المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌{المالك ومعه الملك، مالك الملك} - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ٢

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌{الحميد}

- ‌{الحي}

- ‌{الحييّ}

- ‌المبحث السادسأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الخاء

- ‌{الخالق}

- ‌{الخبير}

- ‌المبحث السابعأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الراء

- ‌{الرازق، ومعه الرزاق}

- ‌{الرحمن، الرحيم}

- ‌{الرحمن}

- ‌{الرحيم}

- ‌{الرفيق}

- ‌المبحث الثامنأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف السين

- ‌{السبوح}

- ‌{الستّير}

- ‌{السلام}

- ‌{السيد}

- ‌المبحث التاسعأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الشين

- ‌{الشافي}

- ‌{الشهيد}

- ‌المبحث العاشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الصاد

- ‌{الصمد}

- ‌المبحث الحادي عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الطاء

- ‌{الطاهر}

- ‌{الطيب}

- ‌المبحث الثاني عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف العين

- ‌{العظيم}

- ‌{العفو}

- ‌‌‌{العليم}

- ‌{العلي

- ‌المبحث الثالث عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الغين

- ‌{الغفور}

- ‌{الغني}

- ‌المبحث الرابع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف القاف

- ‌{القادر}

- ‌{القدوس}

- ‌{القدير}

- ‌{القريب}

- ‌{القيوم}

- ‌المبحث الخامس عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الكاف

- ‌{الكبير}

- ‌{الكريم}

- ‌{الكفيل}

- ‌المبحث السادس عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف اللام

- ‌{اللطيف}

- ‌المبحث السابع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الميم

- ‌{الماجد، المجيد}

- ‌{المالك ومعه الملك، مالك الملك}

- ‌{المبارك}

- ‌{المتعال}

- ‌{المجيد}

- ‌{المستعان}

- ‌{المسعر}

- ‌{المعطي}

- ‌{المقدم المؤخر}

- ‌{الملك}

- ‌{المليك}

- ‌{المنان}

- ‌{المولى}

- ‌المبحث الثامن عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف النون

- ‌{النصير}

- ‌{النظيف}

- ‌المبحث التاسع عشرأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الواو

- ‌{الواجد}

- ‌{الواحد}

- ‌{الوتر}

- ‌{الودود}

- ‌{الوكيل}

- ‌{الولي}

- ‌{الوهاب}

- ‌الفصل الثالث:الأسماء المختلف في اسميتها

- ‌المبحث الأولأحاديث الأسماء المضافة

- ‌{بديع السموات والأرض}

- ‌{عالم الغيب والشهادة}

- ‌{علام الغيوب}

- ‌{مقلب القلوب، ومصرفها}

- ‌{منزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الأسماء المذوَّاة

- ‌{ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة}

- ‌{ذو الجلال والإكرام}

- ‌الفصل الرابع

- ‌{الإله، الله}

- ‌في تحريم دم قائل لا إله إلا الله

- ‌قول لا إله إلا الله كفارة الحلف بغير الله

- ‌القسم بالله الذي لا إله إلا هو

- ‌قول لا إله إلا الله عند الفزع

- ‌ذكره صلى الله عليه وسلم الشهاديتن إثر حصول آية لنبوته

- ‌ذكر الشهادة عند السؤال في القبر

- ‌شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن قال: لاإله إلا الله

- ‌أن الشهادة هي أفضل شعب الإيمان

- ‌ذكر الشهادة في الركوع أو السجود

- ‌ذكر الشهادة في كفارة المجلس

- ‌أن قول لا إله إلا الله أفضل الذكر

- ‌الشهادة سبب لحصول الإيمان

- ‌الحلف بالله الذي لا إله إلا هو

- ‌الشهادة شرط في الإيمان

- ‌دعوة المشرك إلى الشهادة

- ‌أن الشهادة ليس لها دون الله حجاب

- ‌ذكر الشهادة في الدعاء

- ‌في فضل قول لا إله إلا الله

- ‌ورود اسم {الإله} مضافاً

- ‌إله الناس

- ‌المبحث الثانيالأحاديث الواردة في اسم {الرب}

الفصل: ‌{المالك ومعه الملك، مالك الملك}

{المالك ومعه الملك، مالك الملك}

المعنى في اللغة:

الملك يدل على قوة في الشيء وصحة، يقال: أملك عجينه: قوَّى عجنه وشدّه، ثم قيل: مَلَك الإنسان الشيء مُلْكاً؛ لأن يده فيه قوية صحيحة (1).

وملك الله وملكوته: سلطانه وعظمته، تملكه: ملكه قهراً.

والملْك والملِك والمليك والمالك: ذو الملك، وهواحتواء الشيء والقدرة والاستبداد به (2).

والمالك للشيء متوثق منه محكم لأمره أن يخرج عن يده، فلا يمكن أحداً إدخال يدٍ معه ولا التصرف فيه (3).

المعنى في الشرع:

الله سبحانه هوالملك الذي لا ملك فوقه ولا شيء إلا دونه فلا يتوهم ملك يدانيه فضلا عن أن يفوقه، وهو الذي أبدع الخلق فلا يكون أحد أحق بما أبدع منه، ولا أولى بالتصرف فيه منه، وقد استحق الملك بإبداعه وإيجاده إياهم، ولا يخشى أن ينزع منه أو يدفع عنه (4)، وهو المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة (5).

وهو الملك النافذ الأمر في ملكه؛ إذ ليس كل مالك ينفذ أمره وتصرفه فيما يملكه، والله تعالى مالك المالكين كلهم، والمُلَاّك إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى (6).

الله عز وجل مالك الأشياء كلها ومصرفها على إرادته، فهو قادر على كل ما خلق وله التصرف المطلق في الخلق والأمر والجزاء والملك هو ذو الملك ويوم القيامة لا يدِّعي الملك معه أحد كما يدعى ذلك في الدنيا كما قال تعالى:

{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} [الفرقان: 26](7).

وهو سبحانه مالك الملوك والملاك يصرفهم تحت أمره ونهيه فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما

منع (8)، فهو سبحانه تام الملك جامع لأصناف المملوكات، وهو سبحانه يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء (9)، وملكه سبحانه مطلق فهو عام شامل بخلاف ملك البشر (10).

(1) معجم مقاييس اللغة (ملك)(5/ 351، 352).

(2)

اللسان (ملك)(7/ 4266، 4267).

(3)

انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (30).

(4)

انظر: جامع البيان (28/ 36)، الأسماء والصفات (1/ 81).

(5)

تفسير ابن كثير (8/ 105).

(6)

انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (30)

(7)

انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (43 - 46)، شأن الدعاء (91)، تيسير الكريم الرحمن (5/ 485).

(8)

انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (62).

(9)

انظر: شأن الدعاء (40).

(10)

انظر: المحاضرات السنية في شرح الواسطية (1/ 315، 316).

ص: 254

ولما كان الملك الحق لله وحده، ولا ملك على الحقيقة سواه كان أخنع اسم وأوضعه عند الله، وأغضبه له اسم ملك الملوك، وسلطان السلاطين فإن ذلك ليس لأحد غير الله فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل والله لا يحب الباطل (1).

وروده في القرآن:

جاء بلفظ: الملك في أربعة مواضع منها قوله تعالى:

{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [طه: 114]، [المؤمنون: 116].

وجاء مضافاً في قوله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ (2)} [الناس: 2].

وجاء بلفظ: مالك الملك في موضع واحد قوله تعالى:

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} [آل عمران: 26].

وجاء بلفظ: مالك يوم الدين، وبلفظ: مليك قال تعالى:

{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 4].

{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)} [القمر: 55].

وجاء إثبات الملك لله تعالى في ثمانية وعشرين موضعا منها قوله تعالى:

{قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ} [الأنعام: 73].

(1) انظر: زاد المعاد (2/ 340).

ص: 255

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} [الإسراء: 111]، [الفرقان: 2].

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 189]، [المائدة: 17، 18]، [النور: 42]، [الجاثية: 27]، [الفتح: 14].

ص: 256

205 -

(90) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن أخنع اسم عند الله رجل تسمَّى ملك الأملاك، لامالك إلا الله عز وجل} وفي رواية: {أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله} رواه مسلم، وأصله عند البخاري بلفظ:{أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمى ملك الأملاك} وفي لفظ {أخنع

} وكذا رواه الترمذي، ورواه أبو داود باللفظين، وقد انفرد مسلم عنهم بذكر الشاهد.

التخريج:

م: كتاب الآداب: باب تحريم التسمي بملك الأملاك أو، بملك الملوك (14/ 121، 122).

وانظر: خ: كتاب الأدب: باب أبغض الأسماء إلى الله (8/ 56)(الفتح 10/ 588).

د: كتاب الأدب: باب في تغيير الاسم القبيح (4/ 292).

ت: كتاب الأدب: باب ماجاء مايكره من الأسماء (5/ 134)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وهو بعنوان: كتاب الأسماء في (العارضة 10/ 273، 278).

شرح غريبه:

أخنع: خنع أخنع أي أذلها وأوضعها والخانع: الذليل الخاضع (النهاية/خنع/2/ 84)، ومن روى أخنع أراد أشر الأسماء ذلاً، وأوضعها عند الله؛ إذ تسمى بملك الأملاك فوضعه ذلك عند الله. وقيل: بل هو أن يسمى الرجل بأسماء الله كقوله: الرحمن، الجبار، والعزيز، فالله هو ملك الأملاك لا يجوز أن يسمى بهذا الاسم غيره، وكلا القولين له وجه والله أعلم (غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 18). وجاء

بلفظ: {أخنى} والخنى: الفحش في القول، أو من قولهم: أخنى عليه الدهر أهلكه، وقيل: أوضع، وإذا كان الاسم أذل الأسماء فإن من تسمى به فهو أشد ذلاً، وفُسر أخنع بأفجر فيقرب من معنى:{أخنى} وهو الفحش، أو هو أكذب الأسماء وأقبحها، وجاء بعض الروايات:{أكره} وجاء: {أنخع} أي أقتل والنخع: القتل الشديد (شرح النووي 14/ 121)، (الفتح 10/ 589)، (شرح الأبي 5/ 420).

الفوائد:

(1)

أن التسمي بملك الأملاك حرام، وكذلك التسمي بأسماء الله تعالى المختصة به كالرحمن والقدوس والمهيمن وخالق الخلق ونحوها، ومن ذلك قولهم شاهان شاه وقد مثل سفيان بذلك ورواه عنه البخاري ومسلم في هذا الموضع (شرح النووي 14/ 122)، وفيه من التعاظم والكبرياء التي لا تليق إلا بالله سبحانه وتعالى (شرح الأبي 5/ 420).

(2)

فيه مشروعية الأدب في كل شيء؛ لأن الزجر عن ملك الأملاك والوعيد عليه يقتضي المنع منه مطلقاً سواء أراد من تسمى بذلك أنه ملك على ملوك الأرض أو على بعضها، وسواء كان محقاً في ذلك أو مبطلاً، مع أنه لايخفى الفرق بين من قصد ذلك وكان صادقاً، ومن قصده وكان فيه كاذباً (الفتح 10/ 591).

ص: 257

(3)

أخذ من تفسير ابن عيينة أن لفظ شاهان شاه كان قد كثرت التسمية به في ذلك العصر فنبَّه سفيان على أن الاسم الذي ورد فيه الخبر بذمه لاينحصر في ملك الأملاك، بل كل ما أدى معناه بأي لسان كان فهو مراد بالذم (تحفة الأحوذي 8 ا/126).

ص: 258