الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4)
اختتام هذه الصلاة بهذين الاسمين من أسماء الرب وهما: الحميد المجيد، والحمد والمجد إليهما يرجع الكمال كله؛ فإن الحمد يستلزم الثناء والمحبة للمحمود فمن أحببته ولم تثن عليه لم تكن حامداً له.
وكذا من أثنيت عليه لغرض ما ولم تحبه لم تكن حامداً له حتى تكون مثنياً ومحباً، وهما تابعان لما عليه المحمود من صفات الكمال ونعوت الجلال والإحسان إلى الغير، والله سبحانه له الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه ما، والإحسان كله له ومنه فهو أحق بكل حمد وبكل حب من كل جهة، فهو أهل أن يحب لذاته ولصفاته ولأفعاله ولأسمائه ولإحسانه ولكل ما صدر منه سبحانه، والمجد مستلزم للعظمة والسعة والجلال، والقرآن يقرن بين الحمد والمجد. ولما كانت الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم وهي ثناء الله عليه، وتكريمه، والتنويه به، ورفع ذكره، وزيادة حبه، وتقريبه كانت مشتملة علىلحمد والمجد، فكأن المصلي طلب من الله تعالى أن يزيد في حمده ومجده، والصلاة عليه هي نوع حمد له وتمجيد فذكر في هذا المطلوب الاسمين المناسبين له. وهذا يفيد أن الداعي يشرع له أن يختم دعاءه باسم من الأسماء الحسنى مناسب لمطلوبه، أو يفتتح دعاءه به (جلاء الأفهام /243 - 246).
{الحي}
المعنى في اللغة:
تقدم الكلام على معنى الحياة (1).
المعنى في الشرع:
الله سبحانه هو الذي له الحياة الدائمة والبقاء الذي لا أول له بحد، ولا آخر له بأمد إذ كان كل ما سواه فإنه وإن كان حياً فلحياته أول محدود، وآخر ممدود ينقطع بانقطاع أمدها وينقضي بانقضاء غايتها (2). والله سبحانه وتعالى هو الحي الباقي الذي لايجوز عليه الموت ولا الفناء تعالى عن ذلك علواً كبيراً (3).
وهو سبحانه الحي الذي لم يزل موجوداً وبالحياة موصوفاً، لم تحدث له الحياة بعد موت، ولا يعترضه الموت بعد الحياة وسائر الأحياء يعتورهم الموت في طرفي الحياة معاً (4).
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88].
والله سبحانه حي حياة كاملة جامعة لجميع صفات الذات، ومن كمال حياته أنه كامل القدرة نافذ الإرادة والمشيئة (5).
(1) راجع ص 125.
(2)
انظر: تفسير ابن جرير (5/ 386، 387).
(3)
انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (102)، تفسير أسماء الله للزجاج (56).
(4)
انظر: شأن الدعاء (80)، الأسماء والصفات (1/ 63).
(5)
انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة (3/ 222).
وقد اقترن اسم الحي بالقيوم في كتاب الله تعالى وهما يتضمنان إثبات صفات الكمال أكمل تضمن وأصدقه، واقترانهما يستلزم سائر صفات الكمال ويدل على بقائها ودوامها، وانتفاء النقص والعدم عنها أزلا وأبداً، وعليهما مدار الأسماء الحسنى كلها، فالحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة (1).
والحي يستلزم جميع الصفات، وهو أصلها (2).
والله هو الحي حياة لاتشبه حياة الأحياء، ولا يستدرك بالعقول ولا تأخذه سنة ولانوم ولاموت، حييت به القلوب من الكفر والجهل (3).
وروده في القرآن:
ورد الحي في خمسة مواضع قرن في ثلاثة منه بالقيوم منها قوله تعالى:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)} [آل عمران: 2].
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)} [طه: 111].
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)} [الفرقان: 58].
(1) انظر: شرح الطحاوية (1/ 91، 92).
(2)
انظر: مجموع الفتاوى (18/ 311)
(3)
انظر: التوحيد لابن منده (2/ 84).
116 -
(46) ثبت فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: {اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك لاإله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لايموت والجن والإنس يموتون} رواه مسلم، والبخاري بلفظ:{أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لايموت والجن والإنس يموتون} .
التخريج:
م: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب في الأدعية (17/ 38، 39).
وانظر: خ: كتاب التوحيد: باب قوله تعالى {وهو العزيز الحكيم} (9/ 143)(الفتح 13/ 368)
وعلقه في كتاب الأيمان والنذور: باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته (11/ 545).
شرح غريبه:
أنبت: رجعت وملت إلى طاعتك، وأعرضت عن مخالفتك. والإنابة بمعنى التوبة والرجوع (المشارق/نوب/2/ 31).
أعوذ: ألجأ (النهاية/عوذ/3/ 318)، والعوذ الالتجاء إلى الغير والتعلق به، ومنه قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام:{أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} [البقرة: 67](المفردات /352).
الفوائد:
(1)
جواز الحلف بعزة الله، والحديث وإن كان بلفظ الدعاء لكنه لا يستعاذ إلا بالله، أو بصفة من صفات ذاته (الفتح 11/ 546).
وعزة الله هي العزة الدائمة الباقية وهي الحقيقية (المفردات /333)، وهي من صفات ذاته تعالى التي لاتنفك عنه فغلب بعزته وقهر بها كل شيء وكل عزة حصلت لخلقه فهي منه (شرح التوحيد 1/ 149).
(2)
أن التعوذ بصفات الله تعالى من عبادته، بل هو من أفضلها امتثالاً لقوله تعالى:{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعراف: 180](شرح كتاب التوحيد 1/ 152).
(3)
استدل به بعضهم على أن الملائكة لايموتون ورُد بأن مفهوم اللقب لا اعتبار له (إرشاد الساري 10/ 368)(شرح الكرماني 25/ 105)، ويعارضه ما هو أقوى منه وهو عموم قوله تعالى:
{كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88]. وقيل: خص هذين النوعين وإن كان كل حيوان يموت؛ لأنهما المكلفان دون غيرهما (شرح الأبي 7/ 139).
وورد فيه حديث زيد بن بَولا وقيل ابن زيد (1) مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث أبي سعيد سعد بن مالك الخدري.
117 -
حديث زيد رضي الله عنه:
قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا موسى بن إسماعيل.
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا موسى بن إسماعيل.
حدثنا حفص بن عمر الشّنِّيُّ حدثني أبي عمر بن مرة قال سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى
النبي صلى الله عليه وسلم حدثني أبي عن جدي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه غفر له وإن كان فرّ من الزحف} هذا لفظ أبي داود.
وعند الترمذي: {أستغفر الله العظيم} (2).
118 -
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا صالح بن عبدالله حدثنا أبو معاوية عن الوَصّافي عن عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قال حين يأوى إلى فراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ـ ثلاث مرات ـ غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد أوراق الشجر، وإن كانت عدد رمل عَالِج، وإن كانت عدد أيام الدنيا}
التخريج:
حديث زيد رضي الله عنه:
د: كتاب الصلاة: باب في الاستغفار (2/ 86).
ت: كتاب الدعوات: باب في دعاء الضيف (5/ 568، 569).
ورواه البيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 128، 129، 279، 280) من طريق أبي داود.
والبخاري في (التاريخ الكبير 3/ 379، 380)
وابن سعد في (الطبقات 7/ 66)
والطبراني في (الكبير 5/ 89)، ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 4/ 301، 302)
خمستهم من طريق موسى بن إسماعيل به. وفي التاريخ إلى قوله: {غفر له}
وذكره ابن الأثير في (أسد الغابة 2/ 230) وقال: أخرجه ابن منده.
وذكره ابن كثير في (البداية والنهاية 5/ 315) وفيه رواية البغوي في معجم الصحابة وقوله: لا أعلم لزيد غير هذا الحديث.
وأضاف السيوطي في (الجامع الكبير 6/ 526) عزوه إلى:
(1)(الإصابة (2/ 592).
(2)
((هذا في نسخة المجردة والعارضة (12/ 80)، وفي نسخة تحفة الأحوذي (10/ 31) كما في سنن أبي داود.
الباوردي، والضياء، وابن عساكر في (كنز العمال 1/ 482) بدل الضياء سعيد بن منصور، ولعل الاختلاف راجع إلى أن في مطبوعة الجامع تصحفت الصاد وهي رمز سعيد ابن منصور إلى الضاد وهي رمز الضياء ولم أجده في المطبوع منهما والله أعلم.
حديث أبي سعيد رضي الله عنه:
ت: كتاب الدعوات: باب رقم 17 وهو بعد باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه (5/ 470).
ورواه أحمد في (المسند 3/ 10)
والبغوي في (شرح السنة 5/ 106، 107)
وأبو يعلى في (مسنده 2/ 495، 496)
والبيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 287)
أربعتهم من طريق أبي معاوية محمد بن حازم به.
ورواه الطبراني في (الدعاء 3/ 1602، 1603) من طريق عثمان بن هارون عن عصام بن قدامة عن عطية به مختصراً لم يذكر (حين يأوي إلى فراشه) ثم رواه من طريق عصام عن عبيد الله بن الوليد عن عطية به كذلك.
وذكر المزي في (التحفة 3/ 420) أن البخاري رواه عن عثمان بن هارون عن عصام بن قدامة عن عطية وكذا ذكره المنذري في (الترغيب والترهيب 1/ 471) قال: خرجه البخاري في تاريخه بنحوه، وقال محقق التحفة: لم نجده في التاريخ ولا في الأدب المفرد، وقد روى في الأدب عن عطية عن أبي سعيد حديثاً غير هذا من وجه آخر، ويقصد حديث {من لا يرحم لا يُرحم} (في الأدب المفرد 1/ 182، 183).
وعزاه السيوطي في (الجامع الكبير 6/ 506، 507) إلى ابن عساكر أي في تاريخه.
والحديث له شواهد مرفوعة، وموقوفة، ومقطوعة:
(1)
حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً:
رواه الحاكم في (المستدرك 1/ 511، 2/ 117، 118)
ومن طريقه البيهقي في (الدعوات الكبير 1/ 105)
كلاهما من طريق أبي الأحوص عنه مرفوعاً بنحو لفظ زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم مع زيادة {ثلاثاً}
ورواه ابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 300)
والطبراني في (الكبير 9/ 102) موقوفاً على ابن مسعود بلفظ "لايقول رجل أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إلبه
…
".
وعزاه النووي في (الاذكار/499) إلى سنن أبي داود والترمذي وليس الأمر كذلك.
(2)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً:
رواه ابن الجوزي في (العلل المتناهية 2/ 350)
وأبو نعيم في (أخبار اصبهان 1/ 303)
وابن عدي في (الكامل 2/ 445) مرفوعا وفيه الشك هل يقولها ثلاثا أو مرة وآخره {غفر له وأؤمن من الزحف} .
ورواه هناد في (الزهد 2/ 462) موقوفاً.
(3)
حديث البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً:
رواه أبو يعلى ذكره ابن حجر في (المطالب 1/ 83)، وعنه ابن السني في (عمل اليوم والليلة /120) بلفظ {من استغفر الله في دبر كل صلاة ثلاث مرات فقال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه} كرواية زيد.
ورواه الطبراني في (الصغير 2/ 26) بنحوه ولم يذكر الثلاث، ورواه في (الأوسط 8/ 360) بلفظ: {من قال دبر كل صلاة
…
} وذكر الشاهد وقد عزاه اليه الهيثمي في (المجمع 10/ 104) بدون الشاهد ونبه محقق (مجمع البحرين 8/ 33) أنه سقط من إحدى النسخ.
(4)
حديث أنس رضي الله عنه مرفوعاً:
رواه ابن الجوزي في (العلل المتناهية 2/ 349) وفيه: {غفر له وإن كان مولياً من الصف}
وعزاه السيوطي في (الجامع الكبير 6/ 526) إلى ابن عساكر عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً كحديث زيد.
(5)
حديث معاذ رضي الله عنه موقوفاً:
رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 300)
وعبد الرزاق في (المصنف 2/ 236) بلفظ حديث زيد وعند عبد الرزاق: بعد الصلاة ثلاثاً.
(6)
حديث أبي سعيد موقوفاً:
رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 299) مختصراً وفيه: خمس مرات
(7)
أثر مكحول:
رواه هناد في (الزهد 2/ 463)
والحسين المقدسي في زوائده على (الزهد لابن المبارك /399، 400) بلفظ حديث زيد رضي الله عنه.
دراسة الإسناد:
حديث زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم:
رجال إسناده عند أبي دواد:
(1)
موسى بن إسماعيل المِنْقَري ـ بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف ـ أبو سلمة التَبُوْذَكِي ـ بفتح المثناة وضم الموحدة وسكون الواو وفتح المعجمة ـ واختلف في سبب هذه النسبة قال أبو حاتم: اشترى داراً بتبوذك فنُسب إليها، وقيل غير ذلك. مشهور بكنيته وباسمه. قال ابن معين: ثقة مأمون وكان كيساً. وقال ابن المديني: من لم يكتب عنه كتب عن رجل عنه ضرورة. ووثقه الطيالسي، وابن سعد، والعجلي، وأبو حاتم وزاد: لا أعلم أحداً بالبصرة ممن أدركناه أحسن حديثاً منه. وقال ابن حبان: كان من المتقنين. وقال ابن خراش: تكلم الناس فيه وهو صدوق. وأغلظ الذهبي رحمه الله في الرد على ابن خراش في الميزان.
وقال ابن حجر في الهدي: أحد الأثبات الثقات اعتمده البخاري فروى عنه كثيراً، ووثقه الجمهور وشذ ابن خراش، ولم يفسر كلامه.
وقال في التقريب: ثقة ثبت، من صغار التاسعة، مات سنة 223 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 306)، الجرح والتعديل (8/ 136)، الأنساب للسمعاني (1/ 447)، الثقات للعجلي (2/ 303)، الثقات لابن حبان (9/ 160)، تهذيب الكمال (29/ 21 - 27)، الميزان (4/ 200)، الكاشف (2/ 301)، التهذيب (10/ 333 - 335)، الهدي (446)، التقريب (549).
(2)
حفص بن عمر الشَّني: ـ بفتح المعجمة وتشديد النون ـ البصري: قال أبو داود: ليس به بأس، ووثقه موسى بن إسماعيل، ولم يرو عنه غيره. وقال الذهبي: ثقة.
وقال ابن جحر: مقبول، من السابعة (د ت).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (2/ 365)، الجرح والتعديل (3/ 181)، تهذيب الكمال (7/ 41، 42)، الميزان (1/ 564)، الكاشف (2/ 342)، التهذيب (2/ 410)، التقريب (173).
(3)
عمر بن مرة الشَّني: ـ بفتح المعجمة وتشديد النون ـ انفرد عنه ابنه حفص. قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: وثّق.
وقال ابن حجر: بصري مقبول، من الرابعة (د ت).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (6/ 198)، الجرح والتعديل (6/ 136)، الثقات لابن حبان (8/ 445)، تهذيب الكمال (21/ 508)، الكاشف (2/ 69)، التهذيب (7/ 498)، التقريب (417).
(4)
بلال بن يسار بن زيد: القرشي ـ مولاهم ـ، وذكر المنذري أنه وقع في كتاب أبي داود: هلال بن يسار بالهاء، وفي بعض النسخ بلال بالباء الموحدة، وقد أشار الناس إلى الخلاف فيه، وذكره البغوي في معجم الصحابة بالباء. ولم أجد هذا الاختلاف في كتب التراجم والله أعلم.
قال البخاري: سمع أباه عن جده. انفرد عنه عمر بن مرة، وذكره ابن حبان في الثقات.
قال ابن حجر: بصري مقبول، من السابعة (د ت).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (2/ 108)، الجرح والتعديل (2/ 397)، مختصر د (2/ 151) وقد وقع في نسخة عون المعبود (4/ 380) هلال (بلال)، الثقات لابن حبان (6/ 91)، تهذيب الكمال (4/ 301، 302)، الكاشف (2/ 277)، التهذيب (1/ 505)، التقريب (129).
(5)
يسار بن زيد: أبو بلال مولى النبي صلى الله عليه وسلم. ذكر المنذري أنه اختلف في اسمه هل هو بالباء الموحدة أو الياء المثناة تحت، وأن البخاري ذكره بالموحدة وقد وهم الناجي المنذري في ذلك، وذكر أن اسمه يسار لاغير، قال البخاري: يسار بن زيد سمع أباه. وقال ابن حبان: يروي المراسيل عن أبيه، وانفرد عنه ابنه بلال، قال الذهبي في الميزان: لا يعرف، وفي الكاشف: وثُق.
وقال ابن حجر: مقبول، من الرابعة (د ت).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (8/ 420، 421) وهو في المطبوعة يسار ولم يذكر اختلافاً، الجرح والتعديل (9/ 307)، الترغيب والترهيب (2/ 468)، الثقات لابن حبان (5/ 557)، تهذيب الكمال (32/ 294)، الميزان (4/ 444)، الكاشف (2/ 392)، التهذيب (11/ 376)، التقريب (607)، عجالة الإملاء الملحق بالترغيب والترهيب (5/ 176).
رجال إسناده عند الترمذي: وهو متفق مع أبي داود في موسى ومن فوقه وشيخه هو:
محمد بن إسماعيل: تقدم، وهو البخاري صاحب الصحيح. (راجع ص 464)
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
(1)
صالح بن عبد الله بن ذكوان الباهلي: أبو عبد الله الترمذي، نزيل بغداد. وثقه البخاري، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن حبان: كان صاحب حديث وسنة وفضل، ممن كتب وجمع وليس هو بصالح بن محمد الترمذي ـ ذاك مرجئ ـ قال الذهبي: ثقة، مات سنة 239 هـ.
وقال ابن حجر: ثقة، من العاشرة مات سنة 231 هـ أو بعدها (ت).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (4/ 285)، الجرح والتعديل (4/ 407)، تاريخ بغداد (9/ 315)، الثقات لابن حبان (8/ 317)، تهذيب الكمال (13/ 61 - 64)، السّيرَ (11/ 538، 539)، الكاشف (1/ 496)، التهذيب (4/ 395، 396)، التقريب (272).
(2)
أبو معاوية: تقدم، وهو محمد بن حْازم الضرير وهو ثقة قد يهم في غير حديث الأعمش.
(3)
الوَصّافي: هو عبيد الله بن الوليد الوصافي ـ بفتح الواو وتشديد المهملة ـ نسبة إلى وصاف واسمه مالك، أبو إسماعيل الكوفي، العجلي. قال أحمد: ليس بمحكم الحديث، وإنما أكتب حديثه لأعرفه، وقال: لا أدري كيف حديثه، وقال ابن معين، وأبو حاتم: ضعيف الحديث، وفي رواية عن ابن معين: ليس بشيء، ليس حديثه بشيء، وقال أبو زرعة، والدارقطني: ضعيف، وقال الفلاس، والنسائي: متروك الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال الساجي: عنده مناكير ضعيف الحديث جداً، وقال أبو نعيم: يحدث عن محارب بن دثار بالمناكير، لا شيء، وقال العقيلي: في حديثه مناكير لا يتابع على كثير من حديثه، وقال ابن عدي: ضعيف جداً يتبين ضعفه على حديثه، وقال الحاكم: روى عن محارب أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، يروي عن الثقات عطاء وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات حتى إذا سمعها المستمع سبق إلى قلبه أنه كالمتعمد لها فاستحق الترك، قال الذهبي: ضعفوه.
وقال ابن حجر: ضعيف، من السادسة، (بخ ت جه).
ترجمته في:
تاريخ الدارمي (158)، التاريخ لابن معين (3/ 376)، الجرح والتعديل (5/ 336، 337)، التاريخ الكبير (5/ 402)، الضعفاء للعقيلي (3/ 128، 129)، الكامل (4/ 1630)، المجروحين (2/ 63، 64)، الضعفاء للدارقطني (268)، الضعفاء لأبي نعيم (103)، الأنساب (5/ 606)، تهذيب الكمال (19/ 173 - 176)، المغني (2/ 418)، الميزان (3/ 17)، الكاشف (1/ 688)، التهذيب (7/ 55، 56)، التقريب
(375)
. ويظهر ـ والله أعلم ـ أنه ضعيف جداً.
(4)
عطية: هو عطية بن سعد بن جُنادة ـ بضم الجيم بعدها نون خفيفة ـ العوفي الجَدَلي ـ بفتح الجيم والمهملة ـ أبو الحسن. ضعفه أكثر النقاد: قال أحمد: كان هشيم والثوري يضعفان حديثه، وضعفه أحمد وقال: أحاديث الكوفيين هذه مناكير، وقال البخاري: كان يحيى يتكلم فيه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكتب حديثه، وضعفه أبو داود، والنسائي، والساجي، والدارقطني، والجوزجاني وقال: مائل. ولينه أبو زرعة، وقال ابن رجب: يلتحق بالبيوت الضعفاء عطية وأولاده، عطية ضعفه غير واحد. وقال العجلي: ثقة وليس بالقوي. وذكره ابن شاهين في الضعفاء وفي الثقات. وقال ابن معين في وراية: ضعيف، وفي
رواية: صالح، وفي ثالثة: ليس به بأس، قيل له يحتج به؟ : قال: ليس به بأس. وانفرد ابن سعد بتوثيقه قال: كان ثقة ـ إن شاء الله ـ وله أحاديث صالحة ومن الناس من لايحتج به.
وأسباب ضعفه ثلاثة:
أولها: التدليس القبيح وهو تدليس الشيوخ: قال أحمد: بلغني أنه كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد ـ أي يوهم أنه الخدري ـ وكان قد سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث. ولذا قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. وقد كانت كنية الكلبي أبا النضر. وهذا النوع من التدليس لا يفيده التصريح بالسماع.
وثانيها: كثرة خطئه نتيجة صعف حفظه: قال ابن حجر في مراتب المدلسين: ضعيف الحفظ.
وثالثها: تشيعه: قال سالم المرادي: كان متشيعاً، قال الذهبي في المغني: مجمع على ضعفه، وقال في السّيرَ: كان شيعياً، وفي الميزان: تابعي شهير ضعيف.
وقد جمع ابن حجر ما ضُعِّف به في وقوله: صدوق يخطئ كثيراً، وكان شيعياً مدلساً، من الثالثة مات سنة 111 هـ (بخ د ت جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (6/ 304)، التاريخ لابن معين (3/ 500)، من كلام أبي زكريا (84)، العلل لأحمد (1/ 548، 549، 3/ 118)، الجرح والتعديل (6/ 382، 383)، التاريخ الكبير (4/ 83)، التاريخ الصغير (123، 124)، سؤالات الآجري أبا داود (3/ 105)، الشجرة (72)، الثقات للعجلي (2/ 140)، الضعفاء للنسائي (225)، الضعفاء للعقيلي (3/ 359)، المجروحين (2/ 176، 177)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 180)، شرح علل الترمذي (2/ 884، 885)، الضعفاء لابن شاهين (148)، الثقات لابن شاهين (172) تهذيب الكمال (20/ 145 - 149)، السّيرَ (5/ 325)، الميزان (3/ 79، 80)، المغني (2/ 436)، الكاشف (2/ 27)، تعريف أهل التقديس (130)، التهذيب (7/ 224 - 226)، التقريب (393)، التدليس في الحديث (387).
ويظهر من ترجمته أنه ضعيف لا صدوق.
درجة الحديث:
حديث زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم:
مداره على حفص الشني عن أبيه عن بلال عن أبيه والأربعة قال ابن حجر في كل منهم: مقبول، وخالفه الذهبي في حفص فوثقه.
وقد قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ونقله ابن قطلوبغا في (من روى عن أبيه عن جده/141).
وأغرب العراقي حيث قال في (تخريج الإحياء 2/ 768): رجاله موثقون.
وكذا المنذري حيث قال في (الترغيب والترهيب 2/ 467، 468): إسناده جيد متصل فقد ذكر البخاري في التاريخ: أن بلالاً سمع من أبيه ويساراً سمع من أبيه.
وصححه الألباني في (صحيح د 1/ 283)، وفي (صحيح ت 3/ 182).
حديث أبي سعيد رضي الله عنه:
ضعيف جداً؛ لأن مداره على عبيد الله وقد ضعفه الأئمة وحكم بعضهم عليه بالترك، وشيخه عطية ضعيف يدلس في روايته عن أبي سعيد ما يأخذه عن الكلبي وهو محمد بن السائب: متهم بالكذب ورمي بالرفض (التقريب /479).
وما روي من متابعة عصام للوصافي وقد قواه بها العراقي في (تخريج الإحياء 2/ 768)، والمنذري في
(الترغيب والترهيب 2/ 471) لا تنفع لأمرين:
أولهما: أن عصام بن قدامة رواه مرة عن عطية فيبقى الضعف قائماً لضعف عطية.
وثانيهما: أن عصاماً قد رواه عن الوصافي، فتبين أنه إنما أخذه عنه فلا متابعة، انظر: تعليق محقق (الأسماء والصفات 1/ 288).
وقد قال الترمذي كما في (تحفة الأشراف 3/ 420): غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي. وهذا أليق بحال الحديث مما ورد في المجردة أنه قال: حسن غريب وكذا وقع في نسخة (تحفة الأحوذي 9/ 341)، وفي نسخة (العارضة 12/ 285).
وقال ابن حجر (الفتح 11/ 127): رواه الترمذي وحسّنه. ونقل صاحب (المشكاة 1/ 737) قول الترمذي: غريب. فقد يكون هذا الاختلاف في نسخ الترمذي.
وقال البغوي في (المصابيح 2/ 192): غريب.
وقال ابن حجر في أمالي الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 3/ 160): هذا حديث غريب.
وضعفه الألباني في تعليقه على (المشكاة 1/ 737)، وفي (ضعيف ت 444)، وفي (الكلم الطيب 48)، وفي (ضعيف الجامع 5/ 225).
لكن الحديث في فضل الاستغفار بالصيغة المذكورة وتكفيره الذنوب ثابت من حديث ابن مسعود
رضي الله عنه فقد صححه الحاكم في (المستدرك 1/ 511) على شرطهما وتعقبه الذهبي بأن أحد رواته لم يخرج له في صحيح البخاري، وصححه في (2/ 118) على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وصححه (محقق مختصر الاستدراك 1/ 417).
أما الشواهد الأخرى فضعيفة:
قال ابن الجوزي في حديث أبي هريرة: لا يصح.
وكذا قال في حديث أنس (العلل المتناهية 2/ 349، 350).
وحديث معاذ: قال السيوطي في (الدر 3/ 174) له حكم الرفع، لكن فيه أبا إسحاق وهو مدلس وقد عنعن.
وحديث البراء: فيه راوٍ متروك، وضعفه به الهيثمي في (المجمع 10/ 104).
وبذا يتبين أن أقوى طرق الحديث هو حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وقد ذكر ابن حجر في (الفتح 11/ 98): أن هذا اللفظ من أوضح ما وقع في فضل الاستغفار.
شرح غريبه:
فرَّ من الزحف: أي فر من الجهاد ولقاء العدو في الحرب، والزحف: الجيش يزحف إلى العدو أي يمشي (النهاية/زحف/2/ 297). أي وإن ارتكب كبيرة مثل الفرار من الزحف، وهذا يفيد أن بعض الكبائر تغفر بالعمل الصالح، أو أن استغفاره هذا يكون توبة فتقبل بشروطها (الفتح 11/ 98).
زبد البحر: الزبد: هو ما علا من الرغوة (مجمع بحار الأنوار 2/ 414).
عدد رمل عالج: عالج ـ بكسر اللام وبعدها جيم ـ قال ابن الأثير: ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض (النهاية/علج/3/ 287)، قال النووي: موضع بالبادية كثير الرمال (تهذيب الأسماء واللغات 3/ 54). وحدده ياقوت بأنه على طريق مكة ينزلها جماعة من طئ وهي رمال لا ماء بها، وقيل غير ذلك (معجم البلدان 4/ 70).
119 -
ورد فيه حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا أزهر بن سنان حدثنا محمد بن واسع قال قدمت مكة فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر.
وقال الترمذي حدثنا أحمد بن عبدة الضبيُّ حدثنا حماد بن زيد والمعتمر بن سليمان.
وقال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا بشر بن معاذ الضرير ثنا حماد بن زيد.
قالا: حدثنا عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة} هذا لفظ الترمذي من الطريق الأول والثانية مثله وأوله {من قال في السوق} ولم يذكر {ورفع له
…
} بل فيه {وبنى له بيتاً في الجنة} .
وعند ابن ماجه مثله وزاد بعد {بيده الخير} قوله: {كله} .
التخريج:
ت: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا دخل السوق (5/ 491، 492)
جه: كتاب التجارات: باب الأسواق ودخولها (2/ 752)
وأخرجه: البزار في (البحر الزخار 1/ 238) عن أحمد بن عبده وآخرين عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار به.
والضياء في (المختارة 1/ 296، 297) من طريق أحمد بن منيع به.
والبخاري في (التاريخ الكبير الكنى/50).
والدارمي في (المسند 2/ 293)
وعبد بن حميد في (المنتخب 1/ 73، 76).
والضياء في (المختارة 1/ 297)
والعقيلي في (الضعفاء 1/ 133، 134)
والطبراني في (الدعاء 2/ 1165، 1166)
والحاكم في (المستدرك 1/ 538)
ستتهم من طريق يزيد بن هارون به، وفي بعضها مختصراً.
وابن عدي في (الكامل 1/ 420) من طريق أزهر بن سنان به.
ورواه: ابن عدي في (الكامل 5/ 1785) من طريق بشر بن معاذ به، ورواه في (5/ 1786)
والطيالسي في (المسند /4)
وأحمد في (المسند 1/ 47)
وابن السني في (عمل اليوم والليلة /150)
والرامهرمزي في (المحدث الفاصل/ 332) وعنه أبو نعيم في (الحلية 2/ 355).
ستتهم من طرق عن حماد بن زيد.
ورواه ابن أبي حاتم في (العلل 2/ 181)
والبغوي في (شرح السنة 5/ 132)
والخطيب في (الموضح للأوهام 2/ 286)
وابن البناء في (فضل التهليل /35)
والطبراني في (الدعاء 2/ 1166)
وأبو نعيم في (أخبار أصبهان 2/ 180)
وابن عدي في (الكامل 5/ 1786)
والبيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 280)
ثمانيتهم من طرق عن عمرو بن دينار به بألفاظ متقاربة.
ورواه ابن عدي في (الكامل 1/ 420)
والطبراني في (الدعاء 2/ 1165، 1166)
كلاهما من طريق أزهر بن سنان به.
ورواه ابن عدي في (الكامل 2/ 468) من طريق عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار.
وعلقه البخاري في (التاريخ الكبير 9/ 50) من طريق أبي عبد الله الفراء.
ورواه الطبراني في (الدعاء 2/ 1167) من طريق المهاصر بن حبيب.
والحاكم في (المستدرك 1/ 538) وهو في التلخيص وسقط من المطبوعة، وذكر محقق (علل الدارقطني 2/ 49) أنه في المخطوط من طريق عمر بن محمد بن زيد.
أربعتهم من طريق سالم به، وتصحف المهاصر إلى المهاجر وقد جاء على الصواب في (علل الدارقطني 2/ 48 - 50).
وله طرق أخرى في (المستدرك مع التلخيص 1/ 538، 539)، وفي (تحفة الأشراف 8/ 58)، وفي (علل الدارقطني 2/ 48 - 50).
ورواه عبد الله بن أحمد في (زوائده على الزهد لأحمد /214) من طريق المهاصر موقوفاً على ابن عمر ووقع فيه مهاجر.
وجاء الحديث من رواية ابن عمر رضي الله عنهما:
رواه الترمذي في (العلل 2/ 912)
وابن عدي في (الكامل 5/ 1745)
وابن أبي حاتم في (العلل 2/ 181)
والحاكم في (المستدرك 1/ 539) من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر تاماً بلفظ الترمذي الثاني.
والطبراني في (الكبير 12/ 232)، وعنه أبو نعيم في (الحلية 8/ 280) من طريق عبيد الله العمري عن سالم به، وفيه {كتب الله له ألف ألف حسنة} وتصحف في الحلية إلى عبد الله العمري، وقال: غريب من حديث عبد الله عن سالم.
وذكر المزي في (التحفة 8/ 58) أن ابن ماجه رواه عن علي بن محمد عن وكيع عن خارجة عن عمرو بن دينار به، ولم يذكر عمر في إسناده، وذكر المحقق أنه عند ابن ماجه في (الدعاء 22) وليس كذلك ففي (سنن ابن ماجه 2/ 1281) الموضع المذكور حديث آخر من هذا الطريق والله أعلم.
كما عزاه السيوطي في (الجامع الكبير 6/ 154) إلى أحمد والترمذي وابن ماجه وليس كذلك.
وروي من طريق ضعيفة جداً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ آخر:
رواه ابن السني في (عمل اليوم والليلة /151)
ومن حديث تميم الداري رضي الله عنه:
ذكره رزين (جامع الأصول 4/ 394).
دراسة الإسناد:
الطريق الأول: رجال إسناده عند الترمذي:
(1)
أحمد بن منيع: تقدم، وهو ثقة حافظ. (راجع ص 235)
(2)
يزيد بن هارون: تقدم، وهو ثقة متقن. (راجع ص 234)
(3)
أزهر بن سنان: البصري، أبو خالد القرشي. قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: لين، حدث بحديث منكر في الطلاق، وقال الأزدي: ضعفه ابن المديني جداً في الحديث، وقال الساجي: فيه ضعف، وقال العقيلي: في حديثه وهم، وقال ابن حبان: قليل الحديث، منكر الرواية مع قلته لم يتابع الثقات فيما رواه، وقال ابن شاهين: ليس بثقة. وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة ليس بالمنكرة جداً، وأرجو أنه لابأس به. وقال الذهبي: ضُعّف.
وقال ابن حجر: ضعيف، من السابعة (ت).
ترجمته في:
العلل للإمام أحمد برواية المروذي (99)، بحر الدم (61)، الجرح والتعديل (2/ 314)، الضعفاء للعقيلي (1/ 133 - 135)، الكامل (1/ 419، 420)، المجروحين (1/ 178، 179)، الضعفاء لابن شاهين (57)، تهذيب الكمال (2/ 326، 327)، الميزان (1/ 172)، الكاشف (1/ 231)، التهذيب (1/ 203، 204)، التقريب (97).
(4)
محمد بن واسع بن جابر: بن الأخنس الأزدي، أبو بكر، أو أبو عبد الله، البصري، كان من العباد. وقال ابن المديني: لا أعلمه لقي أحداً من الصحابة. وثقه موسى بن هارون، وأثنى عليه أيوب، وقال الدارقطني: ثقة بُلي برواة عنه ضعفاء، وقال العجلي: رجل صالح. وقال أبو حاتم: روى عن سالم عن ابن عمر حديثاً منكراً. وسئل يحيى القطان عنه وجماعة فقال: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث يكتبون عن كل أحد. قال الذهبي في الكاشف: ثقة كبير الشأن، وفي السّيرَ: احتج به مسلم، والنكارة إنما هي من قبل الراوي عنه.
قال ابن حجر: له في صحيح مسلم حديث واحد متابعة، وقال: ثقة عابد كثير المناقب، من الخامسة، مات سنة 123 هـ (م د ت س).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 241، 242)، التاريخ الكبير (1/ 255، 256)، الجرح والتعديل (8/ 113)، الثقات للعجلي (2/ 256)، الثقات لابن حبان (7/ 366)، سؤالات البرقاني للدارقطني (62)، جامع التحصيل (271)، تهذيب الكمال (26/ 576 - 581)، الكاشف (2/ 228)، السّيرَ (6/ 119 - 123)، الميزان (4/ 58)، التهذيب (9/ 499، 500)، التقريب (511).
(5)
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: القرشي العدوي، أبو عمر، أو أبو عبد الله، المدني، من الفقهاء السبعة، كان أشبه ولد عمر به، وكان يشبه أباه في السمت والهدي. قال أحمد، وابن راهويه: أصح الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه، ولم يفضل ابن معين بينه وبين نافع في ابن عمر. قال أبو زرعة: روايته عن أبي بكر، وعمر مرسلة، وذكره ابن المديني فيمن لم يثبت لهم لقاء زيد بن ثابت، وأضاف ابن حجر زيد بن الخطاب، واختلف في سماعه من أبي لبابة، وقال البخاري: لم يسمع من عائشة. قال الذهبي
في التذكرة: فقيه حجة جمع بين العلم والعمل والزهد والشرف.
وقال ابن حجر: كان ثبتاً عابداً فاضلاً، من كبار الثالثة، مات في آخر سنة 106 هـ على الصحيح (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (5/ 195 - 201)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (42، 43)، التاريخ الكبير (4/ 115)، تاريخ الدارمي (151)، الجرح والتعديل (4/ 184)، المراسيل (81)، الثقات لابن حبان (4/ 305)، جامع التحصيل (180)، تهذيب الكمال (10/ 145 - 154)، التذكرة (1/ 88، 89)، السّيرَ (4/ 457 - 467)، الكاشف (1/ 422)، التهذيب (3/ 436 - 438)، التقريب (226).
الطريق الثاني: رجال إسناده عند الترمذي إيضاً:
(1)
أحمد بن عبدة بن موسى الضبي: أبو عبد الله البصري: وثقه أبو حاتم، والنسائي في موضع، وفي موضع آخر: لابأس به. وقال ابن خراش: تكلم الناس فيه، قال الذهبي: لم يصدق في هذا فالرجل حجة.
قال ابن حجر: تكلم فيه ابن خراش فلم يلتفت إليه أحد للمذهب، وقال: ثقة رمي بالنصب، من العاشرة، مات سنة 245 هـ (م 4).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (2/ 62)، الثقات لابن حبان (8/ 23، 24)، البيان والتوضيح (40)، تهذيب الكمال (1/ 397 - 399)، الميزان (1/ 118)، المتكلم فيهم (60)، الكاشف (1/ 199)، من تكلم فيه (37)، التهذيب (1/ 59)، التقريب (82).
(2)
حماد بن زيد بن درهم: الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري. قال ابن مهدي: ما رأيت أحداً لم يكتب أحفظ منه، وما رأيت بالبصرة أفقه منه، وعدّه من أئمة الناس في زمانهم. وقال ابن مهدي
…
وابن معين: لم يكن له كتاب إلا كتاب يحيى بن سعيد، وزاد ابن مهدي: وكان يخلط فيه. قال ابن معين
وغيره: كان من أثبت الناس في أيوب، وقال أحمد: ما عندي أحد أعلم بحديث أيوب منه وأخطأ في غير شيء، وقدمه أحمد وابن معين ويعقوب بن شيبه ويزيد بن زريع وأبو زرعة على حماد بن سلمة، وذكر يعقوب أن حماد بن زيد كان يهاب أحياناً فلا يرفع الأحاديث وكان كثير الشك، وقال عبدالله بن معاوية الجمحي: بين حماد بن سلمة وحماد بن زيد كفضل الدينار على الدرهم، ورد ابن حبان بقوله: وهم من زعم أن بينه وبين حماد بن سلمة كما بين الدينار والدرهم؛ لأن حماد بن زيد كان أحفظ وأتقن وأضبط من ابن سلمة اللهم إلا أن يكون القائل أراد فضل ما بينهما في الفضل والدين؛ لأن حماد بن سلمة كان أدين وأورع، وقال الخليلي: رضيه الأئمة، وهو المعتمد إذا روى حديثا وخالفه غيره، وقال ابن سعد: كان عثمانياً، وكان ثقة ثبتا حجة كثير الحديث، وقال الذهبي في السّيرَ: لا أعلم بين العلماء نزاعاً في أنه من أئمة السلف ومن أتقن الحفاظ وأعدلهم وأعدمهم غلطاً على سعة ما روى قال ابن خراش: لم يخطئ في حديث قط، وقال في الكاشف: أضرَّ وكان يحفظ حديثه كالماء، وقال ابن حجر: ثقة ثبت ققيه، قيل: إنه كان ضريرا ولعله طرأ عليه؛ لأنه صح أنه كان يكتب، من كبار الثامنة، مات سنة 179 هـ وله إحدى وثمانون سنة (ع).
ترجمته في:
العلل للإمام أحمد برواية المروذي (202)، بحرالدم (121، 122)، طبقات ابن سعد (7/ 286، 287)، تاريخ الدارمي (60، 61)، سؤالات ابن الجنيد (281، 316)، المراسيل (51)، الجرح والتعديل (3/ 137 - 139)، التقدمة (176 - 183)، التاريخ الكبير (3/ 25)، المعرفة (2/ 131)، الإرشاد (2/ 497 - 499)، جامع التحصيل (167)، الثقات لابن حبان (6/ 217)، الثقات للعجلي (1/ 319)، تهذيب الكمال (7/ 239 - 252)، السّيرَ (7/ 456 - 466)، الكاشف (1/ 349)، التهذيب (3/ 9 - 11)، التقريب (178).
(3)
المعتمر بن سليمان: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 293)
(4)
عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير: هو عمرو بن دينار البصري الأعور، أبو يحيى، وكيل آل الزبيرا بن شعيب وليس الزبير بن العوام. قال أحمد: ضعيف منكر الحديث، وقال ابن معين: لا شيء، وقال: ذاهب. وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث روى عن سالم عن أبيه غير حديث منكر وعامة حديثه منكر، وقال أبو زرعة: لم يكن عندي ممن يحفظ الحديث، وقال: واهي الحديث.
وضعفه إسماعيل بن علية، والنسائي، والدارقطني، والجوزجاني، وقال أبو داود: له حديثان عن سالم عن أبيه عن جده ليسا بشيء، وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال الدارقطني: ضعيف قليل الضبط. وقال ابن حبان: كان ممن يتفرد بالموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، وقال ابن عدي: ضعيف، وقال الذهبي في السّيرَ: مقل له حديثان أو أكثر، وأسرف ابن حبان في قوله، وقال في المغني: ضعفوه.
وقال ابن حجر: ضعيف، من السادسة (ت جه).
ترجمته في:
تاريخ الدارمي (137)، التاريخ الكبير (6/ 329)، الضعفاء للبخاري (87)، الجرح والتعديل (6/ 232)، أبو زرعة (2/ 510)، الضعفاء للنسائي (220)، الضعفاء للعقيلي (3/ 269، 270)، الشجرة (183)، المجروحين (2/ 71)، الكامل (2/ 468، 5/ 1785، 1786)، الثقات للعجلي (1/ 176)، علل الدارقطني (2/ 49، 50)، تهذيب الكمال (22/ 13 - 16)، الميزان (3/ 259)، المغني (2/ 484)، الكاشف (2/ 76)، التهذيب (8/ 31)، التقريب (421).
ولعل الأجدر بحاله ما ذكر العلماء أنه ضعيف جداً وبذلك جزم الهيثمي في المجمع (1/ 147) فقال: هو متروك الحديث.
الطريق الثالث: رجال إسناده عند ابن ماجه:
وهو متفق مع الترمذي في حماد بن زيد ومن فوقه وبقي شيخه وهو:
(1)
بشر بن معاذ الضرير: تقدم، وهو صدوق. (راجع ص 230)
درجة الحديث:
الحديث بالإسناد الأول عند الترمذي: ضعيف لضعف أزهر بن سنان.
وقد قال الترمذي (5/ 491): هذا حديث غريب.
وأعله العقيلي في (الضعفاء 1/ 134) بأن يزيداً الدورقي رواه عن محمد بن واسع عن سالم دون رفعه وقال هذا أولى من حديث أزهر.
وذكره الذهبي في ترجمة أزهر (الميزان 1/ 173)، وقال في ترجمة محمد بن واسع (الميزان 4/ 58) ردا على قول أبي حاتم روى عن سالم عن ابن عمر حديثا منكراً قال: النكارة إنما هي من قبل الراوي عنه.
والإسناد الثاني عند الترمذي، وهو إسناد ابن ماجه: فيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير وهو ضعيف جداً ومع قلة حديثه فحديثه منكر كما قال أبو حاتم، وعمرو بن علي: روى عن سالم عن أبيه عن جده أحاديث منكرة، وقد نص أبو حاتم، وأبو داود على تضعيف حديثه عن سالم عن أبيه عن جده. فقال أبو حاتم: منكر، وقال أبو داود: ليس بشيء، وذكر العقيلي، وابن عدي، والذهبي في (الميزان 3/ 259) هذا الحديث في ترجمته وعدوه من مناكيره.
وقد ضعف الترمذي به الحديث فقال في (السنن 5/ 492): وعمرو بن دينار هذا هو شيخ بصري، وقد تكلم فيه بعض أصحاب الحديث من غير هذا الوجه، ثم ذكر الاختلاف في الحديث فقال: ورواه يحيى بن سُليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عن عمر رضي الله عنه، وهذه الرواية هي التي أخرجها في (العلل الكبير 2/ 912) ثم قال: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر، قلت له: مَنْ عمران بن مسلم هذا هو عمران القصير؟ قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث.
وتتابعت أقوال جمع من النقاد على تضعيف الحديث:
(1)
البخاري: تقدم قوله: هذا حديث منكر.
(2)
ابن المديني: نقل ابن حجر في (التهذيب 1/ 204) قول أبي غالب الأزدي في أزهر: ضعفه علي بن المديني جداً في حديث رواه عن ابن واسع وبين العقيلي أن المراد به حديث السوق: (الضعفاء 1/ 134).
(3)
أبو حاتم: فقد سأله ابنه كما في (العلل 2/ 171) عن رواية عمرو بن دينار فقال: هذا حديث منكر لا يحتمل سالم هذا الحديث. وسأله (2/ 181) عن رواية يحيى الطائفي فقال: هذا حديث منكر، وهو خطأ إنما أراد عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه فغلط وجعل بدل عمرو عبد الله بن دينار وأسقط سالماً من الإسناد. والرواية التي ذكرها أبو حاتم هي التي أخرجها ابن عدي في (الكامل 2/ 468) وأعله الدارقطني في (العلل 4/ ل 58 أ) نقله عنه محقق علل الترمذي (2/ 912)، ولم أجده في النسخة التي عندي وخلاصته أنه يرى أن عمران هذا هو القصير وحمّل الخطأ فيه على يحيى بن سليم وأنه وهم وكان كثير الوهم في الأسانيد. وقد أعل الذهبي الحديث في تلخيصه (للمستدرك 1/ 539) بعمران، وأعل الطريق السابقة لها التي أخرجها الحاكم براوِ آخر.
(4)
الدارقطني في (العلل 2/ 48 - 50) أعله بالاضطراب على عمرو بن دينار في إسناده حيث روي من
طريقه مرة عن سالم عن أبيه عن جده، ومرة عن سالم عن أبيه، ومرة عن ابن عمر عن عمر موقوفاً دون ذكر سالم، ثم قال: ويشبه أن يكون الاضطراب من عمرو؛ لأنه ضعيف قليل الضبط. ثم ذكر روايات أخرى وقال: رجع الحديث إلى عمرو وهو ضعيف الحديث لا يحتج به، وروايته عن ابن عمر منقطعة؛ لأنه لم يسمع منه إنما روى عن سالم عنه.
(5)
البزار قال في (البحر الزخار 1/ 239): لم يتابع عمرو عليه. وكذا قال ابن عدي في (الكامل 5/ 1786): تفرد به عمرو.
(6)
ابن تيمية: في (مجموع الفتاوى 18/ 67، 68) ذكره من أحاديث الفضائل الضعيفة التي ثبت أصلها؛ لأن ذكر الله في السوق داخل في ذكره في الغافلين فيجوز العمل به دون اعتقاد الثواب الوارد.
(7)
ابن القيم في (المنار المنيف/41 - 43) قال: هذا الحديث معلول أعله أئمة الحديث، وذكر روايتي الترمذي ثم قال: وقد رُوي من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر لكنه معلول أيضاً.
(8)
ابن حجر في (الفتح 11/ 206) قال: في سنده لين وذكر ابن حجر أن هذا الذكر ورد في الصحيح مفرقاً إلاقول: {وهو حي لا يموت} .
(9)
السيوطي في (الجامع الكبير 6/ 498، 499) حيث قال: رواه ابن ماجه والحاكم وابن السني وضعّف.
وذهب بعض العلماء إلى القول بقبوله إما لذاته أو بمجموع طرقه:
(1)
البغوي: قال في (شرح السنة 5/ 132): حسن غريب.
(2)
المنذري قال في (الترغيب والترهيب 2/ 517): إسناده متصل حسن، ورواته ثقات أثبات، وفي أزهر ابن سنان خلاف، وذكر قول ابن عدي فيه.
(3)
الحاكم صححه في (المستدرك 1/ 539) من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وبمتابعة يحيى بن سليم، لكن الذهبي تعقبه كما سبق ذكره، أما رواية أزهر (1/ 538) فقد اكتفى الحاكم بقوله: فأما أزهر فبصري زاهد، قال الذهبي: قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
واختلفت أقوال المعاصرين في الحديث فضعفه جمع منهم، وقبله آخرون:
فقد ذكره الملا علي القاري في (الاسرار المرفوعه في الأخبار الموضوعة/329، 330).
والعجلوني في (كشف الخفاء 2/ 324، 325) ذكر أن الدارمي، وأبا زرعة ضعفاه.
وقال أحمد شاكر في تعليقه على (المسند 1/ 297): إسناده ضعيف جداً وذكر بعض الأقوال في عمرو بن دينار.
وضعفه الوادعي في تقديمه رسالة " بذل الجهد في تحقيق حديثي السوق والزهد: لعادل السعيدان " وهي رسالة صغيرة نافعة أثبت مؤلفها ضعف الحديث من جميع الطرق.
كما ضعفه محقق (الأسماء والصفات 1/ 280 - 285).
وقال محقق (العلل للترمذي 2/ 912، 913): ضعيف لا يسلم من النقد لا من ناحية السند ولا من ناحية المتن.
وقال محقق (المنتخب 1/ 74، 75) كل الطرق شديدة الضعف وطريق أزهر ضعيف.
وخالف بعض المعاصرين ورد إعلال القدماء للحديث، وأطال بعضهم في ذكر الطرق وتقويتها، وحسنوا بعضها إما لذاتها أو بضم الطرق إلى بعضها:
قال الشوكاني في (تحفة الذاكرين/180): الحديث أقل أحواله أن يكون حسناً وإن كان في ذكر العدد على هذه الصفة نكارة.
حسنه الألباني في (صحيح الجامع 2/ 1070)، (صحيح ت 3/ 152)، (صحيح جه 2/ 21) مع
أنه ـ حفظه الله ـ ضعف حديث عمرو بن دينار عن سالم عن ابن عمر في دعاء الرجل إذا رأى أهل البلاء الذي رواه ابن ماجه في: سننه: كتاب الدعاء: باب ما يدعو به الرجل إذا نظر إلى أهل البلاء 2/ 1281) وأعله في (الصحيحة 2/ 153 - 156) بعمرو بن دينار وذكر اضطرابه في إسناد الحديث وهو حاصل في هذا الحديث فلعله رجع بعد ذلك عن تحسينه لحديثه هذا والله أعلم.
حسنه الهلالي في (صحيح الوابل /250 - 255)، وفي (صحيح الأذكار 2/ 750، 751) وصنف فيه رسالة اسمها: (القول الموثوق في تصحيح حديث السوق رواية ودراية) وقد درس فيه طرقه المختلفة، وحكم بأنه صحيح لغيره.
وحسنه الأرناؤوط في تعليقه على (جامع الأصول 4/ 394)، وعلى (الكلم الطيب /130).
كما حكم بقبوله محققو الكتب التالية:
(فضل التهليل /35 - 40)، (الترغيب والترهيب 2/ 517)، (الأذكار /381)، (مختصر الاستدراك للذهبي 1/ 444 - 447) حيث درس طرق الحاكم وحكم بأن أحدها حسن لذاته، والطرق الأخرى ضعيفة فيتقوى بها ويكون صحيحاً لغيره.
ورد فيه حديث أنس مالك رضي الله عنه، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه:
120 -
حديث أنس رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن حاتم المُكتَّب حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد عن الرحيل (1) بن معاوية أخي زهير بن معاوية عن الرقاشي عن أنس بن مالك قال: كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: {ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث} .
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ألظّوا بياذا الجلال والإكرام} .
121 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي المدني وغير واحد قالوا: حدثنا ابن أبي فديك عن إبراهيم بن الفضل عن المقبري عن أبي هريرة أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال: {سبحان الله العظيم} وإذا اجتهد في الدعاء قال: {ياحي ياقيوم} .
التخريج:
ت: كتاب الدعوات: باب رقم (92)(5/ 539، 540) وفيه حديث أنس رضي الله عنه.
ت: باب ما جاء ما يقول عند الكرب (5/ 495، 496) وفيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه: .
حديث أنس رضي الله عنه:
رواه ابن السني في (عمل اليوم والليلة/299) من طريق شجاع عن إسماعيل بن معاوية.
وابن عدي في (الكامل 7/ 2561) من طريق الهيثم بن جماز.
(1)(بالمهملة على الصواب ووقع في المجردة (الرحيل) بالمعجمة، وكذا في نسخة (العارضة 13/ 50) وهو خطأ طباعي إذ في (تحفة الأشراف 1/ 433) وفي نسخة (تحفة الأحوذي 6/ 510) بالمهملة على الصواب كما في ترجمته.
والطبراني في (الدعاء 2/ 824) من طريق الأعمش ومن طريقه ابن حجر في أمالي الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 4/ 5).
ثلاثتهم: الأعمش وإسماعيل والهيثم عن الرقاشي به.
وعزاه النووي في (الأذكار /164) إلى المستدرك والذي في (المستدرك 1/ 509) حديث ابن مسعود
رضي الله عنه ولم يخرج حديث أنس رضي الله عنه.
والحديث مروي عن أنس من طرق أخرى وبألفاظ مقاربة:
فقد رواه النسائي في (عمل اليوم والليلة/397)، وفي (الكبرى 4/ 399)
والبيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 291)
ورواه الطبراني في (الدعاء 2/ 823)
والضياء في (المختارة 6/ 155)
وابن حجر في أمالي الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 4/ 5) من طرق عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس قال: {كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ياحي ياقيوم} وفي لفظ {أي حي أي قيوم} .
ورواه النسائي في (عمل اليوم والليلة /397)، وفي (الكبرى 4/ 399)
ورواه الطبراني في (الدعاء 2/ 823)
ورواه البيهقي في (الدعوات الكبير 1/ 148)
والضياء في (المختارة 7/ 44، 45)
أربعتهم من طرق عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: {ياحي ياقيوم}
ورواه النسائي في (عمل اليوم والليلة/381)، وعنه ابن السني في (عمل اليوم والليلة /299)
والبزار كما في (كشف الأستار 4/ 25)
والحاكم في (المستدرك 1/ 545)
والبيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 285، 286)
والضياء في (المختارة 6/ 300 - 302)
وابن حجر في (نتائج الأفكار 2/ 385)
كلهم من طرق عن عثمان بن موهب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: {ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به تقولين إذا أصبحت وإذا أمسيت: ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين} ، وفي بعضها {ما يمنعك أن تسمعني ما أوصيتك به
…
}.
وعزاه ابن حجر إلى ابن أبي الدنيا في (الذكر)، والمعمري في (اليوم والليلة)، والخرائطي في (مكارم الأخلاق).
ورواه الطبراني في (الصغير 1/ 159)، وفي (الأوسط 4/ 343) وهو في (مجمع البحرين 8/ 42، 43)، وفي (الدعاء 2/ 1285، 1286).
من طريق أبي مدرك عن أنس أنه ذهب مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة رضي الله عنها فوجدها محمومة فقال: {فأين الدعاء الذي علمتك؟ قالت: نسيته، قال: قولي: ياحي ياقيوم
…
} الحديث بنحو السابق.
حديث أبي هريرة رضي اله عنه:
رواه أبو يعلى مفرقاً في (المسند 11/ 422 - 424)، وعنه ابن السني في (عمل اليوم والليلة /299)
ومن طريق أبي يعلي رواه البيهقي في (الدعوات الكبير 1/ 147، 148)
ورواه ابن عدي في (الكامل 1/ 232)
أربعتهم من طريق ابن أبي فديك به واقتصر ابن السني، وابن عدي على الفقرة الثانية.
ورواه الحاكم في (المستدرك 1/ 499) من طريق رشدين بن سعد عن موسى بن حبيب عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة.
وعلقه البغوي في (شرح السنة 5/ 123) بصيغة رُوي.
ورواه ابن حجر مفرقاً في أمالي الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 4/ 6).
وللحديث شواهد من رواية: ابن مسعود، وعلي، وابن عمر رضي الله عنهم:
(1)
حديث ابن مسعود رضي الله عنه: :
رواه الحاكم في (المستدرك 1/ 509)
وابن أبي الدنيا في (الفرج بعد الشدة /38)
والبيهقي (الأسماء والصفات 2/ 288)
ثلاثتهم من طريق القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، وعند البيهقي القاسم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل به هم أو غم قال:{ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث} .
(2)
حديث علي رضي الله عنه: :
رواه أبو يعلى في (المسند 1/ 404)
والنسائي في (عمل اليوم والليلة/397)، وفي (الكبرى 6/ 156، 157)
كلاهما من طريق محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب.
ورواه البزار في (البحر الزخار 2/ 254)، وهو في (مختصر زوائد البزار 2/ 425) من طريق محمد بن عمر
عن أبيه عن علي.
ورواه البيهقي عن الحاكم كما ذكره ابن كثير في (البداية والنهاية 3/ 275، 276)، وفيه قول علي
رضي الله عنه: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر ما صنع فإذا هو ساجد يقول: {ياحي ياقيوم، ياحي ياقيوم} ثم رجعت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد لا يزيد على ذلك ثم ذهبت إلى القتال، ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك، ففتح الله عليه. هذا لفظ النسائي، والبزار وفي بعض الروايات جاء مختصراً.
(3)
حديث ابن عمر رضي الله عنه: :
رواه ابن مردويه في التفسير ذكره الزيلعي في تخريج (أحاديث الكشاف 3/ 396) مقتصراً على قوله
صلى الله عليه وسلم: {ألظّوا بياذا الجلال والإكرام}
دراسة الإسناد:
حديث أنس رضي الله عنه:
(1)
محمد بن حاتم المكتَّب الزَّمِّي ـ بفتح الزاي وتشديد الميم ـ أبو جعفر، وقيل أبو عبد الله المؤدب، الخرساني، نزيل العسكر: قال أبو حاتم: صدوق. ووثقه النسائي، والدارقطني، وصالح الأسدي.
قال ابن حجر: ثقة، من العاشرة، مات سنة 246 هـ (ت س).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (7/ 238)، المعجم المشتمل (232)، تاريخ بغداد (2/ 268)، الثقات لابن حبان (9/ 90)، تهذيب الكمال (25/ 17 - 19)، السّيرَ (11/ 452)، الكاشف (2/ 162)، تبصير المنتبه
(2/ 660)، الأنساب للسمعاني (3/ 165) وفيهما ضبطه بفتح الزاي، التهذيب (9/ 101)، التقريب (472) وضبطه بكسر الزاي.
(2)
أبو بدر شجاع بن الوليد بن قيس السَّكوُني، الكوفي: كان عابداً. قال الثوري: ليس بالكوفة أعبد منه. وقال ابن سعد: كان كثير الصلاة ورعاً. وثقه ابن نمير، وابن معين في رواية. وقال أحمد: صدوق، وفي رواية: أرجو أن يكون صدوقاً قد جالس قوماً صالحين، وقال: كان لا يقول حدثنا، كان يقول: ذكره فلان. وقال أبو زرعة، والعجلي: لا بأس به. جرت له قصة مع ابن معين نقلها الإمام أحمد أن ابن معين قال له: اتق الله ياشيخ وانظر هذه الأحاديث لا يكون ابنك يعطيك، وقال له مرة: ياكذاب. فدعا عليه شجاع، قال: إن كنتَ كذَاباً فهتكك الله، فقال أحمد: أظن دعوة الشيخ أدركته وفُسِّر قول أحمد
بأنه أراد إجابة ابن معين في المحنة لكنه عاد وتاب. وقال أبو حاتم: لين الحديث، روى حديث قابوس في العرب وهو منكر، شيخ ليس بالمتين لا يحتج به إلا أن عنده عن محمد بن عمرو بن علقمة أحاديث صحاح. وذكر العقيلي الحديث الذي أشار إليه أبو حاتم وهو حديث سلمان مرفوعاً:{لا تبغضني فتفارق دينك، قال كيف؟ قال: تبغض العرب فتبغضني}
قال الذهبي في السّيرَ: إن يحيى بن معين وثقه وأنصفه وقد قفز القنطرة، وقال في المغني، وفي من تكلم فيه: ثقة مشهور، وفي التذكرة: حافظ ثقة فقيه، وفي الميزان: صدوق مشهور.
وقال ابن حجر في الهدي: كأن ابن معين مازحه فما احتمل المزاح، وليس له في البخاري سوى حديث واحد متابعة، وقال في التقريب: صدوق ورع له أوهام، من التاسعة، مات سنة 204 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 333)، التاريخ لابن معين (3/ 271)، بحرالدم (199، 200)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (126، 127، 135، 163)، العلل لأحمد (3/ 439)، التاريخ الكبير (4/ 261)، الجرح والتعديل (4/ 378، 379)، تاريخ بغداد (9/ 247 - 250)، الثقات للعجلي (1/ 450)، الضعفاء للعقيلي (2/ 184، 185)، تهذيب الكمال (12/ 382 - 388)، التذكرة (1/ 328)، الميزان (2/ 264)، من تكلم فيه (98)، السّيرَ (9/ 353 - 355)، الكاشف (1/ 480)، المغني (1/ 295)، الهدي (409)، التهذيب (4/ 313، 314)، التقريب (264).
(3)
الرُّحَيل بن معاوية أخي زهير بن معاوية: هو رُحَيل ـ بالمهملة مصغر ـ ابن معاوية بن حُدَيج ـ بضم المهملة وآخره جيم ـ الجعفي. وثقه ابن معين، وقال أيضاً: كانوا ثلاثة إخوة أوثقهم زهير ثم رحيل. وقال أحمد: رجل قديم، روى عنه زهيرهو أحب إليّ من أخيه. قال الذهبي: وُثّق.
قال ابن حجر: صدوق، من السابعة (ت).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (6/ 377)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (131)، بحر الدم (150)، التاريخ لابن معين (3/ 332) من كلام أبي زكريا (78)، الجرح والتعديل (3/ 515)، الثقات لابن حبان
(6/ 309، 310)، الثقات لابن شاهين (88)، تهذيب الكمال (9/ 172، 173)، الكاشف (1/ 395)، التهذيب (3/ 270)، التقريب (208).
(4)
الرَّقَاشي: هو يزيد بن أبان الرقاشي ـ بتخفيف القاف ثم معجمة ـ أبو عمرو البصري، القاص ـ بتشديد المهملة ـ: ضعَّفه الأئمة وكان أشدهم قولاً فيه شعبة قال: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عنه، وفي رواية: لأن أزني، وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه، قال أحمد: لا يكتب حديثه، قيل
له: لم تُرك حديثه لهوى كان فيه؟ قال: لا، ولكن كان منكر الحديث، شعبة يحمل عليه، وكان قاصاً، وقال: ليس ممن يحتج به، وقال أحمد، وابن معين: هو خير من أبان بن عياش، وقال البخاري: يزيد عن أنس كان شعبة يتكلم فيه. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً قدرياً. وقال ابن معين في رواية: ضعيف شيخ قاص، وفي رواية: ليس حديثه بشيء، وفي رواية: ليس بشيء وفي رواية: رجل صدق. وقال أبو حاتم: كان واعظاً بكاءً كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر، صاحب عبادة وفي حديثه ضعف ووقع في المطبوعة: صنعة، قال مسلم، والحاكم، وأبوأحمد، والنسائي: متروك الحديث وقال عمرو بن علي، والفسوي، والدارقطني، وأبو زرعة، وابن شاهين: ضعيف، وقال الفسوي في موضع: لين الحديث. وقال الساجي: لايصح حديثه، وفي رواية: يهم ولا يحفظ ويحمل حديثه لصدقه وصلاحه، كان ابن مهدي يحدث عن رجل عنه.
مدحه غير واحد بالصلاح: قال عمرو بن علي، وابن معين، وأبو داود: كان رجلاً صالحاً،
وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن أنس وغيره، وأرجو أنه لا بأس به برواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين وغيرهم. وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله من البكائين في الخلوات، ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظه واشتغل بالعبادة وأسبابها حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو لايعلم، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب. قال الذهبي في المغني: عابد، قال النسائي وغيره: متروك، وقال في الكاشف: ضعيف.
وقال ابن حجر: زاهد ضعيف، من الخامسة، مات قبل 120 هـ (بخ ت جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 245)، سؤالات ابن الجنيد (435)، من كلام أبي زكريا (36)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (75)، بحر الدم (470)، الكنى للدولابي (2/ 43)، التاريخ الكبير (8/ 320)، الجرح والتعديل (9/ 251، 252)، السؤآلات والضعفاء (2/ 670)، سؤالات الآجري أبا داود (3/ 320)، المعرفة (2/ 127، 474، 662)، الضعفاء للنسائي (251)، سنن الترمذي (5/ 273، 380)، الضعفاء لابن شاهين (196)، الضعفاء للعقيلي (4/ 373، 374)، المجروحين (3/ 98)، الكامل (7/ 2712، 2713)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 206، 207)، نقولات من كتاب الساجي (281)، تهذيب الكمال (32/ 64 - 77)، الميزان (4/ 418)، المغني (2/ 747)، الكاشف (2/ 380)، التهذيب (11/ 309 - 311)، التقريب (599).
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: :
(1)
أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي المدني: هو يحيى بن المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي. قال أبو حاتم: صدوق فقيه. وقع في التهذيبين: صدوق ثقة. وقال ابن حبان: يغرب. وقال مسلمة: ليس بالقوي له مناكير. وقال الذهبي: ثقة.
وقال ابن حجر: صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة 253 هـ (ت).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (9/ 191)، الثقات لابن حبان (9/ 266)، المعجم المشتمل (322)، تهذيب الكمال (31/ 568 - 570)، الكاشف (2/ 377)، التهذيب (11/ 288، 289)، التقريب (597).
(2)
ابن أبي فديك: هو محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 215)
(3)
إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني، أبو إسحاق، ويقال إبراهيم بن إسحاق: قال أحمد: ليس يقوي في الحديث ضعيف الحديث، وفي رواية: ليس بشيء. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال هو والساجي: منكر الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث عن المقبري. قال ابن حجر: قال البخاري: من قلت فيه منكر الحديث لا تحل الرواية عنه. وضعفه أبو زرعة، والفسوي، وابن شاهين وقال: ليس بشيء. وقال الدارقطني، والأزدي: متروك. وقال ابن حبان: فاحش الخطأ. وقال ابن عدي: هذه الأحاديث عن إبراهيم عن المقبري كل ذلك غير محفوظ ولم أر في أحاديثه أوحش منها، ومع ضعفه يكتب حديثه، وهو عندي ممن لا يجوز الاحتجاج بحديثه.
وقال الذهبي في الميزان: شيخ مدني ضعيف، وفي الكاشف: ضعفَوه.
وقال ابن حجر: متروك، من الثامنة (ت جه).
ترجمته في:
العلل للإمام أحمد برواية المروذي (211)، العلل لأحمد (3/ 400)، بحر الدم (55)، التاريخ لابن معين (3/ 161)، التاريخ الكبير (1/ 311)، الجرح والتعديل (2/ 122)، العلل الكبير للترمذي (2/ 982)، المعرفة (3/ 44)، الكامل (1/ 231، 232)، الضعفاء للدارقطني (95)، الضعفاء للعقيلي (1/ 60، 61)، الضعفاء لابن شاهين (48)، المجروحين (1/ 104، 105)، تهذيب الكمال (2/ 165 - 167)، الميزان (1/ 52)، المغني (1/ 22)، الكاشف (1/ 220)، التهذيب (1/ 150، 151)، التقريب (92).
(4)
المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد ـ كيسان ـ المَقْبُري ـ بفتح الميم وسكون القاف وضم الباء وفتحها نسبة إلى مقبرة بالمدينة ـ أبو سعيد، المدني. قال أحمد: ليس به بأس، وقال ابن معين: هو أوثق من العلاء ونقل ابن عساكر قول ابن معين: ضعيف الحديث يقال اختلط قبل موته، وقول شعبة: من أهل الصدق،
وروى عنه الأئمة. ووثقه ابن المديني، وابن سعد، وأبو زرعة، والنسائي، والعجلي، وابن خراش،
وابن عبد البر.
وقال أبو حاتم: صدوق، وقال: لم يسمع من عائشة. وقال يعقوب بن شيبة، والواقدي، وابن سعد، وابن حبان: تغير وكبر واختلط قبل موته بأربع سنين. وقال الذهبي في الميزان: ثقة حجة شاخ ووقع في الهرم ولم يختلط، ما أحسب أن أحداً أخذ عنه في الاختلاط فإن ابن عيينة أتاه ورأى لعابه يسيل فلم يحمل عنه ورجح السبط هذا القول، وقال الذهبي في السّيرَ: ما أحسبه روى شيئاً في مدة اختلاطه وكذلك لايوجد له شيء منكر ويعارض قول الذهبي قول ابن عدي: إنما ذكرته لأن شعبة يقول: ثنا بعدما كبر وهذا يفيد أنه تغير، وقال ابن عدي: أرجو أنه من أهل الصدق، وقد قبله الناس روى عنه الأئمة والثقات وما تكلم فيه أحد إلا بخير. قال ابن خراش: أثبت الناس فيه الليث بن سعد، وقال ابن معين: أثبتهم فيه ابن أبي ذئب.
قال ابن حجر: أكثر ما أخرج له البخاري من حديث الليث، وابن أبي ذئب. وقال العلائي: سمع من أبي هريرة ومن أبيه عن أبي هريرة، واختلف عليه في أحاديث، والليث يميز ما روى عن أبي هريرة، مما روى عن أبيه عنه، وما كان من حديثه مرسلاً عن أبي هريرة لايضر؛ لأن أباه هو الواسطة.
وقال: ثقة، من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، وروايته عن عائشة، وأم سلمة مرسلة، مات في حدود العشرين ومائة، وقيل قبلها، وقيل بعدها (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (9/ 145 - 147)، تاريخ الدارمي (174)، الجرح والتعديل (4/ 57)، المراسيل للرازي (75)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (102)، التاريخ الكبير (3/ 474)، الأنساب للسمعاني (361)، الثقات للعجلي (1/ 400)، الكامل (3/ 1227، 1228)، الثقات لابن حبان (4/ 284، 285)، التمهيد (21/ 34)، المعرفة (2/ 294)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 171 - 173)، جامع التحصيل (184)، تهذيب الأسماء (1/ 219)، تهذيب الكمال (1/ 466 - 473)، الميزان (2/ 139، 140)، السّيرَ (5/ 216، 217)، التذكرة (1/ 116، 117)، الكاشف (1/ 437)، نهاية الاغتباط (132 - 134)، الهدي (405)، التهذيب (4/ 38 - 40)، التقريب (236)، الكواكب النيرات/ الملحق الأول (466 - 469).
درجة الحديث:
حديث أنس رضي الله عنه: ضعيف لضعف يزيد الرقاشي.
قال الترمذي (5/ 540): هذا حديث غريب، وقد روى هذا الحديث عن أنس من غير وجه. ونقل صاحب (المشكاة 1/ 753) قوله: هذا حديث غريب وليس بمحفوظ ووهمه صاحب (المرعاة 8/ 209) وقال: قول الترمذي هذا في حديث آخر.
متابعة عثمان بن موهب:
قال الحاكم في (المستدرك 1/ 545): صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وقال ابن حجر في (نتائج الأفكار 2/ 385): حسن غريب.
وقال الهيثمي في (المجمع 10/ 117): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عثمان وهو ثقة.
وقال المنذري في (الترغيب والترهيب 1/ 457): رواه النسائي، والبزار بسند صحيح.
أما متابعة سليمان التيمي:
فقد قواها ابن حجر في أمالي الأذكار نقله صاحب (الفتوحات الربانية 4/ 5) قال: وقع لنا حديث أنس رضي الله عنه من طريق آخر أقوى لكنه مختصر، وأخرجه من طريقه ثم قال: حديث صحيح أخرجه ابن خزيمة وله شاهد حسن من حديث علي رضي الله عنه.
أما متابعة أبي مدرك:
فقد قال الهيثمي في (المجمع 10/ 181): فيه أبو مدرك، قال الدارقطني: متروك.
صححه الألباني في (صحيح ت 3/ 172)، وحسنه في تعليقه على (الكلم الطيب /118)، وفي (صحيح الجامع 3/ 868).
وقال الهلالي في (صحيح الأذكار 1/ 334): حسن لغيره لضعف يزيد لكن له شاهداً.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
ضعيف جداً؛ لأن فيه إبراهيم بن الفضل وهو متروك.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، كذا هو في (تحفة الأشراف 9/ 467)، وفي (تحفة الأحوذي 9/ 396)، وفي نسخة (ضعيف ت/447).
وقال ابن حجر في أمالي الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 4/ 6): أخرجه الترمذي واستغربه. وهو الأنسب لحال إبراهيم.
وقد نقل الترمذي في (العلل الكبير 2/ 982) قول البخاري: فيه منكر الحديث خلافاً لما وقع في (المجردة 5/ 496)، وفي نسخة (العارضة 12/ 316) قوله: حسن غريب إذ لا يحتمل حال هذا الرواي التحسين.
وقال البغوي في (شرح السنة 5/ 123): هذا حديث غريب، وكذا قال ابن حجر كما في (الفتوحات الربانية 4/ 6).
وضعفه الألباني في (ضعيف الجامع 4/ 178)، وفي (ضعيف ت/447) قال: ضعيف جداً.
ورواية الحاكم ضعيفة جداً وقد سكت عنه هو والذهبي. وقال ابن حجر: إنما لم يتعقبه الذهبي لوضوح ضعف رشدين بن سعد. نقله محقق (تخريج أحاديث الكشاف 3/ 396)
أما الشواهد:
(1)
حديث ابن مسعود رضي الله عنه: :
صححه الحاكم في (1/ 509) وتعقبه الذهبي بالانقطاع بين عبد الرحمن بن مسعود وأبيه، وضعف بعض رواته.
وقال ابن حجر في أمالي الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 4/ 6): غريب.
وصححه السيوطي في (الجامع الصغير ومعه الفيض (5/ 163) وتعقبه المناوي. وحسنه الألباني في (صحيح الجامع 2/ 869، 870). ولعله حسنه لشواهده.
(2)
حديث علي رضي الله عنه:
حسن الهيثمي في (المجمع 10/ 147) إسناد البزار.
وبناء على ما سبق فإن حديث أنس جاء من طرق حسنة كما يشهد له حديث ابن مسعود مما يؤكد أن للحديث أصلاً فيكون بمجموع ذلك حسناً والله أعلم.
شرح غريبه:
كربه: أي أصابه الكرب، فهو مكروب، والذي كربه كارب (النهاية/كرب/4/ 161).
الفوائد:
1) التوسل إلى الله تعالى بأنه الحي القيوم في إزالة الكرب
2) تخصيص هذين الاسمين عند الكرب لما لهما من أثر في دفع الكرب؛ لأن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام، ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شيء من الآفات، ونقصان الحياة تضر بالأفعال وتنافي القيومية فكمال القيومية لكمال الحياة، فالحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البته، والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البته،
فالتوسل بصفة الحياة والقيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ويضر بالأفعال (زاد المعاد 4/ 204، 205).