المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثانيالأحاديث الواردة في اسم {الرب} - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ٢

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌{الحميد}

- ‌{الحي}

- ‌{الحييّ}

- ‌المبحث السادسأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الخاء

- ‌{الخالق}

- ‌{الخبير}

- ‌المبحث السابعأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الراء

- ‌{الرازق، ومعه الرزاق}

- ‌{الرحمن، الرحيم}

- ‌{الرحمن}

- ‌{الرحيم}

- ‌{الرفيق}

- ‌المبحث الثامنأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف السين

- ‌{السبوح}

- ‌{الستّير}

- ‌{السلام}

- ‌{السيد}

- ‌المبحث التاسعأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الشين

- ‌{الشافي}

- ‌{الشهيد}

- ‌المبحث العاشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الصاد

- ‌{الصمد}

- ‌المبحث الحادي عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الطاء

- ‌{الطاهر}

- ‌{الطيب}

- ‌المبحث الثاني عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف العين

- ‌{العظيم}

- ‌{العفو}

- ‌‌‌{العليم}

- ‌{العلي

- ‌المبحث الثالث عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الغين

- ‌{الغفور}

- ‌{الغني}

- ‌المبحث الرابع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف القاف

- ‌{القادر}

- ‌{القدوس}

- ‌{القدير}

- ‌{القريب}

- ‌{القيوم}

- ‌المبحث الخامس عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الكاف

- ‌{الكبير}

- ‌{الكريم}

- ‌{الكفيل}

- ‌المبحث السادس عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف اللام

- ‌{اللطيف}

- ‌المبحث السابع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الميم

- ‌{الماجد، المجيد}

- ‌{المالك ومعه الملك، مالك الملك}

- ‌{المبارك}

- ‌{المتعال}

- ‌{المجيد}

- ‌{المستعان}

- ‌{المسعر}

- ‌{المعطي}

- ‌{المقدم المؤخر}

- ‌{الملك}

- ‌{المليك}

- ‌{المنان}

- ‌{المولى}

- ‌المبحث الثامن عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف النون

- ‌{النصير}

- ‌{النظيف}

- ‌المبحث التاسع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الواو

- ‌{الواجد}

- ‌{الواحد}

- ‌{الوتر}

- ‌{الودود}

- ‌{الوكيل}

- ‌{الولي}

- ‌{الوهاب}

- ‌الفصل الثالث:الأسماء المختلف في اسميتها

- ‌المبحث الأولأحاديث الأسماء المضافة

- ‌{بديع السموات والأرض}

- ‌{عالم الغيب والشهادة}

- ‌{علام الغيوب}

- ‌{مقلب القلوب، ومصرفها}

- ‌{منزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الأسماء المذوَّاة

- ‌{ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة}

- ‌{ذو الجلال والإكرام}

- ‌الفصل الرابع

- ‌{الإله، الله}

- ‌في تحريم دم قائل لا إله إلا الله

- ‌قول لا إله إلا الله كفارة الحلف بغير الله

- ‌القسم بالله الذي لا إله إلا هو

- ‌قول لا إله إلا الله عند الفزع

- ‌ذكره صلى الله عليه وسلم الشهاديتن إثر حصول آية لنبوته

- ‌ذكر الشهادة عند السؤال في القبر

- ‌شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن قال: لاإله إلا الله

- ‌أن الشهادة هي أفضل شعب الإيمان

- ‌ذكر الشهادة في الركوع أو السجود

- ‌ذكر الشهادة في كفارة المجلس

- ‌أن قول لا إله إلا الله أفضل الذكر

- ‌الشهادة سبب لحصول الإيمان

- ‌الحلف بالله الذي لا إله إلا هو

- ‌الشهادة شرط في الإيمان

- ‌دعوة المشرك إلى الشهادة

- ‌أن الشهادة ليس لها دون الله حجاب

- ‌ذكر الشهادة في الدعاء

- ‌في فضل قول لا إله إلا الله

- ‌ورود اسم {الإله} مضافاً

- ‌إله الناس

- ‌المبحث الثانيالأحاديث الواردة في اسم {الرب}

الفصل: ‌المبحث الثانيالأحاديث الواردة في اسم {الرب}

‌المبحث الثاني

الأحاديث الواردة في اسم {الرب}

المعنى في اللغة:

الرب يطلق على إصلاح الشيء والقيام عليه، يقال: رَبَّ فلان ضيعته: إذا قام على إصلاحها، فالرب المصلح للشيء.

ورب الشيء: المالك والخالق والصاحب.

ويطلق على لزوم الشيء والإقامة عليه، يقال: أربَّت السحابة بهذه البلدة: إذا دامت، والرَّباب السحاب المتعلق دون السحاب.

كما يطلق الرَبُّ على ضم الشيء للشيء (1).

المعنى في الشرع:

الله سبحانه هو الرب أي السيد الذي لاشبه له ولا مثل في سؤدده، المصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمة، والمالك الذي له الخلق والأمر (2).

وهو السيد وهو مالك العباد، وكل من ملك شيئا فهو ربه، ولايقال: الرب في غير الله إلا بالإضافة، فلايقال: الرب معرفاً بالألف واللام مطلقا إلا لله عز وجل لأنه مالك كل شيء (3).

وهو سبحانه المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم؛ ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة (4).

والله سبحانه هو رب كل شيء وخالقه والقادر عليه لايخرج شيء عن ربوبيته، وكل من في السموات والأرض عبد له في قبضته وتحت قهره (5).

والرب هو: الذي يرب عبده فيدبره، والربوبية تتضمن خلق الخلق وإنشاءهم، وكثيراً ما يجئ السؤال في القرآن باسم الرب كقول آدم وحواء:

{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [الأعراف: 3]

وفي دعوات سائر الأنبياء ودعاء المؤمنين (6).

(1) معجم مقاييس اللغة (ربَّ)(2/ 381 - 384)، اللسان (ربب)(3/ 1546 - 1552).

(2)

انظر: تفسير ابن جرير (1/ 143)، تفسير ابن كثير (1/ 39).

(3)

انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (32)، شأن الدعاء (100).

(4)

انظر: تيسير الكريم الرحمن (5/ 485).

(5)

انظر: مدارج السالكين (1/ 34).

(6)

انظر: مجموع الفتاوى (10/ 284، 285).

ص: 448

والرب: المبلغ كل ما أبدع حد كماله الذي قدره له فهو يسل النطفة من الصلب، ثم يجعلها علقة، ثم مضغة، ثم يخلق المضغة عظاماً، ثم يكسو العظم لحماً، ثم يخلق في البدن الروح، ويخرجه خلقاً آخر وهو صغير ضعيف، فلا يزال ينميه وينشيه حتى يجعله رجلاً، ويكون في بدء أمره شاباً ثم كهلاً ثم شيخاً، وهكذا كل شيء خلقه فهو القائم عليه والمبلغ إياه الحد الذي وضعه له، وجعله نهاية ومقداراً له (1).

وروده في القرآن:

تكرر اسم الرب في القرآن في مواضع كثيرة جداً فجاء مضافاً إلى العالمين، وإلى كل شيء، وإلى موسى وهاون عليهما السلام، وإلى العرش العظيم، وإلى السموات والأرض، وإلى المشرق والمغرب، وجاء في مواضع مفرداً ومجموع المضافة والمفردة أحد وثلاثون ومائة موضع ومن ذلك قوله تعالى:

{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)} [الأنعام: 162].

وتكرر كثيراً الدعاء باسم الرب على لسان الأنبياء والمؤمنين وإرشاداً من الله لعباده في دعائهم ومن ذلك قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام:

{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)} [الشعراء: 83].

وفي قصة مريم:

{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} [آل عمران: 47].

{وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)} [المؤمنون: 118].

وجاء مضافاً إلى بعض الضمائر مثل ربك، وربكما، وربكم، وربنا، وربهما، وربهم، وربي ومجموع مواضعها ستة وأربعون وسبعمائة موضع منها قوله تعالى:

(1) انظر: الأسماء والصفات (1/ 184، 185)، الاعتقاد (38).

ص: 449

ثبت ذكره في الصلاة في حديث أبي هريرة، وحديث أنس، وعبد الله بن عمر

رضي الله عنهم، وورد فيه حديث أبي موسى وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما:

305 -

(142) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون، وأقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة} رواه البخاري، وفي رواية {إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد

}، وفي رواية {إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه} رواه مسلم بهذا اللفظ وبالذي قبله، وبنحو اللفظ الأول، وفي رواية بنحو الثاني وفيه {ولا تبادروا الإمام إذا كبر فكبروا، وإذا قال: ولا الضالين، فقولوا: آمين، وإذا ركع

}، وفي رواية {إنما الإمام جنة فإذا صلى قاعدا فصلوا قعوداً، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء غفر له ما تقدم من ذنبه} .

ورواه أبو داود والترمذي باللفظ الثالث، وأبو داود والنسائي بالثاني وزادا {اللهم} ، ورواه ابن ماجه من فعله صلى الله عليه وسلم في رواية، وفي رواية أخرى بنحو اللفظ الأول.

306 -

(143) حديث أنس رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى قائماً فصلوا قياماً، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد} رواه البخاري وفي لفظ: {فإذا كبر فكبروا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا} .

ورواه هو ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه بنحو الأول مع تقديم وتأخير، وزاد البخاري وأبو داود {وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون} وعند مسلم، والترمذي، وابن ماجه {قاعدا

قعوداً}.

ورواه ابن ماجه مختصراً وفيه: {اللهم ربنا ولك الحمد} .

307 -

(144) حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه:

في رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع ويقول:{سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد} رواه البخاري.

308 -

حديث أبي موسى رضي الله عنه:

قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا صلاتنا وسنتنا، فقال: {إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال: غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين يجبكم الله، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فقال: سمع الله لمن حمده، فقولوا:

ص: 451

ربنا لك الحمد يسمع الله لكم، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{فتلك بتلك} رواه النسائي.

309 -

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إذا اقال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا

ولك الحمد} رواه ابن ماجه.

التخريج:

خ: كتاب الأذان: باب إنما جعل الإمام ليؤتم به (1/ 176، 177)(الفتح 2/ 173)

باب إقامة الصف من تمام الصلاة (1/ 184)(الفتح 2/ 208)

باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة (1/ 186، 187)(الفتح 2/ 216)

ثم باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء (1/ 187)(الفتح 2/ 218)

ثم باب إلى أين يرفع يديه (1/ 188)(الفتح 2/ 221)

كتاب تقصير الصلاة: باب صلاة القاعد (2/ 59)(الفتح 2/ 584)

كتاب بدء الخلق: باب {إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه} (4/ 139)(الفتح 6/ 312).

م: كتاب الصلاة: باب التسميع والتحميد والتأمين (4/ 128)

ص: 452

ثم باب ائتمام المأموم بالإمام (4/ 130 - 135).

د: كتاب الصلاة: باب الإمام يصلي من قعود (1/ 161، 162)

ثم باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (1/ 222).

ت: أبواب الصلاة: باب منه آخر ـ أي ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع ـ (2/ 55) وقال حديث أبي هريرة: " حسن صحيح والعمل عليه عند بعض أهل العلم ".

ثم باب ما جاء إذا صلى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً (2/ 194، 195) وقال حديث أنس: " حسن صحيح ".

س: كتاب الإمامة: الائتمام بالإمام (2/ 83)

ثم مبادرة الإمام (2/ 96، 97)

ثم الائتمام بالإمام يصلي قاعداً (2/ 98، 99)

كتاب الافتتاح: تأويل قوله عز وجل: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} (2/ 141، 142)

نوع آخر من التشهد (2/ 241).

جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا (1/ 276)

ثم باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (1/ 284)

باب ما جاء إنما جعل الإمام ليؤتم به (1/ 392، 393).

ص: 453

310 -

(145) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخب فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه} رواه البخاري، ومسلم، والنسائي. وفي وراية عند البخاري {الصوم لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه

}.

ورواه مسلم، والنسائي، وابن ماجه بلفظ:{كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه} .

ورواه الترمذي مختصراً بلفظ: {للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه} وفي رواية {إن ربكم يقول: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي وأنا أجزي به، الصوم جنة من النار

} ولم يذكر الفرحتين.

311 -

حديث علي رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله تبارك وتعالى يقول: الصوم لي وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان حين يفطر، وحين يلقى ربه، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك} رواه النسائي.

التخريج:

خ: كتاب الصيام: باب هل يقول: إني صائم إذا شُتم (3/ 34)(الفتح 4/ 118)

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} (9/ 175)(الفتح 13/ 466).

م: كتاب الصيام: فضل الصيام (8/ 30، 31).

ص: 454

ت: كتاب الصوم: باب ما جاء في فضل الصوم (3/ 136 - 138) وقال في حديث أبي هريرة: " حسن غريب من هذا الوجه "، وفي الرواية الموافقه للصحيحين: حسن صحيح.

س: كتاب الصيام: فضل الصيام (4/ 159 - 161)

ثم ذكر الاختلاف على أبي صالح في هذا الحديث (4/ 162 - 164).

جه: كتاب الصيام: باب ما جاء في فضل الصيام (1/ 525).

ص: 455

312 -

(146) حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

قوله صلى الله عليه وسلم: {ألا وإن أول الخلائق يُكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يارب أصيحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك} فأقول: كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم (1)} ، وفي رواية بنحوها وفيها {يارب أصحابي} رواه البخاري باللفظين، ومسلم بالثاني، والترمذي، والنسائي بنحوه.

313 -

(147) حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يارب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك} ، وفي رواية:{أي رب أصحابي، يقول: لاتدري ما أحدثوا بعدك} رواه البخاري، ومسلم.

ورواه ابن ماجه بنحوه وفيه {ألا وإني فرطكم على الحوض، وأكاثر بكم الأمم، فلا تسودوا وجهي ألا وإني مستنقذ أناساً، ومستنقذ مني أناس، فأقول: يارب أصيحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك} .

314 -

(148) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي، فيُجلون عن الحوض، فأقول: يارب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى} وفي لفظ {فيحلَّئون} رواه البخاري.

ورواه مسلم بنحوه وفيه {فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي، فيجيبني مَلَك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك} .

315 -

(149) حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليّ منكم، وسيؤخذ

ناس دوني، فأقول: يارب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرتَ ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم} رواه البخاري، ومسلم.

316 -

(150) حديث عائشة رضي الله عنها:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إني على الحوض أنتظر من يرد عليّ منكم فوالله ليقتطعن دوني رجال، فلأقولن: أي رب مني ومن أمتي، فيقول: إنك لاتدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم} رواه مسلم.

(1) ([المائدة: 117].

ص: 456

317 -

(151) حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلىّ اختلجوا دوني فلأقولن: أي رب أصيحابي أصيحابي، فليقالن: إنك

لا تدري ما أحدثوا بعدك} رواه مسلم.

التخريج:

خ: كتاب التفسير سورة المائدة: باب {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد} (6/ 69، 70)(الفتح 8/ 285)

سورة الأنبياء: باب {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا} (6/ 122) (الفتح

8/ 437)

كتاب الرقاق: باب الحشر (8/ 136)(الفتح 11/ 377)

باب في الحوض (8/ 148 - 152)(الفتح 11/ 463 - 466)

كتاب الفتن: باب ما جاء في قول الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} (9/ 58)(الفتح 13/ 3).

م: كتاب الطهارة: باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (3/ 136)

كتاب الفضائل: باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته (15/ 55، 59، 64، 65)

كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (17/ 193، 194).

ت: كتاب صفة القيامة: باب ما جاء في شأن الحشر (4/ 615، 616)

ص: 457

كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة الأنبياء (5/ 321، 322) وقال في حديث ابن عباس: حسن صحيح.

س: كتاب الجنائز: ذكر أول من يكسى (4/ 117).

جه: كتاب المناسك: باب الخطبة يوم النحر (2/ 1016).

شرح غريبه:

يجلون أو يحلئون: أي يُنفون ويطردون (النهاية/جلا/1/ 291).

وقوله: يُحلأون: أي يصدون ويمنعون من وروده (النهاية/حلأ/1/ 421).

ص: 458

318 -

(152) حديث أنس رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {بينما أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر} رواه البخاري.

ورواه مسلم بلفظ: أنزلت علي آنفا سورة فقرأ: بسم الله الرحن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر، فصلِّ لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر} ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك} ثم رواه مختصراً، ورواه النسائي بنحوه تاماً.

ورواه أبو داود بنحوه مختصراً، وفيه:{هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل} .

ورواه الترمذي بلفظ: {ذاك نهر أعطانيه الله

}، وفي رواية {هذا الكوثر الذي قد

أعطاكه الله}.

التخريج:

خ: كتاب الرقاق: باب في الحوض وقول الله: {إنا أعطيناك الكوثر} (8/ 149)(الفتح 11/ 463، 464)

م: كتاب الصلاة: باب حجة من قال البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة (4/ 112، 113).

د: كتاب الصلاة: باب من لم ير الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (1/ 206)

كتاب السنة: باب في الحوض (4/ 237، 238).

س: كتاب الافتتاح: قراءة بسم الله الرحمن الرحيم (2/ 133، 134).

وانظر: ت: كتاب صفة الجنة: باب ما جاء في صفة طير الجنة (4/ 680، 681) وقال: حسن غريب.

كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة الكوثر (5/ 449) وقال: حسن صحيح.

شرح غريبه:

فيختلج العبد: أي يجتذب ويقتطع (النهاية/خلج/2/ 59).

ص: 459

319 -

(153) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال، فقال له رجال من المسلمين: فإنك يارسول الله تواصل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{أيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويَسقين} وفي لفظ {إني لست مثلكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني} ، وفي رواية {إني أظل} رواه البخاري، ورواه مسلم باللفظ الأول، وبلفظ:{إنكم لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويَسقيني، فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون} .

320 -

(154) حديث عائشة رضي الله عنها:

بنحو حديث أبي هريرة وفيه نهاهم رحمة لهم وقوله: {إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويَسقين} رواه البخاري، ومسلم.

321 -

(155) حديث أنس رضي الله عنه:

قوله: واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين، فبلغه ذلك فقال:{لومُدَّ لنا الشهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم، إنكم لستم مثلي ـ أو قال ـ إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويَسقيني} رواه مسلم.

ورواه الترمذي بلفظ: {إني لست كأحدكم إن ربي يطعمني ويسقيني} .

322 -

حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحجامة والمواصلة ولم يحرمهما إبقاءً على أصحابه، فقيل له: يا رسول الله إنك تواصل إلى السحر، فقال:{إني أواصل إلى السحر، وربي يطعمني ويَسقيني} رواه أبو داود.

التخريج:

خ: كتاب الصوم: باب الوصال، ثم باب التنكيل لمن أكثر الوصال (3/ 48، 49)(الفتح 4/ 205)

كتاب الحدود: باب كم التعزير والأدب (8/ 216)(الفتح 12/ 176)

ص: 460

كتاب الاعتصام بالسنة: باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع (9/ 119)(الفتح 13/ 275)

كتاب التمني: باب ما يجوز من اللو وقوله تعالى: {لو أن لي بكم قوة} (9/ 106)(الفتح 13/ 225).

م: كتاب الصوم: باب النهي عن الوصال (7/ 212 - 215).

د: كتاب الصوم: باب في الرخصة في ذلك (أي في الحجامة)(2/ 320).

ت: كتاب الصوم: باب ما جاء في كراهية الوصال للصائم (3/ 148) وقال: حديث أنس حديث حسن صحيح.

ص: 461

323 -

(156) حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه:

قوله: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثرسماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال:{هل تدرون ماذا قال ربكم؟ } قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: {أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب} رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.

324 -

(157) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {ألم تروا إلى ما قال ربكم قال: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكواكب وبالكواكب} رواه مسلم.

التخريج:

خ: كتاب الأذان: باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم (1/ 214)(الفتح 2/ 333)

كتاب الاستسقاء: باب قول الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} (2/ 41)(الفتح 2/ 522)

كتاب المغازي: باب غزوة الحديبية (5/ 155)(الفتح 7/ 439)

م: كتاب الإيمان: باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء (2/ 59، 60).

د: كتاب الطب: باب في النجوم (4/ 15).

س: كتاب الاستسقاء: كراهية الاستمطار بالكواكب (3/ 165).

شرح غريبه:

سماء: أي مطر؛ وسمي سماء لأنه ينزل من السماء (النهاية/سما/2/ 406).

نوء: الأنواء هي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة ـ وهي التي تسقط كل ثلاث عشرة ليلة مع طلوع الفجر ـ يكون المطر، وينسبونه إليها

فيقولون: مطرنا بنوء كذا، وسمي نوء اً؛ لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق أي نهض وطلع، وقيل: أراد بالنوء الغروب وهو من الأضداد، وقد غلظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الأنواء؛ لأن العرب كانت تنسب المطر إليها، أما من جعل المطر من فعل الله تعالى وأراد بقوله أي في وقت كذا

ص: 462

وهو هذا النوء الفلاني جاز ذلك: أي أن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات (النهاية/نوأ/5/ 122).

ص: 463

325 -

(158) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصيني، فيقول إبراهيم: يارب إنك وعدتني أن لاتخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد، فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار} رواه البخاري وفي لفظ: {يلقى إبراهيم أباه، فيقول: يارب إنك وعدتني أن لاتخزني ـ أو لا تخزيني ـ يوم يبعثون، فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين} .

التخريج:

خ: كتاب بدء الخلق: باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} (4/ 169)(الفتح 6/ 387)

كتاب التفسير سورة الشعراء: باب {ولاتخزني يوم يبعثون} (6/ 139، 140)(الفتح 8/ 499).

شرح غريبه:

ذيخ: هو ذكر الضباع، والأنثى ذِيخة، وأراد بالتلطخ التلطخ برجيعه أو بالطين، كما قال في الحديث الآخر: بذيخ أمدر: أي متلطخ بالمدر (النهاية/ذِيخ/2/ 174).

وذكر ابن حجر: أن الحكمة في مسخه ضبعاً؛ لتنفر نفس إبراهيم عليه السلام منه، ولئلا يبقى في النار على صورته فيكون فيه غضاضة على إبراهيم عليه السلام، وقيل: الحكمة في مسخه ضبعاً أن الضبع من أحمق الحيوان، وآزر كان من أحمق البشر؛ لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصر على الكفر حتى مات، واقتصر في مسخه على هذا الحيوان لأنه وسط في التشويه بالنسبة إلى ما دونه كالكلب والخنزير، وإلى ما فوقه كا لأسد مثلا، ولأن للضبع عوجاً فأشير إلى أن آزر لم يستقم فيؤمن بل استمر على عوجه في الدين (الفتح 8/ 500).

ص: 464

326 -

(159) حديث أنس رضي الله عنه:

في وفاة إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون} رواه البخاري، وأبو داود بنحوه.

ورواه مسلم بلفظ: {تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والله يا إبراهيم إنَّا بك لمحزونون} .

327 -

(160) حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها:

قوله صلى الله عليه وسلم: {تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أنه وعد صادق وموعود جامع، وأن الآخر تابع للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا وإنا بك لمحزونون} رواه ابن ماجه.

التخريج:

خ: كتاب الجنائز: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إنا بك لمحزونون} (2/ 105)(الفتح 3/ 172).

م: كتاب الفضائل: باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (15/ 74، 75).

د: كتاب الجنائز: باب في البكاء على الميت (3/ 190).

جه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في البكاء على الميت (1/ 506، 507)

قال في (الزوائد/232): إسناد حديث أسماء رجاله ثقات ورواه البخاري، ومسلم، وأبو داود

من حديث أنس.

ص: 465

328 -

(161) حديث أبي ذر رضي الله عنه:

قوله: انتهيت إليه صلى الله عليه وسلم وهو يقول في ظل الكعبة: {هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة} قلت: ما شأني أيُرى في شيء؟ ما شأني فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت، تغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يارسول الله؟ قال: {الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا} رواه البخاري، ومسلم بنحوه وزاد {من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم، ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس} وفي رواية {والذي نفسي بيده ما على الأرض رجل يموت فيدع إبلاً أو بقراً أو غنماً لم يؤد زكاتها

} ورواه الترمذي، والنسائي بنحوه مع تقديم وتأخير.

التخريج:

خ: كتاب الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم (8/ 162)(الفتح 11/ 524).

م: كتاب الزكاة: تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة (7/ 73، 74).

ت: كتاب الزكاة: باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في منع الزكاة من التشديد (3/ 12، 13) وقال: حسن صحيح.

س: كتاب الزكاة: باب التغليظ في حبس الزكاة (5/ 10، 11).

شرح غريبه:

فتغشاني: غطاني من الكرب (النهاية/غشا/3/ 369، 370).

ص: 466

329 -

(162) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم، واشتكت النار إلى ربها فقالت: يارب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء، ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير} رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه بنحوه.

التخريج:

خ: كتاب مواقيت الصلاة: باب الإبراد بالظهر في شدة الحر (1/ 142)(الفتح 2/ 18)

باب صفة النار وأنها مخلوقة (4/ 146)(الفتح 6/ 330).

م: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة ويناله الحر في طريقه (5/ 119، 120).

ت: كتاب صفة جهنم: باب ما جاء أن للنار نفسين، وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد (4/ 711) وقال: هذا حديث صحيح.

جه: كتاب الزهد: باب صفة النار (2/ 1444، 1445).

شرح غريبه:

فأبردوا: الإبراد: انكسار الوهج والحر، وهو من الإبراد: الدخول في البرد، وقيل معناه: صلوها في أول وقتها، من برد النهار وهو أوله (النهاية/برد/1/ 114).

ص: 467

330 -

(163) حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

قوله صلى الله عليه وسلم: {عرضت علىَّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر معه وحده، فنظرت فإذا سواد كثير} إلى أن قال: {قال هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولاعذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون} فقام إليه عُكاشة بن مِحْصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال:{اللهم اجعله منهم} ثم قام اليه رجل آخر قال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال:{سبقك بها عكاشة} رواه البخاري تاماً ومختصراً، ومسلم، والترمذي.

331 -

(164) حديث عمران رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب} قالوا: ومن هم يارسول الله؟ . قال {هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون} فقام عكاشة فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال:{أنت منهم} قال: فقام رجل، فقال: يانبي الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال:{سبقك بها عكاشة} رواه مسلم.

التخريج:

خ: كتاب الطب: باب من لم يرق (7/ 174)(الفتح 10/ 211)

كتاب اللباس: باب البرود والحبر والشملة (7/ 189)(الفتح 10/ 276)

كتاب الرقاق: باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه (8/ 124)(الفتح 11/ 305)

ثم باب يدخل الجنة سبعون الفاً بغير حساب (8/ 140)(الفتح 11/ 400).

م: كتاب الإيمان: باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (3/ 89 - 94).

ت: كتاب صفة القيامة: باب رقم (16)(4/ 631) وقال: " هذا حديث حسن صحيح ".

ص: 468

332 -

(165) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع، فقل له: يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سَنَة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر} رواه البخاري، ومسلم وعنده قول موسى عليه والسلام:{رب أمتني من الأرض المقدسة رمية بحجر} ، ورواه النسائي.

التخريج:

خ: كتاب الجنائز: باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها (2/ 113)(الفتح 3/ 206، 207)

كتاب أحاديث الأنبياء: باب وفاة موسى وذكره بعد (4/ 191، 192)(الفتح 6/ 440).

م: كتاب الفضائل: باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم (5/ 127 - 129).

س: كتاب الجنائز: نوع آخر ـ أي من التعزية ـ (4/ 118، 119).

شرح غريبه:

رمية بحجر: أي قدر رمية حجر أي: أدنني إليها حتى يكون بيني وبينها هذا القدر. وقال ابن حجر: وهذا القول هو الأظهر، وقيل: أي أدنني من مكان إلى الأرض المقدسة هذا القدر (الفتح 3/ 207).

ص: 469

333 -

(166) حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

قوله: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال: {وجدتم ما وعد ربكم

حقاً؟ } فقيل له: تدعو أمواتاً؟ فقال: {ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون} ، وفي لفظ:{إنهم الآن يسمعون ما أقول} رواه البخاري، والنسائي. ورواه مسلم بلفظ:{هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقاً، فإني قد وجدت ما وعدني الله حقاً} .

334 -

(167) حديث أنس رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، وياشيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقاً فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً} قال عمر: يارسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيّفوا؟ قال: {والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا} ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر رواه مسلم، ورواه النسائي بنحوه.

335 -

حديث عمر رضي الله عنه:

قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارعهم بالأمس، قال:{هذا مصرع فلان إن شاء الله غداً} قال عمر: والذي بعثه بالحق ما أخطؤا تيك، فجُعلوا في بئر فأتاهم النبي

صلى الله عليه وسلم فنادى: {يا فلان بن فلان، يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني الله حقاً} فقال عمر: تكلم أجساد اً لا أرواح فيها؟ فقال: {ما أنتم بأسمع لما أقول منهم} . رواه النسائي.

التخريج:

خ: كتاب الجنائز: باب ما جاء في عذاب القبر (2/ 122)(الفتح 3/ 232)

كتاب المغازي: باب قتل أبي جهل (5/ 98)(الفتح 7/ 301)

باب رقم 3996 (5/ 110)(الفتح 7/ 324).

م: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (17/ 206، 207).

س: كتاب الجنائز: أرواح المؤمنين (4/ 109، 110).

ص: 470

شرح غريبه:

جيّفوا: أنتنوا يقال: جافت الميتة، وجيفت، واجتافت والجيفة جثة الميت إذا أنتن (النهاية/جيف/1/ 325)(32)

ص: 471

336 -

(168) حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

قوله: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه فهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول:{رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون} . رواه البخاري، ومسلم، وابن ماجه. وفي رواية عند البخاري: {اللهم اغفر لقومي

}

التخريج:

خ: كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم: باب رقم (6929)(9/ 20)(الفتح 12/ 282)

وانظر: كتاب بدء الخلق: باب رقم (3466)(4/ 213، 214)(الفتح 6/ 514).

م: كتاب الجهاد والسير: باب غزوة أحد (12/ 149، 150).

جه: كتاب الفتن: باب الصبر على البلاء (2/ 1335).

ص: 472

337 -

(169) حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم فيقرره، ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا فأنا أغفرها لك اليوم} ، وفي لفظ {فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف يقول: رب أعرف مرتين} وزاد {ثم تطوى صحيفة حسناته، وأما الآخرون أو الكفار فينادى على رؤوس الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} (1) وفي لفظ {فيعطى كتاب حسناته، وأما الكفار

ألا لعنة الله على الظالمين} رواه البخاري بالألفاظ الثلاثة، ومسلم بالثاني، وابن ماجه بنحوه.

التخريج:

خ: كتاب المظالم: باب قول الله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} (3/ 168)(الفتح 5/ 96)

كتاب التفسير: سورة هود: بابٌ {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} (6/ 93)(الفتح 8/ 353)

كتاب الأدب: باب ستر المؤمن على نفسه (8/ 24)(الفتح 10/ 486)

كتاب التوحيد: باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (9/ 181، 182)(الفتح 13/ 475).

م: كتاب التوبة: باب سعة رحمة الله تعالى على المؤمنين (17/ 86، 87).

جه: المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية (1/ 65).

شرح غريبه:

كنفه: ذكر البخاري في (خلق أفعال العباد /92) قول ابن المبارك: كنفه يعني ستره.

ص: 473

338 -

(170) حديث أبي بكرة رضي الله عنه:

قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: {أتدرون أي يوم هذا؟ } قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال:{أليس يوم النحر؟ } قلنا: بلى. قال: {أي شهر هذا؟ } قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال:{أليس ذو الحجة؟ } قلنا: بلى. قال: {أي بلد هذا؟ } قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال:{أليست بالبلدة الحرام؟ } قلنا: بلى. قال: {فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: {اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض} ، وفي لفظ بنحوه وفيه زيادة في أوله وفيه {وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم} وفي لفظ {فيسألكم} وزاد {وأعراضكم} رواه البخاري بالألفاظ الثلاثة، ومسلم بالأول والثالث. ورويا الحديث بدون الشاهد.

التخريج:

خ: كتاب الحج: باب الخطبة أيام منى (2/ 216، 217)(الفتح 3/ 573، 574)

كتاب المغازي: باب حجة الوداع (5/ 224)(الفتح 8/ 108)

كتاب الأضاحي: باب من قال الأضحى يوم النحر (7/ 129، 130)(الفتح 10/ 8)

كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} (9/ 163)(الفتح 13/ 424).

م: كتاب الجهاد والسير: باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال (11/ 167 - 172).

ص: 474

339 -

(171) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: {أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب} رواه البخاري تاماً ومختصراً، ورواه مسلم.

التخريج:

خ: كتاب مناقب الأنصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله عنها (5/ 48)(الفتح 7/ 134)

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} (9/ 176)(الفتح 13/ 465).

م: كتاب الفضائل: باب فضائل خديجة (15/ 199).

شرح غريبه:

قصب: القصب: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف. (النهاية / قصب/ 4/ 67)

صخب: الصخب: الضجة، واضطراب الأصوات للخصام. (النهاية / صخب/ 3/ 14)

نصب: النصب: التعب. (النهاية / نصب/ 5/ 62)

ص: 475

340 -

(172) حديث عائشة رضي الله عنها:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إني لأعلم إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى، قلت لا ورب إبراهيم} قالت: أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك. وفي رواية {إني لأعرف غضبك ورضاك

إذا كنت راضية قلت: بلى ورب محمد، وإذا كنت ساخطة قلت: لا ورب إبراهيم} رواه البخاري باللفظين، ومسلم بالأول.

التخريج:

خ: كتاب النكاح: باب غيرة النساء وَوَجْدهن (7/ 47)(الفتح 9/ 325)

كتاب الأدب: باب ما يجوز من الهجران لمن عصى (8/ 26)(الفتح 10/ 497).

م: كتاب الفضائل: باب فضائل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها (15/ 202، 203).

ص: 476

342 -

(174) حديث جابر رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة} رواه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

التخريج:

خ: كتاب الأذان: باب الدعاء عند النداء (1/ 159)(الفتح 2/ 94)

كتاب تفسير القرآن سورة بني إسرائيل: باب {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} (6/ 108)(الفتح 8/ 399)

د: كتاب الصلاة: باب ما جاء في الدعاء عند الأذان (1/ 143).

ت: أبواب الصلاة: باب منه آخر ـ أي مما يقول الرجل إذا أذن المؤذن من الدعاء ـ (1/ 413، 414) وقال: حديث صحيح حسن غريب.

س: كتاب الأذان: الدعاء عند الأذان (2/ 26، 27).

ص: 478

343 -

(175) حديث عمر رضي الله عنه:

أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق يقول: {أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرةً في حجة} وفي لفظ {عمرة وحجة} رواه البخاري باللفظين، وأبو داود، وابن ماجه بالأول.

التخريج:

خ: كتاب الحج: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العقيق واد مبارك (2/ 167)(الفتح 3/ 392)

كتاب الحرث والمزارعة: بابٌ بعد باب {من أحيا أرضاً مواتاً} (3/ 140)(الفتح 5/ 20)

كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وحض على اتفاق أهل العلم وما اجتمع عليه الحرمان في مكة والمدينة وما كان بهما من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم والمنبر والقبر (9/ 130)(الفتح 13/ 305)

د: كتاب المناسك (الحج): باب في الإقران (2/ 164، 165).

جه: كتاب المناسك: باب التمتع بالعمرة إلى الحج (2/ 991).

شرح غريبه:

وادي العقيق: العرب تقول لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض، فأنهره، ووسَّعه: عقيق، وفي بلاد العرب أربعة أعقة منها عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل، وقيل: هما عقيقان. وقال القاضي عياض: هو واد عليه أموال أهل المدينة، وهي أعقة ومنها: العقيق الذي جاء فيه: {إنك بواد مبارك} هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة وهو الأقرب منها، وهو مهل أهل العراق من ذات عِرق.

(معجم البلدان / عقيق/ 4/ 138 - 140)

ص: 479

344 -

(176) حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه} ، وفي رواية {ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة} رواه البخاري، ورواه الترمذي، وابن ماجه بنحو اللفظ الثاني.

وفي رواية عند البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السبيل، فقال صلى الله عليه وسلم:{أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه، ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: أولم أوتك مالاً؟ فليقولن: بلى، ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولاً، فليقولن: يلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة} . ورواه مسلم بنحوه مختصراً.

وفي رواية مطولة عند البخاري وفيها {وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أعطك مالاً وأفضل عليك؟ فيقول: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم} .

التخريج:

خ: كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} (9/ 162)(الفتح 13/ 423).

باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (9/ 181)(الفتح 13/ 474)

وانظر: كتاب الزكاة: باب الصدقة قبل الرد (2/ 135)(الفتح 3/ 281)

كتاب المناقب: باب علامات النبوة (4/ 239، 240)(الفتح 6/ 610)

كتاب الرقاق: باب من نوقش الحساب عُذب (8/ 139، 140)(الفتح 11/ 400).

ص: 480

ت: كتاب صفة القيامة والرقائق والورع: باب في القيامة (4/ 611) وقال: حسن صحيح.

جه: المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية (1/ 66)

كتاب الزكاة: باب فضل الصدقة (1/ 590، 591).

وانظر: م: كتاب الزكاة: باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة (7/ 101).

شرح غريبه:

خفير: هو الحامي والكفيل، يقال: خفرت الرجل: إذا أجرته وحفظته (النهاية/خفر/2/ 52).

ص: 481

345 -

(177) حديث أبي أمامة رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه، وقال مرة: إذا رفع ما ئدته قال:

{الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور} وقال مرة: {الحمد لله ربنا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى ربَّنا} رواه البخاري.

وفي لفظ: {الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودَّع ولا مستغنى عنه ربنا} رواه البخاري والترمذي وابن ماجه.

التخريج:

خ: كتاب الأطعمة: باب ما يقول إذا فرغ من طعامه (7/ 106)(الفتح 9/ 580).

ت: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا فرغ من الطعام (5/ 507) وقال: حسن صحيح.

جه: كتاب الأطعمة: باب ما يقال إذا فرغ من الطعام (2/ 1092، 1093).

شرح غريبه:

كفانا: من الكفاية وهي أعم من الشبع والري وغيرهما.

غير مكفي: غير محتاج إلى أحد؛ لأنه هو الذي يطعم عباده، ويكفيهم هذا على أن الضمير يعود إلى لفظ الجلالة، وقد يكون للحمد أو للطعام.

ولا مكفور: ولا مجحود فضله ونعمته.

ولا مودع: غير متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده.

ربنا: خبر أي هو ربنا، أو هو منصوب على المدح، أو الاختصاص، أو إضمار أعني، أو مجرور بدل الضمير في قوله:{عنه} ، ويجوز أنه منادى مع حذف أداة النداء (شرح الطيبي 8/ 153، 154)(الفتح 9/ 580، 581).

ص: 482

346 -

(178) حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إذا أدب الرجل أمته فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران، وإذا آمن بعيسى ثم آمن بي فله أجران، والعبد إذا اتقى ربه، وأطاع مواليه فله أجران} وفي لفظ بنحوه وفيه {وأيما مملوك أدى حق مواليه وحق ربه فله أجران} رواه البخاري.

347 -

(179) حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

قوله صلى الله عليه وسلم: {العبد إذا نصح سيده، وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين} رواه البخاري.

348 -

(180) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {نعم ما لأحدهم يحسن عبادة ربه وينصح لسيده} رواه البخاري، والترمذي بلفظ:{نعما لأحدهم أن يطيع ربه ويؤدي حق سيده} يعني المملوك.

التخريج:

خ: كتاب العتق: باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده (3/ 195)(الفتح 5/ 175)

كتاب أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} (4/ 204)(الفتح 6/ 478)

كتاب النكاح: باب اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها (7/ 7)(الفتح 9/ 126).

ت: كتاب البر والصلة: باب ما جاء في فضل المملوك الصالح (4/ 354، 355) وقال: حسن صحيح.

ص: 483

349 -

(181) حديث أنس رضي الله عنه:

قوله لمن شكوا إليه ما يلقون من الحَجاج: {اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم} سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري، والترمذي بلفظ:{ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم} .

التخريج:

خ: كتاب الفتن: باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه (9/ 61، 62)(الفتح 13/ 20).

ت: كتاب الفتن: باب منه ـ أي من أشراط الساعة ـ (4/ 492) وقال: حديث حسن.

ص: 484

350 -

(182) حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت} رواه البخاري.

التخريج:

خ: كتاب الدعوات: باب فضل التسبيح (8/ 107)(الفتح 11/ 208).

ص: 485

351 -

(183) حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

قوله صلى الله عليه وسلم: {أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ولا تحت ورقها} فوقع في نفسي النخلة، فكرهت أن أتكلم وثمَّ أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما، قال النبي صلى الله عليه وسلم:{هي النخلة} رواه البخاري.

التخريج:

خ: كتاب الأدب: باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال (8/ 42)(الفتح 10/ 536).

ص: 486

352 -

(184) حديث أنس رضي الله عنه:

في قصة أصحاب بئر معونة وفيه: أن جبريل عليه السلام أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم، قال: فكنا نقرأ: أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخ بعد.

وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه خبرهم فنعاهم، فقال:{إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك، ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم} رواه البخاري.

ورواه مسلم بلفظ: {إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا} .

التخريج:

خ: كتاب الجهاد: باب من ينكب في سبيل الله (4/ 22)(الفتح 6/ 18)

كتاب المغازي: باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه (5/ 135)(الفتح 7/ 388، 389).

وانظر: م: كتاب الإمارة: باب ثبوت الجنة للشهيد (13/ 46، 47).

ص: 487

353 -

(185) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {يُدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يارب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير. فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ {ويكون الرسول عليكم شهيداً} فذلك قوله جل ذكره {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} (1) وفي لفظ: {يجاء بنوح يوم القيامة فيقال: هل بلغت؟ . فيقول: نعم يارب

} رواه البخاري.

التخريج:

خ: كتاب التفسير: سورة البقرة: باب {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء} (6/ 25، 26)(الفتح 8/ 171).

كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} (9/ 132)(الفتح 13/ 316).

(1) ([البقرة: 143].

ص: 488

354 -

(186) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوماً يحدث وعنده رجل من أهل البادية {أن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: أولست فيما شئت؟ قال: بلى ولكني أحب أن أزرع، فأسرع وبذر، فتبادر الطرف نباتُه واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال، فيقول الله تعالى: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء} فقال الأعرابي: يارسول الله لا تجد هذا إلا قرشياً أو أنصارياً فإنهم أصحاب زرع، فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.

التخريج:

خ: كتاب المزارعة: باب رقم 2348 (3/ 142، 143)(الفتح 5/ 27)

كتاب التوحيد: باب كلام الرب مع أهل الجنة (9/ 185)(الفتح 13/ 487).

شرح غريبه:

فتبادر الطرف: أي أنه لما بذر لم يكن بين ذلك وبين استواء الزرع ونجاز أمره كله من القلع والحصد والتذرية والجمع والتكويم إلا قدر لمحة البصر (الفتح 5/ 27).

ص: 489

355 -

(187) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

وهو جزء من حديث الشفاعة وفيه: {فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من الأرض اشفع لنا إلى ربك} رواه البخاري.

التخريج:

خ: كتاب الأنبياء: بابٌ " يزفون " النسلان في المشي (4/ 172)(الفتح 6/ 395).

ص: 490

356 -

(188) حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

في قصة أم إسماعيل عليه السلام وهي طويلة وفيها: {أن إبراهيم عليه السلام جاء بها إلى مكة فقالت: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيعنا، وأنه عليه السلام استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع. (1) ثم ذكر قصة زمزم. وقوله صلى الله عليه وسلم: {يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ـ أو قال لو لم تغرف من الماء ـ لكانت زمزم عيناً معيناً} وفيه قول الملك: {لا تخافوا الضيعة؛ فإن هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله}

ثم ذكر زيارة إبراهيم مرتين لا يجد ابنه، وفي الثالثة جاء وقال:{يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً} وذكر بناء البيت. رواه البخاري.

ثم رواه بلفظ آخر وفيه قول هاجر لإبراهيم عليه السلام: {إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله، قالت: رضيت بالله}

وفيه قصة زيارة إبراهيم وقوله: {اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم} ثم مجيئه لبناء البيت وقوله: {يا إسماعيل إن ربك أمرني أن أبني له بيتاً. قال: أطع ربك، قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه، قال: إذن أفعل أو كما قال}

التخريج:

خ: كتاب الأنبياء: بابٌ "يزفون " النسلان في المشي (4/ 172 - 177)(الفتح 6/ 396 - 399).

(1) (اقتباس من قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع} [إبراهيم: 37]

ص: 491

357 -

(189) حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالاسلام ديناً غفر له ذنبه} رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

358 -

(190) حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً} رواه مسلم، والترمذي.

359 -

(191) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {يا أبا سعيد من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً وجبت له الجنة} فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها عليّ يارسول الله ففعل ثم قال: {وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض} قالوا: ما هي يا رسول الله، قال:{الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله} رواه مسلم، والنسائي.

ورواه أبو داود بلفظ: {من قال رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً وجبت له الجنة} .

360 -

حديث أبي سلام رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً إلا كان حقاً على الله أن يرضيه} رواه أبو داود.

ورواه ابن ماجه بلفظ: {ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسي، وحين يصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة} .

361 -

حديث ثوبان رضي الله عنه:

رواه الترمذي بلفظ: {من قال حين يمسي: رضيت

}

التخريج:

م: كتاب الإيمان: باب الدليل على أن من رضي بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي الكبائر (2/ 2) وفيه حديث العباس رضي الله عنهما.

كتاب الصلاة: باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي

صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل الله له الوسيلة (4/ 84) وفيه حديث سعد

كتاب الإمارة: باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات (13/ 28) وفيه حديث أبي سعيد.

ص: 492

د: كتاب الصلاة: باب مايقول إذا سمع المؤذن (1/ 142) وفيه حديث سعد.

باب في الاستغفار (2/ 89) وفيه حديث أبي سعيد، وقد صححه الألباني في (صحيح الجامع 2/ 1097)

كتاب الأدب: باب ما يقول إذا أصبح (4/ 320) وفيه حديث أبي سلام، وقال الألباني: ضعيف (ضعيف د /500)

ت: كتاب الإيمان: باب رقم (10)(5/ 14) قال: حسن صحيح. وفيه حديث العباس.

كتاب الدعوات: باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى (5/ 465) وفيه حديث ثوبان وقال: حسن غريب. وقال الألباني: ضعيف (ضعيف ت/443، ضعيف الجامع 5/ 228)

س: كتاب الأذان: الدعاء عند الأذان (2/ 26) وفيه حديث سعد

كتاب الجهاد: درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل (6/ 19، 20) وفيه حديث أبي سعيد رضي الله عنهم أجمعين.

جه: كتاب الأذان والسنة فيها: باب مايقال إذا أذن المؤذن (1/ 238، 239) وفيه حديث سعد.

كتاب الدعاء: باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى (2/ 1273) وفيه حديث أبي سلام.

قال في (الزوائد /499): إسناده صحيح رجاله ثقات لكن وقع اختلاف في السند ففي المجردة الصحابي هو أبو سلام، وفي الزوائد سلمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر البوصيري أنه ليس له شيء في الخمسة الأصول، وله عند ابن ماجه هذا الحديث الواحد.

وانظر (مصباح الزجاجة 4/ 149، 150).

وقد ذكر المزي الاختلاف وصحح روايته عن أبي سلام عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم (تهذيب الكمال 10/ 125).

ص: 493

وفي سند الحديث سابق بن ناجية وهو مقبول (التقريب/359).

وقد ضعف الألباني الحديث في (ضعيف جه/313) لكنه يتقوى برواية أبي سعيد الخدري فيكون حسناً لغيره، انظر تعليق محقق (عمل اليوم والليلة للنسائي /135).

ص: 494

ثبت فيه حديث أبي سعيد الخدري، وابن عباس رضي الله عنهم:

362 -

(192) حديث أبي سعيد رضي الله عنه:

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: {ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد} رواه مسلم، وأبو داود وفي أوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول حين يقول: {سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا

} الحديث وفيه روايتان: {السموات}

و{السماء} ورواه النسائي بنحوه مع اختلاف يسير وفيه {خير ما قال العبد} .

363 -

(193) حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: {اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وما بينهما

} الحديث، وفي رواية إلى قوله:{من شيء بعد} رواه مسلم باللفظين، ورواه النسائي باللفظ الثاني.

والحديث رواه ابن أبي أوفى مقتصراً على الشطر الأول بزيادة {سمع الله لمن حمده

اللهم

} إلى {من شيء بعد} كما في رواية أبي سعيد بدون الشاهد رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه.

364 -

وجاء من حديث أبي جحيفة بنحوه: رواه ابن ماجه بسند ضعيف وفيه قصه في أوله.

التخريج:

م: كتاب الصلاة: باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (4/ 192 - 195).

د: كتاب الصلاة: باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (1/ 221، 222).

ت: أبواب الصلاة: باب ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع (2/ 53، 54) وقال حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم.

س: كتاب الافتتاح: باب ما يقول في قيامه ذلك (2/ 198، 199).

ص: 495

جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (1/ 284، 285)، وفي (الزوائد/145) في إسناد حديث أبي جحيفة واسمه وهب بن عبدالله فيه مقال، وأبوعمر الراوي عنه لايعرف حاله، وانظر (مصباح الزجاجة 1/ 110)، وضعفه الألباني في (ضعيف جه 67).

شرح غريبه:

أهل الثناء والمجد: المشهور فيه النصب على النداء وجوز بعضهم الرفع خبر المبتدأ (شرح النووي 4/ 194) ويجوز النصب على المدح (شرح الأبي 2/ 205) والثناء بمعنى المدح (المشارق 1/ 132)، المجد في كلام العرب الشرف الواسع، وقيل: إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمي مجداً، والمجيد يجمع معنى الجليل والوهاب والكريم (النهاية/مجد/4/ 298)، قال عياض أصله السعة (المشارق 1/ 374) وهو هنا نهاية الشرف (شرح الأبي 2/ 205).

ذا الجد: لا ينفع ذا الغنى منك غناه، إنما ينفعه الإيمان والطاعه (النهاية/جدد/1/ 244)، الصحيح المشهور بالفتح وهو الحظ الغنى والعظمة والسلطان ومنه قوله:{وأنه تعالى جد ربنا} [الجن: 3] أي لاينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان، منك حظه أي لاينجيه ولاينفعه حظه وإنما ينجيه العمل الصالح، كما قال جلَّ وعلا:{المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيراً املاً} [الكهف: 46](شرح النووي 4/ 196)، ورواية الكسر ضعفها الطبري ومعناه بالكسر: الاجتهاد.

ص: 496

365 -

(194) حديث ثوبان رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ـ أو قال: من بين أقطارها ـ حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً} رواه مسلم، والترمذي.

ورواه أبو داود وفي أوله: {أو قال: إن ربي زوى لي الأرض} وفيه زيادة في آخره في ذكر الطائفة المنصورة. ورواه النسائي مختصراً من حديث خباب رضي الله عنه.

366 -

(195) حديث سعد رضي الله عنه:

في صلاته صلى الله عليه وسلم ركعتين بمسجد بني معاوية ودعائه طويلاً ثم قوله: {سألت ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين، ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لايجعل بأسهم بينهم فمنعنيها} رواه مسلم.

التخريج:

م: كتاب الفتن وأشراط الساعة (18/ 13 - 15).

د: كتاب الفتن والملاحم: باب ذكر الفتن ودلائلها (4/ 95).

ت: كتاب الفتن: باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً في أمته (4/ 472) وقال: حسن صحيح.

س: كتاب قيام الليل وتطوع النهار: باب إحياء الليل (3/ 216، 217).

ص: 497

شرح غريبه:

يستبيح بيضتهم: أي مجتمعهم وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم، وبيضة الدار وسطها ومعظمها، أراد عدواً يستأصلهم ويهلكهم جميعهم، لأنه إذا أهلك أصل البيضة كان هلاك كل ما فيها من طعم أو فرخ وإذا لم يهلك أصلها ربما سلم بعض فراخها، وقيل: أراد بالبيضة الخوذة فكأنه شبه مكان اجتماعهم والتئامهم ببيضة الحديد (النهاية/بيض/1/ 172).

ص: 498

367 -

(196) حديث البراء بن عازب رضي الله عنه:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} (1) قال: {نزلت في عذاب القبر، فيقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبيي محمد

صلى الله عليه وسلم}، فذلك قوله عز وجل:{يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي والآخرة} رواه مسلم، والترمذي، وابن ماجه.

ورواه أبو داود مطولا في ذكر عذاب القبر.

التخريج:

م: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (17/ 204).

د: كتاب السنة: باب في المسألة في القبر وعذاب القبر (4/ 239 - 241).

ت: كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام (5/ 295، 296) وقال: حسن صحيح.

جه: كتاب الزهد: باب ذكر القبر والبلى (2/ 1427).

(1) ([إبراهيم: 27].

ص: 499

368 -

(197) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله صلى الله عليه وسلم: {استأذنت ربي أن استغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي} رواه مسلم، وزاد في رواية:{فزوروا القبور فإنها تذكّر الموت} رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

التخريج:

م: كتاب الجنائز (7/ 45 - 47).

د: كتاب الجنائز: باب في زيارة القبور (3/ 215، 216).

س: كتاب الجنائز: زيارة قبرالمشرك (4/ 90).

جه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في زيارة قبور المشركين (1/ 501).

ص: 500