الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{القريب}
المعنى في اللغة:
القرب: خلاف البعد (1)، والقريب: قريب الدار والمكان، وهو أيضاً: النسيب والمقارب في النسب، وهو قريب المنزلة والمكانة، ويقال: قرب الشيء إذا دنا.
والتقرب: التدني إلى شيء، والتوصل إلى إنسان بقربه أو بحق (2).
المعنى في الشرع:
الله القريب وقربه يشمل: إجابته دعوة الداعين مع إحاطة علمه بالأشياء كلها لايعزب عنه منها شيء، وكل شيء تحت قدرته وسلطانه وحكمته وتصرفه (3).
فالله سبحانه قريب من كل متكلم يسمع ما ينطق به، أقرب إليه من حبل الوريد (4).
وقد قيل القرب نوعان: قرب عام من كل أحد: فالله قريب بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته وإحاطته بجميع الأشياء. وقرب خاص من عابديه وسائليه ومحبيه: وهو قرب لا تدرك له حقيقته، وإنما تعلم آثاره من لطفه بعبده وعنايته وتوفيقه وتسديده، وهو قرب يقتضي المحبة والنصرة والتأييد في الحركات والسكنات. ومن آثار الإجابة للداعين والإنابة للعابدين (5).
(1) معجم مقاييس اللغة (قرب)(5/ 80)
(2)
اللسان (قرب)(6/ 3566 - 3570).
(3)
انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (146 - 148)، شأن الدعاء (102، 103).
(4)
انظر: جامع البيان (22/ 72).
(5)
تيسير الكريم الرحمن (5/ 491)، الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة 3/ 245).
وقصر ابن تيمية القرب على القرب الخاص ونفى التقسيم إلى عام وخاص (1)، وقربه سبحانه من العباد بتقربهم إليه ثابت، ولايجوز تفسيره بإثابته إياهم، بل هو قرب إلى قلوبهم؛ فإن كل من أحب شيئا فإنه لابد أن يعرفه ويقرب من قلبه، وهو سبحانه قد وصف نفسه في كتابه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بقربه من الداعي، وقربه من المتقرب إليه (2)، وهو يقرب سبحانه إلى عبده المتقرب إليه قربا خاصاً مع علوه سبحانه فوق عرشه (3) ويسهل فهم هذا معرفة عظمة الرب وإحاطته بخلقه، وأن السموات السبع في يده كخردلة في يد العبد فكيف يستحيل في حق من هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه ويقرب من خلق كيف شاء وهو على العرش (4).
قال ابن القيم (5):
وهو القريب وقربه المختص بالـ
…
داعي وعابده على الإيمان
وروده في القرآن:
ورد في ثلاث آيات قال تعالى:
(1) انظر: مجموع الفتاوى (5/ 232 - 236، 247 - 249، 464 - 466، 494، 499، 500، 6/ 5 - 7، 13، 14، 20 - 23)، شرح حديث النزول (315 - 318، 354 - 356، 376 - 379).
(2)
انظر: مجموع الفتاوى (5/ 464 - 467، 6/ 8).
(3)
انظر: المصدر السابق (5/ 226 - 243) وأطال القول في الجمع بين علو الرب عز وجل وبين قربه من داعية وعابديه.
(4)
انظر: مختصر الصوعق (1/ 396، 397).
(5)
النونية (2/ 229).
{فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)} [هود: 61].
تقدم هذا الاسم في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مع اسم {البصير} (1).
(1) راجع ص 436.