

- ‌الآية (9)

- ‌الآيتان (10، 11)

- ‌فوائد الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآية (12)

- ‌الآية (13)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (14)

- ‌الآية (15)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (16)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (17)

- ‌الآية (18)

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌الآيتان (23، 24)

- ‌الآية (25)

- ‌الآية (26)

- ‌الآية (27)

- ‌الآية (28)

- ‌الآية (29)

- ‌الآيات (30 - 35)

- ‌الآيتان (36، 37)

- ‌الآية (38)

- ‌الآيتان (39، 40)

- ‌الآية (41)

- ‌الآية (42)

- ‌الآية (43)

- ‌الآية (44)

- ‌ومن فوائد الآيةِ:

- ‌الآية (45)

- ‌الآيات (46 - 48)

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيتان (49، 50)

- ‌الآية (51)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآية (52)

- ‌الآية (53)

- ‌الآية (54)

- ‌الآية (55)

- ‌الآية (56)

- ‌الآيتان (57، 58)

- ‌فوائد الآيتين الكريمتينِ:

- ‌الآية (59)

- ‌الآية (60)

- ‌الآيتان (61، 62)

- ‌فوائدُ الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآية (63)

- ‌فَوَائِد الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآيات (64 - 66)

- ‌الآية (67)

- ‌الآية (68)

- ‌الآيتان (69، 70)

- ‌الآية (71)

- ‌الآية (72)

- ‌الآيتان (73، 74)

- ‌الآيات (75 - 86)

- ‌الآية (87)

- ‌فَوَائِدُ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ:

- ‌الآيتان (88، 89)

- ‌فوائِدُ الآيتَينِ الكريمتين:

- ‌الآيات (90 - 93)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (94، 95)

- ‌فوائدُ الآيتينِ الكريمتينِ:

- ‌الآيات (96 - 98)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآية (99)

- ‌الآية (100)

- ‌فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (101)

- ‌الآية (102)

- ‌الآيتان (103، 104)

- ‌الآية (105)

- ‌فوائدُ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيات (106 - 110)

- ‌الآيات (111 - 115)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمة:

- ‌الآيات (116 - 118)

- ‌الآيات (119 - 122)

- ‌فوائدُ الآيَات الكريمة:

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيتان (129، 130)

- ‌الآيات (131 - 134)

- ‌فوائد الآيَات الكريمة:

- ‌الآيات (135 - 138)

- ‌فوائدُ الآيَاتِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (139، 140)

- ‌الآيات (141 - 145)

- ‌الآيات (146 - 152)

- ‌الآيتان (153، 154)

- ‌الآيات (155، 159)

- ‌من فوائد ذِكر قومِ صالحٍ:

- ‌الآيات (160 - 164)

- ‌الآيتان (165، 166)

- ‌الآيات (167 - 175)

- ‌ويُستفاد من قِصَّة لُوطٍ عليه السلام مع قومه:

- ‌الآيات (176 - 180)

- ‌الآيات (181 - 184)

- ‌الآيات (185 - 191)

- ‌ويُستفاد من قِصَّة شُعيب عليه السلام:

- ‌الآيات (192 - 196)

- ‌الآيات (197 - 204)

- ‌الآيتان (208، 209)

- ‌فوائد الآيتين الكريمتينِ:

- ‌الآيات (210 - 212)

- ‌الآية (213)

- ‌الآيات (214 - 216)

- ‌الآيات (217 - 220)

- ‌الآيات (221 - 222)

- ‌الآيات (224 - 226)

- ‌الآية (227)

الفصل: ‌ ‌الآية (41) * * *   * قالَ اللهُ عز وجل: {فَلَمَّا جَاءَ

‌الآية (41)

* * *

* قالَ اللهُ عز وجل: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 41].

* * *

{فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ} يعني: لفِرْعَوْن {قَالُوا} له: {أَئِنَّ} قَالَ: [بتحقيقِ الهمزتينِ، وتسهيلِ الثَّانيةِ، وإدخالِ ألفٍ بينهما عَلَى الوجهينِ، ، التَّحقيق والتسهيل، {أَئِنَّ} هَذَا تحقيقٌ، وتسهيل الثَّانية (أَيِنَّ)، وإدخال الألف بينهما على الوجهين:(آئِنَّا)، (آيِنَّا)، فتكون القِراءَة عَلَى هَذَا أربعًا

(1)

.

قال: {لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} هَذِهِ اللامُ للتَّوكيدِ: {لَأَجْرًا} ، والمُراد بالأجرِ هنا المَثُوبَة الدُّنْيَوِيَّة والقُربى والزُّلْفَى منه، أو نقول: المثوبة الدنيويَّة فقط، لكن هُوَ زادَهُمُ القُربى والزُّلْفَى منه:{نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} ، وهنا يقول:{أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} وقد يُقال: كيف دخلتْ لامُ التَّوكيدِ عَلَى الإسْتِفهامِ والإسْتِفهامُ إِلَى الآنَ ما وقع بعدُ، فكيف يؤكد؟

ولهذا نظائر فِي القُرآن، مثل قوله تعالى:{أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ} [يوسف: 90]، فكيف يَصِحُّ التَّوكيدُ معَ الإسْتِفهامِ والمستفهِم يسأل فإلى الآن ما تَبَيَّن له الأمرُ أَنَّهُ واقع، فكيف يؤكَّد؟

(1)

السبعة في القراءات (ص: 289).

ص: 93

فيُقال: إن التَّأكيد هنا يُراد بِهِ تأكيدُ الجَوابِ، كأنه يقول: أتؤكّد لنا الأجرَ؟ أتؤكد لنا أنك أنت يوسف؟ أمَّا بالنِّسبة للسائل فلا يمكِن التَّوكيد؛ لِأَنَّهُ سائل مُسْتَفْهِم، ولا جمع بين الإسْتِفهامِ الَّذِي هُوَ جَهْل وبين التَّوكيدِ الَّذِي هُوَ عِلم مُحَقَّق.

فعليه نقول: الإسْتِفهام هنا عَلَى تقدير: أتؤكِّد لنا أنَّ لنا لأجرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ؟ الجَواب: قَالَ: نَعَمْ.

فهَؤُلَاءِ يُريدون الراكبَ قبلَ المَرْكَبَةِ، يَبْغُونَ الأجرَ، مثلما يقول بعض النَّاسِ إذا طُلب منه أن يكون إمامًا فِي مسجد: هل هناك شيْء؟ أو مؤذنًا، أو ما أشبه ذلك، فكذلك هَؤُلَاءِ؛ لِأَنَّ المقام مَقام انتصار حقّ عَلَى زَعْمِهِم، ومع ذلك قالوا: إنِ انتصرنا عَلَى الباطلِ - كما يَزْعُمُون - بالحقِّ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا؟ فقال لهم: نَعَمْ؛ يعني: لكم أجر.

و(نَعَمْ) حرف جَوابٍ، ويُقال: إن الجَواب سؤالٌ مُعادٌ، فالحرف نائبٌ عن السُّؤالِ، يعني: نعم لكم أجرٌ، ولهذا فِي هَذِهِ القاعدةِ، وَهُوَ أن حرف الجَواب إعادة لسؤال، لو قيل للرجل: أطلّقتَ امرأتك؟ فقال: نعم، وما قَالَ: هِيَ طالق، قَالَ: نعم، فهل تطلق؟

نقول: تطلق، لِأَنَّ حرف الجَوابِ إعادةٌ للسُّؤالِ، كذلك أيضًا لو قيل له: أقَبِلْتَ النِّكاح؟ فقال: نعم، انعقدَ النِّكاحُ. ولو قيل له: أعتقتَ عبدَكَ؟ فقال: نعم، عَتَقَ، أوقفتَ بيتَكَ؟ قَالَ: نعم. فلو أراد الكذِبَ فِي مثلِ هَذِهِ الأحوالِ، إنْ قلنا: أوقفتَ بيتَكَ؟ قَالَ: نعم، وَهُوَ يكذب، أطلقتَ امرأتك؟ قَالَ: نعم، وَهُوَ يكذب، فهل يقع الطلاقُ والوقفُ والعِتقُ، وما أشبهَ ذلك، أم لا يقع؟

ص: 94

نقول: أمّا الطلاق ففيه تفصيلٌ، وحقُّ الغيرِ يَقَعُ؛ لِأَنَّهُ يُؤْخَذ بالظَّاهرِ، فيُقال: هَذَا يدين، حُكْمًا لا يُقبل، وأمَّا فيما بينه وبينَ اللهِ إذا لم يُحاكَم فَإِنَّهُ يُقْبَل، يعني: لو أنَّ زَوْجَتَه وَثِقَتْ بِهِ وقالتْ: إن الرَّجُلَ لَمّا قيل له: أطلقتَ امرأتَكَ؟ قَالَ: نعم، أراد أنْ يَكذِب عَلَى صاحبِهِ، فإنها تَبقَى معه؛ لِأَنَّ ما ادّعاه مُحْتَمَلٌ، وإذا كَانَ محتملًا ولم ينازع فيه مَن له الحَقّ وصدَّقه؛ فَإِنَّهُ يُقبل منه.

فـ (نعم) حرفُ جَوابٍ لُغةً وعُرفًا، ولا تأتي فِي اللُّغة ولا فِي العُرف استفهاميَّة، إلا إذا قُرِنت بشيْءٍ، مثل: نعم ماذا تقول؟ يعني: كأنه يقول: نعم هاتِ ما عِندَكَ، يعني: يستجيب.

فَإِنْ قِيلَ: هم يُسَمُّونَ العالِمَ عندهم ساحرًا؛ استدلالًا بقوله: {يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} [الزخرف: 49]، أو أَنَّهُ اتِّهام لِمُوسَى بأنه ساحرٌ؟

فالجَواب: لا، هَذَا غير صحيحٍ، فهم مُعْتَقِدُونَ أَنَّهُ ساحرٌ، وقولهم:{يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} من بابِ التهكُّم.

* * *

ص: 95