الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{المستعان}
المعنى في اللغة:
العَون: الظهير على الأمر، تقول: أعنته إعانة ومعونة.
والاستعانة: طلب العون (1).
المعنى في الشرع:
المستعان: هو الذي يستعين به عبده على دفع الشر، وعلى جلب الخير ويثق به ويعتمد عليه في نيل مطلوبه (2)، وفي الاستعانة بالله تعالى بعد عن الإعجاب بالنفس، وعن الاتكال على حول العبد وقوته، وإنما يستعين بالرحمن الذي ناصية كل مخلوق بيده سبحانه (3).
والاستعانة مجمع أصلين: الثقة بالله، والاعتماد عليه، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس، ولايعتمد عليه في أموره مع ثقته به، لاستغنائه عنه، وقد يعتمد عليه ـ مع عدم ثقته به ـ لحاجته إليه، ولعدم من يقوم مقامه، فيحتاج إلى اعتماده عليه، مع أنه غير واثق به (4).
والله سبحانه وحده الذي يعتمد عليه القلب في رزقه، ونصره، ونفعه، وضره، فالاستعانة عبادة تصرف له وحده لاشريك له؛ إذ لا يعين على العباده الإعانة المطلقة إلا هو سبحانه وتعالى وقد يستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه (5).
وروده في القرآن:
ورد في موضعين هما قوله تعالى:
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)} [يوسف: 18]
{قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)} [الأنبياء: 112].
206 -
ورد فيه حديث أبي أمامة صُديّ بن عجلان الباهلي رضي الله عنه:
قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن حاتم حدثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري حدثنا الليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً قلنا: يارسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا فقال: {ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله تقول: اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله} .
(1) اللسان (عون)(5/ 3179).
(2)
انظر: تفسير ابن جرير (15/ 584)، مجموع الفتاوى (1/ 34، 35).
(3)
انظر: تيسير الكريم الرحمن (3/ 304).
(4)
انظر: مدارج السالكين (1/ 74، 75).
(5)
انظر: مجموع الفتاوى (1/ 35، 69، 113، 10/ 35).
التخريج:
ت: كتاب الدعوات: باب رقم (89)(5/ 537، 538).
وأخرجه الطبراني في (الكبير 8/ 192) من طريق ليث عن ثابت بن عجلان عن القاسم بن أبي أمامة رضي الله عنه.
وجاء من حديث عائشة، وأبي هريرة رضي الله عنهما بدون الشاهد:
انظر (السلسلة الصحيحة 4/ 56، 57).
دراسة الإسناد:
(1)
محمد بن حاتم: وهو المكتب أو المؤدب: تقدم وهو ثقة. (راجع ص 567)
(2)
عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري: هو عمار بن محمد الثوري، أبو اليقظان، الكوفي، سكن بغداد.
اختلف فيه:
قال علي بن حجر: ثبت حجة، ووثقه أبو معمر القطيعي، وابن سعد، وابن معين في وراية، قال أحمد، وابن معين: ليس به بأس، وقال البخاري: كان أوثق من سيف يعني أخاه، وقال: شعبة يتكلم فيه لكن نحن نروي عنه، وقال أبو حاتم: ليس به بأس يكتب حديثه. وقال الخطيب: وثقوه.
وضعفه آخرون: قال أبو زرعة: ليس بالقوي، وهو أحسن حالا من عمار بن سيف. ونقل عن البخاري قوله: مجهول، وقال الجوزجاني: عمار وسيف ابنا أخت الثوري ليسا بالقويين، وقال: ليس بالقوي في الحديث ولا قريبا، قال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى استحق الترك، نقل ابن الجوزي قول الدارقطني: متروك. قال الذهبي في الميزان: لم ينصف الجوزجاني فإن سيفاً ليس بثقة، وعمار فصدوق، وقبل ذلك قال: ثقة، وكذا في الكاشف، والمغني، وفي رسالة " من تكلم فيه " قال: صدوق نبيل.
وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، وكان عابداً، من الثامنة، مات سنة 182 هـ (م ت جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (6/ 388)، العلل لأحمد (3/ 197)، بحر الدم (308)، من كلام أبي زكريا (77)، التاريخ الكبير (7/ 29)، التاريخ الصغير (204)، الجرح والتعديل (6/ 393)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 202)، تاريخ بغداد (12/ 252)، الموضوعات (1/ 382)، المجروحين (2/ 195)، الشجرة (142)، الثقات لابن شاهين (156)، تهذيب الكمال (21/ 204 - 207)، البيان والتوضيح (181، 182)، من تكلم فيه (141)، المغني (2/ 459)، الميزان (3/ 168)، الكاشف (2/ 51)، التهذيب (7/ 405، 406)، التقريب (408).
(3)
الليث: هو ابن أبي سُليم، تقدم، وهو صدوق اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك. (راجع ص 267)
(4)
عبد الرحمن بن سابط: ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط وهو الصحيح صوبه ابن معين وقال: من قال عبد الرحمن بن سابط فقد أخطأ، ويقال: ابن عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي المكي، من أصحاب عبد الله بن عباس. وثقه ابن معين، وابن سعد، وأبو زرعة، والفسوي، والدارقطني، والعجلي.